المحاور: حسين مرتضى

 

 الضيوف: ابراهيم منير المشرف العام على رسالة الاخوان المسلمين (لندن) 

 

 سامي خضرا باحث اسلامي (بيروت) 

 

 محمد دسوقي باحث ومتخصص في شئون التقريب بين المذاهب الاسلامية (القاهرة) 

 

حسين مرتضى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, التقريب مشروع لنصرة القرآن الكريم والنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم عنوان المؤتمر الدولي للتقريب بين المذاهب, ما هي أهمية انعقاد هذا المؤتمر في هذا الوقت بالذات وكيف يمكن لهذه المؤتمرات أن تذيب الخلافات وتقرب وجهات النظر بين المسلمين, ما هي التحديات التي تواجه الأمة الاسلامية, أين يجب أن تطرح القضايا الخلافية بين المسلمين ولماذا صعَّد البعض من لهجة خطابة ودخل من حيث يدري أو لا يدري في اتون الفتنة المذهبية, من المستفيد من تفتيت الأمة وشرذمتها وما هي أولويات الأمة لمواجهة المخاطر والأطماع الخارجية.

 

أبدأ الحوار من ضيفي من لندن الدكتور ابراهيم منير, ارحب بك معي في هذا الحوار, انتم في لندن حيث يعقد المؤتمر اذا اردنا ان نتحدث عن اهمية هذه المؤتمرات في تقريب وجهات النظر و ازالة نقاط الخلاف بين المسلمين فما الذي يمكن ان نقوله في هذا السياق ؟

 

ابراهيم منير : اجازكم الله خيرا على هذه الندوة الطيبة انشاء الله ان اهمية هذا المؤتمر و غيره من المؤتمرات اعتقد اننا في حاجة ماسة و الامة المسلمة كلها مقبلة على مخاطر تلف العالم كلها ليس اخرها ما حدث في الازمة المالية و انما نحن نواجه مشروع كامل يبتغي اجتثاث هذه الامة و فكرها و دينها و التشويه مقدساتها مثل القرآن و سيرة الرسول الاعظم عليه الصلاة و السلام انما نحن محتاجون لمثل هذه الندوات للتقريب يجتمع فيها مجموعة من علماء السنة الشيعة لبحث السبل التي تؤدي الى التقريب و لا نقول الاندماج الكامل لانه ليس من طبيعة البشر انما تقريب و توضيح الثوابت التي تجتمع عليها الامة و هي ثوابت كثيرة من فضل الله سبحانه و تعالى و ان كانت هي الاساس شهادة ان لا اله الا الله و ان محمد رسول الله و ان قبلتنا واحدة و ان قرأننا واحد و ان دينا لم يتعدد فيه الانبياء لانه نبي واحد و رسول واحد و نصوم سويا عل الاقل رغم الاختلاف مطالع الهلال و قراءة البعض لها و لكن يكفي ان نقف سويا على عرفات في يوم واحد و اعتقد ان سبل تجميع هذه الامة كثيرة و قد نحتاج الى التذكير بها باستمرار ونحتاج باستمرار الى العمل على تأكيدها في نفوس الامة كلها علماء و قادة و افراد و نحن مقبلون و منذ زمن بعيد و نواجه مشاريع كثيرة اخطرها المشروع الصهيوني و نحتاج الى وحدة القلوب قبل وحدة الصفوف و الى وحدة المشاعر قبل وحدة الشعائر و اعتقد انه امر محمود و مطلوب و قد يصل الى جهد الوقت في هذه المرحلة بالذات انما اقول ايضا انه مع تكرار هذه اللقاءات و التعارف الذي يتم خلالها بين العملاء من كل الطوائف اعتقد انها تزيد الكثير من الجليد الذي يتراكم بسبب البعد او ما يقال في العلام او ما تتداوله بعض الوسائل في الاعلام و تقصد به الاسائة الى الامة و تفريقها نحن في حاجة ماسة الى مثل هذه الامور تراثنا منذ فترة طويلة بدأ مسألة التقريب ليست منكورة بل مطلوبة بدأها السيد جمال الدين الافغاني و السيد محمد عبده في مصر و الامام البنى و غيرهم من العلماء بدءوها من فترة طويلة في الثلاثينات و الاربعينات و يكفي ان نقف عند اعتراف مضيئ و طيب من مؤسسة السنة و هي مؤسسة الازهر في عهد الشيخ شلتوت عليه رحمة الله عندما صدرت الفتوى بجواز التعبد و اوصى بدراسة المذهب الامامية او الاثنى عشرية في الازهر كمذهب كباقي المذاهب الاخرى و للأسف ان نقول ان الجيل الساق لنا كان اسبق و اوعى من الجيل الموجود الان انه مازالت الفرصة قائمة .

