وأما الطائفة الثانية: فهي الأخبار المبيّنة لمسألة ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ونصبه ولي أمر المؤمنين يوم الغدير من غير دلالة فيها على أنها المراد من الآية المباركة، وهي أخبار كثيرة:
1. منها ما رواه الصدوق في الخصال بأسناد معتبرة عن معروف بن خرّبوذ عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من حجة الوداع ونحن معه أقبل حتى انتهى الجحفة أمر أصحابه بالنزول، فنزل القوم منازلهم، ثم نودي بالصلاة، فصلى بأصحابه ركعتين، ثم أقبل بوجهه إليهم فقال لهم: إنه قد نبأني اللطيف الخبير أني ميت وأنكم ميتون، وكأني قد دُعيت فأجبت، وإني مسؤول عما أُرسلت به إليكم وعما خلّفت فيكم من كتاب الله وحجته، وإنكم مسؤولون، فما أنتم قائلون لربكم؟ قالوا: نقول: قد بلغت ونصحت وجاهدت، فجزاك الله عنا أفضل الجزاء. ثم قال لهم: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إليكم وأن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث بعد الموت حق؟ فقالوا: نشهد بذلك، قال: اللهم اشهد على ما يقولون، ألا وإني أشهدكم أني أشهد أن الله مولاي وأنا مولى كل مسلم، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فهل تقرون لي بذلك وتشهدون لي به؟ فقالوا: نعم نشهد بذلك، فقال: ألا من كنت مولاه فإن علياً مولاه، وهو هذا، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها حتى بدت آباطهما، ثم قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، ألا وإني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض، حوضي غداً، وهو حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء، فيه أقداح من فضة عدد نجوم السماء، ألا وإني سائلكم غداً ماذا صنعتم فيما أشهدت الله به عليكم في يومكم هذا؟ إذ وردتم علي حوضي، وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي؟ فانظروا كيف تكونوا خلفتموني فيهما حين تلقوني؟ قالوا: وما هذان الثقلان يا رسول الله؟ قال: أما الثقل الأكبر فكتاب الله عز وجل سبب ممدود من الله ومني في أيديكم، طرفه بيد الله والطرف الآخر بأيديكم، فيه علم ما مضى وما بقى إلى أن تقوم الساعة. وأما الثقل الأصغر فهو حليف القرآن وهو علي بن أبي طالب وعترته عليهم السلام وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
قال معروف بن خرّبوذ: فعرضت هذا الكلام على أبي جعفر عليه السلام فقال: صدق أبو الطفيل، هذا الكلام وجدناه في كتاب علي عليه السلام وعرفناه[1].
قال العلامة المجلسي في ذيل الحديث: (إيضاح: بُصرى بالضم: موضع بالشام، وصنعاء بالمد: قصبة باليمن).
فالرواية كما يظهر من تصديق الباقر عليه السلام لها صحيحة، وهي رواية الغدير وإن لم تصرح باسمه، ودلالتها على أن علياً عليه السلام له ولاية أمر الأمة وإليه تكفل إدارة أمورهم وبلادهم وأنه أولى بهم منهم بأنفسهم كرسول الله صلى الله عليه وآله تامة واضحة.
2. ومنها ما رواه علي بن إبراهيم في تفسيره بإسناده عن محمد بن علي عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: لما أقام رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين علياً عليه السلام يوم غدير خم كان بحذائه سبعة نفر من المنافقين: منهم[2] أبو بكر وعمر وعبد الرحمن ابن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة والمغيرة بن شعبة، قال عمر: أما ترون عينيه كأنهما عينا مجنون؟ ـ يعني النبي صلى الله عليه وآله ـ الساعة ويقوم ويقول: قال لي ربي، فلما قام قال: أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله، قال: اللهم فاشهد، ثم قال: ألا من كنت مولاه فعلي مولاه، وسلموا عليه بإمرة المؤمنين، فأنزل جبرائيل وأعلم رسول الله صلى الله عليه وآله بمقالة القوم، فدعاهم فسألهم فانكروا وحلفوا، فأنزل الله: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ﴾[3].
ودلالة الحديث على نصبه عليه السلام يوم الغدير بولاية الأمر وعلى أن المراد بها تكفل أمور المسلمين وأنه عليه السلام أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله واضحة تامة.
إلا أن في المتن المذكور نكتة لا بد من التنبيه عليها وهي: أن ما ذكرناه فإنما هو عين متن البحار المنقول عن التفسير إلا أنه لم يذكر في متن ما عندي من التفسير ذكر عمر وأبي بكر أولاً، ولا ذكر عمر فاعلاً لقال ثانياً، بل أبدل الأولين بفلان وفلان والثالث أيضاً بفلان. وعلى أي حال يرد على متن الحديث عند عد النفرات إشكال هو أن كل من كان بحذائه صلى الله عليه وآله من المنافقين سبعة، ولفظة (منهم) ظاهرة في أن المذكورين بعض من هذا الكل مع أن هؤلاء المكورين نفرات سبعة، ففي العد خلط قطعاً[4] لكنه لا يضر بتمامية الدلالة ولا بوضوحها.
3. ومنها ما رواه في تفسيره في سورة الشعراء فقال: وحدثني أبي عن حسان (حنان ـ خ ل) عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ﴾ قال: الولاية نزلت لأمير المؤمنين عليه السلام يوم الغدير[5].
ودلالتها على نزول الولاية يوم الغدير وثبوتها لأمير المؤمنين عليه السلام واضحة تامة إلا أنها لا قرينة خاصة فيها على بيان المراد بها.
وسندها بناءاً على نسخة (حنان) معتر فإن الظاهر أنه ابن سدير الذي وقع إبراهيم بن هاشم في إسناد من لا يحضره الفقيه إليه أيضاً. وأما بناءاً على نسخة (حسان) فبناءاً على وحدة حسان بن مهران وهو أن يكون ابن مهران أخا صفوان بن مهران الجمال فهو ثقة ثقة، وإلا فحسان مشترك بين الثقة والمجهول، فالسند غير معتبر.
4. ومنها ما رواه الصدوق في الأمالي بإسناده عن أبي سعيد قال: لما كان يوم غدير خم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله منادياً فنادى الصلاة جامعة، فأخذ بيد علي عليه السلام وقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؛ فقال حسان بن ثابت: يا رسول الله أقول في علي عليه السلام شعراً؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: افعل، فقال:
يناديهم يوم الغدير نبيهم
بخم وأكرم بالنبي مناديا
يقول: فمن مولاكم ووليكم؟
فقالوا ولم يبدو هناك التعاديا
إلهك مولانا وأنت ولينا
ولن تجدن منا لك اليوم[6] عاصيا
فقال له: قم يا علي فإنني
رضيتك من بعدي إماماً وهاديا
وكان (فقام) علي أرمد العين يبتغي
لعينيه مما يشتكيه مداويا
فداواه خير الناس منه بريقه
فبورك مرقيّاً وبورك راقياً[7]
ودلالة الحديث على تبليغ ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام يوم الغدير واضحة، وضم شعر حسان الذي هو خلاصة ما يستفاد من كلامه صلى الله عليه وآله في ذاك المقام قرينة بينة توضح تمام دلالته على إرادة إدارة أمر الأمة وتكفله له كما هو مقتضى كون الله تعالى مولى لهم وكونه عليه السلام هادياً وإماماً لهم صلوات الله عليه.
