آية الله: عندما كانت الأخبار السارة عن إطلاق سراح سعادتكم تعم طهران، كان الفقراء ينتظرون الرحلة إلى بيت الله الحرام. لذلك لم تتسن لي الفرصة لأقبل أياديكم مرة أخرى.

لدينا هنا عدة أخبار أحببت أن أطلعكم عليها:

أولاً؛ رأيت رجلاً شيعياً جعفرياً من الأحساء - جنوب غرب الخليج الفارسي. بالقرب من الكويت والظهران – كان يقول إن 80٪ من أهالي الأحساء والضوف  والقطيف من الشيعة، وكان مطلعاً تماما على أنباء تلك الحادثة الأليمة في الخامس عشر من خرداد، حيث كان قلقاً جداً، إلا أنه كان سعيدًا بسماع خبر إطلاق سراحكم.

أردت أن أحيطكم علماً أنه لأمر حسن أن يهاجر واحد من علماء الدين إلى تلك المناطق، وستنعكس آثار إيجابية كثيرة لذلك.

ثانياً: توجد إشاعة هنا مفادها؛ أنه من المفترض أن يحج آية الله السيد الحكيم هذا العام، إلا أن لديه بعض الشروط قد تمت الموافقة من قبل السعوديين على اثنين منها والثالث لم تتم الموافقة عليه. الاثنان اللذان تمت الموافقة عليهما؛ وجود إمام جماعة للشيعة في بيت الله ـ وتجديد بناء قبور البقيع، وأما الثالث أن تكون له الحرية في إعلان الهلال والعمل به، إلا أنهم لم يوافقوا عليه ولهذا لم يحضر سماحته بنفسه وإنما بعث وفدا يرأسه نجله على ما يبدو.

كنت أرغب بإخباركم بهذين الخبرين.

الأمر الآخر يقال أنه منذ عامين فقط تم السماح للشيعة في هذه المنطقة بالتدريس والتعليم، وقبل هذه الفترة لم يكن يسمح لهم بذلك.

الأمر الآخر هو أنه كنت ناوياً إعادة طباعة كتاب نزعة التغريب (غرب زدگی) في طهران بعد إدخال العديد من التعديلات عليه، إلا أنهم سحبوه من المطبعة، مما أدى إلى ضرر الناشر الكريم، فداءً لأجلك.

الأمر الآخر هو أنه كانت لدي خطة أخرى انتهيت منها وسافرت، وهي حول دور المتنورين بين علماء الدين والحكام. وتوضيح أنه لماذا هؤلاء السادة دائما وفي اللحظات الحساسة يميلون جانب الحكام، وهو ما لا ينبغي. فإذا عدنا بالسلامة سوف أكمله، وأرسله إلى حضرتكم. أظن أنني بينت الأسباب التاريخية والنفسية للقضية. وقد ذكرت مقدماته في طليعة الطبعة غير المكتملة من كتاب نزعة التغريب (غرب زدگی).

الأمر الآخر هو أنه أتمنى لكم التوفيق.

والسلام عليكم

جلال آل احمد

مکة المكرمة ـ يوم السبت ۳۱ فروردين ۱۳۴۳ش/ ۸ ذي الحجة ۱۳۸۳هـ

بعد التحرير

كما أبلغتكم أثناء اللقاء أنني مستعد لتنفيذ أي أمر تطلبونه .

يتم أحيانا توزيع بعض البيانات والنشرات بأسماء بعض الشخصيات العلمائية تفتقد إلى الوقار والصلاحية .

عنواني يعرفه السيد صدر واكتبه هنا: تجريش - آخر زقاق فردوسي

 

ترجمة: دار الولاية للثقافة والإعلام