الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي (3 شعبان 4 هـ - 10 محرم 61 هـ/8 يناير 626 م - 10 أكتوبر 680 م) سبط النبي محمد رسول الإسلام وحفيده و يلقب بسيد شباب أهل الجنة، كنيته أبو عبد الله، والإمام الثالث وخامس أصحاب الكساء عند الشيعة. أبوه علي بن أبي طالب(عليه السلام) ابن عم رسول الإسلام و رابع الخلفاء الراشدين عند السنة وأول الأئمة عند الشيعة، أمه: فاطمة بنت النبي محمد بن عبد الله.

وقد استشهد في معركة كربلاء في كربلاء في العراق، يوم العاشر من محرم سنة 61 هـجري الموافق 10 أكتوبر سنة 680 ميلادي. ويسمى بعاشوراء، وهو الشهر الذي فيه يحيي ملايين الشيعة ذكرى استشهاد الإمام الحسين وأصحابه و لقبه "الشهداء"

 

نسبه وعائلته

هو: الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

أمه هي: فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

 

 

زوجاته

1.ليلى بنت عروة أو برة بنت أبي عروة بن مسعود الثقفي: أم علي الأكبر الشهيد بكربلاء. 2.شاه زنان بنت يزدجرد: أم السجاد وهي أميرة فارسية، واسمها يعني باللغة العربية "ملكة النساء"، وهي ابنة يزدجرد الثالث آخر ملوك الفرس. 3.الرباب بنت أمرئ القيس بن عدي: أم سكينة وعلي الاصغر المشهور بعبدالله الرضيع الشهيد بكربلاء 4.وامرأة من قبيلة بلي أم جعفر

 

أبناؤه :

1.علي بن الحسين السجاد ويعرف أيضاً بزين العابدين، أمه شاه زنان ابنة يزدجرد الثالث ابن كسرى الثاني ملك فارس 2.علي الأكبر الشهيد بكربلاء أمه ليلى الثقفية 3.علي الأصغر وهو المشهور بعبد الله الشهيد أمه الرباب من قبيلة كندة 4.سكينة بنت الرباب 5.فاطمة 6.زينب 7.رقية 8.خولة (مقامها ببعلبك)

وأعقب الحسين من ابن واحد وهو زين العابدين وإبنتين، وفي كشف الغمة قيل: «كان له ست بنين وثلاث بنات: علي الأكبر الشهيد معه في كربلاء وعلي بن الحسين زين العابدين وعلي الأصغر ومحمد وعبدالله الشهيد معه وجعفر وزينب وسكينة وفاطمة وقال الحافظ عبد العزيز الجنابذي: ولد للحسين بن علي بن أبي طالب ستة منهم أربعة ذكور وإبنتان».

 

ميلاده ونشأته

أكد أغلب المؤرّخين أنّه ولد بالمدينة في الثالث من شعبان في السنة الرابعة من الهجرة(1)

وثمّة مؤرّخون أشاروا إلى أنّ ولادته كانت في السنة الثالثة(2) ولد الحسين بن علي في الثالث من شعبان في السنة الرابعة للهجرة في المدينة(3). روي أن الحسين عندما ولد سر به جده محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم سروراً عظيماً وذهب إلى بيت سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء وحمل الطفل ثم قال: ماذا سميتم ابني؟ قالوا : حرباً فسماه حسيناً، وعمل عنه عقيقة بكبش وأمر السيدة فاطمة بأن تحلق رأسه وتتصدق بوزن شعره ذهب كما فعلت بأخيه الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب(عليه السلام). وإن كانت هذه الرواية موضع نظر لوجود ما يخالفها، فقد ورد في بعض المصادر أن علي بن أبي طالب(عليه السلام) قال: لم أكن لأسبق محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) في تسميته، وقال محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) واني لا اسبق ربي بتسميته فأوحي إليه حسين، وأسماء الحسن والحسين ابنا علي بن ابي طالب (عليه السلام) على أسماء شبر وشبير أبناء النبي هارون وهو اخ النبي موسى وعلي أبا الحسن والحسين هو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.وقد قال محمد(صلى الله عليه وأله وسلم) علي مني وانا من علي. وهو من سما الحسين وسمى أخاه الحسن ولم يسبق لأحد أن سمى بهذا الاسم.

أدرك الحسين ست سنوات وسبعة أشهر وسبعة أيام من عصر النبوة حيث كان فيها موضع الحب والحنان من جده النبي، فكان كثيراً ما يداعبه ويضمه ويقبله. امه فاطمة الزهراء بنت النبي محمد(ص).

 

فضله و مكانته

وعن أبي سعيد قال قال النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" وقال أيضاً: "إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا" وقال: "حسين مني وأنا منه أحب الله من أحب حسينا، الحسن والحسين من الأسباط"، قال: "من أحبهما -أي الحسن والحسين - فقد أحبني" وكان الرسول يدخل في صلاته حتى إذا سجد جاء الحسين فركب ظهره وكان يطيل السجدة فيسأله بعض أصحابه انك يا رسول الله سجدت سجدة بين ظهراني صلاتك أطلتها حتى ظننا انه قد حدث أمر أو انه يوحى إليك فيقول النبي :"كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله ".

لم تتّفق كلمة المسلمين في شيء كاتّفاقهم على فضل أهل البيت وعلوّ مقامهم العلمي والروحي، وانطوائهم على مجموعة الكمالات التي أراد الله للإنسانية أن تتحلى بها.

ويعود هذا آلاتّفاق إلى جملة من الأصول، منها تصريح الذكر الحكيم بالموقع الخاص لأهل البيت من خلال التنصيص على تطهيرهم من الرجس، وأنّهم القربى الذين تجب مودّتهم كأجر للرسالة التي أتحف الله بها الإنسانية جمعاء، وأنّهم الأبرار الذين أخلصوا الطاعة لله وخافوا عذاب الله وتجلببوا بخشيته، فضمن لهم الجنّة والنجاة من عذابه.