5. ومنها ما رواه الصدوق أيضاً في أماليه بإسناده عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهراً وهو غدير خم، لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي بن أبي طالب عليه السلام قال: ألست أولى بالمؤمنين؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال له عمر: بخٍّ بخٍّ يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، فأنزل الله عز وجل:﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾[8].
ورواه عنه البحار وزاد: (الطرائف: ابن المغازلي بإسناده إلى أبي هريرة مثله، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد مثله).
ودلالة الحديث على ولايته عليه السلام بالمعنى المطلوب تامة واضحة، وقد صرحت بأن إبلاغها كان يوم الغدير.
6. ومنها ما رواه الصدوق في معاني الأخبار بإسناده عن نعيم بن سالم قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم وهو آخذ بيد علي عليه السلام: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فهذا علي عليه السلام مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله[9].
والحديث صريح في تبليغ يوم الغدير، ودلالته على ولايته عليه السلام بالمعنى المطلوب واضحة، إلا أن في السند رجالاً غير موثوق بهم، فإن محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي غير مذكور، وعلي بن محمد بن جعفر بن عنبسة ضعيف روى عن الضعفاء، ودارم بن قبيصة بن نهشل لم يوثق بل عن ابن الغضائري: أنه لا يؤنس بحديثه ولا يوثق به، ونعيم بن سالم غير مذكور في رجالنا، ونفس أنس بن مالك لا يذكر بخير. ومع ذلك فقد روى عنه هذه الرواية التامة الدلالة.
7. ومنها ما رواه البحار عن أمالي الشيخ الطوسي (قدس سره) بإسناده عن أنس بن مالك أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأخذ بيد علي عليه السلام وقال: من كنت مولاه فعلي عليه السلام مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه[10].
ودلالة الحديث على المطلوب واضحة بعد ما مر من البيان ذيلٌ مثله من الروايات. إلا أن في السند علي بن ثابت ولم يعلم اعتباره، ومسلم الملائي وهو غير مذكور في رجالنا، وأنس بن مالك نفسه لا يذكر بخير.
8. ومنها ما رواه الصدوق في كتاب كمال الدين وتمام النعمة عن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس عن العباس بن الفضل عن أبي زرعة عن كثير بن يحيى أبي مالك عن أبي عوانة عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عامر بن واثلة عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من حجة الوداع نزل بغدير خم، ثم أمر بدوحات فقمّ ما تحتهن ثم قال: كأني قد دُعيت فأجبت، إني تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما؟ فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ثم قال: إن الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: من كنت وليه فهذا وليه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال: فقلت لزيد بن أرقم: أنت سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلا وقد رآه بعينيه وسمعه بأذنيه[11].
وروى مثله عن محمد بن عمر الحافظ البغدادي عن عبد الله بن سليمان بن الأشعث عن أحمد بن معلّى الآدمي عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة...[12] ورواه البحار عنه بسنديه[13].
فمفاد الحديث إجمال ما جرى يوم الغدير، والجُمل المنقولة تثبت ولايته عليه السلام إلا أنه لا قرينة خاصة فيها على تعيين المراد.
9. ومنها ما في البحار عن أمالي الشيخ الطوسي عن المفيد عن علي بن أحمد القلانسي عن عبد الله بن محمد عن عبد الرحمان بن صالح عن موسى بن عمران عن أبي إسحاق السبيعي عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله بغدير خم يقول:إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي... إن الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة، ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه[14].
والحديث كما ترى متعرض لنصبه له بالولاية يوم الغدير لكنه كسابقه لا قرينة خاصة فيه على المراد بالولاية.
10. ومنها ما رواه يحيى بن الحسن الأسدي الحلي المعروف بابن البطريق في كتاب العُمدة عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه أحمد عن بن نمير عن عبد الملك ـ يعني ابن أبي سليمان ـ عن عطية العوفي قال: أتيت زيد بن أرقم فقلت له: إن ختناً لي حدثني عنك بحديث في شأن علي عليه السلام يوم غدير خم فأنا أحب أن أسمعه منك، فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم، فقلت له: ليس لي عليك بأس، قال: نعم، كنا بالجحفة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلينا ظهراً، وهو آخذ بعضد علي عليه السلام فقال: أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي (عليه السلام) مولاه، قال: فقلت: هل قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: إنما أخبرك كما سمعت[15]. والحديث مذكور في مسند أحمد بن حنبل ضمن ما رواه عن زيد بن أرقم[16]. ورواه البحار عن ابن البطريق وعن ابن الجوزي في كتاب المناقب[17].
والحديث كما ترى نقلٌ، إجمالي لما جرى يوم الغدير من تبليغ ولايته عليه السلام ودلالته على المطلوب في كمال الوضوح.
11. ومنها ما رواه البحار عن الطرائف للسيد ابن طاووس قال: ومن روايات أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى زيد بن أرقم، قال: قال ميمون بن عبد الله: (في المسند: ميمون أبي عبد الله) قال: قال زيد بن أرقم وأنا أسمع: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله بواد يقال له وادي خم، فأمر بالصلاة فصلاها (بهجير ـ المسند)، قال: فخطبنا وظلّل لرسول الله بثوب على شجرة (سمرة ـ المسند) من الشمس، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ألستم تعلمون ـ أو أولستم تشهدون ـ إني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي (فإن علياً ـ المسند) مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (عادِ من عاداه ووال من والاه ـ المسند)[18].
والحديث نقل إجمالي لما جرى من تبليغ الولاية يوم الغدير، ودلالته على المطلوب واضحة لا تخفى.
وروى مثله في العُمدة عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن عفان عن أبي عوانة عن المغيرة عن أبي عبيدة عن ميمون أبي عبد الله، ورواه عنه أيضاً في البحار[19].
12. ومنها ما في مسند أحمد: حدثنا عبد الله، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن ميمون أبي عبد الله قال: كنت عند زيد بن أرقم فجاء رجل من أقصى الفسطاس فسأله عن داء فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. قال ميمون: فحدثني بعض القوم عن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه[20].
ودلالة الحديث على المطلوب واضحة، إلا أنه لم يصرح بأن الأمر كان يوم الغدير لكنه لا يأبى عنه.
13. ومنها ما في مستدرك الحاكم في كتاب معرفة الصحابة منه: حديث سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل صحيح على شرطهما (يعني شرط البخاري ومسلم) حدثناه أبو بكر بن إسحاق ودعلج بن أحمد السجزي، قالا: أنبأنا محمد بن أيوب، حدثنا الأزرق بن علي، حدثنا حسان بن إبراهيم الكرماني، حدثنا محمد بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل، عن بن واثلة أنه سمع زيد بن أرقم رضي الله عنه يقول: نزل رسول الله صلى الله عليه وآله بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام، فكنس الناس ما تحت الشجرات، ثم راح رسول الله صلى الله عليه وآله عشيته، فصلى ثم قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ وقال ما شاء الله أن يقول، ثم قال: أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما: وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي، ثم قال: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثلاث مرات، قالوا: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من كنت مولاه فعلي مولاه)[21].
وقد صرح الحاكم نفسه بصحة طريق الحديث، ودلالته على المطلوب واضحة أيضاً.
وهذان الحديثان أيضاً حكاية إجمالية عما جرى يوم الغدير وإن لم يصرحا به، ودلالتهما على المطلوب واضحة.
