السيد القائد

شذرات من توجيهات قائد الثورة الإسلامية سماحة الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) حول أهمية الحجاب ومكانته في الإسلام.

 

الفصل الأول: الحجاب في الثقافة الإسلامية

 

طبيعة الإنسان

الحجاب من القيم المنسجمة مع طبيعة الإنسان. التعرّي والاختلاط بين الجنسين وانكشاف الجنس أمام الآخر توجّه يتعارض مع طبيعة الإنسان وميوله الإنسانية.

قرر الله سبحانه رابطة طبيعية بين الرجل والمرأة تقوم على المصالح وعلى أساس المواءمة بينهما ليستطيعا معاً إدارة دفة الحياة. وضع على عاتق الرجل مسؤوليات وعلى عاتق المرأة مسؤوليات، وسنّ حقوقًا للرجال وحقوقًا للنساء. حجاب المرأة مثلاً أشمل من حجاب الرجل. على الرجل طبعاً أن يراعي أيضاً الحجاب في مواضع خاصة، وأن يحجب جزءاً من جسمه، لكنه بالنسبة للمرأة أشمل. لماذا؟ لأن طبيعة المرأة وخصائصها ولطافتها تجعل منها مظهراً للجمال والأناقة في الخلقة. وإذا أردنا أن نبعد المجتمع عن التوتّر والتخريب والتلوث والفساد فلا بدّ من صيانة هذا الجنس في الحجاب. وفي هذا المجال ليس الرجل كالمرأة بشكل عام، وهذا ينطلق من وضعهما الطبيعي، ومن الرؤية الإلهية لتنظيم إدارة عالم الوجود.

 

مكانة الجمال في الرؤية الإسلامية

مسألة الجمال لها أهميتها في المنظومة الإسلامية. إذ إن حبّ الجمال والتجميل من الأمور الفطرية... تجميل الشمائل والملبس لدى الإنسان وخاصة لدي فئة الشباب يرتبط بهذا الميل الفطري إلى الجمال. سمعنا كثيراً: «إن الله جميل يحبّ الجمال». الاهتمام بالهندام ورد في روايات كثيرة. في كتب السنن يرد التأكيد كراراً على ضرورة اهتمام المرأة والرجل بمظهرهما. يظنّ بعض المؤمنين أن من مظاهر التديّن حلق الرجل شعر رأسه بالموسى، كلاّ، إطالة الشعر مستحب للشباب.

 

وفي الرواية: «الشَعر الحسن من كرامة الله فأكرموه». وفي الرواية أيضاً أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) حين يهمّ بزيارة أصحابه، ينظر إلى سطح الماء ليرتّب مظهره. لم تكن المرآة آنذاك منتشرة كما هي الآن. ولم يكن الوضع المالي في المدينة يسمح بانتشارها. كان النبي(صلى الله عليه وآله) يستخدم سطح ماء في قدح بدلاً من المرآة. هذا يشير إلى أن الاهتمام بالهندام والملبس والتجميل من السنّة، غير أن السيّئ والمضرّ في هذا الأمر أن يكون وسيلة للفتنة والفساد والتبرّج.

 

الحجاب من قيم الإسلام

مسألة رعاية الحرمات الجنسية في المنظومة الإسلامية هي أصل من أصول الإسلام. والمسلمون مؤمنون بذلك، حرمة الارتباط الجنسي المحرم من فروع الدين لكن مقولة رعاية الحرمات، أي وجود حريم بين الجنسين هي من الأصول. ليس الحديث هنا عن «الشادر» أو هذا النوع من الحريم أو ذاك. يمكن أن يتخذ الحريم أشكالاً مختلفة في الأزمان والأوطان والمناسبات. لكن نفس الحريم أحد أصول الفكر الإسلامي. مسألة الحجاب هي قيمة من القيم، مسألة الحجاب وإن كانت مقدمة لأشياء أكبر، لكنها بنفسها قيمة من القيم. نحن مقيدون بالحجاب لأن حفظ الحجاب يساعد المرأة لأن ترتقي إلى درجتها المعنوية السامية، وتتجنب السقوط في المزالق الخطرة.

 

العلاقة بين الرجل والمرأة

التعامل بين الرجل والمرأة مشروع في المجالات الحياتية ولكن ضمن حدود وبحجاب. وهذا هو الذي يجب مراعاته في الإسلام، كسر هذه الحدود في علاقات الرجل بالمرأة وهتك الحرمة الإنسانية للمرأة وتبديلها إلى وسيلة لإشباع الشهوة أو أداة لاستهلاك البضائع ممنوع في الإسلام.

