22 اسفند / 1388ﻫ.ش,13ـ3ـ2010م

 

* نبذة عن حياة قائد الثورة:

 

لقد كنا نتوق كثيراً لمعرفة المزيد عن حياة قائد الثورة الإسلامية (حفظه الله)، وتابعنا الأمر حتى التقينا بحجة الاسلام والمسلمين الشيخ علي الشيرازي مؤلف كتاب (شعاع من الشمس) وهو الكتاب الذي يتناول سيرة حياة قائد الثورة الإسلامية المعظم والذي وصل حتى الآن إلى طبعته التاسعة عشر.

 

الشيخ علي شيرازي هو شقيق اللواء شيرازي مسؤول المكتب العسكري لسماحة الإمام القائد والذي يتولى حالياً منصب ممثل الولي الفقيه في القوة البحرية لحرس الثورة الإسلامية. وفيما يلي نص المقابلة التي أجريناها مع حجة الإسلام والمسلمين الشيخ علي شيرازي حول السيرة الذاتية لسماحة الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله).

 

* في البداية نرجو توضيح الدافع وراء تفكيركم في تأليف مثل هذا الكتاب وما هو الهدف من تأليفه؟

 

كان هناك إحساس بوجود فراغ في المجتمع فيما يتعلق بالقائد المعظم وسيرة حياته، وإثر متابعتي للأمر اكتشفت أن ما نُشر حتى الآن حول هذا الموضوع قليل جداً ويُعاني من نقصٍ كبير. وقد بدأتُ بجمع هذا الكتاب منذ سنة 1377-1378 هـ.ش (1998-1999)، وتحدثت في البداية مع الشخصيات التي لها معرفة خاصة بسماحة الإمام القائد.

 

ولم أكن حينها منتسباً لحرس الثورة الإسلامية، لذا أُتيحت لي الفرصة للسفر إلى بعض المُدن مثل مشهد المقدسة، حيث كنتُ مقيماً في قم في تلك الفترة. وعندما تشرفت بأداء فريضة الحج وجدتُ سهولة أكبر في الالتقاء بالسادة المذكورين وإجراء مقابلات معهم، كما استفدت من الصحف والكتب الأخرى المنشورة في هذا المجال، وتمكنت من جمع المعلومات اللازمة في هذا الكتاب الذي تجدونه الآن بين أيديكم. وعندما بدأتُ بتأليف الكتاب اتخذتُ قراراً بتجنب الإطالة والتركيز بدلاً عن ذلك على الجانب القصصي وكتابة الخواطر والذكريات وكنت أقوم بنشر كل قطعة قصيرة بعد فراغي من تحريرها.

 

وفي ذلك الوقت كان بعض الأفراد ينشرون المجموعة ذاتها مع بعض التصرف في صورة كتاب صغير، ويوجد الآن في الأسواق ثلاثة أو أربعة كتب صغيرة يحتوي كل منها 50 أو 60 صفحة.

 

وقد قمت بنشر الكتاب كاملاً قبل سبعة أو ثمانية أعوام تقريباً، ولا يزال هذا العمل مستمراً حتى الآن حيث بلغ الطبعة التاسعة عشرة منه.

 

* هل كانت لديك علاقة وثيقة بالقائد المعظم أم لا؟ إذا كانت الإجابة نعم فكيف تكونت هذه العلاقة؟

 

تعود سابقة العلاقة إلى والدي وشقيقي اللذين استشهدا حيث كانت تربطهما علاقة بالقائد المعظم منذ ما قبل الثورة الإسلامية، وكان شقيقي الشيخ عباس شيرازي قائم مقام منظمة الإعلام الإسلامي، وقائد إعلام الجبهة والحرب، واستشهد في سنة 1364 هجرية شمسية (1985م).

 

وكان سماحة القائد المعظم يأتي إلى قرية في رفسنجان قبل قيام الثورة الإسلامية ويلقي فيها الخطب، وكان يُقيم في منـزل والدي أثناء حضوره في تلك القرية، حيث كان المنـزل محلاً لإقامة كل رجل دين يَقدم إلى تلك القرية، ومنهم الشهيد كامياب والشهيد هاشمي نجاد وآية الله جنتي والشيخ ناطق نوري والدكتور حسن روحاني وبعض العلماء العظام الآخرين.