 

حسين مرتضى : سأتحدث عن المرحلة الراهنة و لكن انطلاقا من حديثك انتقل الى بيروت الى سماحة السيد سامي خضرا باحث اسلامي سماحة سيد ارحب بك معي في هذا الحوار, انطلاقا من حديث الدكتور منير ان مثل هذه المؤتمرات هي للتأكيد على ثوابت الامة الاسلامية و في المقابل كيف يمكن ازالة الشوائب او الخلافات او الاختلافات في وجهات النظر خاصة و ان حاول البعض ان يسيئ الى مثل هذه المؤتمرات بانها لم تقدم اي شئ لم تقرب وجهات النظر بين المسلمين بل هي اجتماع و ما يطرح في وقته ثم يعود الجميع الى بلادهم ولا يتم العمل على تطيق مثل هذه الشعارات التي يتم الحديث عنها في هذه المؤتمرات؟

 

سامي خضرا : بالنسة للجزء الاخير من السؤال لم يكن واضحا لان هناك مشكلة في الصوت الا ان ما تقدم به الاخ العزيز الدكتور ابراهيم منير هي مسألة هامة تتعلق بمسألة التقريب بين المذاهب و لا يمكن لنا ان نتحدث لان هذا مخالف لطبيعة البشر لإزالة الخلافات هناك مذاهب و اراء متعددة حتى داخل المذهب الواحد وبين كل مذهب و الاخر المطلوب ان نكون امة واحدة حقيقة و واقعا و كلنا نسلم على اننا مسلمون لان المبادئ من حيث الشهادة والقرآن الكريم و القبلة و الايمان بخاتم الانبياء صلى الله عليه و آله وسلم هي واحدة الحركة الاسلامية في العقود الاخيرة كانت تتطور من الاحسن الى الاحسن حتى توجت بالثورة الاسلامية المباركة في ايران التي جعلت هناك انقلاب في العالم و عاد الاسلام بقوة الى الساحة الدولية الملاحظة الهامة والخطيرة التي احب ان اطرحها على لجميع لماذا فقط في العقد الاخير اثير هذا الكم الهائل من الاشاعات و الخبريات و المرويات و الخطابات التي فيها شئ من الحدة و التصادم نحن عشنا كأمة اسلامية نوع من الانسجام ان كان ايام الامام الشهيد حسن البنا او سيد قطب او محمد قطب و توجت بالامام الخميني رحمة الله تعالى عليه و نذكر انه في السنوات الاولى للثورة الاسلامية في ايران حدث شبه اجماع على امامة هذا القائد و اصبحت الجمهورية الاسلامية هي المأوى و المكان الذي تهوي اليه قلوب المسلمين ماذا حدث هذا سؤال ماذا حدث في السنوات الاخيرة حتى نرى هذا الكم الهائل من التهجم و الافتراءات و الاكاذيب و الاشاعات وهذا المذهب يهاجم هذا المذهب و هذا الامر اصبح واضح ان كان من خلال الفضائيات او من خلال مواقع الانترنت هل هذا الامر عبثي هذه مسألة يجيب عليها المتفكرين .

 

حسين مرتضى : دعنى احيل هذا التساؤل الى الدكتور محمد دسوقي ارحب بك معي في هذا الحوار, ما نحاول ان نسلط عليه الضوء في هذه الحلقة هو التقريب بين المذاهب او الحديث على ضرورة الوحدة في هذه المرحلة بالذات في الوقت الذي خرجت فيه العديد من الدول بالدعوات و التأكيد عللى الوحدة الاسلامية وجدنا انفسنا من جديد في مستنقع القيل و القال لماذا في هذا الوقت بالذات ولماذا بهذا الكم الكبير من التركيز على القضايا الخلافية انطلاقا من حديث سماحة السيد من بيروت ؟

 

