مجري الحوار: محمود رمك

 

الضيف: الشيخ غلام رضا مصباحي مقدم (نائب في مجلس الشورى الاسلامي)

 

محمود رمك: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بدأ العام الايراني الجديد والايرانيون يحتفلون مع اطلالة الربيع بعيد النوروز وجرت العادة ان تكون كلمات موجهة الى الشعب الايراني من قبل قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي وايضا من رئيس الجمهورية. الرسالة التي وجهت ومن مدينة مشهد المقدسة استمعوا الى جملة من التوصيات جاءت على لسان قائد الثورة الاسلامية في هذا الجمع كانت هناك اشارة الى قضايا داخلية وخارجية ، سنركز على جانب يحظى بالاهمية وقد سمي العام الايراني الجديد بهذا الاسم اي عام ترشيد الاستهلاك واصلاح معايير الاستهلاك ايضا. مع جانب من كلمة قائد الثورة الاسلامية في بداية العام الايراني الجديد.

 

كلمة لقائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي:

 

لقد تحدثت مرارا حول الاسراف ولكن القضية لازالت مستمرة قضية ترشيد الاستهلاك يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار في برامجنا وخطتنا واشير هنا الى نقطة مهمة التوفير وترشيد الاستهلاك لايعني عدم الاستهلاك بل الاستهلاك وفق معايير صحيحة والاستفادة المثلى من الامكانات والابتعاد عن الاسراف والهدر ويجب ان يكون هذا شعار الجميع في مجتمعنا اساليب الاستهلاك في مجتمعنا ليست صحيحة ويجب ان نعترف بذلك. ان العادات غير الصحيحة والاساليب الخاطئة في الاستهلاك اثر سلبا على التوازن بين الاستهلاك والانتاج لصالح الاول. ان ترشيد الاستهلاك يحتاج الى افعال وبرامج وعلى السلطتين التشريعية والتنفيذية سن القوانين اللازمة لذلك ومتابعة تنفيذ هذه القوانين بشكل حازم وصولا الى اصلاح نمط الاستهلاك لصالح الانتاج.

 

محمود رمك: ارحب بضيفي في الاستوديو سماحة الشيخ غلامرضا مصباحي مقدم وهو نائب في مجلس الشورى الاسلامي ورئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى الاسلامي. سماحة الشيخ بداية في المجلس ماذا انتم فاعلون فيما يتعلق بسن القوانين قبل ان نخوض في تفاصيل هذه الدعوة التي جاءت على لسان قائد الثورة الاسلامية.

 

الشيخ مصباحي مقدم: بسم الله الرحمن الرحيم. فيما يتعلق بموضوع تشريع جزء كبير ومهم من الاستهلاك اعتقد لابد من احتواء هذه المشكلة عبر سلسلة من القوانين والضوابط الخاصة. فيما يتعلق بالطاقة اعتقد الاولوية بالنسبة لنا يجب ان تكون في ترشيد استهلاك الطاقة وانتم تعلمون ان بلادنا زاخرة بالطاقات ولكن هذا لايعني تبذير هذه الطاقة وهدرها وحاليا هناك في بلادنا عدد كبير من الناس يستخدمون الغاز وجزء من هذا الغاز يستهلك في البيوت وجزء آخر فيما يتعلق بالصناعات. فيما يتعلق بالاستهلاك المنزلي ان جميع المدن لدينا اما قد تم تمديد انابيب الغاز اليها او ان ذلك الطريق . حتى القرى لدينا تتمتع بوجود الغاز. فيما يتعلق بالمنتجات الصناعية طبعا هناك استهلاك للغاز ونظرا لرخص وتدني سعره فان هذا طبعا عامل مهم بامكاننا ان نستفيد من انظمة في انتاجاتنا الصناعية بحيث هذه الانظمة توفر لنا الكثير من الغاز ونستخدم قليل من الغاز وحتى اذا اردنا ان نتجه نحو نمط جيد للاستهلاك وكما اطلق عليه قائد الثورة ترشيد الاستهلاك سواءا في المنزل او في المصنع فان علينا ان نستفيد بالشكل الذي يمكننا ان نستفيد بصورة من هذا الغاز او من النفط مثلا. يجب ان نسن القوانين تشجع على الاستهلاك الاقل فالذي يستهلك اقل يدفع تكاليف اقل وهكذا بالعكس.

 

محمود رمك: في جانب من كلمة القائد اشار الى الاثار السلبية لقضية الاسراف، حبذ بشيء من التوضيح فيما يتعلق بالآثار الاجتماعية والاثار السلبية لقضية الهدر والاسراف وايضا الجانب العقائد وربما هذا الامر لايقتصر على ايران فقط ربما الكثير من الدول الجوار ايضا تعاني من هذه المعضلة.

