أكد عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب السوري الدكتور عمار الأسد أن دور الثورة الاسلامية التي قامت في ايران كان دورا كبيرا، غير الكثير من المعطيات التي كان يراهن عليها الغرب، مشددا على أن اهم ما يميز هذا الدور على مستوى السياسة الخارجية هو إعادة بعث واحياء القضية الفلسطينة .

 

ان قبلَ 43 عاماً، وفي مثلِ هذه الايام، وقع حدث تاريخي انتصرتْ فيه الثورة الإسلامية في إيران على نظام الشاه، وما يتحدثُ عنه الإيرانيون اليومَ هو استمرارٌ للثورة، حيثُ إنهم يجددون العهدَ في الذكرى، معلنين تمسكَهُم بمبادئِ الثورة وقائدِها.

 

نص الحوار فيما يلي:

 

**کیف تقیمون دور الثورة الإسلامية الإيرانية في تغيير المعادلات الإقليمية، وكيف استطاعت مجموعات المقاومة محاربة الإرهاب في بلادها متاثرة بالثورة الإسلامية؟

 

أكد عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب السوري الدكتور عمار الأسد أن دور الثورة الاسلامية التي قامت في ايران كان دورا كبيرا، غير الكثير من المعطيات التي كان يراهن عليها الغرب، مشددا على أن اهم ما يميز هذا الدور على مستوى السياسة الخارجية هو إعادة بعث واحياء القضية الفلسطينة "التي كان يريد الإسرائيلي وسيده الأمريكي أن يمحوانها من ذاكرة العالم الإسلامي والعالم أجمع" وإعادتها إلى الواجهة كقضية مركزية للعالمين العربي والإسلامي وردت لها اعتبارها.

 

واعتبر الدكتور الأسد أن الثورة الاسلامية في ايران انتقلت بالقضية الفلسطينية إلى مستوى جديد وجدانيا وعقائديا وفكريا وأخلاقيا وإعلاميا، وأصبحت هذه القضية قضية عالمية بفضل الثورة الاسلامية المباركة في إيران والتي كان لها دور كبير مع باقي الدول الشريفة في المنطقة بهذا الأمر، خاصة أنها دعمت أصحاب الحق في فلسطين وثبتتهم وساندت نضالهم لاستعادة حقهم في أرضهم ودعمتهم في عدم التنازل عن حقوقهم تحت ضغط الهيمنة والسيطرة والاستكبار الغربي، بعد أن كان الغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل قد استفردوا بالشعب الفلسطيني المظلوم جراء خنوع الانظمة العربية وتخليلها عن القضية الفلسطينية.

 

أما على المستوى الداخلي في ايران فرأى عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب السوري أن الثورة الاسلامية كان لها وقع كبير خاصة على جيل الشباب الذي انخرط بقوة في هذه الثورة، مردفا أن الفكر القومي والعقائدي الذي حمله مفجر الثورة وقائدها الإمام الخميني(ره) ورفاقه في بناء دولة كبيرة ذات قدرات عالية مكنت ايران من الصمود في مواجهة المخططات العدائية والمؤامرات التي حاكتها ضدها الولايات المتحدة الامريكية، كما مكنتها من تطوير نفسها والوصول الى انجازات تلامس حدود المعجزات خلال فترة وجيزة.

 

وتابع الدكتور الأسد بالقول: إن الثورة الإسلامية كانت حدثا محوريا ومفصلا مهما في تاريخ ايران، صنعت من الدولة التي كانت قبل انتصار الثورة تابعا لأمريكا قوة كبيرة ومتطورة وتتمتع بمستوى عال من الحصانة والجهوزية لمواجهة كل المؤامرات، مضيفا: أن ما رأيناه برغم أكثر من 40 عاما من الحصار الأمريكي الخانق على إيران ان البلاد انتقلت إلى مصاف الدول الكبرى صناعيا وتكنولوجيا وعلميا وطبيا ونوويا واقتصاديا وفي مجالات الإبداع والاختراع والفضاء والاتصالات وكل مناحي الحياة في إيران.

 

وشدد على أن كل هذه المنجزات التي ذكرها سابقا تعود بالمطلق إلى بنيان وقوة وعقيدة الثورة الاسلامية التي انطلقت بقيادة الإمام الخميني(ره) وحمل رايتها من بعده الإمام علي الخامنئي، مبينا أنه بات واضحا وجليا للعالم أجمع أنه لولا تجسيد الثورة لهذه القوة وما أكدته من منطلقات وفكر ما كانت إيران لتصمد لأكثر من 40 عاما في وجه المؤامرات العاتية التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية لاجهاض الثورة، مؤكدا أن المؤامرات الامريكية فشلت بينما انتصرت إيران بعزيمة الشعب الايراني وبنضال وصمود وتضحيات الإيرانيين الذين كانوا هم هاجس الثورة وقادتها منذ لحظاتها الأولى.

 

** هل تعتقدون ان هناك علاقة وصلة بين محورالمقاومة في العراق، سوريا، لبنان واليمن بالثورة الإسلامية في محاربة داعش والإرهاب؟

 

وأعرب السياسي السوري عن اعتقاده أن هناك علاقة وصلة وثيقة بين محور المقاومة في العراق، وسوريا، ولبنان واليمن وبين الثورة الإسلامية، فهذا المحور الممتد من فلسطين إلى اليمن إلى البحرين إلى العراق وسوريا والذي تقوده ايران وفقا للدكتور الأسد يحارب الإرهاب العالمي وإرهاب الدول الاستكبارية بالاضافة الى المجاميع الارهابية وعلى رأسها داعش التي تشكل نموذجا وفرعا من فروع الاستخبارات الأمريكية تستخدمها واشنطن في تحقيق مخططاتها، موضحا أن من ينشر الإرهاب في المنطقة بل في العالم هي الولايات المتحدة الأمريكية، مشددا على أن هذا أمر بات واضحا للجميع.