 

* هل تتذكرون شيئاً عن تلك الفترة من الزمان؟

 

كلا إنني لا اتذكر شيئاً سوى أن والدي وشقيقي قد ذهبا إلى سيستان وبلوشستان في فترة النفي. وبعد الثورة وكما هو طبيعي انضما إلى النظام والتحق شقيقي بالسلطة القضائية عملاً بنصيحة الشهيد بهشتي، كما تم تعريف أحد اخواني على القائد المعظم في بداية الثورة، حيث كان سماحته حينها يشغل منصب ممثل الإمام في مجلس الدفاع الأعلى وتم ادخال شقيقي في المجموعة نظراً لمعرفته بالشيخ عباس.

 

وفي تلك الفترة كان السيد طباطبائي مسؤولاً عن تنظيم الاكتفاء الذاتي، وقد خلفه شقيقي بعد ذلك في المركز المذكور بتوصية من سماحة القائد. كما كنت أنا ولفترة من الزمن نائباً لممثل الولي الفقيه في الحرس الثوري، وتبعاً لذلك توثقت علاقتي بمكتب سماحة القائد، ولما كنتُ أتواصل مع المكتب في تلك الفترة ازدادت معرفتي بسماحة القائد.

 

* كيف كانت ظروف حياة سماحة القائد قبل الثورة؟ وكيف أصبحت بعد انتصار الثورة؟ لقد تقلد سماحته مناصب مختلفة حتى أصبح قائداً للثورة. نرجو تقديم توضيحات حول هذا الأمر.

 

سوف أحكي لكم خاطرة ذكرتها في الكتاب. وتعود هذه الخاطرة إلى أوائل الثورة وأقول هذا حتى يُصبح الأمر أكثر وضوحاً للجميع. فالشخص الذي تولى رئاسة الجمهورية في البلاد لمدة ثمانية أعوام وأصبح بعدها قائداً للثورة، لم يطرأ أي تغيير على سلوكه وأخلاقه، بخلاف البعض الذي تتغير حياته وأخلاقه حتى لو ارتقى تدريجياً في المناصب. وكان لسماحته في أوائل توليه لمنصب القيادة لقاء جماهيري عام في أيام الاثنين.

 

وفي أحد أيام الاثنين وبينما كنتُ في محضر سماحته جالساً في صالة الاجتماعات وإذا برجل قروي طاعن في السن يرتدي سروالاً فضفاضاً أسود اللون قد جلس بجانبي وسألني قائلاً: متى سيأتي الحاج علي؟ واعتقدت في الوهلة الأولى أنه يقصد أحد موظفي المكتب، فسألته من تعني؟ فرد عليَ قائلاً (أعني الحاج علي).

 

فسألته مرة أخرى هل تعني سماحة القائد؟ فقال: أجل! فقلت له أجلس حتى يتفضل سماحته بالقدوم. وبينما كانت الأفكار تراودني حول كيفية تعامل سماحة القائد مع هذا الشخص عند لقائه، وإذا بسماحته قد تفضل بالدخول، وبدء يتحدث بكل ودية وحرارة مع ذلك الرجل وسأله عن أحوال أولاده وأحفاده وأوضاعه المعيشية. وعند ذلك عرفت أن الشخص المذكور من أهالي مشهد وكان يعرف سماحة القائد قبل الثورة عندما كان سماحته يخطب في مشهد. وها أنتم ترون نفس الارتباط الذي كان موجوداً بين سماحته وبين الناس كرجل دين، مستمراً في عهد قيادته للثورة.

 

ومن الأمور الملفتة للنظر في لقاءات سماحته أيام الاثنين وقوفه احتراماً لكل من يدخل المجلس، كائناً من كان وهذا أمر مهم جداً. فبعض الأفراد الذين كانوا يأتون إلى مجلس سماحته أيام الاثنين كانوا من الناس العاديين حتى أن الكثير منهم لم يعرفوا سماحة القائد شخصياً، وكانوا يقابلونه لأول مرة. إلا أن سماحته كان يقف منتصب القامة لاستقبالهم.

 

هذه هي الحالات المعنوية الموجودة لدى سماحته. وأنا أعتقد أن المعنوية الموجودة في باطن سماحة القائد ويراها المرء ويتلمسها وصداقة سماحته الظاهرية والباطنية تجعل دموع الإنسان تنهمر لا إرادياً.

 

إنني لا أرى أي تغيير في حياة سماحته. لا يوجد تغيير في سلوكه سواءً في عهد رئاسة الجمهورية أو في هذا الزمن الذي يتولى فيه سماحته قيادة الثورة. وفي سنة 1367ﻫ.ش (1988) أي في أواخر أيام الحرب، تفضل سماحته بزيارة الجبهات، حيث كان حينها يتولى منصب رئيس الجمهورية، وكنتُ أنا حين ذاك مسؤول الإعلام في لواء ثار الله. وقد أعددنا بطاقات خاصة لرجال الدين وسلمنها لهم لكي يتشرفوا بلقاء السيد الخامنئي. وقد تعامل مسؤولو الحراسة والحماية بشيء من الجفاف مع البعض حيث قالوا بأن بطاقاتهم لم يتم التنسيق بشأنها مع الحراسة أو مباحث من هذا النوع لا اتذكرها الآن.