والحسين هو من أهل البيت المطهّرين من الرجس بلا ريب، بل هو ابن رسول الله بنصّ آية المباهلة التي جاءت في حادثة المباهلة مع نصارى نجران. وقد خلّد القرآن الكريم هذا الحدث بمداليله العميقة في قوله تعالى: (فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين)(4)وروى جمهور المحدّثين بطرق مستفيضة أنّها نزلت في أهل البيت، وهم: رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين، كما صرّحوا على أنّ الأبناء هنا هما الحسنان بلا ريب.

وتضمّنت هذه الحادثة تصريحاً من الرسول بأنّهم خير أهل الأرض وأكرمهم على الله، ولهذا فهو يباهل بهم، واعترف أسقف نجران بذلك أيضاً قائلاً:

«أرى وجوهاً لو سأل الله بها أحد أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله(5) وهكذا دلّت القصة كما دلّت الآية على عظيم منزلتهم وسموّ مكانتهم وأفضليتهم، وأنّهم أحبّ الخلق إلى الله ورسوله، وأنّهم لا يدانيهم في فضلهم أحد من العالمين.(6)

,والمسلمون لم يختلفوا قط في دخول علي والزهراء والحسنَين في ما تقصدهالآية المباركة(7)

لقد خصّ الرسول الأعظم حفيديه الحسن والحسين بأوصاف تنبئ عن عظم منزلتهما لديه، فهما:

1 ـ ريحانتاه من الدنيا وريحانتاه من هذه الأمّة(8)

2 ـ وهما خير أهل الأرض(9)

3 ـ وهما سيدا شباب أهل الجنّة(10)

4 ـ وهما إمامان قاما أو قعدا(11)

5 ـ وهما من العترة (أهل البيت) التي لاتفترق عن القرآن إلى يوم القيامة، ولن تضلّ اُمّة تمسّكت بهما(12)

6 ـ كما أنّهما من أهل البيت الذين يضمنون لراكبي سفينتهم النجاة من الغرق(13)

7 ـ وهما ممّن قال عنهم جدّهم: «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأهل الأرض من الاختلاف»(14)

8 ـ وقد استفاض الحديث عن مجموعة من أصحاب الرسول (صلّى الله عليه واله وسلم) أنّهم قدسمعوا مقالته فيما يخصّ الحسنين: «اللهمّ إنّك تعلم أ نّي اُحبُّهما واحب من يحبهما سنن الترمذي، كتاب المناقب عن رسول الله، باب مناقب الحسن والحسين.

مكانة الحسين (عليه السلام) لدى معاصريه

1 ـ قال عمر بن الخطاب للحسين: فإنّما أنبت ما ترى في رؤوسنا الله ثم أنتم(15)

2 ـ قال عثمان بن عفان في الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر: فطموا العلم فطماً وحازوا الخير والحكمة(16)

3 ـ قال أبو هريرة: دخل الحسين بن علي وهو معتم، فظننت أنّ النبي (صلي الله عليه واله وسلم)قد بعث(17)

4 ـ أخذ عبد الله بن عباس بركاب الحسن والحسين، فعوتب في ذلك، وقيل له: أنت أسنّ منهما! فقال: إنّ هذين ابنا رسول الله (صلّى الله عليه واله وسلم)،أفليس من سعادتي أن آخذ بركابهما(18)؟

وقال له معاوية بعد استشهاد الحسن: يا ابن عباس أصبحت سيد قومك، فقال: أمّا ما أبقى الله أبا عبد الله الحسين فلا(19)

5 ـ قال أنس بن مالك ـ وكان قد رأى الحسين: كان أشبههم

 

الحسين(عليه السلام) في عهد النبي محمد (ص)

ذكر عن النبي محمد (ص)انه قال: «الحسن والحسين ابناي من أحبّهما أحبّني، ومن أحبّني أحبّه الله، ومن أحبّه الله أدخله الجنّة، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار»(20) و سارع النبىّ يقطع خطبته ليلقف ابنه القادم نحوه متعثّراً فيرفعه معه على منبره(21)كلّ ذلك ليدلّ على منزلته ودوره الخطير في مستقبل الاُمّة. ووصّى النبىّ علياً (عليه السلام) برعاية سبطيه، وكان ذلك قبل موته بثلاثة أيام، فقد قال له أبا الريحانتين، اُوصيك بريحانتي من الدنيا، فعن قليل ينهدّ ركناك، والله خليفتي عليك، فلمّا قبض النبي قال علي: هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الله (صلّى الله عليه وسلم)، فلمّا ماتت فاطمة قال علي: هذا الركن الثاني الذي قال لي رسول الله(22)

 

كنيته وألقابه

أمّا كنيته فهي: أبو عبد الله.

وأمّا ألقابه فهي: الرشيد، والوفي، والطيب، والسيد، والزكي، والمبارك، والتابع لمرضاة الله، والدليل على ذات الله، والسبط. وأشهرها رتبةً ما لقّبه به جدّه (صلّى الله عليه واله وسلم) في قوله عنه وعن أخيه: «أنّهما سيدا شباب أهل الجنة».وكذلك السبط لقوله (صلّى الله عليه واله وسلم): «حسين سبط من الأسباط»(23)

 

وأيضاً:

2.السبط (السبط الأصغر) 3.سيد شباب أهل الجنة 4.بضعة كبد سيد المرسلين 5.الشهيد 6.الزكي 7.سيد الشهداء 8.الرشيد 9.الطيب 10.الوصي 11.التقي 12.المجاهد 13.العبد الصالح 14.الوتر الموتور 15.قتيل العبرات 16.أسير الكربات 17.أبو الأحرار 18.أبو الائمه 19.المظلوم 20.الذبيح 21.الغريب

 

إباؤه للضيم

أما إباؤه للضيم ومقاومته للظلم واستهانته القتل في سبيل الحق والعز فقد ضربت به الأمثال وسارت به الركبان وملئت به المؤلفات وخطبت به الخطباء ونظمته الشعراء وكان قدوة لكل أبي ومثالا يحتذيه كل ذي نفس عالية وهمة سامية ومنوالا ينسج عليه أهل الإباء في كل عصر وزمان وطريقا يسلكه كل من أبت نفسه الرضا بالدنية وتحمل الذل والخنوع للظلم، وقد أتى الحسين في ذلك بما حير العقول وأذهل الألباب وأدهش النفوس وملأ القلوب وأعيا الأمم عن أن يشاركه مشارك فيه وأعجز العالم أن يشابهه أحد في ذلك أو يضاهيه وأعجب به أهل كل عصر وبقي ذكره خالدا ما بقي الدهر، أبى أن يبايع يزيد بن معاوية.

