????? ????? ????? ???? ?????? ??????

معالم الوحدة في الجمهورية الإسلامية

فالنظام الحاكم في ايران، متعلق بالإسلام، والحوزة العلمية قد وجدت من أجل الإسلام، والبعد الآخر للوحدة بين الدين والسياسة هو ان لا تبتعد الحوزات العلمية عن السياسة ابداً، فيجب ان يتمتع الطلاب بوعي سياسي وحذار ان تسبق الاتجاهات السياسة المعاصرة اذهان الطلاب والحوزات العلمية. 

نحن الذين جعلنا اسبوعاً للوحدة في إيران

نحن في إيران جعلنا هذا الأسبوع أسبوعا للوحدة، وإمامنا العظيم بما انه كان يدعو دائما الى الوحدة بين المسلمين فقد لفت أنظار المسلمين بل كل دعاة الحق في العالم الى صوت نداء الوحدة. اسبوع الوحدة، اسم مناسب جداً لهذه الأيام.

الوحدة من اجل أن يستفيد كل العالم الإسلامي

لقد دعونا من أول يوم لانتصار الثورة الى الآن جميع البلدان الإسلامية والتكتلات الصغيرة الى الوحدة. لم نكن نقول تعالوا لنتحد حتى نستفيد نحن من تلك الوحدة. اذا كنا سعينا يوماً ما للمحافظة على الأخوة والصداقة بين البلدان الإسلامية فليس ذلك لأن لشعبنا او لدولتنا منفعة معينة في تلك الأخوة والصداقة، بل لأجل ان يستفيد من هذا التقارب كل العالم الإسلامي. شعب إيران شعب قوي. وحكومة إيران حكومة راسخة لانها تتكئ على الشعب.

الوحدة امنيتنا

ان نداءنا للوحدة الإسلامية أساس لعزة وكرامة واستقرار الجميع. الوحدة امنيتنا. نحن نتمنى ان يصبح مليار مسلم يداً واحدة حقاً. وكذلك يجب ان تتحرك الدول والحكومات بهذا الاتجاه أيضاً بروحية واحدة وقلب واحد ـ وان كان الظاهر ان أمراً كهذا لن يحصل قبل ظهور الامام المهدي أرواحنا فداه ـ الوحدة بين الشعوب والبلدان الإسلامية سبب عزة وقوة المسلمين. فان عزتكم ورفعتكم أيها الشعب الإيراني كانت رهينة اسلامكم وتضامنكم ووحدتكم الإسلامية. 

التلاحم بين الشعب والحكومة

إن كلّ صوت أو حركة يسعى لتوثيق هذا التلاحم بين الشعب والحكومة، بين الشعب واُصول الدين بين مسؤولي البلاد أنفسهم وبين المؤسسات، والسعي لبعث الأمل في قلوب الشعب بالنسبة للمستقبل ويُفهّم الشعب بأنّ مقدوره ـ وصدره عامر بالعشق الإلهي وبالإيمان بالباري تعالى وبالرسالة الإسلامية المجيدة ـ أن يدحر الأعداء ويبني وطنه الإسلامي كما هو شأن أي شعب مسلم، فهو صوت للحقّ والنظام الإسلامي.

الجمهورية الإسلامية تعيش الوحدة

لقد مرّت خمسة عشر سنة على انتصار الثورة وما يقارب الخمس سنوات على رحيل الإمام (رضوان الله عليه) وقد كان الجميع يظنّ أنّنا كلّما ابتعد بنا الزّمان عن بداية الثورة ولاسيّما بعد رحيل إمام الاُمة (رضوان الله عليه) فسوف ينتهي شوق وتحمّس المسلمين للثورة الإسلامية.

ولكنّنا نلاحظ ـ على العكس من ذلك ـ أنّ شوق المسلمين وتحمُّسهم للثورة الإسلامية يزداد يوماً بعد يوم مما يعمِّق مشاكل الاستكبار العالمي في هذا المجال أكثر فأكثر.

وهذا الأمر نابع من إرادة الله وتفضِّله على الشعب الإيراني المسلم الذي استحق هذه النعمة بإيثاره وتضحياته وسعيه ووحدته وبذله للدماء في سبيل الله سبحانه وتعالي.