 

ونظراً لعدم السماح للبعض بالدخول فقد انصرفوا دون أن يتشرفوا بلقاء السيد، ونظراً لكوني مسؤولاً للإعلام فإن الأمر لم يعجبني كثيراً، وبعد انتهاء اللقاء وتوجه سماحته لتناول العشاء في إحدى الخيم كنت اصارع نفسي على مائدة العشاء حول ما إذا كان من الضروري أن أثير الموضوع مع سماحته أم لا، لأنني كنت أشعر بالغضب الشديد من تصرف مسؤولي الحراسة. وعزمت أمري وطرحت الموضوع مع سماحته بعد العشاء وشرحت له كيفية تصرف الحراسة مع بعض أولئك السادة.

 

ولو أردنا أن نكون منصفين فإن الحراسة كان يحق لها في جبهة الحرب أن تتصرف بتلك الطريقة حماية لرئيس الجمهورية. إلا أن سماحته وبعد اطلاعه على الأمر أمر بالاعتذار لأولئك السادة فرداً فردا باسم سماحته.

 

* نرجو التحدث قليلاً عن أفراد عائلة سماحة القائد؟ هل يتولى أبناؤه أي مسؤولية إدارية أم أنهم منعوا من ذلك؟

 

هذه إحدى النقاط التي كنتُ أرغب في طرحها، إذ لا يوجد حتى الآن أي مخالفة لأياً من الأنظمة أو القوانين في حياة أبناء سماحة القائد وبالأخص منذ تولي سماحته قيادة الثورة. فأنا شخصياً لم تكن لي مراودات كثيرة مع سماحته في فترة رئاسة الجمهورية، ولم أكن أعرف أبناءه، إلا أنني الآن وبعد تولي سماحته القيادة أعرفهم ولا أرى أي تغيير في سلوك أي منهم.

 

وقد عقدت اجتماعاً مع أحد أبناء سماحته في الارتباط مع تأليف كتابي وبينما كنت أهم بدخول المكتب وصل ابن السيد القائد في نفس الوقت وفي الموعد. فنفس التنظيم الذي يحكم حياة سماحة القائد هو السائد في حياة أبنائه. كما أنني رأيتهم يمشون في الشارع كأناس عاديين، ولو أن أبناء سماحة القائد نـزلوا إلى الشارع لما عرفهم الكثير من الناس، بخلاف أبناء بعض المسؤولين الذين يكتسبون شهرة تفوق شهرة آبائهم.

 

ـ كم عدد أولاد سماحة القائد؟

 

ستة أولاد، بنتان، وأربعة بنين، كلهم من رجال الدين.

 

ـ ما السبب في خضوع آية الله بهاء الديني أمام سماحة القائد؟

 

عندما كان سماحة القائد يزور السيد بهاء الديني في منـزله، كان السيد بهاء الديني يقول: «كأني بالشمس وقد طلعت علينا بالأمس». وقد حدث أن قال البعض لآية الله العظمى بهجت (رضوان الله عليه) أن لكم شأناً من الشأن، فكان رد سماحته: «دعوا عنكم هذا الكلام فأنتم لا تعرفون مقام السيد الخامنئي». إنني أمزح أحياناً وأقول إننا لا ندرك جيداً ما معنى نائب الامام المهدي (عجل الله فرجه). فهذا النائب لا بد أن تتوفر فيه صفات وخصائص تفوق ما يتوفر لدى غيره.

 

فهذا هو شيخ الفقهاء آيه الله العظمى الأراكي (رضوان الله عليه) وبما له من مكانة معنوية رفيعة يضع يده على صدره أمام الإمام الخميني ويقول: "السلام عليك يا بن رسول الله". فما أريد قوله هو أن نكون دقيقين في تبيين سيرة حياة العظماء. فهذه الخصائص يمتاز بها السيد القائد وحده.

 

أقول بأن السيد يعيش حياة بسيطة، فيقولون بأن الكثيرين يعيشون حياة بسيطة، إلا أنني أقول بأن السيد القائد عارف من العرفاء.