 

 

شجاعته

أما شجاعته فقد أنست شجاعة الشجعان وبطولة الأبطال وفروسية الفرسان من مضى ومن سيأتي إلى يوم القيامة فكيف لا؟ وابوه حيدر الكرار وقالع باب خيبر، فهو الذي دعا الناس إلى المبارزة فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى قتل مقتلة عظيمة، وهو الذي قال فيه بعض الرواة: والله ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جاشا ولا أمضى جنانا, ولا أجرأ مقدما منه والله ما رأيت قبله ولا بعده مثله وتقدّم الحسين (عليه السلام) نحو القوم مصلتاً سيفه آيساً من الحياة ودعا الناس إلى البراز فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى قتل جمعاً كثيراً ثم حمل على الميمنة وهو يقول: الموت أولي من ركوب العار والعار أولي من دخول النار وحمل على الميسرة وهو يقول: انا الحسين بن علي آليت أن لا أنثني أحمي عيالات أبي أمضي علي دين النبي وإن كانت الرجال لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فتنكشف عن يمينه وعن شماله انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب، ولقد كان يحمل فيهم فينهزمون من بين يديه كأنهم الجراد المنتشر، وهو الذي حين سقط عن فرسه إلى الأرض وقد أثخن بالجراح، قاتل راجلا قتال الفارس الشجاع يتقي الرمية.و يشد على الشجعان وهو يقول: أعلي تجتمعون، وهو الذي جبن الشجعان وأخافهم وهو بين الموت والحياة وأعياه نزف الدم فجلس على الأرض ينوء برقبته فانتهى إليه في هذا الحال مالك بن النسر فشتمه ثم ضربه بالسيف على رأسه وكان عليه برنس فامتلأ البُرنس دماً فقال الحسين: لا أكلت بيمينك ولا شربت وحشرك الله مع الظالمين ثم ألقى البُرنس واعتم على القلنسوة حينها صاح عمر ابن سعد بن الوقاص بالناس : انزلوا إليه وأريحوه فبدر إليه شمربن ذي الجوشن فرفسه برجله وجلس على صدره وقبض على شيبته الشريفة وضربه بالسيف اثنتي عشرة ضربة واحتز رأسه الشريف.

وفي ذلك يقول السيد حيدر الحلي: عفيرا متى عاينته الكماة يختطف الرعب ألوانها فما أجلت الحرب عن مثله قتيلا يجبن شجعانها و هو الذي صبر على طعن الرماح وضرب السيوف ورمي السهام حتى صارت السهام في درعه كالشوك في جلد القنفذ وحتى وجد في ثيابه مائة وعشرون رمية بسهم وفي جسده ثلاث وثلاثون طعنة برمح وأربع وثلاثون ضربة بسيف.

 

موقفه من أحداث وفتن الأمة الإسلامية

موقفه من الفتنة في عهد أبيه الخليفة علي بن ابي طالب(عليه السلام)

قاتل مع أبيه في موقعة الجمل وموقعة صفين لتوحيد صف المسلمين تحت راية الخليفة المبايع من قبل المسلمين علي بن ابي طالب(عليه السلام).

 

موقفه من صلح أخيه الحسن مع معاوية بن أبي سفيان

إنّ الحسين وافق على صلح أخيه ولم يعترض, وبعد وفاة الحسن استمر في عهد أخيه مع معاوية ولم يخرج إلا بعد استلام يزيد الحكم (24)

 

موقفه من خلافة يزيد بن معاوية

فاجأ معاوية بن أبي سفيان الأمة الإسلامية بتعيين ابنه يزيد بن معاوية للخلافة من بعده مخالفا الصلح الذي عقده مع الحسن بن علي(عليه السلام) ، وبدأ في أخذ البيعة له في حياته ترغيبا وترهيبا، في سائر الأقطار الإسلامية، ولم يعارضه سوى أهل الحجاز، وتركزت المعارضة في الحسين بن علي، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير. وضع الحسين (عليه السلام) نصب عينيه نصيحة أبيه علي بن أبي طالب(عليه السلام) عندما أوصاه والحسن قبل وفاته قائلاً: «أوصيكما بتقوى الله ولا تطلبا الدنيا وإن طلبتكما ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما افعلا الخير وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً» توفي معاوية بن أبي سفيان سنة 60 هـ، وخلفه ابنه يزيد؛ فبعث يزيد إلى واليه بالمدينة لأخذ البيعة من الحسين (عليه السلام) الذي رفض أن يبايع "يزيد" كما رفض- من قبل- تعيينه وليا للعهد في خلافة أبيه معاوية، وغادر من المدينة إلى مكة لحج بيت الله الحرام، فأرسل إليه يزيد بأنّه سيقتله إن لم يبايع حتى ولو كان متعلّقا بأستار الكعبة. فاضطر الحسين لقطع حجّته وتحويلها إلى عمرة فقط وخرج ومعه أهل بيته وأكثر إخوته وأطفاله من مكة قاصدا الكوفة بعدما أرسل له الآلاف من أهلها الرسائل بأن أقدم فليس لنا والعادل وإنا بحاجة إلى إمام نأتم به.

الإمام الحسين لم يقبل أن تتحول الخلافة الإسلامية إلى ارث وأبى أن يكون على رأس الإسلام يزيد بن معاوية, فرفض أن يبايعه ولم يعترف به. وقد التقى الوليد بالحسين وطلب منه البيعة ليزيد فرفض الحسين كما ذكر سابقا بينما ذهب عبد الله بن الزبير إلى مكة لاجئاً إلي بيت الله الحرام. وقد انتصر له من بعده أبو عبيدة الثقفي المعروف بالمختار حيث قضى على الزمرة التي تسببت بسفك دم الامام الحسين (عليه السلام) ودم أصحابه وعياله

 

الحسين في معركة كربلاء

الخروج إلى مكة والعزم على الذهاب إلى الكوفة

حاول يزيد بطريقة أو بأخرى إضفاء الشرعية على تنصيبه كخليفة فقام بإرسال رسالة إلى والي المدينة يطلب فيها أخذ البيعة من الحسيــــن الذي كان من المعارضين لخلافة يزيد إلا أن الحسين رفض أن يبايع "يزيد" وغادر المدينة سرًا إلى مكة واعتصم بها، منتظرًا ما تسفر عنه الأحداث.

