وعلى أعتاب ذكرى عشرة الفجر المباركة شدّد نائب أمين عام المقاومة الإسلامية حركة النجباء الشيخ "يوسف الناصري" على أن وجود الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه لم يتّسم بالأهمية البالغة في هذه الفترة من حياة شعوب العالم الإسلامي وليس الشعوب العربية فقط ولا الشعب الإيراني فحسب بل وجود هذه الشخصية كان لها من الأثر البالغ على كل التغييرات الموجودة اليوم في العراق وإيران وعالمنا الإسلامي وكل العالم أيضا. فلهذه الشخصية مكانة في الأمة الإسلامية إلى جانب الشعب الإيراني الذي قدم البطولات العظيمة والكبيرة لإسقاط الطاغية الشاه في إيران وإطاعته لنداءات الإمام واستجابته لهذا القائد الملهم. فها نحن اليوم نرى هذا الشعب صامدا بعد أربعين عاما في غياب الإمام وقائد الثورة الإسلامية ومؤسّسها وبروز تلميذه الإمام الخامنئي الذي يقود الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني ومحور المقاومة بكل التحديات الكبيرة. وان كانت الجمهورية الإسلامية تواجه الحصار منذ بداية الثورة والى الآن إلا نحن بعد مضيّ أربعين عاما نشهد رشدا كبيرا لها ومستقبلا واعدا للثورة أيضا فالأربعون عاما يشكل انطلاقة مهمة إلى الدولة المستقلة في إيران. فاليوم الثورة والشعب الإيراني وقيادة الثورة والإمام الخامنئي إلى جانب قادة الجمهورية الإسلامية والحرس الثوري يشكّلون محور الانطلاقة الجديدة بعد مضيّ أربعين عاما من انتصار الثورة الإسلامية ويقولون للعالم بانا يمكننا الصمود ونؤسس محورا جديدا يقود حركة المستضعفين والثوار في العالم كما أراده الإمام الخميني. فالأربعون عاما يشكل انتصارا حضاريا و مدنيا وتاريخيا لمبادئ الثورة وطموحات الشعب الإيراني لأهداف التي حدّدها الإمام الخميني ولقيادة السيد الخامنئي. فلذلك نعتقد بان الثورة الإسلامية في طريقها إلى الرشد كما أن بإمكان قيادتها وشعبها وحركها أن يشكلوا محور انطلاق لتأسيس عنصر رئيس في العالم لان اليوم إيران لم تعد إلى زمن الشاه ولا لبداية الثورة بل تشكل واجهة للتغييرات التي يشهدها العالم فهي دولة تدور في محور الأمان والاستقرار والتغيير والدفاع عن المستضعفين ومن لم يكن في هذا المحور ومع الجمهورية الإسلامية فهو يبتعد كل البعد ليتقرب من محور الشيطان بقيادة الصهيونية العالمية أميركا والكيان الصهيوني الغاصب والدول الغربية التي تحت ظل هذا المحور. فالأربعون عاما يشكل بالنسبة إلينا انطلاقة جديدة يبدأ بها الشعب الإيراني الكبير مرحلة جديدة من انطلاقة السياسية والاقتصادية والثقافية وبالتالي العسكرية لتصبح الثورة الإسلامية احد ركائز الاستقرار والسلام في العالم فالأربعون يشكل منعطفا رئيسا لسعادة الشعب الإيراني وباقي الشعوب. فنحن العراقيين لا نعيش كجوار مع إيران بل نعيش مع الشعب الإيراني الشقيق مرحلة من الاندماج من التفاعل الايجابي ونشعر بان زعامتنا المرجعية واحدة و في محور واحد كما أن الإمام الخميني كان لنا جميعا وان السيد القائد الخامنئي هو لكل الشعوب وان الشعب الإيراني يمثل محورا رئيسا للدفاع عن جميع الشعوب في المنطقة كما أن الشعب العراقي يتطلّع وبفرح مرور الأربعين عاما من انتصار الثورة الإسلامية بعد هذا الحصار الكبير ونتعلّم من الشعب الإيراني بناء الدولة والانتاجات الزراعية والاستقلال الاقتصادي فنحن اليوم بحاجة ماسّة لنتعلّم اكثر من قبل ممّا وصل إليها الشعب الإيراني بقيادتها الرشيدة.

