مع القائد الخامنئي(دام ظله) : لباس التقوى‏

الحاجة إلى التقوى

«إننا جميعاً محتاجون للتقوى أنا وأنتم وذلك لأننا إن أهملنا رعاية التقوى ثم وقع ما يؤسف له جراء ذلك، فإن الضرر سيعود على الإسلام لا علينا؛ في ذلك الحين سيكون وزر هذا الضرر في أعناقنا، وإثمه في ذمتنا.

إنهم (أي الآخرون) ينظرون إلى الإسلام بأعيننا، ويتعرَّفون على الحقائق الإسلامية عن طريقنا، ولذا فإن خطأنا سوف يُلْصَقُ بالإسلام، وهزيمة المسلمين لا سمح اللَّه سوف تُلْحَق بالإسلام، أنهم سيقولون أن الإسلام قد هُزم، ولن يقولوا بأن عدداً من الناس الذين لم يفهموا حقيقة الإسلام ولم يعملوا به هم الذين هزموا».

حقيقة التقوى

«أوصي جميع الأخوة والأخوات المصلِّين ونفسي بتقوى اللَّه والتزام الورع، فالزاد الذي نتزود به من حضورنا في صلاة الجمعة يجب أن يكون بالدرجة الأولى الاقتراب من حِلْيَةِ التقوى، التي هي عبارة عن المراقبة المستمرة للنفس في القول والفعل، بل وحتى المراودات الذهنية لئلا نقارب ما يسخط الرب، سواء بأقوالنا أو أفعالنا أو حتى على المستوى الفكري أيضا».

التقوى في كل شي‏ء

«إنني أوصي جميع الأخوة والأخوات.. برعاية التقوى والبعد عن معاصي اللَّه، واتباع الصراط المنير الذي قد أرساه للبشرية نبي الإسلام الأكرم (ص)، وجميع الأنبياء وأولياء الدين (صلوات اللَّه عليهم). اذكروا اللَّه واتقوه في جميع أفعالكم وأقوالكم وسلوكياتكم، بل وحتى تخيلات أذهانكم وكل ما تفكرون فيه».

التقوى تكليف دائم

«أيها الأعزة، أيها الأخوة والأخوات، متى يمكننا أن نؤدي دوراً فاعلاً؟ يمكننا ذلك في وقت: «وألزمهم كلمة التقوى» أي عندما نتخذ التقوى كلمة ثابتة وكلمة حق وتكليفاً دائماً. يجب أن نضع التقوى نصب أعيننا في القول والفعل، في عملنا مع زملائنا، وعند اتخاذ القرارات، ومع العاملين تحت إمرتنا، لأن التزامنا بالتقوى درس لهم...».

التقوى أسلوب للعلاج

«يجب أن ندرك أن الباري تعالى إذا لم يعاملنا بلطفه وفضله ورحمته فسنكون في موقف عسير، فلكل واحدة من تفاصيل نفقاتنا ومصاريفنا وتعاملنا وسلوكنا مع الناس حساب عند اللَّه، وفضلاً عن وجوب التفكير في الحساب الإلهي، يجب أن ندرك أيضاً أن التقوى تفتح أمامنا السبل: «ومن يتَّق اللَّه يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب»، فالتقوى تساعد على التخلص من جميع الطرق المسدودة أمام الإنسان، وخاصة في المجال الاجتماعي، وطي المعضلات الكبرى وتفتح التقوى أمام المسؤولين سبل الخلاص: «ويرزقه من حيث لا يحتسب»».

الآثار المترتبة على التقوى

«فمن جملة الآثار المترتبة على التقوى هي أن اللَّه يبارك لنا في أعمالنا. ولو عرف الإنسان الآثار المترتبة على التقوى في القرآن الكريم لأدرك أن جميع الأسئلة والهواجس التي تختلج في ذهنه قد وردت الإجابة عنها «إن تتقوا اللَّه يجعل لكم فرقان»، أي أننا لن يشتبه علينا طريق الحق والباطل، وإنما سيتجلى الطريق أمامنا بكل وضوح. وحينما يميز الإنسان الحق من الباطل يتحرك بشجاعة أكبر (ومن يتَّق اللَّه يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب)، رازقكم هو الذي ييسر عملكم ويوفر أمامكم الإمكانيات، وقد يجعل اللَّه بركته أحياناً من المال القليل، وقد تُسلب البركة أحياناً من الأموال الكثيرة ومن الدخل الوفير، ولكن حينما يكون الإنسان تقياً ويعمل للَّه بإخلاص، يبارك له اللَّه في عمله»