وصلت أنباء رفض الحسين مبايعة يزيد واعتصامه في مكة إلى الكوفة التي كانت أحد معاقل الفتنة وبرزت تيارات في الكوفة تؤمن أن الفرصة قد حانت لأن يتولى الخلافة الحسين بن علي (عليه السلام) حفيد رسول الله. واتفقوا على أن يكتبوا للامام الحسين يحثونه على القدوم إليهم، ليسلموا له الأمر، ويبايعوه بالخلافة. بعد تلقيه العديد من الرسائل من أهل الكوفة قرر الحسين أن يستطلع الأمر فقام بإرسال ابن عمه مسلم بن عقيل ليكشف له حقيقة الأمر. عندما وصل مسلم إلى الكوفة شعر بجو من التأييد لفكرة خلافة الامام الحسين(عليه السلام) ومعارضة شديدة لخلافة يزيد بن معاوية وحسب بعض المصادر الشيعية فإن 18,000 شخص (تخلو عنه بالمعركة) بايعوا الامام الحسين(عليه السلام) ليكون الخليفة وقام مسلم بإرسال رسالة إلى الامام الحسين (عليه السلام) يعجل فيها قدومه. حسب ما تذكر المصادر التاريخية، ان مجيء آل البيت بزعامة الامام الحسين(عليه السلام) كان بدعوة من أهل الكوفة. قام أصحاب واقارب واتباع الامام الحسين(عليه السلام) بأسداء النصيحة له بعدم الذهاب إلى ولاية الكوفة ومنهم عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن جعفر بن ابي طالب وأبو سعيد الخدري وعمرة بنت عبد الرحمن.

 

الأحوال في الكوفة

لما وصلت هذة الأخبار إلى الخليفة الأموي الجديد الذي قام على الفور بعزل والي الكوفة النعمان بن بشير بتهمة تساهله مع الاضطرابات التي تهدد الدولة الأموية وقام يزيد بتنصيب والي آخر كان أكثر حزما اسمه عبيد الله بن زياد قام بتهديد رؤساء العشائر والقبائل في منطقة الكوفة بإعطائهم خيارين إما بسحب دعمهم للحسين أو انتظار قدوم جيش الدولة الأموية ليبيدهم على بكرة أبيهم. وكان تهديد الوالي الجديد فعالا فبدأ الناس يتفرّقون عن مبعوث الامام الحسين(عليه السلام) ، مسلم بن عقيل شيئا فشيئا لينتهى الأمر بقتله واختلفت المصادر في طريقة قتله فبعضها تحدث عن إلقائه من أعلى قصر الإمارة وبعضها الآخر عن سحبه في الأسواق وأخرى عن ضرب عنقه، وقيل أنه صُلب، وبغض النظر عن هذه الروايات فإن هناك إجماع على مقتله وعدم معرفة الامام الحسين (عليه السلام) بمقتله عند خروجه من مكة إلى الكوفة بناء على الرسالة القديمة التي استلمها قبل تغيير موازين القوة في الكوفة، وقد علم بمقتل مسلم بن عقيل عندما كان في زرود في الطريق إلى العراق.

 

في الطريق إلى الكوفة

استمر الحسين وقواته بالمسير إلى أن اعترضهم الجيش الأموي في صحراء كانت تسمى الطف واتجه نحو الحسين جيش قوامه 30000 مقاتل يقوده عمر بن سعد الذي كان ابن سعد بن أبي وقاص قائد معركة القادسية ووصل هذا الجيش الأموي بالقرب من خيام الامام الحسين (عليه السلام) وأتباعه في يوم الخميس التاسع من شهر محرم. في اليوم التالي عبأ عمر بن سعد رجاله وفرسانه فوضع على ميمنة الجيش عمر بن الحجاج وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن وعلى الخيل عروة بن قيس وكانت قوات الحسين تتألف من 32 فارسا و 40 راجلا وأعطى رايته أخاه العباس بن علي وقبل أن تبدأ المعركة لجأ جيش ابن زياد إلى منع الماء عن الحسين وأهل بيته وصحبه، فلبثوا أياماً يعانون العطش في جو صحراوي شديد الحرارة.

 

مقتله

بعد أن رأى الامام الحسين (عليه السلام) تخاذل أهل الكوفة وتخليهم عنه كما تخلوا من قبل عن مناصرة مسلم، وبلغ تخاذلهم أنهم أنكروا الكتب التي بعثوا بها إلى الامام الحسين(عليه السلام) حين ذكرهم بها، فعرض على عمر بن سعد حلول: إما أن يرجع إلى المكان الذي أقبل منه، وإما أن يذهب إلى ثغر من ثغور الإسلام ، شمر بن ذي الجوشن رفض وأصر على بن زياد أن يحضروه إلى الكوفة أو يقتلوه،.(25)

ومع رفض الإمام الحسين(عليه السلام) للتسليم، بدأ رماة الجيش الأموي يمطرون الامام الحسين(عليه السلام) وأصحابه الذين لا يزيدون عن 70 رجلا بوابل من السهام وأصيب الكثير من أصحاب الإمام الحسين(عليه السلام) ثم اشتد القتال ودارت رحى الحرب وغطى الغبار أرجاء الميدان واستمر القتال ساعة من النهار ولما انجلت الغبرة كان هناك خمسين صريعا من أصحاب الامام الحسين(عليه السلام) واستمرت رحى الحرب تدور في ميدان كربلاء وأصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) يتساقطون ويستشهدون الواحد تلو الآخر واستمر الهجوم والزحف نحو من بقي مع الإمام الحسين(عليه السلام) وأحاطوا بهم من جهات متعددة وتم حرق جيش يزيد الخيام فراح من بقي من أصحاب الحسين وأهل بيته ينازلون جيش عمر بن سعد ويتساقطون الواحد تلو الآخر: ولده علي الأكبر، أخوته، عبد الله، عثمان، جعفر، محمد، أبناء أخيه الحسن أبو بكر القاسم، الحسن المثنى، ابن أخته زينب، عون بن عبد الله بن جعفر الطيار، آل عقيل: عبد الله بن مسلم، عبد الرحمن بن عقيل، جعفر بن عقيل، محمد بن مسلم بن عقيل، عبد الله بن عقيل..