فحافظوا على وحدتكم وليعلم الجميع ـ في المدن والمذاهب والمجموعات المختلفة ـ أنَّ العدوّ يسعى لأن يُلقي الخلافات بين صفوف الذين يَدْعُون للوحدة بين المسلمين حتّى يتسنّى لأعداء الإسلام أن يقولوا بأنّ الجمهورية الإسلامية التي تُنادي بالوحدة هي نفسها تعيش الاختلاف والتشتّت بين أبناء شعبها.

مسؤولية الصحافة الحفاظ على الوحدة بين أبناء الشعب

فالشعب ليس مجرَّد جمع من الناس، بل هو مجموعة من الناس يرتبطون بأواصر خاصّة وتجمعهم علاقات قويّة وعميقة ومهمة. وإنّ من واجب الصحافة التركيز على تلك الأواصر وتعميق العلاقات القوية، والتصدّي لدواعي التفكّك والتمزّق وضياع الثقة بالنفس وإضعاف الروح الوطنية عند أبناء الشعب. ويجب عليها أيضاً أن تخلق الثقة بالنفس عند أبناء الشعب وتتصدّى للهجمة التي تقوم بها الأجهزة الإعلامية المعادية التي تسعى لسلب ثقة هذا الشعب بنفسه.

ويجب على جميع الصحف أن تقوم بهذه المهمة مهما اختلفت مشاربها وميولها أو خالفت سياسة هذه الجهة أو تلك؛ لأنّ من واجب كلّ صحيفة الحفاظ على الوحدة بين أبناء الشعب بغضّ النظر عن جميع تلك الاُمور الجانبية.

وجود الأمة الإسلامية يستند إلى الوحدة

والشيء المهم لشعبنا في ذكرى هذا المولد المبارك، وفي اسبوع الوحدة، وفي هذه الايام التي جرت فيها العادة على تكريم أبناء الشعب لخدّامه ـ الحكومة الخدومة في الجمهورية الإسلامية ـ هو معرفة: ان التمسّك بالإسلام والعمل بأحكام القرآن هو السر في بقاء واقتدار النظام الإسلامي، وان الوحدة يجب ان تكون قائمة على أساس الإسلام والاعتصام بحبل الله، لا على أساس الخرافات أو القوميات المتهرئة. فوجود الاُمة الإسلامية يستند الى الوحدة القائمة على أساس الإسلام. إذن فالتمسّك بالإسلام من جميع الجوانب هو الدرس الذي يستخلصه شعبنا من هذه الأيام ومن هذه الذكريات.

الحذر من الانجرار وراء الدوافع الحزبية والفئوية

عليكم بتنمية الوعي السياسي في أنفسكم لتكون حصانة لكم من أضاليل ودعايات الأعداء، وهذا ركن رئيس لا يمكن تجاهله خصوصاً أنتم أيّها الشباب وطلاّب العلم، وثمّنوا الوحدة الوطنية، واحذروا الانجرار وراء الدوافع الحزبية والفئوية ونحوها، فإن هذا لمن عمل الشيطان، ويدخل الفرحة على قلب الشيطان الأكبر أيضاً. 

الحفاظ على وحدة الصف

فاليوم إن صدرت نفحة معارضة من أحد ولو عن غير قصد ـ فضلاً انها تكون عن عمد وقصد ـ ترى الابواق الاستكبارية قد ذاعتها في اليوم التالي ولا تهمّها من القائل، بل الاصل عندها هي نغمة معارضة في هذا البلد. فحافظوا على وحدة الصف واحيوا ذكرى الإمام والسابقين الأوائل من رجال الثورة وكذا ذكرى الشهداء العظام والذكريات الحماسية للثورة والحرب المفروضة في محيط الحوزات والجامعات وفي ساحات العمل والحياة العامة، فإن اصبح هكذا، فسيتّم بفضل الله في العقود المقبلة بناء صرح حضارة رفيعة في إيران وفي أماكن كثيرة اُخرى، وستكون للإسلام والمسلمين عظمة ومكانة وقوة لا تبقى أمامها حقيقة وواقع للاستكبار بل لا يبقى للاستعمار وجود.