 

وقال الدكتور عمار الأسد أن المخطط الذي يستهدف محور المقاومة من العراق إلى إيران إلى سوريا إلى لبنان إلى اليمن وفلسطين واحد، لذلك كان هنالك تأكيد ايراني على محاربة الإرهاب وعلى رأسه الإرهاب الأمريكي وإرهاب داعش وكان هناك تنسيق كبير وتواجد فعال للخبراء والمستشارين الإيرانيين على كل الجبهات لتنسيق المواقف ولهذا فقد لعبت الجمهورية الاسلامية في إيران دور المايسترو الناظم للقوى الشريفة التي تحارب الإرهاب في المنطقة والعالم.

 

**كيف سيكون وضع الأمم باعتقادك لو لم تنتصر الثورة ؟

 

"أعتقد أنه لو لم تنتتصر الثورة الإسلامية في إيران لكان هنالك الكثير من الأمور التي كان يمكن الكلام بها ولكن بعيدا عن الافتراضات سنتكلم عما نراه من عظمة وقوة وثبات ومصداقية هذه الثورة التي نقلت ايران الى مصاف الدول الكبرى"، مستدركا: "لن نعود إلى الوراء ولكن لو لم تنتصر الثورة بالتأكيد لا إيران ولا المنطقة كانت ستكون كما هي اليوم ولكنا رأينا إيران تدور في الفلك الأمريكي الإسرائيلي ونحن نعلم كيف كان الشاه شرطي امريكا في المنطقة وكيف كان مرتميا في أحضان الإسرائيلي قبل أن تطيح به الثورة المباركة".

 

**سيناريو ايران فوبيا وما يسمى بالمد الشيعي مطروح على جدول أعمال الكيان الصهيوني، في حين أن إيران في الواقع تدعم مجموعات المقاومة مثل حماس حيث انها سنية، ما رأيك في ذلك؟

 

سخر الدكتور الأسد ممن يروجون للإيران فوبيا منتقدا البروباغندا التي تحاول تصوير الثورة الاسلامية بأنها تسعى لنشر التشيع في المنطقة، قائلا: "دائما عندما كان البعض يتحدث في سوريا عن إيران فوبيا أو التمدد الشيعي أو محاولات ايران تشييع الناس كنت اضحك من هذا الكلام ومن هذه البروباغندا، وكنت أقول لهم هناك 30 مليون سني في إيران لماذا لم تشيعهم الثورة وكان أحرى بها أن تشيع من هم على أرضها"، مردفا أن هذا الكلام محض كذب وافتراء ونوع من أنواع الحرب النفسية لزعزعة العلاقة السورية الإيرانية وزعزعة صورة إيران المشرقة، أيران التي تنصر للشعوب المظلومة وتتمسك بقضايا الأمة الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

 

وأضاف أن الثورة الاسلامية في ايران تتمسك باحترام حقوق الإنسان وحقوق الدول المجاورة القريبة منها والبعيدة بل انها تحترم تلك الدول التي لا تتفق معها، وكل هذا لأن ايران دولة تحترم سياسة حسن الجوار وتطبقها وتحترم العلاقات بين الدول وتحترم ميثاق الأمم المتحدة الذي ينادي باستقلال وحرية وسيادة الدول وحق شعوب المنطقة في تقرير مصيرها، ومن هذا المنطلق رأى السياسي السوري أن إيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول على عكس ما يحاول الغرب أن يروج له، مؤكدا أنه لو كانت الجمهورية الاسلامية تسير في الفلك الأمريكي لاعتبرها الغرب واحة الديمقراطية في العالم ولو أنها عاثت في المنطقة خرابا وفعلت ما تشاء لما اعترض الغرب الأوروبي الأمريكي.

 

ورأى الدكتور الأسد أن مشكلة الغرب مع إيران أنها لا تدور في فلك امريكا ولا ترتهن للنظام الأمريكي الاستعماري لذلك يحاولون تشويه صورتها، متابعا: أن الايران فوبيا ومساعي طهران لنشر التشيع وتدخلها في شؤون جيرانها كذب محض والأيام إثبتت ذلك، مشددا على أن كل الخلاف الإيراني وخلاف محور المقاومة مع أمريكا ناجم عن دعم واشنطن المطلق للكيان الصهيوني الغاصب الذي يشكل كتلة سرطانية في المنطقة.

 

وختم الدكتور عمار الأسد عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب السوري حديثه بالقول: "إن امريكا والغرب يخافون على الكيان الصهيوني من الدعم الإيراني لحركات المقاومة وتمسك إيران بالقضية الفلسطينية ولا أدل على نفاقهم، من دعمهم لأعتى الأنظمة الرجعية في المنطقة من البحرين إلى السعودية وغيرها وهي دول لا تعرف معنى الديمقراطية ولكنهم يدعمونها لانها تسير في فلكهم برغم أن لا برلمانات فيها ولا مجالس نيابية ولا حريات لديها بينما كل هذا يتوافر وبقوة في إيران، ولكن لأن إيران لم تركع أو تنساق في مجرى تاريخهم البشع فهم يعادونها ويعادون شعبها ويفرضون عليها حصارا خانقا لإركاعها وهذا لن يكون بفضل صمود إيران قيادة وشعبا وجيشا".

 

المصدر: وكالة مهر للأنباء