في الواقع أن الإسلام يمنح المرأة شخصية تتعالى فيها عن التفكير في استجلاب أنظار الرجل، لا تبالي أن ينظر إليها الرجل أولا ينظر إليها. أين هذا من استغراق المرأة في كيفية ملبسها وزينتها وكلامها ومشيتها استجلاباً لنظر الرجل؟! ما أبعد الهوة بين هذه وتلك!!

 

التبرّج ممنوع

التبرّج هو إظهار النساء زينتهنّ للرجال الأجانب للاجتذاب والافتتان. وهذه فتنة تعقبها ويلات. ليس فقط لأن المرأة المتبرجة والرجل المفتون بها تقعان في ذنب. هذه أولى المطبات، ولعلّها أقلّها. فالتبعات تصل إلى العوائل. العلاقات المنفلتة بين الرجل والمرأة سمّ مهلك للعوائل. العائلة تحيي بالحبّ، بناء العائلة يقوم على الحبّ. لو أنّ هذا الحبّ (حبّ الجمال) خرج عن إطار العائلة، واستُهلك في حبّ آخر خارج إطار الأسرة، فإن الدعامة القويّة لاستحكام العائلة سوف تزول، وبذلك يتزلزل الارتباط العائلي، وهذا هو الوضع الموجود حالياً مع الأسف في الغرب خاصة في بلدان أوربا الشمالية وأمريكا، حيث تتلاشى الأسر. وهذه مصيبة كبرى. والمصيبة تنـزل بالمرأة في الدرجة الأولى. الرجال أيضاً سيعانون من هذا التفكك العائلي، ولكن السهم الأوفى سيصيب المرأة، ثم سيصيب الجيل الذي ينشأ في هذه الأسر المفككة. ألا تَرَون هذا الجيل المتمرس في الإجرام والفساد في العالم وفي أمريكا؟

 

كل ذلك يبدأ من هنا، التبرّج مقدمة ومفتاح لشر تستتبعه شرور.

 

حجاب المرأة ونموّها السياسي والاجتماعي

الإسلام يستهدف أن تبلغ المرأة ذروة نموها الفكري والعلمي والاجتماعي ـ وأسمى من هذا ـ ذروة فضيلتها ومعنوياتها، وأن يكون وجودها لمجتمعها وللأسرة البشرية – باعتبارها عضواً من هذه الأسرة ـ في غاية الفائدة والعطاء. كل تعاليم الإسلام بشأن المرأة - ومنها الحجاب - تقوم على هذا الأساس. الحجاب لا يعني انـزواء المرأة، هذا المفهوم عن الحجاب خاطئ ومنحرف تماماً. مسألة الحجاب تعني تجنب الاختلاط والتعامل المنفلت غير المقيد بين الرجل والمرأة في المجتمع. هذا الاختلاط يضرّ بالمجتمع، ويضرّ بالمرأة والرجل ، ويضرّ بالمرأة بشكل خاص.

 

الفصل الثاني: الحجاب في الثقافة الغربية

الغرب بحاجة إلى أن يدافع عن نفسه

لقد أكدت مراراً أننا لسنا بحاجة إلى أن ندافع عن موقفنا من المرأة، بل الثقافة الغربية المنحطة هي التي يجب أن تدافع عن نفسها. المشروع الإسلامي للمرأة لا يستطيع أن يرفضه أي مفكر منصف، لا يستطيع أن ينكر ما فيه من عطاء للمرأة. نحن ندعو المرأة إلى العفّة، والعصمة، والحجاب، وعدم الاختلاط المنفلت غير المقيد بين المرأة والرجل، إلى صيانة كرامتها الإنسانية، إلى عدم إبراز مفاتنها أمام الأجانب لإشباع نهمهم، هل في هذه التعاليم عيب؟ هذا تحقيق لكرامة المرأة. أولئك الذين يدعون المرأة للتبرّج وإبراز المفاتن لإشباع الأعين النهمة في الشوارع والطرقات وإرضاء غرائز الرجال وشهواتهم، أولئك يجب أن يدافعوا عن أنفسهم، تجاه ما يسببونه للمرأة من ذلة وانحطاط.

ثقافتنا يعترف بسموّها حتى المفكرون الغربيون، ويتمثلونها. في الغرب أيضًا ترفض النساء العفيفات من ذوات الشخصية المحترمة ومن اللائي يحترمن أنفسهنّ أن يجعلن من أنفسهن وسيلة لإرضاء غرائز الرجال الأجانب والعيون المتلصصة. الثقافة الغربية المنحطة مليئة بصور الابتذال هذه.