حافظوا على وحدتكم

طبعاً إننا لا يجب أن نستهين بالعدو وإمكانياته، بل يجب علينا أن نكون يقضين وحذرين دوماً. وإنّني أقول للشعب الإيراني العزيز بأنّ الثورة ستبقى مصونة أمام الضربات التي تحاول النيل منها، إلاّ أنّ هناك مسؤوليات تقع على عاتقكم في هذا المجال وهي:

أولاً: حافظوا على وحدتكم.

وحدة الشعب الإيراني وانسجامه

أيها الشعب الإيراني، لقد ناضلتم ضد رغبة الأعداء هذه منذ اللحظة الأولى للثورة وإلى الآن، وجعلتم من هذه الدولة التي تعيش تحت كنف الإسلام نموذجاً رائداً للدول الاُخرى'. لقد بذل الشعب الإيراني جهوداً جبارة لإعادة بناء بلده، وخرج من حرب دامت ثمان سنوات، وصمد بقوة أمام تدخل الأعداء، وحافظ على استقلال البلد وسعى في إعماره وتقدمه. إنّ الواجب الذي ينتظر هذا الشعب اليوم هو أن ينهض بكل أبنائه لبناء وإعمار البلد أكثر فأكثر. على الجميع أن يشتركوا في إعادة بناء إيران الإسلام، وأن يحافظوا على وحدتهم وانسجامهم؛ حتى لا يتمكن الأعداء من خلال أجهزتهم الدعائية أن يؤثّروا على أفكار وآراء هذا الشعب الواعي.عليكم أن تبنوا البلد في غضون السنوات القادمة بالشكل الذي تتجلّى فيه معجزة الإسلام في الإعمار وإعادة البناء لكل من ينظر إلى البلد من الخارج. إنّ الشعوب ترى فيكم تجربة الإسلام والثورة الإسلامية؛ ولو كنتم قد هُزمتم في الحرب المفروضة أو احتُلت أراضيكم ـ لا سمح اللّه ـ لتوقف حينئذ مد الصحوة الإسلامية، ولو لم تكونوا قد نجحتم في إعمار بلدكم والحفاظ على عزتكم وسيادتكم لما أمكن للمد الإسلامي أن يحرز كل هذه المواقع المتقدمة في العالم، ولو لم تحافظوا على وحدتكم وانسجامكم واختلفتم فيما بينكم ـ وهذا ما يسعى إلى تحقيقه العدو اليوم ـ لذهبت الكثير من الآمال المعلقة عليكم أدراج الرياح. إنّ وحدة الشعب الإيراني اليوم هي شوكة في عيون الأعداء تقض مضاجعهم على الدوام.

 لقد كان الأعداء يراهنون على إيران في مرحلة ما بعد الثورة، وبعد الحرب وبعد رحيل الإمام؛ متصورين حدوث نزاع وخلاف داخل إيران، ومن ثم ليقولوا للشعوب المسلمة: إنّ الثورة الإسلامية لا يمكن أن تكون تجربة رائدة ومثلاً أعلى لكم. ولكن الشعب الإيراني استطاع أن يحافظ على وحدته وانسجامه واقتداره. 

يجب أن لا نتماهل في أمر الوحدة

يجب أن لا نتماهل في أمر الوحدة. وبفضل الله تعالى فإنّ للجمهورية الإسلامية قصب السبق في العمل على تحقيق الوحدة منذ اليوم الأوّل لتأسيسها.

ويعتبر إمامنا الراحل (رض) بحقٍّ رائد الوحدة الإسلامية.

وفي هذا المضمار هناك جهود ومساعي حثيثة بذلت من قبل العديد من الشخصيات والمسؤولين والمتكلّمين والكتّاب والمؤسسات ومفكّري وعلماء العالم الإسلامي، فعليكم أن لا تضيّعوا هذه الجهود المشكورة.

نأمل من العلي المتعال أن يأخذ بأيدي الجميع ويثبت الخطى ويهدي قلوب الجميع للسير في هذا الطريق (طريق الوحدة)، وأن يشدّ الأيدي إلى بعضها البعض أكثر فأكثر، ويؤلّف بين قلوب المسلمين إن شاء الله تعالى.

الحفاظ على الوحدة والانسجام

عليكم أن تبذلوا قصارى جهدكم للحفاظ على وحدة وانسجام الشعب وتلاحمه مع حكومته.

