بسم الله الرحمن الرحيم
بذل الجهود لحفظ الفقه التقليدي في الحوزة
لقد قلت سابقاً بأنّني أرى من الضروري الاهتمام بالحوزة العلمية أكثر من أي شيءٍ آخر، لأنّه لو صلحت الحوزة العلمية صلحت إيران بأسرها. ولو حصل فيها فساد- والعياذ بالله- حتى لو كان على المدى البعيد لانتشر الفساد في تمام أرجاء إيران، ولهذا السبب كان البعض ومازال يفكر في اختراقها والتغلغل إليها. ليس ذلك الاختراق ظاهرياً كي يقال أنّ الشخص الفلاني مخترق. ربما يظهر التدين أكثر منكم، ثم يقوم بمهمته في الوقت الملائم. هذه إحدى مشاكل الحوزة. وقضية الدراسة أيضاً يجب أن تسير بشكل لا ينسى معه الفقه التقليدي. فالفقه التقليدي هو الذي صان الاسلام طيلة هذه الفترة. يجب أن تشحذ كل الهمم وتوظف كافة الطاقات لإبقاء الفقه على منواله السابق. من المحتمل أن يقول البعض يجب تحديث الفقه فهذه بداية هلاك الحوزة، ويجب رعاية الدقة المتناهية في هذا الموضوع. بديهي أنّني أعرفكم جميعاً- أيها السادة- وأشيد بخدماتكم الجليلة في هذا المضمار. لكن عليكم الانتباه جيداً. على أية حال، ما يجلب الخطر للحوزة هو أن لا نوصل هذا الموروث الفقهي إلى الأجيال القادمة. فكما سُلمت المباني الإسلامية والفقهية إلينا يجب أن نسلمها إلى أجيال المستقبل، بحيث لو عجز أولئك عن أداء مهمتهم على ما يرام لا نكون مقصرين.
الاهتمام بدروس الأخلاق في الحوزة
الشيء الآخر هو يجب أن تحظى الأخلاق في كل زمان ومكان بالاهتمام البالغ. وأعتقد أنّه يجب أن يكون لكل شخص منا حوزة كبيرة أو صغيرة، فيلقي درساً في الأخلاق بمقدار دقيقة أو دقيقتين عند البدء أو الاختتام كي ينشأ طلبة العلوم الدينية على الأخلاق الإسلامية. إجمالًا أنا واثق من أنّكم تؤدون وظائفكم على أحسن ما يرام، ولديكم آراء مصيبة، لكن هناك أخطاء عفوية تقع في كل مكان. وهناك من يترصد لهذه الحوزة ويحاول إفساد ماقمنا به على المدى البعيد. نعم ما تقومون به هو التحري عن سوابق الأفراد، فلو بان انحراف شخص قبل الثورة أو بعدها وأعلن توبته الآن، فمن المحتمل أن تكون توبته من أجل تمرير مخططاته. يجب الإنتباه لئلا يفسد هؤلاء الأفراد الحوزة. عليكم التشاور مع المراجع وسائر الرجالات والوجهاء واستفتائهم، وأنا أدعو لكم بالتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله
ــــــــــ
صحيفة الإمام، ج20، ص: 158
التاريخ صباح 5 بهمن 1365ش/ 24 جمادي الأول 1407 هـ
المكان: طهران، جماران
الحاضرون: أعضاء المجلس الإداري للحوزة العلمية في قم
تعليقات الزوار