 

هل يوجد نظيراً لسماحة القائد في قدرته الإدارية؟ فلو نظرنا إلى الأمر منذ بداية الثورة سواء في عهد الامام أم في يومنا هذا، نجد أن هذه الخصائص كلها متوفرة في قيادة النظام. فامتياز الامام يتمثل في قدرته على إدارة حرب استمرت ثمانية أعوام بكيفية لم تخسر معها ايران شبراً واحداً من أراضيها. وكان الامام هو الوحيد القادر على اتخاذ قرار بإنهاء فتنة بني صدر، إذ لم يكن بمقدور أي سلطة وأي فرد سوى الامام وضع حد لتلك الفتنة في ذلك الوقت.

 

* الرجاء تقديم المزيد من التوضيحات حول الكفاءات الادارية لسماحة السيد القائد؟

 

هناك بعض الأفراد الذي يعتبرون أنفسهم قريبين من سماحة القائد من بُعد واحد، ولكنهم يقفون في مواجهة سماحته من بُعد آخر. وهنا يتعين على سماحته التصرف بطريقة لا تسمح للأعداء باستغلال الموقف. ويقول سماحة السيد القائد «إنني عندما أريد القاء كلمة ابكي واتوسل ألا يجري على لساني أي شيء يسيء أي طرف استغلاله لأغراضه الخاصة». ولم يحدث طوال هذه السنين أن اتخذ سماحته قراراً استطاع الآخرون استغلاله لأغراضهم الخاصة.

 

انظروا كيف أن المهندس بازركان قال في كلمة له في سنة 1373ﻫ.ش (1994) أن الشعب الايراني قد خسر الدنيا والآخرة. فقد أهان في كلمته الشعب الايراني وعلى القائد أن يُدافع عن الشعب. فالناس تتوقع أن يرد سماحة القائد على هذه الإهانة. وقد رأيتم عندما توفي بازركان كيف أن سماحته اتخذ موقفاً وأصدر بياناً ومنع حدوث بعض الفتن.

 

وانظروا إلى بيان السيد القائد بعد وفاة الشيخ المنتظري[1]. فسماحته يقارب الأمر من زاوية تمنع جميع الذرائع وتجعل أهل بيت الشيخ المنتظري يدركون بأن سماحة القائد هو أقرب الناس إليهم. أنظروا إلى تعامل بعض الشخصيات في البلاد مع سماحة القائد، وانظروا في المقابل إلى السلوك الأبوي العطوف لسماحته تجاههم.

 

وقد كانت الفتنة التي حدثت بعد الانتخابات الرئاسية واضحة لسماحة القائد في جميع أبعادها وضوح الشمس. فلو دققتم في خطابات سماحته لتبين لكم أن سماحته قد حذر قبل الانتخابات من وقوع بعض الاضطرابات بعدها.

 

وبعد انتصار السيد أحمدي نجاد، دعا الطرف الخاسر الجماهير للنـزول إلى الشارع، فاجتمع سماحة القائد بالسيد مير حسين موسوي، وتحدث معه وقال له بأن جنسه ليس من جنس مثيري الاضطرابات «أي أن عليه أن ينأى بنفسه عن تلك التصرفات»[2] فلو كنا نحن مكان السيد القائد ما الذي كنا سنفعله؟

 

ورأينا كيف أن هؤلاء قد اتخذوا مواقف ضد سماحة القائد، والبعض منهم وجه الإهانات من وراء الكواليس. أما موقف سماحته في التعامل مع أولئك الأشخاص فقد كان موقفاً جميلاً في السر والعلن. أنظروا إلى 23 خرداد (13 يونيو، أي بعد يوم واحد من الانتخابات الرئاسية). وبعده إلى 13 آبان (4 نوفمبر، ذكرى احتلال وكر الجاسوسية الأمريكي)، وبعد ذلك في 16 آذر (7 ديسمبر، يوم الطالب) إلى أحداث عاشوراء وما بعد عاشوراء في 9 دي (29 ديسمبر، يوم المسيرة الشعبية الكبرى في إيران احتجاجاً على هتك الحرمات والتطاول على المقدسات في يوم عاشوراء)، وأخيراً في 22 بهمن (11 فبراير، ذكرى انتصار الثورة الاسلامية وخروج مسيرات كبرى لم تشهد لها ايران مثيلاً في تاريخها الممتد لآلاف السنين، حيث خرج عشرات الملايين من أبناء الشعب الإيراني في مسيرات كبرى في جميع أنحاء البلاد معلنين تأييدهم للثورة ومبادئها وقيادتها الممثلة بسماحة الامام الخامنئي (حفظه الله).

 

فقد أقدموا على كل هذه التصرفات المشينة ضد الثورة وشنوا حرباً إعلامية ونفسية، واستثمروا الأموال الطائلة، والإمكانيات الضخمة، وجندوا العالم، وأدخلوا كافة المواقع الالكترونية، والقنوات الفضائية، والصحف داخل إيران وخارجها إلى ساحة المعركة، إلا أن جاذبية السيد القائد ومحبوبيته في القلوب ازدادت يوماً بعد يوم.

