مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول الصحوة الإسلامية

أشار سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في لقائه الجماعات الفلسطينية المجاهدة العام الماضي إلى تطورات المنطقة والقضية الفلسطينية قائلاً: «على أساس الحقائق التي قدرها الله تعالى، لا شك أن الشرق الأوسط الجديد سوف يتكوّن، وسيكون شرق أوسط الإسلام».

وبمناسبة الأحداث الأخيرة في مصر نستعرض بعض كلمات سماحة الإمام السيد علي الخامنئي لنسلط من خلالها الضوء على التحولات الأخيرة في البلدان الإسلامية ومنطقة الشرق الأوسط.   

كراهية شعوب الشرق الأوسط لأمريكا:

نعيش الآن في فترة حساسة من الزمن. لو أردت أن أذكر لكم لباب تصوراتي ورأيي - والذي قد لا يمكن في هذه الفرصة تقديم الأدلة له، لكنه يستند إلى أدلة، ولكن لا يمكن ذكر هذه الأدلة على وجه السرعة - لقلت إن مراكز الاستكبار العالمي تبذل الآن آخر مساعيها لمواجهة الحركة الإسلامية ورمزها الحقيقي أي الجمهورية الإسلامية. وصلت مساعيهم وتدابيرهم في كثير من المجالات إلى طريق مسدود وأفلتت الأمور من أيديهم. هذا الحزام الذي مدّوه حول قضايا العالم تمزق في أكثر مناطق الأرض حساسية ألا وهي منطقة الشرق الأوسط، أو أنه ضعف على الأقل، لكنني أعتقد أنه تمزق وأفلت الزمام من أيديهم.

أرى أن نظام الهيمنة يعيش اليوم في مواجهته للحركة الإسلامية مثل هذه الحالة. ليست مواضع أقدامه صلبة، فقد انكشفت لشعوب العالم الكثير من أساليبهم الإعلامية التي كانت قوية قديماً. الغضب العميق من اللوبي الصهيوني آخذ بالتصاعد تدريجياً في المجتمع الأمريكي حالياً. عدم الرضا هذا آخذ بالتكون والظهور تدريجياً بين الشعب الأمريكي الذي يعد قطباً لتحرك الصهاينة والمقتدرين والرأسماليين الصهاينة. وبالطبع فإن النظام الحاكم في أمريكا يتشدد كثيراً مع الشعب - يتشدد بطريقة خاصة - ويشغلهم بالحياة ومتطلباتها ومشكلاتها بحيث لا يبقى لهم وقت حتى لأبسط الأمور. ومع ذلك أخذت هذه الحالة بالظهور. هذه هي معلوماتنا الموثقة. والأمر نفسه مشهود في البلدان الأوربية بنحو آخر. والحال معلوم في البلدان الإسلامية. والحال معلوم أيضاً في بلدان الشرق الأوسط. تعيش الشعوب حالة كره وبغض لكيان الولايات المتحدة ومنظومة الهيمنة في العالم. وهذا ما لا يمكنهم السيطرة عليه.. يحاولون كثيراً لكنهم لا يستطيعون السيطرة عليه.

من كلمة في الأساتذة الجامعيين بتاريخ 23/06/2010 م

لا يستطيعون ترتيب الأوضاع:

ازداد هذا الطرف قوة وتجربة ووعياً بالمقارنة إلى ما قبل ثلاثة عقود، وبسطت يداه أكثر، بينما ازداد الطرف الآخر المعادي ضعفاً...

لم تعد اليوم تلك الأحداث والأخبار، أي إنهم لا يستطيعون... ولا تتوفر الأرضية اللازمة لهم، لا أنهم أصبحوا اليوم أكثر نجابة وطهراً وأفضل أخلاقاً، لا، بل يرون أن الأمر غير ممكن. أي إن هذا الحجم العظيم يزداد محتوى ومضموناً يوماً بعد يوم. والغرب يشعر حالياً - وهذه نقطة على جانب كبير من الأهمية - أن هيمنته السابقة على العالم الإسلامي قد تزعزعت، أي إن الذين كانوا يصولون ويجولون ويتقدمون في البلدان الإسلامية والعربية دون أي مانع أو رادع يجدون اليوم أن ذلك لم يعد ممكناً وأنهم لا يستطيعون مواصلة ذلك الوضع. الموجة الإسلامية فرضت عليهم ذلك. بل ويريدون إعادة النظر، وقد أصبحت حتى إعادة النظر صعبة عليهم. في بعض البلدان ذات التبعية الواضحة للغرب - وشعوب تلك البلدان تعلم ذلك وهي غير راضية عنه - يريدون إعادة النظر بعض الشيء عسى أن يرتبوا الأوضاع، لكنهم لا يستطيعون، والطريق أمامهم مسدود. يقف الغرب اليوم في مثل هذا الموقف.

من كلمته في لقائه أعضاء مجلس الخبراء 16/11/2010 م

هذا شيء يختلف عن التدخل في شؤون البلدان:

كان الإمام الخميني يعتبر النهضة عالمية، ويرى أن هذه الثورة لكافة الشعوب المسلمة، بل وحتى غير المسلمة. لم يكن الإمام الخميني يتنكر لهذا. وهذا شيء يختلف عن التدخل في شؤون البلدان، وهو ما لا نفعله. وهو أمر يختلف عن تصدير الثورة بأساليب المستعمرين بالأمس، وهو أيضاً ما لا نفعله ولسنا من أهله. إنما معنى هذا أن ينتشر أريج هذه الظاهرة الرحمانية في العالم، وتفهم الشعوب ما هي واجباتها، وتعلم الشعوب المسلمة ما هي هويتها وأين.