 

الشيخ مصباحي مقدم: للاسراف ابعاد مختلفة ان الله سبحانه ويتعالى يقول الم نجعل هذه الارض لكم بالقدر الكافي وهذا يعني ان الله سبحانه وتعالى قد سخر بالقدر الكافي الامكانيات والموارد الموجودة على الارض للبشرية اذن هذا يتعارض مع النظرية الليبرالية التي تقول ان الامكانيات المتاحة في الارض غير كافية لتلبية الانسان ولكن المهم هو كيفية الاستفادة من هذه الامكانيات. ان الله يقول انه كان ظلوما جهولا وهذه الاية تعني ان الانسان يظلم نفسه ويجهل كيفية استخدام هذه الموارد . اذن المهم ان يكون هناك استهلاك صحيح. من الناحية الاجتماعية الناس وبدلا من ان يكونوا شاكرين يكفرون بالنعم والشكر الاستفادة من النعمة ولكن الكفران هو جهل الاستخدام الصحيح للنعم فان المجتمع الذي يسفر ويبذر فان يكفر بنعم الله سبحانه وتعالى سوف يعرض هذا المجتمع الى مشاكل ويضعه امام بعض المعاناة. اما فيما يتعلق بالتبعات الاجتماعية الاخرى ايضا الاسر التي تعيش حياة تبذير ان الغرور يستولي عليها مقارنة مع الاسر الاخرى. اذن التكبر هو احدى التأثيرات المترتبة على ذلك.

 

محمود رمك: هل انتم بصدد تجذير الرويا ان تكونوا نموذجا في المنطقة فيما يتعلق بالاستهلاك؟

 

الشيخ مصباحي مقدم: من الطبيعي الظروف التي يمر بها النظام الاسلامي في المنطقة وفي العالم تقتضي هذه الظروف ان تكون ايران في الطليعة كما هو الحال فيما يتعلق بموقعها السياسي والاقليمي فان ايران سوف بامكانها ان تتحول الى نموذج للشعوب ودول الاسلامية في المنطقة وفي بقاع الارض الاخرى. انا بصفتي عضو في السلطة التشريعية في ايران لااسمح لنفسي ان اقرر بدلا من الشعوب الاخرى بل انصح تلك الشعوب ان تتصرف بوعي.

 

محمود رمك: في كلمة القائد كان هناك نقد للمؤسسات والاسراف في المؤسسات الحكومية. في هذه القضية اتسائل معك ما الذي يمكن ان يقوم به مجلس الشورى الاسلامي وكيف يكون هناك ترشيد للنفقات؟

 

الشيخ مصباحي مقدم: الكثير من الابنية التي شيدت وايضا هناك ابنية قيد الاحداث وفي حين ليست هناك حاجة الى كل هذا الكم الكبير وهذا نوع من الاسراف والتبذير او هناك ابنية متروكة من دون ترميم او استفادة وهذه من مظاهر التبذير، هناك وسائط تستخدم لدى الاجهزة قبل ان تخرج عن حيز الاستفادة نشاهد انهم سرعان ما يقومون بتبديلها وايضا بالنسبة للهاتف النقال المحمول هناك موضة اليوم ، طبعا هذا الشيء ليس مهما ولكن المهم ان يكون هناك ترشيد ولكن نلاحظ احيانا ان مثل هذه الامكانيات تتراكم من دون ان تباع وهذا يعني انه ليس هناك استهلاك رشيد. في السنوات الماضية كانت هناك ضغوط للتقليل من مثل هذه النفقات وقد ترك ذلك بعض التأثير ولكن لم نصل الى مستوى الطموح ، فيما يتعلق باستهلاك الطاقة في القطاع الحكومي على سبيل المثال ان كثيرا من المستشفيات لدينا والاجهزة الادارة والجامعات فان درجة الحرارة في الشتاء اكثر من الضرورة التي تقتضي لتدفئة بيئة ادارية اذن يمكن ان نوفر كمية من الطاقة اذا بدأنا من هذه المواقع. لدينا قوانين كثيرة ولكن المهم الالتزام بهذه القوانين وترسيخ ثقافة تطبيق هذه القوانين. لابد ان تكون هناك آلية لمواصلة الموضوع والضغط على الحكومة باتجاه تعديل نمط الاستهلاك لتوفير الموارد ولكن لحسن الحظ فيما يتعلق بالميزانية التي صودق عليها بالنسبة للعام الجديد هي منكمشة وهذا بسبب تدني اسعار النفط. ان هذه الحكومة قد سعت من تقليل حجم الانفاق في العام الماضي وهم يتبعون معايير متواضعة بامر الرئيس الجمهورية.

 

محمود رمك: ما المطلوب من كل هذا الترشيد للاستهلاك؟

 

الشيخ مصباحي مقدم: نحن نريد ان نتابع نموذجا اسلاميا ومن جهة اخرى لانرغب ان يوحى ان ايران بلد فقير. احيانا نحن نتحاور مع اليابانيين وان اول كلام يقوله اليابانيون انكم دولة فقيرة، لكننا باعتبارنا دولة نفطية منذ البداية يعرف الاخرون باننا دولة فقيرة. عندما نقيم مؤتمرا علميا فان المتعارف عليه فان كل من يريد ان يشارك في هذه الندوة يتوقعون ان ترسل اليهم الاقامة والهدايا وباقي النفقات لسبب وجود النفط. نحن يجب ان نصل الى هذه النقطة ان النفط ليست سلعة. يجب ان نستخدمه في الحد الاقل من تلبية احتياجاتنا الداخلية. نحن دولة نفطية وننتج يوميا اربعة ملايين برميل ونصف هذه الكمية نصدرها. يجب ان نتحول عن هذا النفط ونحتاج الى ثقافة جديدة.

 

محمود رمك: في ختام الحوار اشكرك جزيل الشكر سماحة الشيخ غلام رضا مصباحي مقدم وشكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.