الحر ـ التل الزينبي

يقع المرقد غربي مدينة كربلاء على بعد 5كم، وهو الحر بن يزيد بن قعنب بن عناب بن هرمي بن رياح. دفن الحر خارج ارض المعركة، إذ حمله قومه وعشيرته، واول من شيد قبره هو الشاه اسماعيل الصفوي يوم دخوله بغداد وحكمه لها سنة (941ـ 1505م) إذ بنى عليه قبة، وجعل له صحنا بسيطا، وهو أول من بذل الاهتمام بتشييد هذا المرقد. 

في محرم 1325هـ وقد عمر المرقد بهمة حسين شجاع السلطان وكتب ذلك على باب المرقد، وبسنة 1330هـ عمره السيد عبد الحسين الكليدار، وفي سنة 1963م تبرع الحاج حسن الوكيل بمد خطوط الكهرباء من مدينة كربلاء إلى ناحية الحر. ومرقد الشهيد الحر الرياحي بديع البناء، تعلوه قبة من الكاشي الملون، وتحيط به البساتين، وقد كتب على الباب الرئيسي للصحن ابيات من الشعر تشير إلى مقامه ومنزلته السامية. 

ويذكرنا التاريخ ان الشاه اسماعيل الصفوي لما زار كربلاء، امر بنبش قبر الحر للكشف عن حقيقته، ولما نبشوه رآه بهيئته كما قتل، ورأى على رأسه عصابة قيل انها للامام الحسين (عليه السلام) فلما حلها نبع الدم منها، وكلما عالجها بقطعة غيرها لم يتمكن، فأعادها إلى محلها وتبينت له الحقيقة، فبنى على القبر قبة، وعين له خادما اجرى له وقفا. 

وللشهيد الحر زيارة خاصة لها كلمات معبرة عن موقفه المشرف مع الحسين حينما ترك معسكر الشر لابن زياد وعاد تائبا إلى معسكر الحق الحسيني. 

أما التل الزينبي فيقع في الجهة الغربية من صحن الامام الحسين (عليه السلام) بالقرب من باب الزينبية، على المرتفع المعروف بـ(تل الزينبية). 

وقد شيد هذا الاثر التذكاري على مرتفع، وكان يشرف على مصارع القتلى في حادثة الطف الخالدة، إذ كانت السيدة زينب (عليها السلام) تتفقد حال اخيها الحسين بالوقوف عليه، فاخذ هذا الموضع اسمها الشريف وقد جدد بناؤه سنة 1400هـ. ومعالم هذا المقام عبارة عن مشبك صغير من البرونز، كتبت ابيات شعرية على القاشاني في داخله، وتوجد في اعلاه احجار قاشانية وعليها صور تصور معركة الطف. 

ويأتي الزائرون لزيارة المقام والتبرك به وتنذر له النذور ولا يزال هذا المقام يحتفظ بهيكله القديم والمرتفع سوى انه بنيت جواره محلات يباع فيها ما يحتاجه الزائر من التربة المصنوعة من طين كربلاء والمسبحة وما تنتجه المدينة من صناعات قديمة تنفع الزائرين العائدين إلى ديارهم. 

وما جعل هذا المقام والتل الزينبي حيا في الاذهان ليومنا، هو قربه عن الصحن الحسيني ولما يحمل هذا الاثر من إثارات نفسية في قلب الزائر حيث يصور موجة العذاب الجارفة التي جرت العقلية زينب (عليها السلام) لتخاطب اخاها الحسين (عليه السلام) بلهفة وحرقة لها اثرها في النفوس حينما افتقدته بأبي وأمي، حيث قالت ثلاثا: (اخي حسين يابن امي ياحسين ان كنت حيا اما ترى هجوم القوم على مخدراتك وان كنت ميتا فامرنا وامرك إلى الله) ..ولا زال التل الزينبي يختزل كلمات الحوراء المشجية، في ذاكرته.