بدأت اللحظات الأخيرة من المعركة عندما ركب الامام الحسين بن علي(عليه السلام) جواده يتقدمه أخوه العباس بن علي بن أبي طالب حامل اللواء، ولكن العباس وقع شهيداً ولم يبقى في الميدان سوى الامام الحسين(عليه السلام) الذي أصيب بسهم مثلث ذو ثلاث شعب فاستقر السهم في قلبه، وراحت ضربات الرماح والسيوف تمطر جسده الشريف وحسب رواية فإن شمر بن ذي جوشن قام بفصل رأس الامام الحسين(عليه السلام) عن جسده باثنتي عشرة ضربة بالسيف من القفى وكان ذلك في يوم الجمعة من عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين من الهجرة وله من العمر 56 سنة. ولم ينج من القتل إلا علي بن الحسين(السجاد)و ذلك بسبب اشتداد مرضه وعدم قدرته على القتال، فحفظ نسل أبيه من بعده.

وكانت نتيجة المعركة ومقتل الاام الحسين(عليه السلام) على هذا النحو مأساة مروعة أدمت قلوب المسلمين وغير المسلمين وهزت مشاعرهم في كل أنحاء العالم، وحركت عواطفهم نحو آل البيت، وكانت سببًا في قيام ثورات عديدة ضد الأمويين.

و قد استلهم عدد كبير من الغير المسلمين بثورة الامام الحسين(عليه السلام) ومنهم الزعيم الهندي الراحل غاندي صاحب المقولة المشهورة (تعلمت من الحسين كيف اكون مظلوما فانتصر).

 

بعض من أقواله المشهورة:

"... اِلهي اُحصى عَدَداً وَذِكراً ام اَي عَطاياك أقُومُ بِها شُكراً وَهِي يا رَبِّ اَكثَرُ مِن اَن يحصِيهَا العآدّوُنَ أو يبلُغَ عِلماً بِهَا الحافِظُونَ ثُمَّ ما صَرَفتَ وَدَرَأتَ عَنّي اَللّهُمَّ مِنَ الضُرِّ وَالضَّرّآءِ أكثَرُ مِمّا ظَهَرَ لي مِنَ العافِيةِ وَالسَّرّآءِ وَاَنَا اَشهَدُ يا اِلهي بِحَقيقَةِ ايماني وَعَقدِ عَزَماتِ يقيني وَخالِصِ صَريحِ تَوحيدي وَباطِنِ مَكنُونِ ضَميري وَعَلائِقِ مَجاري نُورِ بَصَري وَاَساريرِ صَفحَةِ جَبيني وَخُرقِ مَسارِبِ نَفسي وَخَذاريفِ مارِنِ عِرنيني وَمَسارِبِ سِماخِ سَمعي وَما ضُمَّت وَاَطبَقَت عَلَيهِ شَفَتاي وَحَرَكاتِ لَفظِ لِساني وَمَغرَزِ حَنَك فَمي وَفَكي وَمَنابِتِ اَضراسي وَمَساغِ مَطعَمي وَمَشرَبي وَحِمالَةِ اُمِّ رَأسي وَبُلُوعِ فارِغِ حَباَّئِلِ عُنُقي وَمَا اشتَمَلَ عَليهِ تامُورُ صَدري وَحمائِلِ حَبلِ وَتيني وَنِياطِ حِجابِ قَلبي وَأفلاذِ حَواشي كبِدي وَما حَوَتهُ شَراسيفُ اَضلاعي وَحِقاقُ مَفاصِلي وَقَبضُ عَوامِلي وَاَطرافُِ اَنامِلي وَلَحمي وَدَمي وَشَعري وَبَشَري وَعَصَبي وَقَصَبي وَعِظامي وَمُخّي وَعُرُوقي وَجَميعُِ جَوارِحي وَمَا انتَسَجَ عَلي ذلِك اَيامَ رِضاعي وَما اَقلَّتِ الارضُ مِنّي وَنَومي وَيقَظَتي وَسُكوني وَحَرَكاتِ رُكوعي وَسُجُودي اَن لَو حاوَلتُ وَاجتَهَدتُ مَدَى الاعصارِ وَالاحقابِ لَو عُمِّرتُها اَن أُؤَدِّي شُكرَ واحِدَةٍ مِن أنعُمِك مَا استَطَعتُ ذلِك اِلاّ بِمَنِّك المُوجَبِ عَلَي بِهِ شُكرُك اَبَداً جَديداً وَثَنآءً طارِفاً عَتيداً اَجَل وَلو حَرَصتُ اَنَا وَالعآدُّونَ مِن اَنامِك أن نُحصِي مَدى اِنعامِك سالِفِهِ وَ انِفِهِ ما حَصَرناهُ عَدَداً وَلا اَحصَيناهُ اَمَداً هَيهاتَ أنّى ذلِك... " فقرة من دعاء عرفة قراها في يوم عرفة في عرفات وهو واقف على الجبل مع جمع من أصحابه واهله.(26)

كتابي الحسين إلى بني هاشم في المدينة، وأولهم أخوه محمد الشهير بابن الحنفية. حيث كتب الكتاب الأول من مكة قبل أن يتوجه إلى العراق، وكتب الكتاب الثاني من كربلاء حين حطّت رحاله فيها. الكتاب الأول: ”بسم الله الرحمن الرحيم. من الحسين بن علي إلى محمد بن علي ومن قِبَلِهِ من بني هاشم، أما بعد؛ فإنه من لحق بي استشهد، ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح، والسلام“.

الكتاب الثاني الذي أرسله الحسين حين وصوله إلى كربلاء، والذي كتب فيه: ”بسم الله الرحمن الرحيم. من الحسين بن علي إلى محمد بن علي ومن قِبَلِهِ من بني هاشم، أما بعد؛ فكأن الدنيا لم تكن وكأن الآخرة لم تزل، والسلام“.

