يعيش العالم الإسلامي اليوم مقطعاً تاريخياً، وعلينا أن نعرف هذا المقطع ولا نغفل عنه. طوال الأعوام الثلاثين الماضية - من بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران - لم يحدث مثل هذا الوضع في العالم الإسلامي على الإطلاق. وحينما نقول هذا المقطع فليس معنى ذلك أن العالم الإسلامي كان هادئاً وساكتاً وغير مكترث طوال هذه الأعوام الثلاثين، لا. أعتقد، والواقع هو هذا بالتأكيد، بأن نشاطات العظماء‌ على مرّ الأعوام، وتحركات المصلحين، ودماء المضحين، وتعليمات أصحاب الفكر، وبالتالي الثورة الإسلامية في إيران، تركت جميعها تأثيراتها في العالم الإسلامي، وقلّبت القلوب، ودلت على الاتجاهات، وتراكمت المحفزات تدريجياً وراحت هذه المحفزات تتجلى الآن في فرصة معينة. هذا المقطع مقطع مهم، ويمكنه أن يفضي لحل مشاكل العالم الإسلامي، وإذا لم نعرفه بصورة صحيحة، ولم نستفد منه بصورة صحيحة، فقد يخلق لنا مشاكل أخرى.

 

كامل الخطاب