أشكر العليّ القدير إذ منحنا هذا الرأسمال العظيم، وفوق هذا كلّه يبقى سندنا الأوّل والأخير ومرتكزنا الأساس هو روح الدعاء والتضرّع والالتجاء إلى اللّه. هذه هي همزة الوصل التي تصل بينكم وبين مسلمي صدر الإسلام.

أعزّائي، لتكن صلتكم باللّه تعالى وثيقة دائماً وأبداً؛ لأنّ الصلة باللّه والاندكاك في ذاته المقدّسة يعود عليكم بالفائدة والمنفعة في كل شيء، سواءاً في حياتكم الشخصية أو السياسية أو في مجال إدارة اُمور الدولة والحكومة.

وحدة الشعب الإيراني قلّ نظيرها بين شعوب العالم

وما أراه ضرورياً ليومكم وغدكم أيّها الشعب المؤمن والعزيز والواعي هو الاستمرار في هذا الخط الواضح والصراط المستقيم الذي سلكتموه إلى يومنا هذا، فلا تسمحوا للأمواج الإعلامية والسياسات العدائية الخبيثة أن تخلق أدنى تزلزل في قلوبكم ونفوسكم أيّها الشعب المؤمن، وعلى الجميع أن يتقدّم بكل قوة إلى الأمام مستعينين بالأمل بالمستقبل وبوحدة كاملة، مثلما أنتم اليوم متحدون وذوو إيقاع ونداء وقلب واحد، هذه الوحدة التي قلّ نظيرها بين شعوب العالم، فهذه الوحدة بين أبناء الشعب والوحدة والتنسيق بين أبناء الشعب ومسؤولي البلاد في القوى الثلاث التنفيذية والقضائية والتشريعية قيّم جداً.

الإمام ألّف بين الشعب ووحد صفوفه

إبحثوا عن المؤمن والشجاع والثوري ومن يمكنه الحفاظ على اقتدار هذا الشعب المنضوي تحت لواء القيم الثورية، إبحثوا عن الذين يضعون القوانين ويتّخذون المواقف ويلقون الخطب التي تصبُّ كلّها في هذا الجانب، فمثل هؤلاء يليقون بالدخول إلى المجلس كممثّلين لهذا الشعب. يجب أن يكون عضو المجلس شخصاً مدركاً لما كان يقوله الإمام وما كان يريد، ولماذا كان ينتفض، وأن يكون سالكاً لطريق هذا الرجل العظيم والإنسان الكبير الذي يعترف له حتّى أعداؤه بالعظمة والصدق والقدرة والشجاعة، ذلك الإنسان الذي أنقذ إيران الضعيفة والتابعة من مخالب المفسدين والقيادة المتخاذلة والعميلة، وسلّمها إلى الشعب، ذلك الإنسان الذي تمكّن من هداية مسيرة هذا الشعب وألّف بين الشعب ووحّد صفوفه.

الاتحاد أهم من أي شيء آخر

إنّ الاتحاد بالنسبة إلى هذا الشعب أهم من أي شيء آخر، فإنّ اتحاد هذه الاُمة واتفاق كلمتها قد أنقذها في الكثير من الأزمات العصيبة. وبحمد اللّه لا نواجه اليوم أزمة ولا نواجه مشكلة كبيرة، إلاّ أنّنا بحاجة قصوى إلى الاتحاد. فعلى الجميع أن لا يتفوهوا في كلماتهم ودعاياتهم الانتخابية سواءً قبل الانتخابات أو بعدها أو في المجلس وغيره بما يشعر الناس معه بالفرقة، فيحصل خلاف بينهم، فلو حصل اختلاف ـ لا قدَّر اللّه ـ فستمنى هذه الاُمة بالفشل. فإنّ سبب استمرار اقتدارنا هو اتحادكم واتفاق كلمتكم، كلما كان ذلك أكثر وأشد كان وقوفنا في وجه أعدائكم أقوى وأشد.

وحدة الكلمة في الجمهورية الاسلامية

إنّ الجمهورية الإسلامية تشقّ طريقها اليوم، بفضل اللّه ومنّه، بقدرة وإرادة وعزم لا يلين رغم عداء الحاقدين والعراقيل التي يضعونها.

