أقيم في مدينة قم جنوب العاصمة الإيرانية طهران "ملتقى الصمود والشهادة" إحياءً للذكرى الثالثة لاستشهاد العالم المجاهد الشيخ نمر باقر النمر وباقي الشهداء الحجازيين على يد نظام آل سعود الجائر.
وشارك في الملتقى جمع من علماء الدين والمفكرين وممثلي محور المقاومة في عموم المنطقة وحشد من المؤمنين الرساليين.
وأكدت الكلمات التي ألقيت في الملتقى على أهمية إحياء هذه المناسبة الأليمة وضرورة استلهام الدروس والعبر من حياة الشهيد النمر في التصدي للأنظمة الطاغوتية والمتفرعنة وفي مقدمتها أنظمة آل سعود وآل خليفة في البحرين والكيان الصهيوني الغاصب للقدس الشريف وداعميهم وعلى رأسهم أمريكا وحلفائها الغربيين.
كما تطرقت الكلمات إلى جهاد الشعوب المظلومة لاسيّما في الحجاز واليمن والبحرين وفلسطين المحتلة، مشددة على ضرورة مواصلة الدعم الكامل للمجاهدين في كل مكان من أجل تحقيق الأهداف المقدسة للشعوب التوّاقة للحرية والعزّة والكرامة والتخلص من التبعية للأنظمة القمعية والمتسلطة على رقاب الشعوب بالسيف والتآمر مع القوى الأجنبية الغاشمة.
وبيّنت الكلمات أن نظام آل سعود لا يتحمل سماع الكلمة الحرّة المنادية بالعدالة ونبذ الطائفية والتهميش السياسي والمنطقي ولذلك قام بقتل الشيخ النمر بالتواطئ مع أسياد هذا النظام وفي طليعتهم أمريكا والكيان الصهيوني.
وأوضحت الكلمات أن الشهيد باقر النمر قد صدح بالحق وأطلق صوته بضرورة دعم المظلومين والمستضعفين وذلك من خلال الدعوة للتظاهرات السلمية إلّا أن النظام السعودي لم يرق له ذلك فقام بقتله على مرأىً ومسمع من المجتمع الدولي ومنظماته التي تدّعي زوراً الدفاع عن حقوق الإنسان.
كما نوّهت الكلمات التي ألقيت في الملتقى إلى أن الشهيد نمر باقر النمر قد تميز بالحسّ الإنساني والأخلاقي الرفيع في دعوته لنصرة الحق والمبدأ وكان مثالاً بارزاً لكلمته الشهيرة (زئير الكلمة أقوى من أزيز الرصاص).
وتضمنت الكلمات الإشارة إلى الشهداء البارزين في محور المقاومة، مؤكدة أهمية التمسك بنهجهم القائم على التضحية بالغالي والنفيس لرسم مستقبل واعد للمنطقة من خلال التخلص من أعدائها الذين سعوا بكل الوسائل لتمزيق الأمة ونهب ثرواتها والعبث بمقدارها ومصيرها.
كما لفتت الكلمات إلى أهمية التحرك للقضاء على المحور الوهابي - الإسرائيلي باعتباره يمثل الوكر الأخير للصهيونية العالمية لضرب الأمة، مشيرة إلى أن إسقاط هذا المحور بات قاب قوسين أو أدنى بفضل جهاد محور المقاومة والعلماء المضحين الذين نذروا أنفسهم لنصرة الحق ومن بينهم الشيخ الشهيد نمر باقر النمر الذي تمكن من إسقاط الهيبة المصطنعة للنظام السعودي وعبّد الطريق لمواصلة الانتفاضة الشعبية ضد هذا النظام تمهيداً لرميه في مزبلة التاريخ.
ودعا ممثلو حركات المقاومة في المنطقة إلى التماسك والتكاتف ضد قوى البغي والشر المدعومة من الاستكبار العالمي وذلك من خلال استلهام الدروس العظيمة لثورة الإمام الحسين عليه السلام ومدرسة أهل البيت المعطاءة في كافة مجالات الحياة.