محمد دسوقي : طبعا يؤسفني ان اقول ان ما حدث اخيرا ما كان ينبغي ان يكون مهما تكون الظروف لان الامة الاسلامية الان تتعرض لخطر كبير و لمؤامرات كبيرة تهدد وجودها و هذه المخاطر لا تفرق بين مذهب و اخر و كنت اتمنى ان الذي حدث اخيرا ما كان ليحدث بحال من الاحوال و كنت ارجوا ان تكون كلمة الامة كما انتهينا في المؤتمر الاخير في طهران و هو مؤتمر ميثاق الوحدة الاسلامية ان يتاكد هذا الميثاق و ان يفهم الجميع اننا جميعا في خندق واحد وان اعدائنا يتربصوا بنا جميعا قضية التقريب بين اتباع المذاهب و ليس المذاهب فلا يوجد فروق جوهرية بين المذاهب كلها و انما هي اختلافات فرعية في جزئيات و ليست في اصول بحال من الاحوال و لكن في عصور الضعف و التقليد بدأت هذه الجزئيات و الفروع يتعصب لها اتباع المذاهب جميعا سواء المذاهب السنة او الشيعية و تحول هذا التعصب من تعصبا للرأي التعصب للمذهب ذاته بل نوعا من الصراع الذي لا مبرر له في اللعصر ا للحديث بدأت الدعوة الى التقريب من القاهرة بعد ان عاشت جماعة القريب في القاهرة اكثر من 20 عاما ثم توقفت لامر ما ثم بدأ النشاط بعد الثورة الاسلامية في ايران و انشأ المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية و لهذا المجمع جهود طيبة في هذا النشاط و يحضره في كل عام اعداد كبيرة من المسلمين من مختلف الدول الاسلامية و من مختلف المذاهب الاسلامية اذن هذا التقريب ضرورة ضرورة ضروة بل فريضة ايضا لان الامة في كل مصادر فقهها واحدة ولقد تتبعت في دراسة حديثة عن الاصول للمذاهب السنية و المذاهب الشيعية و هذه الدراسة ستقدم الى المجمع فوجدت ان كل الاصول قد تختلف بعض المصطلحات في الالفاظ و لكن الافكار والاتجاهات الفقهية تكاد تكون واحدة في الأواصر الكلية اما الفروع الجزئية فهي تحدث حتى في داخل المذهب الواحد و لا تشكل مشكلة من المشاكل الا عند الذين انغلقت افكارهم و لم يفهموا ان هذه الخلافات الفرعية تمثل ثروة في الاراء يمكن ان ننتفع بها طالما لا نخرج عن الثوابت في فقهنا الاسلامي .

 

حسين مرتضى : دكتور دسوقي انطلاقا من حديثك اذا كانت الصورة بهذا الشك الذي تحدثت عنه بانه لا توجد اي خلافات حتى في جل القضايا الفقهية اذن لماذا يتحدث البعض عن هذه الخلافات و عندما يقول له البعض ان الوقت الذي طرحت فيه مثل هذه القضايا غير مناسب فيقول متى يكون الوقت مناسب اليس بعد خراب البصرة كما يقال يكون وقته اعتقد ان هذا وقت اليان الواجب و ربما تأخرنا بعض الوقت عن اي خلافات يتم الحديث هنا اذا كانت الصورة بهذا التقارب الذي ذكرته قبل قليل ؟

 

محمد دسوقي : للأسف الشديد الصورة بهذا التقارب الذي اشرت اليه حقيقة علمية و تاريخية و لكن يبدو وان بعض الاشخاص الذين ليس لديهم الفقه الصحيح الواعي الذي يتتبع الاصول و الفروع و يجد انه لا اختلاف بين الاصول و ان الفروع امرها يسير و كما قال احد العلماء في هذا القرن الماضي نلتقي حول ما اتفقنا عليه و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه فلماذا تثار الان هذه النزاعات التي تمزق و تفرق و عدونا يتربص بنا الدوائر و ما لم تتحد الكلمة و نكون جميعا امة واحدة كما نص القرآن الكريم فان الخطر سيهدد الجميع لن يهدد مذهب دون الاخر لانهم لا يفرقون بين المذاهب و منها انا اقرر ان الدراسة العلمية الواعية ستنتهي الى ان الخلافات بين المذاهب الفقهية كلها انما هي خلافات في امور فرعية و ليست في امور كلية بحال من الاحوال و قد تكون هناك بعض الاراء في بعض المذهب الشيعية خاصة في المذهب الامامي ولكنها اراء تمثل فهما في داخل المذهب و لا تمثل اطلاق فهما ينطبق على كل المذاهب او يفرض على كل المذاهب و من ثم فالباب مفتوح للتلاقي و ليس هناك اطلاقا حواجز خطيرة تحول بيننا و بين ان نلتقي جميعا كمسلمين .