من كلمة في مراسم ذكرى رحيل الإمام الخميني 04/06/2010 م

خطوات الأمة الإسلامية الراسخة:

اتساع موجة الصحوة الإسلامية في العالم راهناً حقيقة تبشر الأمة الإسلامية بغد مشرق. منذ ثلاثة عقود ومع انتصار الثورة الإسلامية وتأسيس نظام الجمهورية الإسلامية انطلقت هذه النهضة القوية العارمة وتقدمت أمتنا الكبيرة بلا توقف وأبعدت عن طريقها بعض الموانع والعقبات وفتحت بعض الخنادق. وهذا هو السبب في تعقد أساليب العدو والاستكبار ومساعيهم المكلفة لمواجهة الإسلام. الإعلام الواسع للأعداء من أجل التخويف من الإسلام، وجهودهم المتسرعة لزرع الفرقة والخلافات بين الفرق الإسلامية وإثارة العصبيات الطائفية، والاختلاق الكاذب للأعداء من الشيعة للسنة ومن السنة للشيعة، وبث التفرقة بين الحكومات المسلمة والسعي لتشديد الاختلافات وتبديلها إلى عداوات ومعارضات مستعصية لا تنحل، واستخدام الأجهزة الاستخبارية والتجسسية لنشر الفساد والفحشاء بين الشباب، كلها ردود أفعال متخبطة ومضطربة حيال الحركة الرصينة والخطوات الراسخة للأمة الإسلامية نحو الصحوة والعزة والتحرر.

من نداء ولي أمر المسلمين لحجاج بيت الله الحرام 8 ذي الحجة 1431 هـ 15/11/2010 م

لقد تم تصدير الثورة:

إننا لا نريد اليوم تصدير الثورة. فالثورة تصدّر مرة واحدة، وقد حصل هذا. حين تلاحظون إحياء الميول والإيمان الإسلامي في كل أرجاء العالم، وحين ترون الشعوب في شمال أفريقيا وفي الشرق الأوسط وفي شرق العالم الإسلامي وغربه قد صحت ووعت، وحين ترون الشباب المسلم في مختلف البلدان يقبل على جماليات الدين والقرآن، فكل هذا ينم عن أن الثورة الإسلامية تم تصديرها منذ أول وقوعها. لا نريد بعد مضي أربعة عشر عاماً التفكير تواً بتصدير الثورة. تتصدر الثورة مرة واحدة، وقد حصل هذا. حينما انتصرت الثورة وملأت أخبارها وجاذبيتها العالم حصل ما كان يجب أن يحصل. وهو ما أنتم غير راضين عنه وغاضبون منه وتعضون على أضراسكم غيضاً منه.. حصل هذا الشيء وتم الأمر وفات، وأنتم لا تستطيعون فعل شيء، وليس بوسع أي شخص آخر فعل شيء، فقد تم الأمر وانقضى.

من خطبتي صلاة عيد الفطر 24/03/1993 م

المستقبل للأمة الإسلامية:

يوم انتصرت الثورة الإسلامية كان الكيان الصهيوني يعدّ في أنظار الحكومات المسلمة والشعوب المسلمة وخصوصاً الشعوب العربية كياناً لا يهزم. وقد أدى هذا إلى أن يترك الكيان الصهيوني مؤقتاً شعار من النيل إلى الفرات وينساه. بدأت الشعوب المسلمة - من أفريقيا إلى شرق آسيا - تفكر بتأسيس نظام إسلامي وحكومة إسلامية بأشكال مختلفة، وليس بالضرورة على نفس شكل نظام الجمهورية الإسلامية عندنا. لكنها بدأت تفكر بتسويد الإسلام في بلدانها. وقد نجحت بعض البلدان، والبعض ينتظرها مستقبل واعد من الحركات الإسلامية.

من كلمته بمناسبة ذكرى رحيل الإمام الخميني 25/05/2003 م

أمريكا وقوة المعسكر الإسلامي:

يعلم الأمريكان أن لا مستقبل لهم في العالم الإسلامي. وهم يعملون ويبادرون من أجل أن لا تفضي الصحوة الإسلامية إلى تحركات ثورية. يريدون بمبادراتهم ومسارعاتهم تأخير الشيء الذي يعدّ مصيراً محتوماً للشعوب. لقد اعترف الأمريكان مؤخراً أنه لولا هجومهم على العراق لسقط نظام صدام خلال مدة وجيزة على يد العناصر الإسلامية المؤمنة في العراق نفسه ولأفلت زمام المبادرة من أيديهم، وهم يخافون من هذا. نشاطهم انفعالي وناجم عن خوف من عواقب الصحوة الإسلامية في العالم الإسلامي. التحرك الذي يقوم به الأمريكان اليوم في هذه المنطقة ليس مؤشر قوة واقتدار، بل هو ناجم عن شعور بالقوة في المعسكر الإسلامي، وبالنهضة والصحوة الإسلامية.

من كلمة في مرقد الإمام الخميني 04/06/2005 م