وأشادت الكلمات كذلك بصمود الشعب اليمني ضد آلة القتل السعودية وداعميها الدوليين وعلى رأسهم أمريكا. كما أكدت على ضرورة مواجهة محاولات التطبيع مع العدو الصهيوني ونصرة الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المغتصبة في الأرض والوطن.
وفي ختام الملتقى ألقى ممثل أهالي قم في البرلمان الإيراني الشيخ مجتبى ذو النوري كلمة أبّن فيها الشهيد نمر باقر النمر وباقي شهداء محور المقاومة، داعياً لاقتفاء آثارهم في النضال ضد المستكبرين وأعوانهم الظلمة المتسلطين على رقاب الشعوب المسلمة في عموم المنطقة.
واعتبر ذو النوري السلفية والوهابية بأنها تسعى لتمهيد الأرضية لتمرير المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة من خلال دعم آل سعود والجماعات الإرهابية والتكفيرية وشنّ الحروب بالنيابة ضد دول وشعوب المنطقة لاسيّما في اليمن وسوريا.
ولفت ذو النوري إلى أن المشروع الأمريكي الرامي إلى تقسيم المنطقة قد فشل في تحقيق أهدافه بعد هزيمته في العراق وسوريا رغم المؤامرات الكبيرة التي قادتها واشنطن من خلال دعمها للجماعات الإرهابية بتمويل مادّي وتسليحي من نظام آل سعود والأنظمة الرجعية الأخرى في المنطقة.
وأشار ذو النوري إلى قول الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الذي وصف نظام آل سعود بالبقرة الحلوب، مؤكداً أن هذا النظام في طريقه إلى الزوال بسبب خيانته للأمة الإسلامية وتواطئه مع أعدائها لتنفيذ مؤامراتهم ضد المنطقة.
وفي ختام الملتقى أزيح الستار عن كتاب (مرافعة الكرامة) الذي يتناول المحاكمة الجائرة التي أجرتها السلطات السعودية للشيخ الشهيد نمر باقر النمر قبل إعدامه رغم الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي شهدتها الكثير من دول العالم ومنظماته الحقوقية والإنسانية في شتى أرجاء المعمورة.
وتخلل الملتقى عرض أفلام وأناشيد ثورية عن المقاومة وإقامة معرض لصور وأقوال الشهداء وفي مقدمتهم الشيخ باقر النمر.
وأقيمت ندوة فكرية تحت عنوان: قراءة في فكر الشهيد الشيخ النمر، من قبل مؤسسة الشهيد النمر في مجمع الإمام الصادق عليه السلام للطلاب اللبنانيين في حوزة قم.
وأقام تيار الوفاء الإسلامي فعالية “أعظم الجهاد سيوف الثأر” في مدينة قم المقدسة بحضور جمع من العلماء والأسرى المحررين من السجون البحرينية.
أيضاً بمناسبة الذكرى الثالثة لاستشهاد الشيخ المجاهد نمر باقر النمر انطلق مهرجان سيبقى_الشهيد في مدينة كربلاء المقدسة العراق .
وانطلقت هذه الفعاليات تحت شعار "سينالهم غضب" في 2 يناير وقفة أمام السفارة السعودية في العاصمة الألمانية "برلين" في الساعة الثالثة ظهراً، كما كانت وقفة في نفس اليوم (2 يناير) أمام السفارة السعودية بالعاصمة البريطانية "لندن" في الساعة الثانية ظهراً، وكانت فعاليات في 3 و 4 يناير في مدينة مانشستر البريطانية، وفي 3 يناير كانت فعالية المنتدى الإسلامي بأمريكا، وفي 4 يناير كانت فعالية في منطقة السيدة زينب في سوريا، وفي 5 يناير في العاصمة اليمنية "صنعاء" وكذلك في كندا، من نفس اليوم، وأيضا في 5 يناير كانت وقفة أمام مقر الاتحاد الأوروبي بروكسل، وفي 10 يناير ستكون في العاصمة اللبنانية بيروت .
تعليقات الزوار