 

حسين مرتضى : دكتور منير انطلاقا من كلام الدكتور دسوقي اذا اردت ان اتحدث في ظل ما ذكره خاصة موضوع التحديات التي تواجه الامة الاسلامية و مخاطر العدو الواحد حتى عندما طالب البعض ممن فتح هذه القضية في هذه المرحلة بالذات ان يغلق هذا الملف رفض و قال انني فتحت هذا الملف لانني شعرت بخطر يهدد الامر بمزيد من الانقسام في المجتمع الواحد و مزيد من الصراع فبادرت بتنبيه قومي على الخطر هل هناك فعلا خطر يتم الحديث عنه ام ان كل هذه البلبلة التي اثيرت تخدم مشروع واحد في ظل التحديات التي تواجه الامة الاسلامية ؟

 

ابراهيم منير : دعني اكون اكثر تحديدا و صراحة من هذا المنبر و جماهير المسلمين تسمعنا و ترانا لا اختلاف عند العلماء السنة والشيعة عند العلماء المعروفين انه لا يمكن للطبيعة البشرية ان تتحد الامة تحت مذهب واحد حنبلي امامي مالكي اي شيء و انما اقول انه للاسف و بصراحة شديدة هناك بالتأكيد هناك من يعمل على وجود شروخ بين الشيعة و السنة في مجالات كثيرة مما يجعل البعض يتصور ان واجب الجهاد ان ادعوا الى المذهب السني في الوسط الشيعي او يتصور الاخرين ان يدعوا للمذهب الشيعي في الوسط السني و اقول ايضا و بصراحة شديدة انه عندما قامت الجمهورية الاسلامية في ايران وقف المسلمون جميعا و ما يشير اليه البعض الان و من غيرهم وقفوا مع الثورة الاسلامية في ايران و البعض منا حوسب في اقطاره بسبب هذا التأييد الغفير الذي حرك الامة المسلمة تأيدا لهذه الثورة و اقول يمثل الشيعة في العالم الان وهذا قدر الله سبحانه و تعالى و قدرهم ايضا يمثل الشيعة في العالم الان دولة لها مرجعية هذه المرجعية تستطيع ان تشير الى الناس بما يستطيع ان يوئد الفتنة اما بالنسبة للسنة و للاسف الشديد فقدنا في عالمنا السني هذا الرمز الذي يمكن ان يقود الجماهير و يوئد الفتنة ثم يستطيع بكلمته و بتأثيره الادبي و المعنوي و الديني و الشرعي ان يقول لهذا قف عندك و لذلك قد تجاوزت الحدود و اي كلام يقال الان ليس في مجال الطعن في المذاهب و لكن لعلها تكون صرخة توجه لأولى الامر و ما نعد اليه في مؤتمرات التقريب فليأخذ العلماء دورهم و لتأخذ ايران و بمناسبة ذكر الثورة الاسلامية في ايران يأخذ الرمز لان في ايران و الكل يحترم و يجمع على احقيته في وجوده في هذا المكان المبادرة في اغلاق ما يقوم به البعض من تجاوزات نسمعها للاسف الشديد في مجالات كبيرة و بانفاق هائل من بعض الاصوات التي نعلم ان تماما ان علماء الشيعة ينكرونها ويقفون في سبيلها و يحاولون تحجيمها و نرجوا ان يسمع هذا الصوت و الاشارة الى بعض الائمة و ما ترتب على الكلام الذي تفضلت بالإشارة اليه من ردود فعل لم نكن نتوقعها انما نقول نحن في حاجة الى ان لا نستدرج في كلام او الى مواقف يظهر فيها اننا نتنابذ او في مواقف مضادة لبعض نقول اننا في حاجة الى وقفة في كل يوم و ساعة و لحظة نحتج هذا الامر و اقول جزاهم الله خيرا الاخوة في مؤتمر التقريب في ايران لانهم بذلوا جهود كبيرة و نحتاج الى المزيد من الجهود في كل مكان في قناة العالم و في كل القنوات التي يتابعها الناس .

