حسين رويوران: يوم القدس، يوم البيعة مع القضية الفلسطينية

أكد حسين رويوران كاتب ومحلل سياسي، أن القدس الشريف نقطة تقاطع كل الشعوب الإسلامية ولا يمكن أن تحرر إلا بوحدة العالم الإسلامي، لمواجهة مشروع عالمي كبير اجتمعت كل الأطراف الغربية لدعمه، لتغييب القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن إيران دعمت المقاومة الفلسطينية بكل ما تملك وتتحمل عبء هذه المسألة وتعرضت للحصار بسبب هذه القضية.

وقال رويوران في مقابلة مع قناة العالم الإخبارية: على الأمة الإسلامية أن تتوحد ضد المشروع الذي توحد حوله الغرب بأجمعه، لأن لا يمكن للفلسطيني لوحده ولا الأمة العربية لوحدها أن تواجه مشروع عالمي كبير اجتمعت كل الأطراف الغربية في دعمه، لان حجم الإمكانات المعبئة في الطرف الآخر هي كبيرة، لهذا لا يمكن لهذه المعادلة أن تصل إلى نتيجة إلا إذا توحد العالم الإسلامي حول هذه القضية ودخل بكل قواه وإمكانياته ليهزم المشروع الغربي وتحرير فلسطين.

ورأى أن طلائع وبشائر هذه المسألة ظهرت من خلال حرب تموز والتيار المقاوم في لبنان وكذلك حرب الفرقان والثمانية أيام التي أثبتت انه عندما يكون الإسلام هو محور التعبئة والجهاد تتغير الكثير من المعادلات.

وأشار رويوران إلى تصريحات مارتن انديك السفير الأميركي في الكيان الإسرائيلي آنذاك، بعد حرب تموز 2006، (إن حزب الله أصبح يشكل تهديد لوجود "إسرائيل")، وقال: هو كان يشير إلى أن الشيعة أصبحت تهدد الكيان الإسرائيلي، لكن بعد الصحوات الإسلامية والثورات العربية ظهر كلام واسع في مراكز البحوث الإسرائيلية أن المحيط السني بدأ يضغط باتجاه تغيير واقع الجيواستراتيجي للمنطقة وأصبح يهدد الكيان.

واعتبر أن مسألة الشيعة والسنة هي ليست نتاج المجتمعات الإسلامية لأنهم عاشوا إلى جنب بعضهم أكثر من 1300 سنة، وليس هناك من خلاف يدعو إلى الاقتتال أو التناحر، موضحاً أن ما يحدث الآن هو ليس نتاج داخلي بل هو مفروض من قبل أجندة خارجية وطبخة إسرائيلية، كما أن هناك دول وتنظيمات ومن يدّعون من موقع الإفتاء وأفراد وقعوا في فخ البرامج الإسرائيلية والغربية.

وقال: كان المعوّل على ثورات الشعوب العربية هو أن تأخذ موقفاً حاسماً تجاه القضية الفلسطينية وهذا ما كان واضحاً في مصر من خلال مهاجمة السفارة الإسرائيلية وتفجير أنابيب الغاز من مصر إلى الكيان الإسرائيلي وعملية ايلات، كلها تؤشر أن روح هذه الثورة هي معادية للكيان الغاصب ولا يمكن أن تكون إلى جانبه.

وأوضح، أن ما يحدث من فرقة بين المصريين الهدف منه حرف ثورتهم عن مسارها الأساسي المعادي للغرب وللكيان الإسرائيلي وإيجاد أرضية لعودة عملاء أميركا بعد طردهم، حيث يحاول الغرب الآن من خلال الفتنة المذهبية إعادة إنتاج هؤلاء بوجوه جديدة وديكور جديد في أكثر من دولة في المنطقة.

وأكد رويوران، أن سقوط مشروع الاستكبار العالمي في المنطقة لا يمكن أن يأتي إلا من خلال وعي الأمة ووحدتها والعمل على استيعاب كل طاقاتها في مشروع تحرير فلسطين، مشيراً إلى أن الإمام الخميني عندما أعلن يوم القدس ليس كموضوع استعراضي لتخصيص يوم في السنة، وإنما هو يوم البيعة مع القضية الفلسطينية، وطوال السنة ينبغي أن يكون هناك التزام حقيقي باتجاه هذه القضية.

وقال إن الجمهورية الإسلامية في إيران دعمت المقاومة الفلسطينية بكل ما تملك وتتحمل عبء هذه المسألة، موضحاً انه ليس هناك من دولة إسلامية تقدم رصاصة واحدة للمقاومة وهذا يعكس مدى النفاق القائم في الكثير من هذه الدول.

وأضاف أن إيران تعرضت للحصار بسبب هذه القضية، مؤكداً، انه في كل جولات المباحثات حول الملف النووي الإيراني، لا يطرح هذا الملف، بل يطرح موقف إيران تجاه الكيان الإسرائيلي، وإذا إيران غيرت موقفها تجاهه فليس هناك شيء اسمه الملف النووي، مشيراً إلى أن يجب أن يكون هناك تبني حقيقي للقضية الفلسطينية وليس ألفاظ فارغة لا تعني ولا تغير شيء في المعادلة السياسية إزاء القضية التي اعتبرها اشرف قضية في العالم الإسلامي.

 المصدر: موقع قناة العالم