الدعاء والتحرك النهضوي

هذه الأدعية هي مصدر أمثال هذه النهضات، وهذه الأدعية هي التي توجه الإنسان للمبدأ الغيبي لو أحسن قراءتها، ونفس هذا التوجه يؤدي إلى تقليل تعلق وحب الإنسان لنفسه، وهذا لا يمنع الإنسان عن الحركة والنشاط، كلا، بل على العكس هو يولد حركة ونشاطا أيضا لدى الإنسان ولكن ليس من أجل نفسه، بل إنه يدرك أنه يجب أن يتحرك وينشط من أجل خدمة عباد الله، فهي خدمة لله.

أولئك المنتقدون لكتب الأدعية إنما يفعلون ذلك لكونهم جهلة مساكين لا يعرفون كيف أن كتب الأدعية هذه تصنع الإنسان، فأي إنسان - عظيم - تصنعه الأدعية, الأدعية الواردة عن أئمتنا، كالمناجاة الشعبانية ودعاء كميل، ودعاء الإمام سيد الشهداء (سلام الله عليه) يوم عرفه، دعاء السمات ...

إن الذي يقرأ المناجاة الشعبانية هو نفسه الذي يشهر السيف أيضا هذه المناجاة كان يقرأها جميع الأئمة، ولم أر فيما يتعلق بسائر الأدعية الأخرى مثل هذا الوصف - قراءة جميع الأئمة لها - والذي يقرأها يشهر السيف ويجاهد الكفار.

هذه الأدعية تخرج الإنسان من هذه الظلمات وعندما يخرج منهما يصبح عاملا في سبيل الله، مقاتلا في سبيل الله، قائما لله.

الأدعية لا تحجز الإنسان عن الحركة والعمل كما يدعي أولئك قاصرين آمالهم على هذه الدنيا معتبرين كل ما وراءها من "الذهنيات" لكنهم سيصلون إلى حيث يرون أن هذه الذهنيات هي "العينيات" وما كانوا يرونه عينيا هو الذهنيات.

هذه الأدعية والخطب ونهج البلاغة ومفاتيح الجنان وسائر كتب الأدعية، هي التي تعين الإنسان ليصبح إنساناً.

المصدر: كتاب تفسير سورة البسملة.