 

حسين مرتضى : يجب ان لا نستدرج و نسير في الاتجاه الذي حاول البعض ان يرسمه في هذه المرحلة بالذات و لأسمع تعليق من سماحة السيد حول هذه النقاط التي طرحتها في ظل ان هناك من يحاول ايجاد الشرخ والشرذمة داخل الامة الاسلامية ما هو المطلوب هنا سماحة السيد ؟

 

سامي خضرا : المطلوب هنا ان نعي الظروف التي تمر بها الامة الاسلامية و الاخطار المحدقة اريد ان ارسي لعدة امور اول هذه الامور هل يعلم المسلمون ان هناك حركات تبشيرية ليرتد المسلمين عن دينهم و اخص هنا بالذكر افريقيا بطولها و عرضها اضافة الى شرق اسيا قبل ان نتكلم عن السنة والشيعة هناك من يعملون في كل يوم على رد المسلمين عن دينهم و الامر الاخر لماذا تغذى هذه الخلافات بين المسلمين باشعاعات كاذبة لا يمكن لاي عاقل او مطلع انم يصدقه او بعض الاشخاص الذين يحاربون هذا المذهب او بعض اهالي هذا المذهب يحاربون ذاك المذهب باشاعات يقولون ان فلان لا يؤمن بالقرآن الكريم هل يمكن ان صدق ان مسلم لا يؤمن بالقرآن الكريم الموجود بين ايدينا الان او ان فلان لا يحب اهل البيت هل يمكن ان نصدق ان مسلما في العالم لا يحب اهل البيت و كل هذه الامور التي تجري هي في سياق تقسيم المسلمين و هي توصيات معروفة منذ اكثر من 15 عاما و تأجج هذا الامر في السنوات الاخيرة بعد الاحداث التي حدثت في العراق و في افغانستان و في فلسطين و في لبنان لا مجال لأعدائنا ليفتكوا بنا الا من خلال الخلافات علينا ان نلتفت ولنا عتاب كبير على بعض الشخصيات الاسلامية المرموقة التي تثير و تشجع و تغذي هذه الامور لو ا عامة الناس دخلوا في هذا المدخل ربما نجد لهم تبريرا لكن ان نجد شخصيات اسلامية كبيرة تخوض في هذا المخاض لماذا لماذا في بعض المساجد تهاجم بعض المذاهب و انا لا اقول هنا بين السنة و الشيعة اقول بين السنة و السنة انا شخصيا كنت في مسجد و لا اريد ان اسمي و اذا اردت في المدينة المنورة عندما الخطيب (السني) يهاجم بعض مذاهب السنة هل هذا امر طبيعي كيف يكون هذا الامة كلها تعرض للخطر و الاعداء لا يفرقون بين السنة و الشيعة في الفتك بنا و نبينا واحد و قرآننا واحد و قبلتنا واحدة فلماذا تثار هذه الامور على شبكات الانترنت ان العلماء و الفقهاء واين الحريصون على الامة ان ادنى نظرة الى ابواب امهات الكتب الفقهية سوف نرى الانسجام بين السنة و الشيعة و كذلك ايضا على صعيد الكتب الاصولية و لاحظت انه حتى على صعيد الاداب و السنن ان الكثير من الامور متفقة بين الشيعة و السنة و كلمني احد الاخوة عن شيء عجيب كان لي كتاب يطبع في مطبعة حول السنن سنن النبي صلى الله عليه و اله و سلم فدخل احد الاشخاص يقول عجب اعند الشيعة يوجد سنن نبوية انظروا الى الجهل وصلنا الى هذا المستوى لا يطلع لا يقرأ الشيعة عندما يستنبطون الحكم الشرعي من اين يستنبطونه ايها الاخوة ايها الناس ايها المسلمون من القرآن و من السنة .

 

حسين مرتضى : سنكمل الحديث سماحة السيد خصوصا فيما له علاقة باين يجب ان تطرح الخلافات و التباينات و ما الذي قامت به الامة الاسلامية لوضع حد للحركات التبشيرية.

 

أعود الى الدكتور ابراهيم منير لأطرح عليك نفس السؤال اين يجب ان تطرح هذه الاشكاليات ما بين المسلمين اذا صح التعبير ؟

 

ابراهيم منير : لا جدال في انه لابد من طرح مثل هذه الامور بين النخبة من العلماء من كل الاطياف و في لقاءات قد تكون شبه مغلقة او مفتوحه للمثقفين و اصحاب الرأي الذين يمكن لهم استيعاب ما يحد ومشاركتهم ايضا في العقيبات و التعليقات و دعني في هذه اللحظة حتى لا يضيع منا اقول انما تفضلت به من الاشارة الى ما حدث في الفترة الماضية اقول يا ليت كانت استطاعت الامة ان تستمع و ان يتم تدارس هذا الامر و ما قيل فيه من دون الاستسلام لردود الافعال ثم يخرج بيان على الامة كلها بتوقيع علماء الشيعة و السنة للتوضيح الامور و ترطيب نفوس المسلمين نحن لا نحتاج و لا ضرورة بل اقول قد يكون اثم عندما ينتهز بعضنا فرصة لتلقى كلمات تصدر من هنا او هناك دون سنح المجال للتوضيح و الشرح وقد يكونا على المستوى الاعلامي فيه خطورة لكن لابد من الحرص على وحدة هذه الامة باي شكل من الاشكال و نحن في سبيل الحرص هناك شهداء اريقت دمائهم في سبيل الله نسأل الله سبحانه و تعالى ان يتقبلهم مع الصالحين في سبيل هذه الامة و هذا الدين و لا اتصور ان احد من العلماء الذين تصدروا الان للعمل في هذه الامة سواء كان سني او شيعي و يلاقي مما يلاقيه و نحن في الصفوف الخلفية ثم اقف عند وقفة لنجعلها فتنة و نار تشتعل في وسط هذه الامة .