 

تحدُث أزمة في بلد ما وتؤدي إلى القطيعة بين البعض وبين النظام، أما في بلدنا فإن ما حدث هو العكس، إذ أدت الأزمة إلى المزيد من التواصل والوحدة بين فئات الشعب بأكثريته الساحقة.

 

لقد استمعت طوال هذه المدة إلى معظم خطابات سماحة القائد، وبالأخص في عهد ما يسمى بالاصلاحات وحتى الآن، وقد كتبت بعض المقالات بشأنها. فهل تعرفون أحداً يلقي خطابات لمدة 20 سنة دون أن تكون خطاباته مكررة. لقد فحصت أيضاً الأدعية التي يدعو بها سماحته في كل خطاب وكانت تختلف من خطاباً لآخر. ولم اشاهد أحداً سوى سماحة القائد يلقي خطاباً ويمكن طباعة ذلك الخطاب دون الحاجة لأي تدقيق أو تغيير. كما لم أر أحداً يستخدم مصطلحاً جديداً في كل خطاب. ما عليكم إلا الاستماع لخطابات سماحته وتجدون أنها تحتوي دائماً على مصطلحات جديدة، وتدبير جديد ونقاط جديدة وكلام جديد.

 

ــــــــــــــــ

 

[1] أصدر سماحة آية الله العظمی الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) نداء بمناسبة وفاة الشيخ منتظري (رحمه الله) فيما يلي ترجمة نصه 20/12/2009م:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بلغنا أن الفقيه الجليل آية الله الحاج الشيخ حسين علي منتظري(رحمة الله عليه) ودّع الدار الفانية والتحق بالدار الباقية. لقد كان فقيهاً متبحراً وأستاذاً بارزاً انتفع منه الكثير من الطلبة. وقد أمضی هذا المرحوم فترة طويلة من حياته في خدمة نهضة الإمام الراحل العظيم وخاض جهاداً كبيراً وتحمل في هذا السبيل مشاقاً جمة. في أواخر الحياة المباركة للإمام الراحل وقع امتحان صعب وخطير نسأل الله تعالی أن يغطيه بأستار مغفرته ورحمته ويجعل الابتلاءات الدنيوية كفارة له. إنني أتقدم بمناسبة وفاته بالتعزية لجميع ذويه خصوصاً زوجته المكرمة وأبنائه المحترمين وأسأل الله له الرحمة والمغفرة.

 

السيد علي الخامنئي

 

29 أذر 1388

 

[2]الإمام الخامنئي يستقبل السيد مير حسين موسوي  14-6-2009م 

 

استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي السيد مير حسين موسوي المرشح لانتخابات الدورة العاشرة من رئاسة الجمهورية في إيران، وأكد في هذا اللقاء على متابعة الأمور عن طريق المؤسسات القانونية.

 

في هذا اللقاء الذي تم عصر يوم الأحد 14/06/2009 م قدم السيد مير حسين موسوي تقريراً عرض فيه وجهات نظره بشأن الانتخابات الأخيرة.

 

وشدد سماحة القائد على ضرورة الحفاظ على الهدوء والرصانة منوهاً: في الدورات السابقة من الانتخابات أيضاً كان لدى البعض قضايا وأمور تابعوها عن طريق مجلس صيانة الدستور باعتباره المرجعية القانونية لمتابعة الشكاوى الانتخابية، وفي هذه الدورة أيضاً يجب بالطبع متابعة القضايا بالطريقة القانونية.

 

وأشار الإمام الخامنئي لرسالة السيد موسوي إلى مجلس صيانة الدستور مضيفاً: تم التأكيد على مجلس صيانة الدستور بمتابعة هذه الرسالة بدقة.

 

وألمح سماحته إلى تحريضات الأعداء وبعض المخططات المعدّة خلف الكواليس من أجل بث الاضطرابات في الشوارع وخاطب السيد موسوي قائلاً: سنخك مختلف عن هكذا أشخاص ومن الضروري أن تتابعوا الأمور برصانة وهدوء.

 

وأثنى قائد الثورة الإسلامية على المشاركة غير المسبوقة للجماهير في انتخابات الـ 22 من خرداد مردفاً: بعون الله تم إقامة الانتخابات بإتقان وسلامة وهدوء جيد، وعليكم متابعة القضايا التي تعنيكم بالطرق القانونية. المصدر: http://arabic.khamenei.ir