أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي بأنه مثلما كان انتصار الثورة الإسلامية بحاجة إلى الكفاح فإن تثبيت أسس الثورة وخلق مجتمع إسلامي بحاجة إلى كفاح أيضا.

وخلال استقباله حشدا من أساتذة وطلبة الحوزات العلمية بمحافظة طهران، أشار سماحته إلى مميزات وخصائص مرحلة سيادة النظام الإسلامي لانجاز الرسالة والمسؤوليات الأساسية الملقاة على عاتق علماء الدين وقال، إن البشرية اليوم خاصة أجيال الشباب بحاجة ماسة إلى خطاب جديد وان للإسلام خطابا جديدا وجذابا في مجال الإنسان والمجتمع والسياسة لو وصل إلى أسماع شعوب العالم فمن المؤكد انه سيكون له الكثير من المتلقين المرحبين به.

وأكد بأنه إن لم يغضب أعداء الإسلام وسيادة القرآن من وجودنا وحزمنا وحركتنا فعلينا التشكيك في كوننا مفيدين (كعلماء دين).

واعتبر رسالة علماء الدين بأنها استمرار لمهمة ورسالة الأنبياء وأضاف، انه مثلما كان الأنبياء يسعون لإيجاد أرضية لسيادة عقيدة التوحيد وخلق الحياة الطيبة فان المسؤولية الأهم لعلماء الدين هي كذلك أداء هذه الرسالة.

وأضاف، هنالك بالتأكيد معارضون لإيجاد الحياة الطيبة مثلما كان هنالك معارضون أمام الأنبياء، لذا فانه على علماء الدين إعداد أنفسهم للعمل الدؤوب وطويل الأمد والمؤثر والخالد والمثمر في الوقت نفسه.

وأشار إلى تأسيس النظام الإسلامي في إيران ومميزات هذه المرحلة لأداء المهمة من قبل علماء الدين وأضاف، إن "سيادة الأجواء الإسلامية في المجتمع" يعد احدى هذه الخصائص، فضلا عن ذلك هنالك على المستوى العالمي فراغ فكري ناجم عن اليأس والإحباط من عدم جدوى الأفكار الماركسية والليبرالية، مما يوفر الأرضية لعرض الخطاب الجديد للفكر الإسلامي.

وأكد قائد الثورة الإسلامية قائلا، انه لو تمكنا من إيصال خطاب الإسلام الجديد والجذاب حول الإنسان والمجتمع والسياسة إلى أسماع شعوب العالم خاصة أجيال الشباب فمن المؤكد انه سيحظى بالقبول.

واعتبر وسائل الاتصال والإعلام الشاملة في ضوء تبلور الأجواء الافتراضية من الخصائص الأخرى للمرحلة الراهنة لإيصال رسالة الإسلام الباعثة للحياة وقال، إن من خصائص هذه المرحلة كثرة الأسئلة والشبهات في الأذهان حيث إن كثرة الأسئلة تشحذ الأذهان للعثور على الأجوبة وتوفر المجال للعبور من حدود العلم.

وأكد سماحته، انه مثلما لا ينبغي أن نتوقف في الأسئلة والشبهات، فانه علينا في الأجوبة أيضا البحث عن الأجوبة المنطقية والصحيحة.

وفي الإشارة إلى بعض الأمور المطروحة من جانب طلبة الحوزات العلمية في اللقاء، طرح بعض الأمور وأوصى بـ "الأخذ بجدية مسالة الدرس والبحث العلمي" وأضاف، إن الشرط للتأثير في المجتمع هو رفع مستوى المعرفة والعلم مثلما تمكن الإمام الراحل في ذروة معرفته العلمية من أنجاح نهج الكفاح وحركة الثورة العظيمة.

وأكد بان الضرورة للمقترحات الإصلاحية للحوزات العلمية تتمثل في أن يكون لها "طابع عملي" وأضاف، إن البرنامج هو في الواقع مد الطريق نحو المقصد، لذا فانه ينبغي تنظيمه على أساس الحقائق وان يتضمن ويتوقع العقبات المحتملة وسبل معالجتها.

ونوه سماحته إلى أن السبيل لمعالجة نقاط الضعف والوصول إلى الوضع المنشود رهن بالعزم الراسخ والحركة المفعمة بالنشاط والكفاح وأضاف، إن الكفاح يعني بذل الجهد والسعي والتلاقح الفكري.

واعتبر سماحته أن من الخطأ و"الخيانة للثورة" تصور بعض الأفراد والكتّاب بانتهاء الكفاح والثورة الإسلامية وقال، إن الثورة تطيح بالأسس الماضية (في عهد النظام البائد) وتخلق أسسا جديدة وان ديمومة الثورة تعني صون هذه الأسس الجديدة.

واعتبر الإمام الخامنئي حفظ وديمومة الأسس الثورية أمرا صعبا وبحاجة إلى الكفاح وأضاف، إن الأيادي التي كانت تعرقل وتعارض مبدأ الثورة تعمل كذلك إزاء استمرار الأسس الثورية، ولكن مثلما كان انتصار الثورة الإسلامية بحاجة إلى الكفاح فان تثبيت أسس الثورة وخلق المجتمع الإسلامي بحاجة إلى الكفاح أيضا.

وأشار إلى مراحل بناء الحضارة وأضاف، انه بناء على الحركة الثورية تبلور النظام الإسلامي وتحقق الكثير من النجاحات المهمة ولكن مازالت هنالك مسافة كبيرة للوصول إلى النقطة المنشودة وتأسيس الحكومة الإسلامية والمجتمع الإسلامي ونحن بلا شك نتحرك ونتقدم في هذا الطريق.