 

حسين مرتضى : و لكن السؤال انه كان لدى الجميع من المسلمين قادة و مثقفين و مفكرين و علماء و افراد عاديين انه لماذ اثارة مثل هذه المواضيع بهذه القوة و في هذا الوقت بالذات حتى ان هناك رسائل وجهت لمن فتح هذا الملف في هذه المرحلة بالذات ان الوقت غير مناسب رفضت مثل هذه الدعوات و اصر و تطرق الى العديد من القضايا و كلنا يعرف المقاومة في لبنان هو اعتبر ان ما جرى في الاونة الاخيرة في بيروت هو غزو لبيروت وتحدث الكثير في هذا السياق لماذ ما الهدف من طرح مثل هذه القضايا في هذه المرحلة بالذات ؟

 

ابراهيم منير : بفضل الله ان الامر تم بعيدا عن العقيدة و بعيدا عن ثوابت هذه الامة من قرآن و سنة و لا استبعد ان هناك اخبار وصلت لكن الامر جرى في مجال السياسية و الاخذ و الرد على الارض التيارات المتخلفة و اقول ان من اثار هذا الكلام لديه من التقوى والعقل الراجح ان يوضح ما التبس من اقواله و ان يصوب ما اخطأ فيه و لليقين ان العمل في مجال السياسية قيلت حوادث لم توضح بشكل كامل اقول على الامة في هذا الوقت الا تفرق في رموزها و يجتمع اصحاب الراي و العقول لتوضيح هذه الامور و اليوم كانت الندوة في المؤتمر الثاني في لندن الخاص بالتقريب بين المذاهب الكل يحترق قلبه على هذه الامة و يسعى الى وحدة هذه الامة و لا اقول وحدة المذهب او الاراء و انما اقول الكل يسعى لوحدة هذه الامة كما تفضلت سماحة السيد فالامة تواجه مشاكل مثل التي تحدث في افريقيا و حتى لو تقوى السنة على حساب الشيعة او السنة على حساب الشيعة سنظل داخل جدار الامة الواحدة انم المفروض ان تذهب قوتنا الى الخارج و ان تدافع عن ديننا و عرضنا و دمائنا و ارضنا و عن القدس الشريف الذي ينتهك و يتم تهوديه بشكل كامل اخي الكريم انا انتهز هذه الفرصة و ادعوا الى وقفة تجمع العلماء و اتمنى من الله ان يستجيب العلماء لي تتناول ما تم في ندوة مغلقة يحضرها الاخوة العلماء ثم يخرج الجميع ببيان يوضح فيه كل الامور و الرؤى و لن نحتاج الى اثارة مثل هذا الموضوع و نغلق باب الفتنة.

 

حسين مرتضى : طرح هذا الموضوع في هذا الحوار هو التركيز على التحديات و المخاطر التي تواجه الامة خصوصا التحديات و المخاطر الخارجية خصوصا في ظل مشاريع الامريكية و الصهيونية في المنطقة سماحة السيد اذا عدت اليك النقطة الجوهرية التي احب ان اسلط الضوء عليها ان هناك خلافات و يعتبر امر طبيعي ولكن اين يجب طرح هذه القضايا ؟

 