 

مما قالوا في الحسين :

قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم " إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا. ".(27)

تركت واقعة كربلاء تأثيرا بليغا على أفكار بني الإنسان حتى غير المسلمين منهم. فعظمة الثورة وذروة التضحية، والصفات الأخرى التي يتحلى بها الحسين وأنصاره أدّت إلى عرض الكثير من الآراء حول هذه الثورة الملحمية، ويستلزم نقل جميع أقوالهم تأليف مؤلف ضخم عنهم، لا سيما وأن بعض الكتاب غير المسلمين دوّنوا كتباً عن هذه الواقعة.

نورد في ما يلي آراء عدد من الشخصيات المسلمة وغير المسلمة:

 

1) غاندي، زعيم الهند :

لقد طالعت حياة الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين.

 

2) محمد علي جناح، مؤسس دولة باكستان:

لا تجد في العالم مثالاً للشجاعة كتضحية الحسين بنفسه واعتقد أن على جميع المسلمين أن يحذو حذو هذا الرجل القدوة الذي ضحّى بنفسه في أرض العراق.

 

3) شارلز ديكنز، الكاتب الإنجليزي المعروف:

إن كان الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟

إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام.

 

4) توماس كارليل، الفيلسوف والمؤرخ الإنجليزي :

أسمى درس نتعلمه من مأساة كربلاء هو أن الحسين وأنصاره كان لهم إيمان راسخ بالله، وقد أثبتوا بعملهم ذاك أن التفوق العددي لا أهمية له حين المواجهة بين الحقّ والباطل والذي أثار دهشتي هو انتصار الحسين رغم قلّة الفئة التي كانت معه.

 

5) إدوارد براون، المستشرق الإنجليزي:

وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ وحتّى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلّها.

 

6) فردريك جيمس :

نداء الحسين وأي بطل شهيد آخر هو أن في هذا العالم مبادئ ثابتة في العدالة والرحمة والمودّة لا تغيير لها، ويؤكد لنا أنه كلّما ظهر شخص للدفاع عن هذه الصفات ودعا الناس إلى التمسّك بها، كتب لهذه القيم والمبادئ الثبات والديمومة.

 

7) ل. م. بويد:

من طبيعة الإنسان أنه يحب الجرأة والشجاعة والإقدام وعلو الروح والهمّة والشهامة. وهذا ما يدفع الحرية والعدالة عدم الاستسلام أمام قوى الظلم والفساد. وهنا تكمن مروءة وعظمة الحسين. وأنه لمن دواعي سروري أن أكون ممـن يثني من كل أعماقه على هذه التضحية الكبرى، على الرغم من مرور 1300 سنة على وقوعها.

 

8) واشنطن ايروينغ، المؤرخ الأمريكي الشهير:

كان بميسور الحسين النجاة بنفسه عبر الاستسلام لإرادة يزيد، إلاّ أنّ رسالة القائد الذي كان سبباً لانبثاق الثورات في الإسلام لم تكن تسمح له الاعتراف بيزيد خليفة، بل وطّن نفسه لتحمّل كل الضغوط والمآسي لأجل إنقاذ الإسلام من مخالب بني أُمية. وبقيت روح الحسين خالدة، بينما سقط جسمه على رمضاء الحجاز اللاهبة (استشهد الحسين على رمال كربلاء في العراق، وليس على رمضاء الحجاز!)، أيها البطل، ويا أسوة الشجاعة، ويا أيها الفارس يا حسين!

 

9) توماس ماساريك :

على الرغم من أن القساوسة لدينا يؤثرون على مشاعر الناس عبر ذكر مصائب المسيح. إلاّ أنك لا تجد لدى أتباع المسيح ذلك الحماس والانفعال الذي تجده لدى اتباع الحسين. ويبدو أن سبب ذلك يعود إلى أن مصائب المسيح إزاء مصائب الحسين لا تمثل إلاّ قشـّة أمام طود عظيم.

 

10) موريس دوكابري :

يقال في مجالس العزاء أن الحسين ضحى بنفسه لصيانة شرف وأعراض الناس، ولحفظ حرمة الإسلام، ولم يرضخ لتسلط ونزوات يزيد. إذن تعالوا نتخذه لنا قدوة، لنتخلص من نير الاستعمار، وأن نفضل الموت الكريم على الحياة الذليلة.

 

11) المستشرق الألماني ماربين :

قدّم الحسين للعالم درساً في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته، وأدخل الإسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما. لقد أثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر أن الظلم والجور لا دوام له. وأنّ صرح الظلم مهما بدا راسخاً وهائلاً في الظاهر إلاّ أنّه لا يعدو أن يكون أمام الحقّ والحقيقة إلاّ كريشة في مهب الريح.

 

12) بنت الشاطئ :

أفسدت زينب أخت الحسين على ابن زياد والأمويين نشوة النصر وأفرغت قطرات من السم في كأس انتصارهم. وكان لزينب بطلة كربلاء دور المحفّـز في جميع الأحداث السياسية التي أعقبت عاشوراء مثل قيام المختار، وعبدالله بن الزبير وسقوط الدولة الأموية وتأسيس الدولة العباسية وانتشار المذهب الشيعي.

 

13) لياقة علي خان، أول رئيس وزراء باكستاني :

لهذا اليوم من محرم مغزىً عميقاً لدى المسلمين في جميع أرجاء العالم؛ ففي مثل هذا اليوم وقعت واحدة أكثر الحوادث أُسىً وحزنا في تاريخ الإسلام. وكانت شهادة الحسين مع ما فيها من الحزن مؤشر ظفر نهائي للروح الإسلامية الحقيقية، لأنها كانت بمثابة التسليم الكامل للإرادة الإلهية. ونتعلم منها وجوب عدم الخوف والانحراف عن طريق الحقّ والعدالة مهما كان حجم المشاكل والأخطار.

 

14) جورج جرداق، العالم والأديب المسيحي :

حينما جنّد يزيد الناس لقتل الحسين وإراقة الدماء، كانوا يقولون:

كم تدفع لنا من المال؟

أما أنصار الحسين فكانوا يقولون لو أننا نقتل سبعين مرّة، فإننا على استعداد لأن نقاتل بين يديك ونقتل مرة أُخرى أيضاً.