وحول علاقة الشهيد آية الله محمد باقر الصدر مع الإمام الخميني الراحل، قال الشيخ يوسف الناصري: أن الشهيد آية الله العظمى المفكر الإسلامي الشهير السيد محمد باقر الصدر هو أيضا من قيادات العالم العربي والإسلامي واحد قيادات هذه الثورة المباركة. فصحيح أن الشهيد كان عربيا وعراقيا إلا انه من أبناء هذه الثورة ومن روّادها وحارسا من حرّاسها. فالشهيد الصدر بفكره وعبقريّته شارك في كتابة  دستور الجمهورية الإسلامية وكتب مجموعة من الرسائل وأرسلها إلى الخبراء الذين كانوا قد اجتمعوا لكتابة الدستور كما أن السيد محمد باقر الصدر أرسل تلاميذه ليكونوا في مساعدة هذه الثورة وفي مساهمة بنائها والدفاع عنها. وكان من أبرزهم المرحوم السيد محمود هاشمي الشاهرودي الذي شغل مناصب عدة عالية في الجمهورية الإسلامية منها رئاسة السلطة القضائية ورئاسة مجمع تشخيص مصلحة النظام وباقي المناصب الحساسة والمهمة. فهذا ما يدل على مشاركة الواسعة لتلامذة الشهيد الصدر في الثورة وفي الجمهورية الإسلامية وإدارتها. فهذه الاندماجية والمشاركة كانت في ظل عبارته الشهيرة "ذوبوا في الإمام الخميني كما ذاب هو في الإسلام". فلذلك هناك محور ارتباط وتماسك بين شيعة العراق والشعب الإيراني حينما اندمجوا في حركة واحدة بقيادة الإمام الخميني وبعده الإمام السيد الخامنئي. فارتباط الشهيد الصدر مع الإمام الخميني كان ارتباطا حقيقيا وولائيا لحفظ هذه الثورة وللسعي لتحقّق أهدافها في جميع ربوع هذا العالم كما أن لتلامذة الشهيد الصدر دورا بارزا لتطوير الواقع العلمي في حوزة قم العلمية وساهموا في الدفاع عن الثورة الإسلامية كما أن السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدّم نفسه قربانا لهذه الثورة وواجه نظام الطاغية صدام الذي كان يسعى لودء وقتل كل من يدافع عن الثورة الإسلامية.

وبشأن دور الثورة الإسلامية في مواجهة قوى الشر في المنطقة قال معاون أمين عام المقاومة الإسلامية: كان جزء من وصية الإمام الخميني انه إذا أردتم أن تعلموا بان سياستنا الخارجية صحيحة ام لا فانظروا إلى علاقتها بالدول الرجعية. فالسخط القائم من قبل المملكة العربية السعودية من الثورة الإسلامية طوال الأربعين سنة الماضية هو دليل على صحة استخدام السياسية الخارجية الإيرانية. فاليوم الثورة الإسلامية أصبحت انطلاقة وركيزة لكل حركات الثورات في العالم وذلك لاستقلالها الاقتصادي وتقدّمها في شتّى المجالات العلمية والحركة المتطورة في الجمهورية الإسلامية إلى جانب التطور الاجتماعي والعمراني وتوجّه الوفود العلمية من أرجاء العالم إلى إيران. فاليوم إيران هي قلب محور المقاومة وعنصر التغيير في واقع حركات المقاومة في مختلف أرجاء العالم من كوبا وأمريكا اللاتينية وصولا إلى العالم العربي والإسلامي وشرق آسيا أيضا كما أنها بالنسبة إلى حركات الطلابية في أوروبا أصبحت أنموذجا يقتدى به. فجميع انتصارات الشعوب المستضعفة في العراق وسوريا واليمن ناتجة عن صمود الشعب الإيراني وقادة الثور الإسلامية في إيران.

 

المصدر: وكالة رسا للأنباء