سامي خضرا : الخلافات ليست مشكلة و هي امر طبيعي وجود التباين في الاراء بين الشيعة انفسهم موجود و بين السنة موجود و بين كلل مذهب موجود و التاريخ حدثنا كيف ان بعض المذاهب اختلفت مع المذاهب الاخرى بل ان الدارسة الفقهية و الاصولية حتى اليوم هي مبنية قالوا قلنا هناك رأي ورأي اخر ولأجيب عليك مباشرة ان من اخطر الامور ان تطرح الخلافات من خلال عوام الناس ومن خلال اشباه المتعلمين و من خلال البسطاء الذين يسارعون تلقائيا (اتومكاتيكيا) الى الاتهام والتكفير رأيت بعين ان البعض لسبب او فعل بسيط يقول يا كافر يا مشرك كيف يمكن ان يكون ذلك هل هناك مسلم تقي يخرج مسلم من الدين نتيجة فعل او امر او شبهة او ربما خطأ اين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الموعظة و النصيحة ان هذه الطريقة في الكلام و الاتهام بالشرك و الردة سوف خرج الاغلبية الساحقة من المسلمين عن اسلامهم ثم مهما كانت الاختلافات بيننا على العقلاء الكبار العقلاء ان يجتمعوا يتصارحوا و يتواصلوا بالصبر صوب الحق و حتى ابرئ ذمتي امام الناس امام كل المسلمين امام مولاي رسول الله صلى اله عليه و اله و سلم ان من تحدث عما جرى في لبنان و خاصة في بيروت اقول له الاخبار التي و صلتك غير صحيحة ان ما جرى في بيروت هو انقاذ لبيروت و لا يجوز اطلاقا رجاءا اطلب منك انه لا يجوز تفسير الأحداث التي جرت في بيروت بعيدا عن مسبباتها و ظروفها انما جرى في بيروت هو انقاذ للعزة و الكرامة المقاومة الاسلامية التي استطاعت ان تحقق اول نصر بهذا المستوى في مقابل العدو عدو السنة و الشيعة في تموز 2006 لا يمكن ان تدخل في هذه المتاهات الداخلية رجاء احرص على ان تأخذ اخبارك من اهل الثقة كفانا مجاملات نحن على صعيد المؤتمرات و اللقاءات و القريب بين المذاهب بعيدا عن الخطابات و البرتوكولات نحن جميعا مسلمون نختلف و سنظل نختلف لكن لا يجوز لمسلم ان يكفر مسلما و لا ان يتهمه بل عليه ان يحمله على المحمل الحسن نحن نصلي صلاة واحدة و نتجه الى قبلة واحدة و كأننا في السنوات الاخيرة اكتشفنا روايات و حكايات من اين هذا لماذا يتهم فريق من المسلمين انه لا يحب الصحابة هذا الكلام عجيب من اين يحصلوا على هذه الروايات المروية عن رسول الله صلى الله عليه اله سلم اليس من الصحابة من اين يحصلوا على الروايات عن ائمة البيت عليهم السلام اليس من الصحابة البعض يأخذ مجرد رأي من موقع معين و يعمم آلاف النسخ ايها الحبيب انظر الى اعداء المسلمين ماذا يفعلون بالإسلام .

 

حسين مرتضى : بما انك تحدثت عما يقوم به اعداء المسلمين دكتور منير هنا دعني اركز على التحديات التي تواجه الامة خاصة تحديات الخارج هناك من يقول و اكثر التقارير تشير الى ان بعد ان فشلت اسرائيل في حربها عام 2006 على لبنان و بعد ان فشل المشروع الامريكي ايضا في العراق اصبح امام الولايات المتحدة الامريكية و المشروع الاسرائيلي في المنطقة هي نقطة واحدة و هي ايجاد الشرخ و المراهنة على هذا الموضوع ايجاد الفتنة بين المسلمين لتفتيت و تشتيت هذه الامة كيف يمكننا ان نركز و نوحد العدو لهذه الامة و التركيز على العدو الخارجي و منن ثم نستطيع ان نواجه كل التحديات التي تواجه الامة الاسلامية .

 

ابراهيم منير : و اضيف ايضا ليس فشل امريكا في العراق الى اهتراء الكيان الصهيوني نفسه و الى فشل الكيان الصهيوني حتى في ادارة اموره الداخلية و ما نراه الان من حراك داخلي و عندما اعلن اولمرت رئيس الوزراء الصهيوني بتنازله عن حلم اسرائيل الكبرى نقول اننا الان في حاجة الى وعي هم في فشلهم يحاولون زيادة الشروخ بين الامة الاسلامية يحاولون انقاص فاعلية الامة و اتحادها و ما حدث في بيروت و ما حدث في معركة حزب الله الكل يشهد و يعلم ان حتى البعيدين مثلنا احتو حزب الله و ارتوى بهذا النصر و اعتبره فضل كبير من الله سبحانه و تعالى و اقول اننا الان بحاجة الى وعي الامة و وعي الائمة ليستطيعوا ادارة معاركنا و ادارة مستقبل الامة الاسلامية باكملها الحرص على الدعوى الحرص على دين الله سبحانه و تعالى الانتباه الى الالغام التي ستوضع في ارضنا و امام اقدامنا نعلم بها او لا نعلمك نحن الان في حاجة لكلمة سواء هذه الكلمة التي وحدنا الله سبحانه و تعالى عليها شهادة ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول لله ثم السعي المخلص الجاد لو اخلصنا النوايا سيهدينا الله سبحانه و تعالى و نحن الان بحاجة الى صوت واحد يجمع علماء الامة سنة و شيعة هذا الصوت لا يقف فقط عند المسائل الخلافية في الفقه و غيره انما نحتاج الى صوت واحد يتناول ايضا امر السياسة و استراتيجية الامة على واقعها الحالي استراتيجية تستطيع ان توحد جهود الامة و الحركات والمعاهد الاسلامية .

