التاريخ 5 آبان 1357 ﻫ.ش/ 24 ذي القعدة 1398 ﻫ.ق‏

 

المكان: باريس، نوفل لوشاتو

 

الموضوع: دوافع معارضة نظام الشاه‏

 

أجرى المقابلة: مراسل القناة الأولى للتلفزيون الفرنسي‏

 

المصدر: صحيفة الإمام، ج‏4، ص: 116 

 

سؤال: (هل ستشاركون في الحكومة الانتقالية مع وجود الشاه؟ وما هي شروطكم؟).

 

الإمام الخميني: مع وجود الشاه، لن نشارك في أية حكومة سواء انتقالية أو غير انتقالية. ولن نقبل أي شروط.

 

سؤال: (ألا تخشون بأن الأزمة السياسية والاقتصادية ستتفاقم أكثر مع رحيل الشاه؟).

 

الإمام الخميني: إن الأزمات السياسية والاقتصادية قائمة مع وجود الشاه، لأن الشعب لا يتعاون معه. ومثل هذا يفجر الأزمة، فإذا رحل الشاه ستنتهي الأزمة.

 

سؤال: (ألم يحظ التحرك الأخير في إيران بدعم وتوجيه الإيديولوجية الماركسية؟).

 

الإمام الخميني: مطلقاً. لم ولن يتم توجيهه من قبل هؤلاء، لأن دعم هؤلاء لا يحظى بقبول أحد.

 

سؤال: (هل ستقبلون بدعم ومساعدة أحد البلدان الشيوعية؟).

 

الإمام الخميني: نحن نتطلع لتحقيق استقلالنا ولن نقبل بدعم أي بلد، ولن نخضع لوصاية أية دولة.

 

سؤال: (هل بوسع الإسلام بقوانينه التي تفتقد للمرونة، العمل على صيانة الحريات والتقدم الاجتماعي؟).

 

الإمام الخميني: أولاً، إن أحكام الإسلام الأساسية ثابتة، غير أن الكثير من تعاليمه تتسم بالمرونة في حالات خاصة، وبوسعها صيانة الديمقراطية بمختلف أبعادها.. إن الدولة التي نتطلع إليها دولة إسلامية بكل معنى الكلمة ولا يوجد في الوقت الحاضر نظير لها، غير أن في الماضي كان لها وجود.

 

سؤال: (تتهم النهضة الإيرانية الأخيرة بالرجعية. كيف تعلقون على ذلك؟).

 

الإمام الخميني: لذلك ترفض النهضة الأخيرة الأمور الرجعية. إن حكومة الشاه وأمثاله هي التي فرضت علينا الرجعية والتخلف في جميع مرافق الحياة، ونحن نسعى للتخلص من ذلك.. إن نهضتنا نهضة حضارية متقدمة.

 

سؤال: (إنكم تطالبون برحيل الشاه هل بالإمكان توضيح دوافع ذلك؟ هل تتمنون مقتل الشاه أو موته؟).

 

الإمام الخميني: منذ أكثر من خمسة عشر عاماً كنا قد تطرقنا إلى أسباب إدانة الشاه وضرورة رحيله، في البيانات والمنشورات التي أصدرناها، وسأذكر لكم الآن بعض ذلك.

 

منذ أكثر من خمسين عاماً فرضت الدول الأجنبية علينا في إيران الشاه وأبيه.. فالشاه السابق، وحسب ما اعترف به الانجليز، بأنهم هم الذين جاءوا به ونصّبوه حاكماً في البلاد. لقد أعلنت إذاعة دلهي ذلك بكل صراحة. أما الشاه الحالي فقد ذكر في أحد كتبه: (لقد جاء الحلفاء إلى إيران خلال الحرب العالمية ورأوا من المناسب أن أكون ملكاً) .

 

إننا نعاني من القمع والكبت غير العادي منذ خمسين عاماً. فليس لدينا لا ثقافة مستقلة ولا جيش مستقل، ولا اقتصاد سليم، ولا توجهاتنا السياسية صحيحة وسليمة.. وفيما يتعلق بثقافتنا، فإن الشاه يفرضها علينا بأمر من الآخرين. وإن مدارسنا إما معطلة أو شبه معطلة في الغالب، وحينما تكون أبوابها مفتوحة فإن الأوامر تقضي بالإبقاء على طلبتنا متأخرين، ولا يسمحوا بتخريج رجال علماء في بلدنا.. كما أن صحافتنا ووسائل إعلامنا يهيمن عليها الشاه طوال هذه الخمسين عاماً.. كذلك صادروا من أبناء شعبنا كلّ شكل من أشكال الحرية.. فلم يكن لدينا خلال هذه الخمسين عاماً حتى مجلساً وطنياً واحداً. ففي عهد رضا شاه عملوا على تغيير النظام بضغط منه، أي نقلوا الملكية إليه .. فمجلس المؤسسين الذي تم تشكيله، كان قد شكّل بقوة الحراب وكان الشعب بأسره يعارضه، غير أن الحراب لم تدع فرصة لأبناء الشعب للتعبير عن معارضتهم ورفضهم له.. وعليه فإن مجلس المؤسسين، الذي شكّل في عهد رضا شاه بقوة الحراب، لم يكن مجلساً قانونياً أساساً.. وهذا يعني أن مجي‏ء رضا شاه وتربعه على عرش الملوكية لم يكن قانونياً هو الآخر. وتبعاً لذلك يعتبر عرش محمد رضا شاه غير قانوني.. إن محمد رضا شاه فعل كلّ ما بوسعه للحيلولة دون رقي وازدهار شعبنا.. لم يسمح لثقافتنا أن تنمو وتزدهر.. كما أنه وضع جيشنا تحت إشراف جيوش الآخرين، فالمستشارون الأمريكان هم الذين كانوا يتولون إدارة جيشنا، كذلك دمر اقتصادنا بالكامل، قضى على‏ زراعة إيران، وهو الآن يهدر نفطنا ويعطيه للآخرين بالمجان. وإذا ما بقي محمد رضا شاه في سدة الحكم فإن بلدنا سيصبح من البلدان الفقيرة والمعدمة بعد عدة سنوات.. وعليه فإن لم يرحل، لن يكتب لبلدنا الحرية والرقي والتقدم. فلابد من رحيله.