إنّ نظرة على أدبيات البلدان الأوروبية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي بخصوص المرأة، ومقارنتها بأدبيات وكتابات القرن العشرين ستُظهر أنّ ثمة تفاوتاً فاحشاً في موقف الغرب من المرأة وقضاياها، ففي الماضي كانت نظرة الغرب للمرأة تتسم بشيء من النجابة والحياء والتفهّم لطبيعة كل من المرأة والرجل، وأما الآن فقد تبدّلت هذه النظرة تماماً، وهو ما يستعدي الدراسة والبحث عمن كان يقف خلف كل هذا التردّي، هل هي السياسة الصهيونية أو المؤسسات الاستعمارية.

لقد ازدادت هذه الحالة سوءًا يوماً بعد آخر حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن. فعلى الغرب تحمّل المسؤولية عما آلت إليه أوضاع المرأة المعاصرة؛ لأنه هو الذي وجّه إليها هذه الطعنة، وانتهك حقوقها، وحطّ من شأنها، وارتكب الخيانة بحقها تحت شعار الدفاع عنها. فهذه هي القضية.

إنّ ما تفضّل به بعض السيّدات في أحاديثهنّ حول الحقوق والقوانين الإسلامية كان صحيحاً، والحديث يطول في هذا المجال، وإنني أوافقهنّ الرأي بأننا لم نبذل ما يلزم من جهود كمّاً وكيفاً لمواجهة الإعلام الدعائي المضاد بما فيه المتعلق بالمرأة.

 

كامل الخطاب