 

حسين مرتضى : اذن التأكيد على هذه المرحلة و خطورتها و الحاجة الى صوت واحد دكتور الدسوقي اشرنا الى العديد من النقاط و وصلنا الى النقطة الاهم وهي العدو الخارجي للأمة الاسلامية خاصة بعد ان فشل المشروع الصهيوني في لبنان و بعد ان فشل المشروع الامريكي في العراق العدو ومواجهة هذا العدو و بدء العدو يراهن على الخلافات الداخلية الداخلية للمسلمين ؟

 

محمد دسوقي : الخلافات بين المسلمين هي الفرصة الوحيدة المتاحة للعدو لكي يحقق اهادفة و يصل الى ما يبتغيه نحن في حاجة لان يكون هناك وعي اسلامي صحيح يتصدى لهذه المحاولات و ينبغي ان يتنبه الى شئ مهم و خطير و هي ان الجمعية العامة للأمم المتحدة تصدر اعلانات و اتفاقيات و كل هذه الاعلانات و الاتفاقيات او كثير منها يتعارض تعارض صريحا و مباشرا مع الشريعة الاسلامية و يريد الغرب الامريكي على وجه الخصوص ان يفرض هذه الاعلانات والوثائق على العالم الاسلامي ليدمر الحصن الباقي له و هي الاسرة تدميرا ويفرض عليها النموذج الغربي في كل شيء اذن نحن امام اخطار متعددة اما قضية التبشير بينا لمسلمين فهي و للأسف الشديد هي حقيقة و اذكر انني في العام الماضي كنت في اندونيسيا سألت و قيل ان نسبة المسلمين منذ 10 سنوات كانت اكثر من 90 % و لكنها الان نحو 85 % و هذا يشير الى خطر يهدد اكبر دولة اسلامية في العالم اذن القضية في ما ارى نحن بحاجة الى مؤتمر اسلامي جامع يتبناه المؤتمر الاسلامي و يدعوا اليه كبار الشخصيات في العالم الاسلامي كله ليتباحثوا في هذه الاخطار التي تهدد الامة ثم توضع استراتيجية علمية و تلزم بها كل الدول من اجل ان نبتعد عن هذا الجو المشحون بأسباب التمزق والتفرق نتيجة للجهل اولا و نتيجة للسياسة الاخرى الغربية التي تحاول ان تطبق قاعدة فرق تسود ثم يكون لهذا المؤتمر نوع من انواع المتابعة و المراقبة لما يجري على الساحة الاسلامية حتى يمكن ان نتجمع في صورة عملية و ان نكون خير امة اخرجت للناس بحق اما ان ظل الامر على هذا النحو يخر انسان ثقافته محدودة و افكاره العامة مضربة ثم يصدر قرارات او احكام تزيد الفرقة بين المسلمين وتجعل بأسنا بيننا شديدا فهذه كارثة ونحن الان في امس الحاجة الى ان نحقق الوحدة الاسلامية كما اراد الله تبارك وتعالى والوحدة الاسلامية بالحكم الشرعي فريضة وكل من يحاول ان يمزق هذه الوحدة فهو خارج عن الاسلام وليس من المسلمين.

 

حسين مرتضى : الحديث يطول و لكن داهمنا الوقت الدكتور محمد دسوقي باحث ومتخصص في شئون التقريب بين المذاهب الاسلامية من القاهرة شكرا جزيلا لك وشكرا لضيفي من لندن الدكتور ابراهيم منير المشرف العام على رسالة الاخوان المسلمين وبالطبع الشكر لضيفي من بيروت السيد سامي خضرا باحث اسلامي. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.