 

15) عباس محمود العقاد، الكاتب والأديب المصري:

ثورة الحسين، واحدة من الثورات الفريدة في التاريخ لم يظهر نظير لها حتى الآن في مجال الدعوات الدينية أو الثورات السياسية. فلم تدم الدولة الأموية بعدها حتى بقدر عمر الإنسان الطبيعي، ولم يمضِ من تاريخ ثورة الحسين حتّى سقوطها أكثر من ستين سنة ونيف.

 

16) أحمد محمود صبحي:

وإن كان الحسين بن علي قد هزم على الصعيد السياسي أو العسكري، إلاّ أن التاريخ لم يشهد قط هزيمة انتهت لصالح المهزومين مثل دم الحسين. فدم الحسين تبعته ثورة ابن الزبير، وخروج المختار، وغير ذلك من الثورات الأخرى إلى أن سقطت الدولة الأموية، وتحول صوت المطالبة بدم الحسين إلى نداء هزّ تلك العروش والحكومات.

 

17) انطوان بارا، مسيحي :

لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين.

 

19) كيبون، المؤرخ الإنجليزي:

على الرغم من مرور مدّة مديدة على واقعة كربلاء، ومع أننا لا يجمعنا مع صاحب الواقعة وطن واحد، ومع ذلك فإن المشاق والمآسي التي وقعت على الحسين تثير مشاعر القارئ وإن كان من أقسى الناس قلباً، ويستشعر في ذاته نوعاً من التعاطف والانجذاب إلى هذه الشخصية.

 

20) نيكلسون، المستشرق المعروف:

كان بنوا أُمية طغاة مستبدين، تجاهلوا أحكام الإسلام واستهانوا بالمسلمين، ولو درسنا التاريخ لوجدنا أن الدين قام ضد الطغيان والتسلّط، وأن الدولة الدينية قد واجهت النظم الإمبراطورية. وعلى هذا فالتاريخ يقضي بالإنصاف في أن دم الحسين في رقبة بني أُمية.

 

21) السير برسي سايكوس، المستشرق الإنجليزي:

حقاً أن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، كانت على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد.

 

22) تاملاس توندون، الهندوسي، والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي:

هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام.

 

23) محمد زغلول باشا قال:

لقد أدى الحسين بعمله هذا، واجبه الديني والسياسي، وأمثال مجالس العزاء تربّي لدى الناس روح المروءة، وتبعث في أنفسهم قوّة الإرادة في سبيل الحقّ والحقيقة.

 

24) عبد الرحمن الشرقاوي، الكاتب المصري :

الحسين شهيد طريق الدين والحرية، ولا يجب أن يفتخر الشيعة وحدهم باسم الحسين، بل أن يفتخر جميع أحرار العالم بهذا الاسم الشريف.

 

25) طه حسين، العالم والأديب المصري :

كان الحسين يتحرق شوقاً لاغتنام الفرصة واستئناف الجهاد والانطلاق من الموضع الذي كان أبوه يسير عليه؛ فقد أطلق الحرية بشأن معاوية وولاته، إلى حد جعل معاوية يتهدده. إلا أن الحسين ألزم أنصاره بالتمسك بالحق.

 

26) عبد الحميد جودة السحّار، الكاتب المصري:

لم يكن بوسع الحسين أن يبايع ليزيد ويرضخ لحكمه؛ لأن مثل هذا العمل يعني تسويغ الفسق والفجور وتعزيز أركان الظلم والطغيان وإعانة الحكومة الباطلة. لم يكن الحسين راضياً على هذه الأعمال حتى وأن سبي أهله وعياله وقتل هو وأنصاره.

 

27) العلامة الطنطاوي، العالم والفيلسوف المصري:

الملحمة الحسينية تبعث في الأحرار شوقاً للتضحية في سبيل الله، وتجعل استقبال الموت أفضل الأماني، حتى تجعلهم يتسابقون إلى منحر الشهادة.

 

28) العبيدي، مفتي الموصل:

فاجعة كربلاء في تاريخ البشرية نادرة كما أن صانعوها ندرة، فقد رأى الحسين بن علي من واجبه التمسك بسنّة الدفاع عن حق المظلوم ومصالح العامة استناداً إلى حكم الله في القرآن، وما جاء على لسان الرسول الكريم، ولم يتوان عن الإقدام عليه؛ فضحى بنفسه في ذلك المسلخ العظيم، وصار عند ربّه "سيد الشهداء"، وصار في تاريخ الأيام "قائداً للمصلحين"، ونال ما كان يتطلّع إليه، بل وحتى أكثر من ذلك.

 

29) الكاتبة الإنجليزية / فريا ستارك.(28)

وعلى مسافة غير بعيدة من كربلاء جعجع الحسين إلى جهة البادية، وظل يتجول حتى نزل في كربلاء وهناك نصب مخيمه.. بينما أحاط به أعداؤه ومنعوا موارد الماء عنه. وما تزال تفصيلات تلك الوقائع واضحة جلية في أفكار الناس في يومنا هذا كما كانت قبل (1257) سنة وليس من الممكن لمن يزور هذه المدن المقدسة أن يستفيد كثيراً من زيارته ما لم يقف على شيء من هذه القصة لأن مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس وهي من القصص القليلة التي لا أستطيع قراءتها قط من دون أن ينتابني البكاء..

 

30) الباحث الإنجليزي / جون أشر(29)

إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي..

 

31)المستشرق الفرنسي ـ هنري ماسيه

في نهاية الأيام العشرة من شهر محرم طلب الجيش الأموي من الحسين بن علي أن يستسلم، ولكنه لم يستجب، واستطاع رجال يزيد الأربعة آلاف أن يقضوا على الجماعة الصغيرة، وسقط الحسين مصاباً بعدة ضربات، وكان لذلك نتائج لا تحصى من الناحيتين السياسية والدينية...