14. ومنها ما رواه القاضي أبو حنيفة النعمان بن محمد التميمي المغربي المتوفى سنة 363 في كتاب شرح الأخبار عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع، فلما انصرفنا وصرنا إلى غدير خم نزل، وذلك في يوم ما أتى علينا يوم أشد حراً منه، فأمر بدوح فجمع فقمّم له ما تحته (من الشوك) واستظل به ونادى في الناس الصلاة جامعة، فاجتمعوا إليه ما كانوا، لأنه قل من بقي من المسلمين لم يخرج معه في تلك الحجة، فلما اجتمعوا قام فيهم خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن الله عز وجل لم يبعث نبياً إلا عاش نصف ما عاش النبي الذي كان قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فأقامه ورفع يده بيده حتى رئي بياض إبطيهما وقال: من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ألست أولى بذلك لقول الله عز وجل: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم)؟ قالوا: اللهم نعم، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، هل سمعتم وأطعتم؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد.
قال زيد بن أرقم: فسمعت بعد ذلك علياً عليه السلام في الرحبة ينشد الناس بالله من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (من كنت مولاه فعلي مولاه) إلا قام؛ فقام ممن حضر ستة عشر رجلاً فشهدوا بذلك وكنت في مَن كتم ذلك فذهب بصري. وكان يحدث بذلك بعد أن عمى[22].
ودلالته على المطلوب كسابقه واضحة، إلا أنه لعل في السند حذف بعض الوسائط لطول الفصل الزمني بين صاحب الكتاب وزيد بن أرقم بأكثر من رجل واحد، وكيف كان ففي هذا الحديث أيضاً ليس دلالة على تفسير آية الغدير به.
15. ومنها ما رواه أحمد في مسنده عن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع قالا: نشد علي عليه السلام الناس في الرحبة من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم إلا قام، قال: فقام من قبل سعيد ستة، ومن قبل زيد ستة فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي يوم غدير خم: أليس الله أولى بالمؤمنين؟ قالوا: بلى، قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه[23].
ودلالته على المطلوب ـ بعد ما مر منا ذيل مثله ـ واضحة.
16. ومنها ما رواه البحار عن أمالي الشيخ الطوسي عن أبي عمرو عن أبي عقدة عن أبي أحمد بن يحيى بن زكريا عن علي بن قادم عن إسرائيل عن عبد الله بن شريك عن سهم بن حصين الأسدي قال: قدمت إلى مكة أنا وعبد الله بن علقمة، وكان عبد الله بن علقمة في سبابة لعلي صلوات الله عليه دهراً. قال: قلت له: هل لك في هذا ـ يعني أبا سعيد الخدري ـ تحدث به عهداً؟ قال: نعم، فأتيناه، فقال: هل سمعت لعلي عليه السلام منقبة؟ فقال: نعم إذا حدثتك فاسأل عنها المهاجرين والأنصار وقريشاً، إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال يوم غدير خم فابلغ، ثم قال: أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى ـ قالها ثلاث مرات ـ ثم قال: ادنُ يا علي (عليه السلام)، فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله يديه حتى نظرت إلى بياض آباطهما، قال: من كنت مولاه فعلي (عليه السلام) مولاه ـ ثلاث مرات ـ ثم قال: فقال عبد الله بن علقمة: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال أبو سعيد: نعم ـ وأشار إلى أذنيه وصدره ـ قال: سمعته أذناي ووعاه قلبي... الحديث[24].
والحديث كما ترى دال بوضوح على تمام المطلوب، وهو نقل إجمالي لما جرى يوم الغدير من تبليغ الولاية.
17. ومنها ما رواه في البحار من كتاب المستدرك المختار ليحيى بن الحسن المعروف بابن البطريق قال: روى الحافظ أبو نعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي عليه السلام بإسناده يرفعه إلى قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وآله دعا الناس إلى علي عليه السلام في غدير خم، وأمر بما تحت الشجر من شوك فقمّ، وذلك في يوم الخميس، فدعا علياً (عليه السلام) فأخذ بضبعيه فرفعهما حتّى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله صلى الله عليه وآله ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله أكبر على كمال الدين وتمام النعمة ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي بن أبي طالب عليه السلام بعدي، ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله. قال حسان بن ثابت: ائذن لي يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأقول في علي (عليه السلام) أبياتاً تسمعهن، فقال: قل على بركة الله، فقام حسان فقال: يا معشر مشيخة قريش اتبعها قولي بشهادة من رسول الله صلى الله عليه وآله في الآية الماضية فقال: (يناديهم يوم الغدير نبيهم) إلى قوله:
فمن كنت مولاه فهذا وليه
فكونوا له أنصار صدق مواليا
هناك دعا اللهم وال وليه
وكن للذي عادى علياً معاديا
قال في البحار: روى السيد في الطرائف عن ابن مردويه بإسناده عن الخدري مثله، وزاد فيه: فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. ثم قال: ورواه محمد بن عمران المرزباني في كتاب سرقات الشعر إلى آخر الأبيات[25].
والحديث بسنديه عن أبي سعيد الخدري نقل إجمالي لتبليغ ولايته عليه السلام يوم الغدير، ونفس العبارات التي نقلها هو وإن لم تكن فيها قرينة خاصة على خصوص المراد بالولاية هنا إلا أن انضمام أشعار حسان كما مر تجعلها ظاهرة في معنى تكفل إدارة أمر الأمة الإسلامية بعد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله.
18. ومنها ما رواه الصدوق في الخصال بإسناده عن الحارث بن ثعلبة قال: قلت لسعد: أشهدت شيئاً من مناقب علي عليه السلام؟ قال: نعم، شهدت له أربع مناقب والخامسة... والرابعة يوم غدير خم أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فرفعها حتى رئي بياض آباطهما، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه[26].
ودلالة الحديث على المطلوب كما ترى واضحة.
19. ومنها ما رواه في البحار عن أمالي الشيخ الطوسي (قدس سره) عن أبي عمرو عن ابن عقدة عن الحسن بن علي بن عفان عن عبد الله عن فطر بن خليفة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ذي مر وسعيد بن وهب وعن زيد بن نقيع قالوا: سمعنا علياً عليه السلام يقول في الرحبة: أنشد الله من سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام؟ فقام ثلاثة عشر فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأخذ بيد علي عليه السلام فقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره واخذل من خذله. قال أبو إسحاق حين فرغ من الحديث: يا با بكر[27] من أنسأ أخَّر[28].
والحديث كما ترى نقل إجمالي لما جرى يوم الغدير من تبليغ ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ودلالته على ثبوت منصب تكفل أمور الأمة الإسلامية وبلادها تامة واضحة.
20. وفي البحار عن الأمالي بالأسانيد عن الحسن عن عبد الله بن موسى عن هاني بن أيوب عن طلحة بن مصرف عن عميرة بن سعد أنه سمع علياً عليه السلام في الرحبة ينشد الناس من سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من كنت مولاه فعلي (عليه السلام) مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ فقام بضعة عشر فشهدوا.
الأمالي: ابن الصلت عن ابن عقدة عن الحسن مثله.
بشارة المصطفى: أبو علي ابن شيخ الطائفة ومحمد بن أحمد بن شهريار عن الشيخ أبي جعفر الطوسي عن أبي عمرو عن ابن عقدة مثله[29].
