ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي تقريراً يُلقي الضوء بالتفاصيل على الوقائع التي تثبت كون الكيان الصهيوني مأزوماً في غزّة ومعاناته أزمة في الخروج من هذه الأزمة.

 

وصّف الإمام الخامنئي في خطاب العام الذي ألقاه في 20 آذار/مارس 2024، وخلال تطرّقه إلى موضوع غزّة، الكيان الصهيوني كما يلي: «اتّضح أنّ الكيان الصهيوني ليس مأزوماً في حماية نفسه فحسب، بل إنّه يعاني حقّاً أزمة الخروج من الأزمة أيضاً... تسبب الكيان الصهيوني لنفسه بهذا المستنقع جرّاء دخوله غزّة؛ إنْ خرج اليوم من غزّة كان مهزوماً، وإنْ لم يخرج منها سيُهزم أيضاً». في ما يلي، سنحاول إيضاح أسباب وجوانب هذا التوصيف الذي قدّمه الإمام الخامنئي لوضع الكيان الصهيوني.

 

مرّ أكثر من 150 يوماً على بدء هجوم الكيان الصهيوني البريّ على غزّة.  وقد أدّى هذا الهجوم الوحشي إلى استشهاد أكثر من 13000 طفل وأكثر من 9000 امرأة، وحصل ذلك منذ البداية بهدف القضاء على إمكانات المقاومة في غزّة، وتهجير المواطنين الفلسطينيّين من المدينة. في بدايات العام 2024 ادّعى الكيان الصهيوني أنّه قضى على القدرة العسكريّة لحماس في شمالي غزّة بالكامل وهو يعمل على توسيع نطاق هذا الأمر ليشمل كلّ القطاع. بعد أكثر من 70 يوماً على طرح هذا الادّعاء، ينتشر خبران بشكل متزامن في وسائل الإعلام حول الحرب في غزّة. الأوّل هو إصرار نتنياهو على الدخول البرّي إلى رفح الواقعة في أقصى جنوبي قطاع غزّة من أجل «القضاء على حماس بشكل كامل» والآخر الاشتباكات القاسية في أطراف مستشفى الشفاء شمالي القطاع.

 

قبل أيام قليلة من ذلك، تحدّث رئيس وزراء الكيان الصهيوني أيضاً عن المساعي من أجل اغتيال قادة حماس. المساعي التي لا زالت تُمنى بالفشل بعد مرور عدّة أشهر. كذلك تنتشر بشكل يومي تقريباً مقاطع مصوّرة وأخبار عمليّات المقاومة في مواقع من غزّة يدّعي الكيان الصهيوني السيطرة عليها. لا يُمكن الخلوص من هذه الأخبار المتناقضة بخصوص المعركة البريّة في غزّة وادعاءات الكيان الصهيوني إلا إلى نتيجة واحدة، وهي على ما يبدو أنّ الكيان الصهيوني عجز حتى الآن عن تحقيق أيّ من أهدافه في قطاع غزّة، وأنّ الضغوط على هذا الكيان تتضاعف يوماً بعد يوم، سواء كانت داخليّة أو خارجيّة. هذه الضغوط الخارجيّة وصلت إلى حدّ جعل الحلفاء الغربيّين للكيان من قبيل كانادا يعلنون أنّهم سيوقفون تصدير الأسلحة إلى هذا الكيان وبات المسؤولون يتحدّثون – ولو انطلاقاً من نفاقهم – عن وقف إطلاق النار. لا تنحصر هزيمة الكيان في غزّة بميدان الصّراع أو الميدان الدبلوماسي. وفي مجال الاقتصاد أيضاً، تكبّد هذا الكيان هزائم قاسية، جاء ذكر بعضها في تقرير حمل عنوان «كم تحقّقت أهداف الكيان الصهيوني بعد مئة يوم من الهجوم على غزّة؟» وجرى نشره سابقاً. كما قال الأمين العام لحزب الله في لبنان، السيّد حسن نصر الله، في أحد خطاباته أنّ أحد أكبر المؤشّرات على انهزام الكيان الصهيوني في غزّة هو أنّهم كانوا يتحدّثون في بداية الحرب عن القضاء بشكل كامل على حماس وباتوا الآن يفاوضون على وقف إطلاق النار معها.

 

هذه الأمور مجتمعة تؤيّد ما جاء في خطاب العام للإمام الخامنئي بتاريخ 20 آذار/مارس 2024 وقول سماحته إنّ غزّة تحوّلت إلى مستنقع للكيان الصهيوني وإنّ الكيان سيتكبّد الهزيمة حتماً لو واصل تواجده في غزّة.

 

لكنّ هزيمة الكيان الصهيوني تحمل وجهاً آخر أيضاً، وهي الهزيمة الواضحة له في حال خرج من غزّة. وهو الذي أقدم على حرب جنونيّة في غزّة من أجل الدفاع عن حيثيّته واستعادة قدرته على الردع، سيوقّع فور خروجه من غزّة على زوال قدرة الردع لديه. كما أنّ الخلافات الداخليّة بين الأحزاب السياسيّة في الكيان الصهيوني خلال فترة الحرب كشفت عن نفسها في قضيّة إرسال اليهود التقليديّين للمشاركة في الحرب على غزّة، وفي حال تكبّد الكيان الهزيمة وعند خروجه من غزّة فإنّه سيدخل مرحلة جديدة. وفي الساحة الدوليّة، أُرسل الكيان الصهيوني إلى المحاكم بتهمة ارتكاب المجازر الجماعيّة، كما فقد مشروعه الحالم بالتطبيع والاندماج في المنطقة وهو يرى أمامه الآن أربع جبهات صراع مفتوحة على الأقل. الأولى هي جبهة الصراع في الحدود الشماليّة مع لبنان، والثانية جبهة الصراع في البحر الأحمر مع اليمن، والثالثة هي الجبهة التي فُتحت مع المقاومة في العراق التي تستهدف كلّ فترة مختلف مرافئ الكيان الصهيوني بصواريخها.

 

قال الإمام الخامنئي بتاريخ 20 آذار/مارس 2024 في خطاب العام الهجري الشمسي الجديد: «لقد اتّضح وضع الكيان الصهيوني للجميع، وبات معروفاً أنّ الكيان الصهيوني ليس مأزوماً في حماية نفسه فحسب، بل إنّه يعاني حقّاً أزمة الخروج من الأزمة أيضاً. إنّه غارق في المستنقع ولا يستطيع إنقاذ نفسه. تسبب الكيان الصهيوني لنفسه بهذا المستنقع جرّاء دخوله غزّة؛ إنْ خرج اليوم من غزّة كان مهزوماً، وإنْ لم يخرج منها سيُهزم أيضاً.»