دور الحج في الوحدة الإسلامية ـ عند الإمام الخميني (قدس سره)
2007-08-22
تأليف سماحة الشيخ مصطفى ملص
إعداد: مركز دراسات الوحدة الإسلامية
يعتبر الإمام الخميني أن الحج هو المكان الذي ينبغي أن يُدعى فيه إلى وحدة الكلمة، ويرى أن للحج كما لكل جماعة أو جمعة أو اجتماع وظائف وأبعاداً تتعلق بوحدة الأمة. فوحدة الأمة الإسلامية ينبغي أن تظهر في عبادة الحج واضحة جلية بحيث لا يُرى أثر للفرقة والاختلاف بين المسلمين وهو يقول في هذا الصدد: «ثمة أبعاد سياسية عديدة للاجتماعات والجماعات والجُمعات وخاصة الاجتماع العظيم للحج، منها الاطلاع على المشاكل الأساسية والسياسية للإسلام والمسلمين. إذ يمكن طرحها من خلال تجمع العلماء والمثقفين والمتدينين الزائرين لبيت الله الحرام، وإيجاد حلول لها من خلال التشاور. ثم التحدث عنها بعد العودة إلى البلدان الإسلامية ضمن اجتماعات عامة، ومن الوظائف الأخرى لهذا التجمع العظيم دعوة الشعوب والمجتمعات الإسلامية إلى وحدة الكلمة وإزالة الاختلافات بين طبقات المسلمين. وينبغي بالخطباء والمتحدثين والكتاب أن يقوموا بهذا الأمر المهم ويسعوا لإيجاد جبهة المستضعفين ليتخلصوا من خلال وحدة الجبهة ووحدة الكلمة وشعار لا إله إلا الله من أسر القوى الشيطانية والأجانب والمستعمرين، والمستثمرين وأن يتغلبوا على المشكلات بواسطة الأخوة الإسلامية».
ويضيف سماحته: «إن الحل الذي هو أساس الحلول، والذي يقضي على جذور هذه المصائب، ويأتي على الفساد وبكامله هو وحدة المسلمين... ويجب أن تتم هذه الوحدة التي يؤكد عليها الإسلام الشريف والقران الكريم من خلال الدعوة والتبليغ الشامل، وإن مركز هذه الدعوة هي مكة المكرمة في فترة اجتماع المسلمين لأداء فريضة الحج»[1].
وتجلّي صورة وحدة الأمة وعدم اختلافها وتفرقها في الحج أمر له أبعد الأثر في نفوس المسلمين، لأن اجتماع الحج يحضره الملايين من المسلمين من كل بقاع الأرض فليس هناك بقعة من بقاع العالم الإسلامي إلا ولها في الحجيج وفد يرى ويسمع وينقل ما شهده وسمعه بعد عودته إلى أهله وشعبه. ولا يخفى أن بعض المذهبيين المتعصبين، قد يرون أن تمسكهم ببعض الشكليات في العبادات أو غيرها مقدم على وحدة الصف ووحدة المسلمين فيصدر عنهم من الأفعال ما يسيء إلى هذه الوحدة كإقامة صلاة جماعة منفصلة عن جماعة المسلمين العامة، والمسلمون شديدو التحسس تجاه مثل هذا المظهر. فمن أجل عظيم مظهر الوحدة الإسلامية وشديد أهميته، واعتباره من أعظم التكاليف، ويضيع الدين إذا ضعف وهزل واختلف أتباعه فيما بينهم وتفرقوا كالغنم الشاردة يستسهل الذئب السطو عليها واحدة، واحدة، كان للإمام حكم شرعي يتعلق بالحج ومفاده حرمة إقامة صلاة الجماعة في غير أماكن إقامتها الأساسية في مكة وأماكن الحج، وأماكن إقامتها الأساسية هي الحرم المكي والمساجد العامة المحيطة به فإذا أراد الحجاج أن يقيموا صلاة جماعة فعليهم أن يصلوا صلاة الجماعة مع جماعة المسلمين، ويأتموا بالأئمة المكلفين بإمامة الصلاة إلى أي مذهب انتموا، وهذا الحكم يفيد حرمة إقامة صلاة الجماعة في المنازل والفنادق وأماكن السكن، والهدف الأساسي لهذا الحكم الشرعي الذي قال به الإمام الخميني (رضوان الله عليه) هو إظهار وحدة الأمة الإسلامية.
ــــــــــــــــــــــــ
[1] منهجية الثورة الإسلامية، ص 427.
تعليقات الزوار