وهذه الرواية أيضاً نقل إجمالي لما جرى يوم الغدير، وإن لم يكن فيها قرينة خاصة على المراد بالولاية.
21. وفي البحار عن كشف الغمة: قال رياح بن الحارث: كنت في الرحبة مع أمير المؤمنين عليه السلام إذ أقبل ركب يسيرون حتى أناخوا بالرحبة، ثم أقبلوا يمشون حتى أتوا علياً عليه السلام فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، قال عليه السلام: مَن القوم؟ قالوا: مواليك يا أمير المؤمنين، قال: فنظرت إليه وهو يضحك ويقول: من أين وأنتم قوم عرب ؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم وهو آخذ بيدك يقول: أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلنا: بلى يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وعلي مولى من كنت مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فقال: أنتم تقولون ذلك؟ قالوا: نعم، قال: وتشهدون عليه؟ قالوا: نحن رهط من الأنصار، وهذا أبو أيوب صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله، فأخذت بيده وسلمت عليه وصافحته[30].
قال في البحار بعد نقله له: (أقول: روى هذا الحديث عب الحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة عن إبراهيم بن ديزيل في كتاب صفين عن يحيى بن سليمان عن أبي فضيل عن الحسن بن الحكم النخعي عن رياح بن الحارث).
وأنا أقول: إن ما نقوله هؤلاء العرب هو إجمال لما جرى يوم غدير خم من تبليغ ولايته عليه السلام، ودلالته على أنه ولي أمر المؤمنين والمتكفل لإدارة أمورهم وبلادهم واضحة.
22. ومنها ما في البحار عن كشف الغمة أيضاً عن ابن مردويه عن حبيب بن يسار عن أبي رميلة: أن ركباً أربعة أتوا علياً عليه السلام حتى أناخوا بالرحبة، ثم أقبلوا إليه فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، قال: وعليكم السلام: أنى أقبل الركب؟ قالوا: أقبل مواليك من أرض كذا وكذا، قال عليه السلام: أنى أنتم موالي؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه[31].
23. ومنها ما فيه عن كشف الغمة عن ابن هارون العبدي قال: كنت أرى رأي الخوارج لا رأي لي غيره، حتى جلست إلى أبي سعيد الخدري فسمعته يقول: أمر الناس بخمس، فعملوا بأربع وتركوا واحدة، فقال له رجل: يا أبا سعيد ما هذه الأربع التي عملوا بها؟ قال: الصلاة والزكاة والحج والصوم صوم شهر رمضان، قال: فما الواحدة التي تركوها؟ قال: ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: وأنها مفترضة معهن؟ قال: نعم، قال: فقد كفر الناس!! قال: فما ذنبي[32].
والخبران كما ترى يدلان على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام وثانيهما بقرينة إعلام أبي سعيد بأن الناس تركوا الولاية أريد من الولاية هو معناها المطلوب لنا فعلاً فإنها بهذا المعنى قد تركوه الناس وأخذوا بالخلفاء الثلاثة بعد الرسول وألقوا إليهم أمر إدارة أمور المسلمين مع أنه حق شرعي طلق لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام.
24. ومنها ما رواه ابن بطريق في العُمدة بإسناده عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن عفان عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في سفر، فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وآله تحت شجرتين، فصلى الظهر وأخذ بيد علي عليه السلام فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، فأخذ بيد علي عليه السلام فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصحبت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة[33].
وقد أشار إلى روايته البحار وقال: رواه السيد في الطرائف وابن بطريق في العُمدة عن أحمد بن حنبل والثعلبي بإسنادهما عن البراء[34].
وقد رواه أحمد في مسنده ضمن روايات البراء بن عازب بهذا السند، وبسند آخر أيضاً عن أبي عبد الرحمن عن هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وآله نحوه[35].
ودلالة الحديث على ولايته بالمعنى المطلوب واضحة وهي التي بلّغت يوم غدير خم.
روي عن أحمد في مسنده وفي فضائل الصحابة، فراجع[36].
وقد روى مثله البحار عن فضائل أحمد، وأحاديث أبي بكر بن مالك، وأبانة بن بطة والثعلبي عن البراء، فراجع[37].
أقول: وروي خبر البراء بن عازب في سنن ابن ماجة هكذا (حدثنا علي بن محمد، حدثنا أبو الحسين، أخبرني حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في حجته التي حج، فنزل في بعض الطريق فأمر الصلاة جامعة، فأخذ بيد علي فقال: (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى قال: فهذا ولي من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)[38].
ففي نقله وإن لم يذكر أن الأمر كان بغدير خم إلا أنه منطبق عليه لشهادة النقل الآخر، ولعل عدم التصريح به مبني على الاختصار، وكيف كان فدلالته على المطلوب واضحة.
وروى أحمد في مسنده بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهدت علياً في الرحبة ينشد الناس، أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم: (من كنت مولاه فعلي مولاه) لما قام فشهد، قال عبد الرحمن: فقام اثنا عشر بدرياً كأني أنظر إلى أحدهم فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم؟ فقلنا: بلى يا رسول الله، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه[39].
وروي عن الخطيب البغدادي في تاريخه[40].
ودلالته على المطلوب واضحة.
25. ومنها ما رواه البحار عن السيد في الطرائف قال: روى ابن المغازلي في كتابه بإسناده إلى عطية العوفي قال: رأيت ابن أبي أوفى في دهليز له بعد ما ذهب بصره، فسألته عن حديث، فقال: إنكم يا أهل العراق فيكم ما فيكم. قال: قلت: أصلحك الله إني لست منهم ليس عليك عار، قال: أي حديث؟ قال: قلت: حديث علي عليه السلام يوم غدير خم، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع يوم غدير خم وقد أخذ بيد علي عليه السلام، فقال: أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: من كنت مولاه فهذا علي عليه السلام مولاه.
قال في الطرائف: ومن ذلك ما رواه ابن المغازلي في كتابه رواه بإسناده إلى عمر بن سعد قال: شهدت علياً عليه السلام على المنبر ناشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم يقول ما قال فليشهد، فقام اثنا عشر رجلاً منهم أبو سعيد الخدري وأبو هريرة وأنس بن مالك فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله[41].
ودلالة عبارة ابن أبي أوفى التي نقلها على المطلوب واضحة، كما أن ما شهدت بها الاثنا عشر أيضاً دالة على ولايته عليه السلام وإن كانت خالية عن قرينة خاصة.
26. ومنها ما رواه يحيى بن الحسن الأسدي المعروف بابن بطريق في الفصل الرابع عشر من العُمدة بإسناده عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن حسين بن محمد وأبي نعيم جميعاً عن فطر عن أبي الطفيل قال: جمع علي عليه السلام الناس في الرحبة ثم قال: انشد بالله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام، فقام ثلاثون من الناس. وقال أبو نعيم: فقام أناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه[42].
أقول: ورواه في البحار عن العُمدة والسيد في الطرائف. وذكر عن السيد أنه قال: قد تركت باقي روايات أحمد بن حنبل في مسنده بروايات يوم الغدير، ففي اليسير دلالة على الكثير[43].
