كلمات مضيئة [26]ـ من وصيّة أبي عبد الله(عليه السلام) لابن جندب:

 

«يا ابن جندب صِلْ من قطعك وأعطِ من حرمك وأحسِن إلى من أساء إليك وسلّم على من سبّك وأنصف من خاصمك واعف عمّن ظلمك»([1]).

 

هذه هي الأخلاق الإسلامية، فإن الإنتقام من الأخوة والأصدقاء والحقد والضغينة لهم مرفوض مطلقاً.

 

ولو أن شخصاً أساء لأحد فقابله بالرد عليه ثم عاد الشخص الأول الإساءة والآخر يجيبه بمثلها فحينئذ لن يكون للصلح والسلم والصفاء أي أثر في المجتمع.

 

ولذلك يؤكد الإمام (عليه السلام) في هذه الرواية على أمور: 

 

إن الشخص الذي يقطع العلاقة والارتباط والصلة معك لا تبادله بذلك بل صله وواصل الارتباط معه.

 

والشخص الذي يحرمك شيئاً حينما يكون قادراً ومستطيعاً عليه لا تقابله بالحرمان عندما تستطيع وتقدر.

 

والشخص الذي يسبّك ليكن ردّك عليه بالسلام. 

 

والشخص الذي يعاديك ويخاصمك وينازعك تعامل معه بالعدل والأنصاف. 

 

والشخص الذي يسيء إليك عامله بالإحسان.

 

والشخص الذي يظلمك اعفُ عنه.

 

وبعبارة عامة وشاملة كل من تعامل معك بالسوء ليكن تعاملك معه بالإحسان. وكل هذه الموارد هي في الحقيقة مصاديق لكلمة «يزكّيهم» في قوله تعالى: (هو الّذي بعث في الأمّيّين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكّيهم).

 

واليوم فإنّ عمدة إبتلاءات الناس ناشئة من عدم تعلّمهم لهذه المفاهيم الأخلاقية العالية. وجهلهم بأن الإنسان ليس فقط عليه أن لا يعتدي على الآخرين فضلاً عن مقابلة إساءته بالإحسان إليه.

 

من كتاب: كلمات مضيئة من نفحات الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله

 

 

  [1] ـ تحف العقول، صفحة: 305.