 

الغرب في قفص الاتهام

لنا الحق أن نحاكم الغرب على ما ارتكبه من تحقير للمرأة خلال عصور خلت وحتى اليوم. لم تكن المرأة في أوربا وبلدان الغرب حتى أمد قريب تمتلك حقوقًا مالية مستقلة. لم يكن للمرأة الغربية حقّ في التصرف بما تمتلكه من مال! لم تكن أمام زوجها مالكة لثروتها. أي إن المرأة حين تتزوج هناك، كانت ثروتها تنتقل إلى زوجها، ولم يكن لها حق التصرف فيها.. كان الوضع على هذا المنوال حتى استطاعت أن تكتسب بالتدريج حق الملكية وحق العمل في أوائل القرن العشرين. كانت المرأة هناك محرومة حتى من أبسط حقوقها الإنسانية.

لقد نالت حقوقها لكنّ التوجّه تركّز على «حرية»! المرأة في التعرّي والاختلاط الجنسي والانفلات الأخلاقي ظنًا منهم أنهم قد أكرموا المرأة بذلك، لكن ما حدث في الغرب نتيجة هذا التوجّه أكّد أهمية ما قرره الإسلام من قيم حقيقية تكريمية للمرأة. وهذا هو الذي يجعلنا نهتم إلى هذه الدرجة بمسألة الحجاب.

 

التعري والخمور سنة أوربية

نرى في العالم اليوم حساسية تجاه احتشام المرأة، لو أن شخصية، أو فيلسوفًا، وتوجهاً سياسياً عارض تعرّي المرأة، فإنه يواجه ضجة. ليست ثمة حساسية تجاه الكثير من المفاسد والسلوكيات والعادات الشاذة. بينما لو انتهج بلد سياسة معارضة تعاطي المشروبات الكحولية، تثار حوله ضجّة ويُنظر إليه بعين الاستهزاء، ويَصِمونه بالرجعية! مَنْ هم أصحاب هذه الثقافة؟ مَن الذين يتخذون من تعري المرأة سُنّة، ومن شيوع المسكرات تقليداً؟ هؤلاء هم الأوربيون ولهذه المظاهر جذور عميقة في ثقافتهم. هذه السنة وهذه التقاليد انتشرت الآن في بقية أرجاء العالم، وكأنها مبدأ ثابت، ومن يعارضها فكأنه قد ارتكب كبيرة!

 

مواقف متناقضة للغرب

في البلدان الأوربية التي تدّعي التقدّم، وتدعي في إعلامها أنها مهتمّة بحقوق الإنسان وتحترم رأي الإنسان، لم يسمح لبضع نساء وفتيات مسلمات أن يرتدين الحجاب الإسلامي في المدارس والجامعات! في هذه الحالة يجيزون لأنفسهم أن يفرضوا الإجبار والإلزام، ولا يرون فيه عيباً. لكن محافلهم ترفع صوتها بالاعتراض على الجمهورية الإسلامية لأنها تلزم الحجاب في المجتمع! لو كان فرض نوع من الملبس سيئاً، فإن فرض السفور أسوأ من فرض الحجاب، لأن الحجاب أقرب إلى السلامة. لينظر الغرب ـ على الأقل ـ إلى الحالتين بعين واحدة، لكن الغرب لا يفعل ذلك.

 

إهانة المرأة في الثقافة الغربية

في مسألة المرأة موقفنا ليس دفاعياً، بل هجومي. الغربيون يعترضون علينا بشأن حجاب نسائنا، وبشأن إلزام الحجاب في بلدنا، أولئك أيضًا أجبروا المرأة على السفور، لكن مشكلتهم في قضية المرأة أفظع وأعقد. لقد جرّوا المرأة الغربية إلى الابتذال والانحطاط وحقّروها وأهانوها. جلوس المرأة إلى جانب الرجل حول طاولة واحدة في المحادثات الدبلوماسيّة لا يجبر ما أنـزلوه بها من إهانات. لقد حولوها إلى وسيلة لإشباع الشهوة، وهذه أعظم إهانة للمرأة.

 

الحجاب مفتاح الثقافة الإسلامية

من أجل فرض سيطرة دائمة على بلد من البلدان، لا بدّ من تغيير ثقافة ذلك البلد. أي إن ذلك البلد يجب أن ينسجم ثقافيًا مع ثقافة القوة المسيطرة، ليستسلم تماماً. الغربيون مارسوا ذلك في الشرق، لكنهم لم يحققوا نجاحاً يُذكر. يريدون الآن أن يمارسوا ذلك في أفغانستان، ومن المؤكد أن أحد أهدافهم الهامة اقتلاع الأسس الأصلية التي تقوم عليها الشخصية والهوية. ويبدأون من الإسلام، يعارضون الحجاب، ويعارضون تدين الناس، وكل الظواهر الدينية. لا بدّ من صيانة هذه القيم وتعميقها.