27. ومنها ما رواه القاضي النعمان في شرح الأخبار هكذا: (سالم قال: كنت في المسجد ونافع بن الأزرق الخارجي وأصحابه قعود في ناحية من المسجد؛ إذ خرج عبد الله بن عمر من خوخة[44] فقام يصلي، فسمعت نافعاً وهو يقول لأصحابه: اذهبوا بنا إلى هذا الشيخ نضحك منه ونسخره، فقالوا: نعم، فذهبوا فذهبت معهم وقلت: لأسمعن كلامهم اليوم، فجلست إليهم فسمعت نافعاً يقول لابن عمر: يا أبا عبد الرحمن أسألك، قال: سل إن شئت، قال: ما تقول في رجل دعا الناس إلى أمر هدى حتى إذا جاء به عنق من الناس[45] شك في أمره؟ قال: إني لأراك تعني علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: نعم إياه أعني، قال: يا نافع! أقول: إن الله عز وجل أعلم نبيه صلى الله عليه وآله بما هو كائن في هذه الأمة إلى يوم القيامة ولم يُعلمه بأمر علي عليه السلام؟! لقد قلت إذاً قولاً عظيماً، أم تقول: لغاسل جسد نبينا ومواري جثته ومن قضى مواعيده هذه؟! لقد قلت قولاً عظيماً، ما كان الله عز وجل أن يفعل هذا بوليه وصفيه ونبيه؛ فيغسل جسده ويواري جثته ويقضي مواعيده من يضل بعده.
ويحك يا نافع؟ إني شهدت ولم تشهد، وسمعت ولم تسمع، شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الغدير، فأمر بشجرات هنالك فكسح ما تحتهن، وسمعته يقول: أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فأجبناه كلنا: بلى يا رسول الله، أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فأجبناه كلنا: بلى يا رسول الله، فأخذ يده فوضعها في يد علي بن أبي طالب عليه السلام ثم رفعها حتى رأينا بياض إبطيهما ثم قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله. قال (يعني: سالم): فقاموا بعضهم يبصر في وجوه بعض وافترقوا من يومئذ[46].
فهذا الحديث أيضاً حاك لأمر يوم الغدير بالإجمال، ودلالته على ولاية أمير المؤمنين على الأمة الإسلامية واضحة، إلا أن السند غير خال من ضعف لعدم نقل الوسائط أيضاً.
28. ومنها ما رواه الصدوق في الخصال بإسناده عن الحارث بن ثعلبة قال: قلت لسعد: أشهدت شيئاً من مناقب علي عليه السلام؟ قال: نعم شهدت له أربع مناقب... والرابعة يوم غدير خم، أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام فرفعها حتى رئي بياض آباطهما، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه[47].
ودلالته على المطلوب تامة واضحة.
فهذه ثمانية وعشرون حديثاً تضمنت قصة تبليغ ولايته عليه السلام يوم الغدير عند الرجوع من حجة الوداع، وقد كان بنائي على نقل أحاديث مذكورة في مؤلفات أصحابنا وقد عرفت أن أكثرها مروي من طرق أصحابنا إلا أن من بينها أيضاً ما روته العامة في صحاحهم، وقد روينا مثله عن كتاب الطرائف والعُمدة وكشف الغمة.
ثم إن أحاديث تروي حديث الغدير أكثر من هذا الذي ذكرناه بكثير من طرق أصحابنا الإمامية وعن الأئمة المعصومين عليهم السلام وغيرهم ومن طرق إخواننا العامة في صحاحهم وغيرها.
وقد نقل يحيى بن الحسن الأسدي الحلي المعروف بابن البطريق من كتب العامة خمسة وأربعين حديثاً في كتابه عُمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار المعبر عنه والمعروف بالعُمدة، وهذه الأحاديث كلها في قضية حديث الغدير، وقد مر عنه بعضها ضمن ما عددناه ونقل العلامة صاحب البحار عن كتاب الطرائف للسيد ابن طاووس ما حاصله:
إنه قد صنف العلماء بالأخبار كتباً كثيرة في حديث الغدير؛ وممن صنف تفصيل ما حققناه أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني الحافظ المعروف بابن عقدة، وهو ثقة عن أرباب المذاهب، وجعل ذلك كتاباً محرراً سماه (حديث الولاية) وذكر الأخبار عن النبي صلى الله عليه وآله بذلك وأسماء الرواة من الصحابة، والكتاب عندي وعليه خط الشيخ العالم الرباني أبي جعفر الطوسي وجماعة من شيوخ الإسلام لا يخفى صحة تضمنه على أهل الأفهام، وقد أثنى على ابن عقدة الخطيب صاحب تاريخ بغداد وزكاه.
وهذه أسماء من روى عنهم حديث يوم الغدير ونص النبي على علي عليهما الصلاة والسلام والتحية والإكرام بالخلافة وإظهار ذلك عند الكافة، ومنهم من هنأ بذلك فذكر عن ابن عقدة أسماء أربعة وتسعين رجلاً من أصحاب النبي وأسماء سبع نسوة من أصحابه صلى الله عليه وآله ثم قال: ثم ذكر ابن عقدة ثمانية وعشرين رجلاً من الصحابة لم يذكرهم ولم يذكر أسماءهم أيضاً. هذا عدد الصحابة الراوين لحديث الغدير عند ابن عقدة.
ثم قال السيد صاحب الطرائف: وقد روى الحديث في ذلك محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ من خمس وسبعين طريقاً، وأفرد له كتاباً سماه (كتاب الولاية). ورواه أيضاً أبو العباس المعروف بابن عقدة من مائة وخمس طرق، وأفرد له كتاباً سماه (حديث الولاية) وقد تقدم تسمية من روى عنهم. وذكر محمد ابن الحسن الطوسي في كتاب الاقتصاد وغيره أن قد رواه غير المذكورين من مائة وخمس وعشرين طريقاً. ورواه أيضاً أحمد بن حنبل في مسنده أكثر من خمسة عشر طريقاً. ورواه الفقيه ابن المغازلي الشافعي في كتابه أكثر من اثني عشر طريقاً.
قال: قال ابن المغازلي الشافعي بعد رواياته الخبر يوم الغدير: هذا حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وقد روى حديث غدير خم نحو مائة نفس منهم العشرة وهو حديث ثابت لا أعرف له علة، تفرد علي عليه السلام بهذه الفضيلة، لم يشركه فيها أحد. هذا لفظ ابن المغازلي[48].
فهذه الطرق الكثيرة لنقل حديث الغدير المتجاوزة عن خمسين طريقاً توجب اليقين بصدور مضمون الحديث، وبأن النبي صلى الله عليه وآله قد بلغ عن الله تعالى ولايته بمعنى تكفله عليه السلام لإدارة أمر الأمة الإسلامية وبلادهم ومملكتهم وأنه عليه السلام أولى من المؤمنين بالمؤمنين، وهذه هي الولاية التي نحن بصدد إثباتها.
ثم إذا لوحظ هذا العدد الكثير من الصحابة الذين نقلوا حديث الغدير وهذه الطرق البالغة مائة وخمساً وعشرين طريقاً والطرق الكثيرة المتعددة المذكورة في الطرائف عن زبر القوم ـ الشيعة وأهل السنة ـ لما بقى شك للإنسان في أن حديث الغدير قد بلغ بل زاد نقله على حد التواتر، ولذلك قال الفقيه الشافعي: هو حديث ثابت لا أعرف له علة تفرّد علي عليه السلام بهذه الفضيلة لم يشركه فيها أحد.