 

32)المستشرق الألماني.. يوليوس فلهاوزو

بالرغم من القضاء على ثورة الحسين عسكرياً فإن لاستشهاده معنى كبيراً في مثاليته، وأثراً فعالاً في استدرار عطف كثير من المسلمين على آل البيت.(30)

ابطال استشهدوا مع الامام الحسين (عليه السلام) :

عابس الشاكري / حبيب بن مظاهر / زهير بن القَين / جون.. مولى أبي ذرّ / الحرّ بن يزيد الرياحي / بُرير بنُ خُضَير / سعيد بن عبدالله الحَنَفي / جُنادة بن كعب الأنصاري / بِشر الحضرمي / عبدالله بنُ عُمَير الكلبي / الحُلاس والنعمان آبنا عمرو / أسْلَم التركي / أبو ثُمامَة الصّائِدي / جعفر بنُ أميرِ المؤمنين عليه السّلام / جُنادة بنُ الحِرْث / حَنْظَلَة بنُ أسْعَد الشِّبامي / عثمان بن أمير المؤمنين عليه السّلام / عمرو بنُ قَرَظَة الأنصاري / محمّد الأصغر بن أمير المؤمنين عليه السّلام / نافعُ بنُ هِلال الجَمَلي / يزيدَ بنُ مُغفِل الجعفي / الأدْهَم بن أُمية العَبْدي / سُوَيد بنُ عمْرو الخَثْعَمي / عَون بن عبدالله بن جعفر / بكر بن حُيي التَّيمي / عبدالله بن أمير المؤمنين عليهم السّلام / عبدالله الرضَيع ( علي الأصغر) / الجابريان / الغفاريان / أمية بنُ سَعدٍ الطّائي / عبدالله بنُ الإمام الحسن عليه السّلام / عبدالله بن مسلم بن عقيل / شَوْذَب / جابر بنُ الحجاج التَّيمْي / جَبَلَةُ بنُ علي الشَّيباني / سَوّار النَّهْمي الهَمْداني / سعد وأبو الحُتوف ابنا الحرث الأنصاري / عائذ العائذي / سالِم مولى بني المدينة / زهير بن بِشر الخَثْعَمي / أبو بكر بن أمير المؤمنين عليه السّلام / أنَسُ بنُ الحارثِ الكاهلي الأسدي / زاهد مولى عمرو بن الحَمِق / زياد بن عريب الصائدي / عامر بن مسلمٍ العَبْدي ـ ومولاه سالم / أبو بكر بن الإمام الحسن عليه السّلام / عَمْرو بنُ خالد الصَّيداوي / قيس بنُ مُسْهِر الصَّيداوي / يزيد بن ثُبَيت العَبْدي وابناه / محمد بن أبي سعيد بن عقيل / عبدالأعلى بن يزيدٍ الكلبي / جندب بن حجر الخولاني / جوينُ بنُ مالك الضَّبُعي / عبدالرحمان بن عبدربّ الأنصاري / عمّار الدالاني / عبدالرحمانِ الأرحبي / القاسم بن الحسن المجتبى عليه السّلام / جعفر بن عقيل بن أبي طالب / الحجّاج بن زيدٍ السَّعْدي / عمّار بن حسّان الطائي / عمرو الجندعي / نَصْر بنُ أبي نَيزَر / المُوقَّع بنُ ثُمامة الأسدي / هاني بن عُروة / محمّد بن عبدالله بن جعفر / يزيد بن زياد الكندي / محمّد بن مسلم بن عقيل / عبدالله بن يقْطر / الحَجّاج بن مَسْروق الجُعفي / عَمْرو بن جُنادة الأنصاري / مسلم بن عوسجه

المراجع :

1.تأريخ ابن عساكر: 14 / 313، ومقاتلالطالبيين: 78، ومجمع الزوائد: 9 / 194، واُسدالغابة: 2 / 18، والإرشاد: 18.

2.اُصول الكافي: 1 / 463، والاستيعابالمطبوع على هامش الإصابة: 1 / 377.

3.الإمام الحسين -محمد تقي مدرسي

4.آل عمران (3): 61

5.نور الأبصار: 100، وراجع تفسير: الجلالين وروح البيان والكشّاف والبيضاوي والرازي، وصحيح الترمذي: 2 / 166، وسنن البيهقي: 7 / 63،وصحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة، ومسندأحمد: 1 / 85، ومصابيح السنة: 2 / 201.

6.كما نصّت على ذلك الآية 33 من سورة الأحزاب

7.التفسير الكبير للفخر الرازيوتفسير النيسابوري، وصحيح مسلم: 2 / 33وخصائص النسائي: 4، ومسند أحمد: 4 / 107، وسنن البيهقي: 2 / 150، ومشكل الآثار: 1 / 334،ومستدرك الحاكم: 2 / 416، واُسد الغابة: 5 / 521

8.صحيح البخاري: 2 / 188، وسنن الترمذي: 539

9.عيون أخبار الرضا: 2 / 62.

10.سنن ابن ماجة: 1 / 56، والترمذي: 539

11.المناقب لابن شهر آشوب: 3 / 163. نقلاً عن مسند أحمد وجامع الترمذي وسنن ابن ماجة

12.جامع الترمذي: 541، ومستدرك الحاكم: 3 / 109

13.حلية الأولياء: 4 / 306

14.مستدرك الحاكم: 3 / 149

15.خصائص النسائي: 26.

16.الخصال: 136

17.بحار الأنوار: 10 / 82

18.تاريخ ابن عساكر: 4/322

19.حياة الإمام الحسين، للقرشي: 2 /

20.مستدرك الحاكم: 3 / 166، وتأريخ ابن عساكر:ترجمة الإمام الحسين، وإعلام الورى: 1 / 432.

21.مسند أحمد: 5/354، وإعلام الورى: 1/433، وكنزالعمال: 7/168،وصحيح الترمذي: 5 / 616 / ح3774.

22.بحار الأنوار: 43 / 262.

23.أعيان الشيعة: 1 / 579.

24.حياة الإمام الحسن - باقر شريف القرشي - فصل في موقف الحسين من صلح الحسن

25.الكامل في التاريخ - الجزء الثاني

26.مفاتيح الجنان - اعمال شهر ذي الحجة - دعاء يوم عرفة

27.مستدرك الوسائل - الميزرا النوري - ج 10 - حديث 12084

28.الكاتبة قد كتبت فصلاً صغيراً عن عاشوراء في كتابها المعروف باسم (صور بغدادية) صفحة (145-150) طبعة كيلد يوكس 1947م ،، وقد يسمى كتابها مخططات بغدادية

29.كتاب : رحلة إلى العراق

30.كتاب / نهضة الدولة العربية