الغرب، يوجّه سهام انتقاده إلى الجمهورية الإسلامية، لما تلتزم به من حجاب المرأة، لكنهم لا ينتقدون تلك الدول التي تجبر المرأة على التعرّي أو نـزع الحجاب! لماذا؟ لأن الزيّ الإسلامي للمرأة يتعارض مع الثقافة القائمة في الغرب. هؤلاء يبدون حساسية شديدة بشأن هذه المسألة.

 

منع الحجاب في أوربا

في السنوات الأخيرة برزت ظاهرة مكافحة الحجاب في أوربا، في فرنسا وألمانيا وبعض البلدان الأخرى. ترونهم من جانب آخر يتحدثون باستمرار عن المعايير العالمية. حين يريدون على سبيل المثال أن تفعل الجمهورية الإسلامية ما يريدون يقولون: على إيران أن تسلك سلوكاً ينسجم مع المعايير العالمية.

يقصدون بهذه المعايير ما ينطبق مع نموذج الثقافة الغربية. هذه هي ممارسات الغرب. كل ثقافة غير غربية، وخاصة الثقافة الإسلامية (التي هي ثقافة لها مكانتها وهويتها المتميّزة وتقاوم عوامل الضعف والهزيمة) حين تريد أن تدخل ساحة الحياة تتعرض لأشدّ أنواع الضغوط والإهانات.

 

الفصل الثالث: الحجاب في نظام الجمهورية الإسلامية

نفوذ ثقافة الحجاب

ظاهرة توجّه النساء إلى الحجاب مشهودة في البلدان الإسلامية التي كان الحجاب نادراً فيها، وكانت غارقة في قشور الثقافة الغربية، بل وحتى في البلدان الغربية. رأينا في بلدان بعيدة متأثرة بالثقافة الأوربية الغربية أن المرأة تتجه إلى ارتداء الحجاب على طريقة المرأة الإيرانية. ورأيت في زيارة لي إلى بلد مسلم في شمال أفريقيا أن الفتيات والنساء يقلّدن المرأة الإيرانية في حجابها. واليوم تتجه المرأة في العالم الغربي أيضاً بالتدريج إلى الحجاب الإسلامي.

حين ترون أن الحجاب يتحدى معارضية في بعض البلدان الغربية، وفي بعض البلدان المسلمة التي لا يحكمها الإسلام، فإن ذلك يدلّ على رغبة المرأة في الحجاب. في بعض البلدان التي لم يكن فيها ذكر للحجاب نرى النساء المثقفات وخاصة الفتيات الطالبات يبدين رغبة في الحجاب ويحافظن عليه.

 

فرض الثقافة الغربية

كان رضا خان (أبو الشاه الأخير المقبور) في تلك الأيام هو أكبر من نفّذ في إيران مشروع تحقيق مصالح الغرب في هذا البلد لصالح الاستعمار البريطاني، فغيّر فجأة الزيّ الوطني!

في الهند وفي أقصى نقاط العالم، تحتفظ الشعوب بزيّها الخاص، ويفتخرون به ولا يشعرون بالدونيّة جراء ذلك. لكن رضا خان وبطانته جاؤوا ومنعوا لباس الإيرانيين الوطني! لماذا؟ ادعوا بأن هذا الملبس يحول دون ارتقاء الفرد في مدارج العلم، يا للعجب! أكبر العلماء الإيرانيين الذين لا تزال أعمالهم تُدرّس في أوربا، كانوا يعيشون هذه الثقافة وفي مثل هذه الأجواء. أيّ أثر للزيّ على مسيرة العلم؟ تحت عنوان هذا الكلام السخيف غيّروا ملبس الشعب.

النساء مُنعن من ارتداء الحجاب، ونـزعوا حجابهنّ بالقوّة. ادّعوا أن الحجاب يمنع المرأة من التعلّم ومن المشاركة الاجتماعية! وأنا أسأل: ما مدى نشاط المرأة الإيرانية بعد نـزع حجابها في الحقل الاجتماعي؟ وهل فُسح المجال للمرأة في زمن رضا خان وابن رضا خان لكي تشارك في النشاطات الاجتماعية؟! لم تكن حتى أمام الرجل مثل هذه المجالات.