ولقد تصدى العلامة المفضال العالم الكبير العلامة الحاج الشيخ عبد الحسين الأميني قدس سره الشريف إثبات تواتر حديث الغدير بجهات مختلفة في كتابه المبارك (الغدير) جزاه الله عن الإسلام وعن رسول الله وعلي أمير المؤمنين صلوات الله عليهما وآلهما المعصومين أفضل الجزاء.
هذا، ولا بأس بنا أن ننقل حديثين آخرين من طرق العامة يدلان على المطلوب وإن كانا قد وردا في غير قصة غدير خم:
أحدهما: ما رواه أحمد في مسنده بقوله: حدثنا عبد الله، حدثنا أبي، حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا ابن أبي عيينة عن الحسن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة قال: غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله ذكرت علياً فتنقّصته، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وآله يتغير، فقال: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه[49].
وثانيهما: نفس هذا الحديث قد رواه الحاكم في المستدرك بسندين آخرين عن أبي نعيم عن ابن أبي غنية عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة الأسلمي، فذكر الحديث، وقال قبله: وحديث بريدة الأسلمي صحيح على شرط الشيخين[50].
فهذا الحديث وإن ورد في غزوة باليمن إلا أنه أيضاً يدل على المطلوب، وذلك لما مر من أن كونه صلى الله عليه وآله أولى بالمؤمنين من أنفسهم عبارة أخرى عن أن إليه رعاية أمورهم وتوليها وهو ثبوت الولاية العامة التي تكون لولي أمر الأمة على الأمة، وحينئذ فإذا قال بعد تثبيت ذلك: (من كنت مولاه فعلي مولاه) تكون الولاية المأخوذ منها لفظ (مولى) هذه الولاية العامة، فيكون علي عليه السلام أيضاً ولي أمر المؤمنين وأولى بهم من أنفسهم.
بل لا يبعد دعوى دلالة الحديث على ثبوت هذه الولاية لعلي عليه السلام أيضاً في عرض ولاية الرسول صلى الله عليه وآله وفي زمن حياته.
وكيف كان، فهذا الحديث أيضاً تام الدلالة على المطلوب، والحمد الله.
تكملة لآية الغدير
وأن الولاية إكمال للدين
إن الآية الشريفة المذكورة كما عرفت تدل على ولاية مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ولو ببركة الأخبار الكثيرة المتواترة الواردة ذيلها وفي شرحها، وقد وردت أخبار كثيرة بأن الولاية ـ بهذا المعنى المطلوب ـ أوجبت إكمال الدين وأن قوله تعالى:﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾[51] ورد في هذا الشأن، فكانت ولاية الأئمة والنبي صلى الله عليه وآله إكمالاً للدين الحنيف وإتماماً لنعمة الله على المؤمنين وسبباً لرضاء الله تعالى بأن يكون الإسلام ديناً لهم.
وهذه الأخبار كما قلنا كثيرة قد مضى بعضها ضمن أخبار آية الغدير وبعضها ورد مستقلاً.
1. فمنها ما في ذيل صحيحة الفضلاء ـ التي مر صدرها تحت الرقم 1 من الطائفة الأولى ـ قال عمر بن أذينة: قالوا جميعاً ـ يعني الرواة الناقلين للصحيحة ـ غير أبي الجارود: وقال أبو جعفر عليه السلام: وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى. وكانت الولاية آخر الفرائض، فأنزل الله عز وجل: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾ قال أبو جعفر عليه السلام: يقول الله عز وجل: لا أنزل عليكم بعد هذه فريضة قد أكملت لكم الفرائض[52].
2. ومنها ذيل رواية زرارة عن الصادق عليه السلام التي رواها البحار عن كتاب جامع الأخبار، وقد مضى متنها تحت الرقم 10 ضمن روايات الطائفة الأولى من الآية الخامسة، فراجع.
3. ومنها ما مرّ ضمن رواية رواها البحار عن كشف اليقين عن كتاب محمد ابن أبي الثلج مرسلاً عن الصادق عليه السلام، وقد مضى متنها تحت الرقم 18 ضمن روايات الطائفة الأولى من الآية الخامسة، فراجع.
4. ومنها ما مرّ ذيل رواية رواها الصدوق في الأمالي عن أبي هريرة، وقد مر نقلها تحت الرقم 5 ضمن روايات الطائفة الثانية من الآية الخامسة، فراجع.
5. ومنها ما مر ضمن رواية أبي سعيد الخدري التي رواها عنه ابن البطريق في كتاب المستدرك المختار على ما نقله صاحب البحار، وقد مر نقله تحت الرقم 17 من أخبار الطائفة الثانية، فراجع.
فهذه الأخبار الخمسة قد تقدم ذكرها ضمن الأخبار الماضية.
وأما الأخبار التي لم تذكر ضمنها وقد وقفت عليها مستقلة فهي أيضاً كثيرة:
6. فمنها ما رواه القمي في تفسيره بسند صحيح عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: آخر فريضة أنزل الله تعالى الولاية، ثم لم ينزل بعدها فريضة، ثم نزل: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ بكراع الغميم، فأقامها رسول الله صلى الله عليه وآله بالجحفة، فلم ينزل بعدها فريضة[53].
7. ومنها ما رواه الصدوق في الأمالي بإسناده عن ابن عباس ـ في حديث ذكر ابن عباس نزول آية الغدير إلى أن قال: ـ وسلم جبرائيل على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين، فقال علي عليه السلام: يا رسول الله أسمع الكلام ولا أحس الرؤية، فقال: يا علي هذا جبرائيل أتاني من قِبل ربي بتصديق ما وعدني، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله رجلاً فرجلاً من أصحابه حتى سلموا عليه بإمرة المؤمنين، ثم قال: يا بلال ناد في الناس أن لا يبقى غداً أحد إلا عليل إلا خرج إلى غدير خم.
فلما كان من الغد خرج رسول الله صلى الله عليه وآله بجماعة أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن الله تبارك وتعالى أرسلني عليكم برسالة وإني ضقت بها ذرعاً مخافة أن تتهموني وتكذبوني، حتى أنزل الله عليَّ وعيداً بعد وعيد، فكان تكذيبكم إياي أيسر من عقوبة الله إياي، إن الله تبارك وتعالى أسرى بي وأسمعني وقال: يا محمد أنا المحمود وأنت محمد شققت اسمك من اسمي فمن وصلك وصلتُه ومن قطعك بتكتُه، انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، وإني لم أبعث نبياً إلا جعلت له وزيراً، وإنك رسولي وإن علياً وزيرك، ثم أخذ صلى الله عليه وآله بيدَي علي بن أبي طالب عليه السلام فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما ولم ير قبل ذلك، ثم قال: أيها الناس إن الله تبارك وتعالى مولاي وأنا مولى المؤمنين، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، فقال الشكاك والمنافقون والذين في قلوبهم مرض وزيغ: نبرأ إلى الله من مقالته ليس بحتم ولا نرضى أن يكون علي عليه السلام وزيره، هذه منه عصبية، فقال سلمان والمقداد وأبو ذر وعمار بن ياسر: والله ما برحنا العرصة حتى نزلت هذه الآية: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ فكرر رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك ثلاثاً، ثم قال: إن كمال الدين وتمام النعمة ورضا الرب بإرسالي إليكم بالولاية بعدي لعلي بن أبي طالب عليه الصلاة وعليه السلام[54].
وهذه الرواية من الأخبار الواردة ذيل آية الغدير وصريحة في أن تلك الآية المباركة أريد من (ما أنزل إليك) المذكور فيها ولاية الأمير عليه السلام، وإنما لم نذكرها هناك لبعض الجهات، وهي تامة الدلالة على أن علياً عليه السلام أمير المؤمنين قد سلم عليه بذلك من جانب الرب تعالى جبرائيل الأمين، وقد أمر الرسول صلى الله عليه وآله رجلاً فرجلاً من أصحابه بالتسليم عليه بإمارة المؤمنين، وقد صرح بولايته بمعنى إمارته يوم الغدير، ونقل هؤلاء الأربعة الثقات الأعاظم من الأصحاب بنزول آية الإكمال يوم الغدير، وأنه صلى الله عليه وآله كررها ثلاثاً وفسرها بأن إكمال الدين وتمام النعمة ورضا الرب بولاية علي أمير المؤمنين بعد وفاة رسول رب العالمين.
8. ومنها ما في البحار قوله: (ثم قال ـ يعني السيد ابن طاووس ـ في الإقبال: (فصل) وقال مصنف كتاب النشر والطيّ: قال أبو سعيد الخدري: فلم ننصرف حتى نزلت هذه الآية: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحمد لله على كمال الدين وتمام النعمة ورضا الرب برسالتي وولاية علي بن أبي طالب... الحديث[55].
9. ومنها ما في البحار أيضاً عن السيد في الإقبال أنه قال بعد ذكر الحديث المكور آنفاً: قلت أنا: وقال مسلم في صحيحه بإسناده إلى طارق بن شهاب قال: قالت اليهود لعمر: لو علينا معشر اليهود نزلت هذه الآية: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ فعلم اليوم الذي أنزلت فيه لاتخذنا ذلك اليوم عيداً[56].
10. ومنها ما رواه العياشي في تفسيره مرسلاً عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: آخر فريضة أنزلها الله الولاية ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ فلم ينزل من الفرائض شيء بعدها حتى قبض الله رسوله صلى الله عليه وآله[57].
11. ومنها ما رواه أيضاً مرسلاً عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وآله عرفات يوم الجمعة أتاه جبرائيل فقال له: يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول لك: قل لأمتك: (اليوم أكملت لكم دينكم ـ بولاية علي بن أبي طالب ـ وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) ولست أنزل عليكم بعد هذا، قد أنزلت عليكم الصلاة والزكاة والصوم والحج وهي الخامسة، ولست أقبل هذه الأربعة إلا بها[58].
12. ومنها ما رواه في البحار فقال: أقول: في كتاب سُليم بن قيس الهلالي أن أبان بن أبي عياش روى عن سُليم قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله دعا الناس بغدير خم فأمر بما تحت الشجر من الشوك فقم، وكان ذلك يوم الخميس، ثم دعا الناس إليه وأخذ بضبع علي بن أبي طالب عليه السلام فرفعها حتى نظرت إلى بياض إبط رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، قال أبو سعيد: فلم ينزل حتى نزلت هذه الآية: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي وبولاية علي عليه السلام من بعدي... الحديث[59] وعبارات هذا الحديث قريب مما مر نقله عنه عن كتاب المستدرك المختار وقد أشرنا إليه هنا تحت الرقم 5.
13. ومنها ما في البحار عن كشف الغمة: قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾ الآية، عن أبي سعيد: حديث غدير خم ورفعه بيد علي عليه السلام فنزلت، وقال النبي صلى الله عليه وآله: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي بن أبي طالب عليه السلام[60].
وهذا بيان إجمالي لما مر الآن وسابقاً تفصيله عن أبي سعيد الخدري.
14. ومنها ما في البحار قوله: أقول: روى السيوطي في الدر المنثور عن ابن مردويه وابن عساكر بإسنادهما عن أبي سعيد الخدري قال: لما نصب رسول الله صلى الله عليه وآله علياً عليه السلام يوم غدير خم فنادى له بالولاية هبط جبرائيل عليه بهذه الآية:﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾[61].
15. وقال في البحار بعده: وروى أيضاً عن ابن مردويه والخطيب وابن عساكر بأسانيدهم عن أبي هريرة قال: لما كان يوم غدير خم ـ وهو الثامن عشر من ذي الحجة ـ قال النبي صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلي مولاه، فأنزل الله: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾[62].
ومنها أخبار متعددة نقلها البحار عن تفسير فرات بن إبراهيم.
16. فمنها ما رواه بإسناده عن فرات بن أحنف عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك، للمسلمين عيد أفضل من الفطر والأضحى ويوم الجمعة ويوم عرفة؟ قال: فقال لي: نعم أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وآله ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾. قال: قلت: وأي يوم هو؟ قال: فقال لي: إن أنبياء بني إسرائيل كانوا إذا أراد أحدهم أن يعقد الوصية والإمامة للوصي من بعده ففعل ذلك جعلوا ذلك اليوم عيداً، وأنه اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى الله عليه وآله علياً عليه السلام للناس عَلماً، وأنزل فيه ما أنزل وكمل فيه الدين، وتمت فيه النعمة على المؤمنين. قال: قلت: وأي يوم هو في السنة؟ قال: فقال لي: إن الأيام تتقدم وتتأخر وربما يوم السبت والأحد والاثنين إلى آخر أيام السبعة. قال: قلت: فما ينبغي لنا أن نعمل في ذلك اليوم؟ قال: هو يوم عبادة وصلاة وشكر لله وحمد له وسرور، لما من الله به عليكم من ولايتنا، وإني أحب لكم أن تصوموه[63].
وفي قوله عليه السلام: (لما من الله به عليكم من ولايتنا) دلالة على أن ما أنزل إلى الرسول صلى الله عليه وآله كان ولاية الأئمة عليهم السلام جميعاً لا خصوص ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
17. ومنها ما رواه معنعناً عن إبراهيم بن محمد بن إسحاق ـ وكان من أصحاب جعفر عليه السلام ـ يقول في قول الله عز وجل: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾ قال: في علي عليه السلام[64].
18. ومنها ما رواه عن الحسين بن سعيد معنعناً عن (أبي) جعفر عليه السلام: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾ قال: بعلي بن أبي طالب عليه السلام[65].
19. ومنها ما رواه عن علي بن محمد بن مخلّد الجعفي عن طاووس عن أبيه، قال: سمعت محمد بن علي عليهما السلام يقول: نزل جبرائيل على النبي صلى الله عليه وآله بعرفات يوم الجمعة فقال: يا محمد (صلى الله عليه وآله) إن الله يقرئك السلام ويقول: قل لأمتك: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾ بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام... الحديث[66].
ومنها ما رواه الصدوق في الأمالي بإسناده عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب عليه السلام عَلَماً لأمتي يهتدون به من بعدي وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم على أمتي فيه النعمة ورضي لهم الإسلام ديناً. ثم قال: معاشر الناس إن علياً مني وأنا من علي، خُلق من طينتي، وهو إمام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي، وهو أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين وخير الوصيين وزوج سيدة نساء العالمين وأبو الأئمة المهديين... معاشر الناس والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما نصبت علياً عَلَماً لأمتي في الأرض حتى نوّه الله باسمه في سماواته وأوجب ولايته على ملائكته[67].
فهذه روايات عشرون دلت على أن آية الإكمال وردت في شأن ولاية أمير المؤمنين عليه السلام التي أعلنها بأمر الله تعالى ورسوله يوم غدير خم بل في شأن ولاية جميع الأئمة الهداة المهديين صلوات الله عليهم أجمعين، ولعل المتتبع يظفر بأزيد منها، والحمد لله رب العالمين.