حين دخلت المرأة ساحة النشاط الاجتماعي، ورفعت راية البلد بساعديها القويين، ودفعت الرجل نحو ساحة الكفاح، فإنها دخلت بالشادر (العباءة)، ما التأثير السلبي في الشادر؟! أي تأثير للملبس على نشاط الرجل أو المرأة؟! هذا الرجل الأمّي الصلف (رضا خان) ترك زمام أموره بيد العدوّ. ففرض فجأة تغيير الزيّ في البلد، لا لشيء إلاّ لأن المرأة في الغرب حاسرة!! لم يقتبسوا من الغرب ما ينفع الناس، لم يقتبسوا العلم، ولا التجربة، ولا روح الجدّ والاجتهاد، ولا روح المخاطرة، كل بلد ينطوي على أي حال على خصائص جيدة، لم يقتبسوا هذه الخصائص. وما جاؤوا به أخذوه على علاّته. جاؤوا بالأفكار دون تمحيص وتحليل. قالوا إنها غربية، وهذا دليل كاف على قبولها!! الملبس والمأكل وطريقة الكلام والمشي اقتبسوها فقط لأنها غربية. هذا سمّ مهلك للبلد. ولا يصحّ أبدًا.

 

المرأة المسلمة مظلومة

المرأة في النظام الملكي المهزوم كانت في جميع مجالاتها مظلومة حقًا. لو أرادت المرأة أن تدخل ساحة العلم كان لا بدّ أن تتخلى عن الدين والتقوى والعفاف. وهل كانت المرأة المتدينة قادرة علي أن تحافظ على حجابها ووقارها بسهولة في الجامعات والمراكز العلمية والثقافية؟ وهل كانت المرأة المتدينة قادرة علي أن تسير في شوارع طهران وبعض المدن الأخرى بوقار وحشمة وحجاب أو حتى بنصف حجاب دون أن تتعرض لتحرش الساقطين المغرمين بما جلبه لهم الغرب من فساد وفحشاء؟! لقد ضيّقوا الدائرة على المرأة حتى ما عادت أكثر النساء قادرات على كسب العلم. طبعاً كان هناك استثناء، لكن الغالب هو صعوبة دخول النساء الساحة العلمية، إلاّ إذا تركن الحجاب وأعرضن عن التقوى والوقار.

 

الحجاب والتطور الاجتماعي للمرأة الإيرانية

جاء الإسلام والثورة والإمام فاعتلت المرأة في هذا البلد ذروة النشاط الاجتماعي والسياسي، وتولّت رفع راية الثورة، مع محافظتها في الوقت نفسه على حجابها ووقارها وشخصيتها الإسلامية وعفافها ودينها وتقواها، وهذه من مِنَن الله سبحانه على المرأة الإيرانية ما بعدها منّة.

انظروا ما تحققه المرأة المسلمة من معجزة كبرى حين تعود إلى فطرتها وأصالتها! هذا ما نشهده بحمد الله في ثورتنا وفي نظامنا الإسلامي.

نحن نرى بفضل الله العدد الهائل من النساء العالمات في الحقول المختلفة بمجتمعنا، ونشاهد الطالبات المجدّات الكفوءات، والخريجات المتفوقات، والطبيبات المتخصصات الحاذقات. الفروع العلمية المختلفة في الجمهورية الإسلامية هي اليوم تحت تصرف النساء.. النساء اللائي يحافظن على عفافهن وشخصيتهنّ وطُهرهنّ وحجابهنّ بشكل كامل، إضافة إلى اهتمامهن بتربية الأبناء تربية إسلامية، والقيام بمسؤولية الزوجية كما أمر الإسلام، وممارسة النشاط العلمي والسياسي.

في الجو الإسلامي وبالمعنويات الإسلامية تستطيع المرأة أن تبلغ كمالها الواقعي، بعيدة عن الابتذال وبعيدة عن المظاهر الخادعة والانغماس المزري في الاستهلاك.

 

نداء المرأة المسلمة

المرأة الإيرانية، خاصة تلك التي دخلت المجالات العلمية المختلفة مع الالتزام بالإسلام وأحكامه وبالحجاب بشكل خاص، تحمل مسؤولية إيصال صوتها إلى كل النساء والفتيات في العالم لتقول لهنّ:

العلم لا يعني التميّع والتسيّب، وليس من مستلزمات العلم التحلل من المعايير الأخلاقية في العلاقة بين الرجل والمرأة، بل يمكن طلب العلم والارتقاء في سلّمه مع رعاية كل هذه المعايير. المرأة المسلمة الملتزمة تستطيع أن تكون منطلقاً للنداء الإسلامي العالمي.