ثم لا بأس هنا بنقل رواية مروية في البحار عن بشارة المصطفى رواها بإسناده عن الصادق عليه السلام: قيل لجعفر بن محمد عليهما السلام: ما أراد رسول الله صلى الله عليه بقوله لعلي عليه السلام يوم الغدير: (من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)؟ فاستوى جعفر بن محمد عليهما السلام قاعداً ثم قال: سئل والله عنها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: الله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي، ومن كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلي ابن أبي طالب مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه[68].
فهذا الحديث الشريف يفسر عبارة يوم الغدير بما استظهرناه منها عند نقل تلك العبارة، ويكون توضيحاً للروايات التي نقلناها في هذه التكملة ولغيرها.
وقد وردت أخبار أخر بهذا المضمون في كتب العامة ونكتفي عنها بما حكيناه والله ولي التوفيق.
هذا بعض الكلام عن آيات من الكتاب تدل على ولاية النبي والأئمة المعصومين عليهم الصلاة والسلام.
[1] الخصال: باب الاثنين ص65 ـ 66 الحديث98، وعنه البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص121 ـ 122 الحديث15.
[2] كلمة (منهم) مذكورة في البحار، ولا توجد في التفسير القمي.
[3] تفسير القمي: ج1 ص301، وعنه البحار: باب أخبار الغدير ج 37 ص119 الحديث8.
[4] إلا أن هذا الإشكال إنما هو على نسخة البحار المتضمنة قبل عد النفرات لفظة (منهم) وأما على نسخة تفسير القمي العادمة لهذه اللفظة فلا إيراد، فهذا الإشكال دليل على صحة نسخة التفسير.
[5] تفسير القمي: ج2 ص124، وعنه البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص120 الحديث10.
[6] الدهر ـ خ ل.
[7] الأمالي: المجلس84 ص2343، وعنه البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص112 الحديث4.
[8] الأمالي: المجلس1 ص2343، وعنه البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص108 الحديث1.
[9] معاني الأخبار: ص67 الحديث8، وعنه البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص123، الحديث17.
[10] البحار: باب أخبار الغدير، ج37 ص125 الحديث23، عن الأمالي: ص211.
[11] كمال الدين: باب أن الأرض لا تخلو من حجة لله ص234 و 238 الحديث45 و 55.
[12] نفس المصدر.
[13] البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص137 الحديث25.
[14] البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص123 الحديث18، عن أمالي الشيخ: المجلس8 ص237، الحديث398/ 48.
[15] العُمدة: في فصل حديث الغدير ص95 الحديث120.
[16] مسند أحمد: ج4 ص368.
[17] البحار: باب أخبار الغدير، ج37 ص149.
[18] البحار: باب أخبار الغدير، ج37 ص187، عن الطرائف: ص35 و 36، عن مسند أحمد: ج4 ص372.
[19] العُمدة: ص92 الحديث114، وعنه البحار: ج37 ص187.
[20] مسند أحمد: ج4 ص272.
[21] المستدرك على الصحيحين: ج3 ص109 ـ 110.
[22] شرح الأخبار: ج1 ص99 ـ 100 الحديث21.
[23] مسند أحمد: ج1 ص118.
[24] البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص123 الحديث19، عن الأمالي: المجلس9 ص247 الحديث433/ 25.
[25] البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص178 ـ 179 الحديث65، عن الطرائف: ص35.
[26] الخصال: أبواب الخمسة ص311 الحديث87.
[27] أبو بكر كنية فطر بن خليفة رواية أبي إسحاق.
[28] البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص124 ـ 125 الحديث21، عن الأمالي ص160.
[29] البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص125 الحديث22، عن الأمالي: ص170 ـ 171، عن بشارة المصطفى: ص156.
[30] البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص177 الحديث64، عن كشف الغمة: ج1 ص325.
[31] البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص177 و 178، عن كشف الغمة: ج1 ص325 و 326.
[32] نفس المصدر.
[33] العُمدة: ص92 الحديث113.
[34] البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص149.
[35] مسند أحمد: ج4 ص281.
[36] مسند أحمد: ج4 ص281، فضائل الصحابة: ج2 ص596 الحديث1016.
[37] البحار، باب أخبار الغدير ج37 ص159.
[38] سنن ابن ماجة: ج1 ص43.
[39] مسند أحمد: ج1 ص119.
[40] تاريخ بغداد: ج14 ص236.
[41] البحار: باب أخبار ج37 ص185 ـ 186 الحديث 70، عن الطرائف: ص35.
[42] العُمدة: ص93 الحديث115. ورواه أحمد في مسنده: ج4 ص370، وفيه بعد قوله: (عاد من عاداه) زيادة وهي هكذا: (قال ـ يعني أبا الطفيل ـ فحرجت وكأن في نفسي شيئاً، فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إن علياً رضي الله تعالى عنه يقول: كذا وكذا، قال: فما تنكر؟! قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ذلك له.
[43] البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص188 الحديث72، عن الطرائف: ص37.
[44] الخوخة: باب صغير كالنافذة الكبيرة وتكون بين البيتين ينصب عليها باب (النهاية للابن الأثير).
[45] أي جماعة من الناس.
[46] شرح الأخبار: ج1 ص100 ـ 101 الحديث24.
[47] الخصال: باب الخمسة ص311 الحديث87.
[48] البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص 181 ـ 183، عن الطرائف: ص32 ـ 33.
[49] مسند أحمد: ج5 ص347.
[50] المستدرك على الصحيحين: ج3 ص110.
[51] المائدة: 3.
[52] الكافي: ج1 ص289 الحديث4. وقد روى هذا الذيل العياشي في تفسيره ذيل آية الإكمال مرسلاً عن ابن أذينة عن زرارةـ فراجع، ج1 ص293 الحديث22.
[53] تفسير القمي: ج1 ص162، وعنه البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص112 الحديث5.
[54] الأمالي: آخر المجلس 56 ص214، وعنه البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص111 الحديث3.
[55] البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص134. وراجع صحيح مسلم: كتاب التفسير، ج4 ص2313 الحديث5.
[56] نفس المصدر.
[57] تفسير العياشي: ج1 ص292 ـ 293 الحديث20 و 21، وعنه البحار: باب أخبار الغدير، ج37 ص138 الحديث27 و 28، وعنه تفسير البرهان: ج1 ص444.
[58] نفس المصدر.
[59] البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص195 الحديث78.
[60] البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص178، وعن كشف الغمة: ص94.
[61] البحار: باب أخبار الغدير، ج37 ص189، عن الدر المنثور: ج2 ص259.
[62] نفس المصدر.
[63] البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص169، عن تفسير فرات: ص12.
[64] البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص170 الحديث47، عن تفسير فرات: ص23.
[65] البحار: باب أخبار الغدير، ج37 ص171 و 173 الحديث 51 و 59، عن تفسير فرات: ص37 و 188.
[66] نفس المصدر.
[67] الأمالي: آخر المجلس26 ص77، وعنه البحار: باب أخبار الغدير ج37 ص109 الحديث4.
[68] البحار: باب أخبار الغدير، ج37 ص222 الحديث90، عن بشارة المصطفى: ص61 ـ 62.
تعليقات الزوار