إنّها بلد يتمتع بالثبات، البناء والإعمار، وحكومة محبوبة منتخبة من الجماهير، وتواجد فاعل مقرون بالعزة والكرامة على الساحة العالمية، وإيمان طافح بالإسلام، وشباب يقظ حيوي متحرر ممّا يعانيه شباب كثير من البلدان من كآبة وأحزان، وجماهير واعية وشجاعة ومستعدة للدفاع عن الإسلام وإيران، ومعنويات متصاعدة، إلى جانب حياة نامية متطورة، ووحدة كلمة منقطعة النظير تضرب بها الأمثال.

مجلس الشورى الإسلامي مظهراً للوحدة الإسلامية

يمثل مجلس الشورى الإسلامي مظهراً للوحدة الوطنية، وانعكاساً لانسجام وتفاهم جميع الطوائف والقوميات والاتجاهات والمعتقدات. ويضم هذا المجلس ـ الذي يتألف من النواب الحقيقيين للشعب الإيراني ـ ممثّلون من المدن والمحافظات الإيرانيّة القريبة والبعيدة وممثّلون عن مختلف القوميات الإيرانيّة، وعن الميول والمعتقدات السياسية، وعن الأقليات الدينيّة إلى جانب المسلمين، وهم يسعون بأجمعهم متكاتفين لأداء المهام القانونيّة للمجلس، وهذا من أجلى مظاهر اتحاد الشعب الإيراني.

الجميع يجاهدون هنا من أجل تقدّم إيران الإسلاميّة وعزة ورفعة النظام الإسلامي الشامخ، والكل يتطلّعون إلى هدف واحد. وعلى النواب المحترمين معرفة أهميّة هذه الوحدة والسعي لتوطيدها وتعميقها، ولابدّ أن تصب جميع الكلمات والقرارات والخطابات التي تعرض في المجلس في مسار المزيد من الانسجام بين أفراد الشعب. وحتّى توجهات وأقوال وأفعال النواب الأفاضل يجب أن تكون بلسماً شافياً للجراح التي أفرزتها الانتخابات في بعض المناطق الانتخابية. وكل تحرك وسلوك وكلام في المجلس يقود إلى الانقسام والاختلاف ويثير البلبلة في أذهان الناس، يتنافى بلاشك مع طبيعة وتوجهات المجلس.

تعدد مراكز القوى لا تتناسب مع الوحدة الوطنية

على التيارات السياسيّة المختلفة أن تسعى ـ مع تباينها في فهم الاُمور ـ إلى تكريس طاقاتها في سبيل تقدم البلاد تحت لواء الحكم الإسلامي العزيز. وأنّ التكتلات السقيمة والمؤشرات الدالّة على تعدد مراكز القوى في المستويات العليا للنظام لا تناسب شأن المجلس الذي يفترض به أن يكون انعكاساً للوحدة الوطنيّة.

يجب على جميع مراكز القرار والسياسة والتدبير في الجمهورية الإسلاميّة السير في محور واحد وفي مسار واحد يرمي إلى هدف محدد ألا وهو بناء إيران الإسلاميّة القويّة المقتدرة المجيدة. ونحمد اللّه على أنّ أيّاً من مسؤولي النظام في الجمهورية الإسلاميّة لم يتخلّف عن أداء هذه المهمّة الكبرى.

الوحدة هي العنصر الدائم لكل الفضائل

ثم أسأل اللّه تعالى أن يوفقكم جميعاً، ويُرضي عنكم قلب ولي العصر، ويُعرّف مسلمي العالم أجمع لهذا النهج أكثر فأكثر، ويعرف مسؤولي البلدان الإسلاميّة بمسؤولياتهم الخطيرة، ويردّ كيد الأعداء عن بلاد الإسلام، ويحقق الوحدة الإسلاميّة باعتبارها العنصر الداعم لكل هذا.

الاتحاد و التآلف بين الفرق والطوائقف والانتماءات الأخرى

إنّ عزل الشعوب الإسلامية عن الشعب الإيراني اليوم هو أحد الأهداف الواضحة والمنشودة للاستكبار الذي ما انفكّ يبرمج ويعمل ويخطّط وينفق الأموال على النطاق العالمي ـ ومع الأسف ـ في داخل إيران أيضاً.

في داخل إيران أيضاً توجد بعض الحالات؛ لأنّهم يشاهدون الاُخوة المسلمين الشيعة والسنّة يقفون في إيران صفّاً واحداً، وتحت لواء واحد، وبشعار واحد، وفي جبهة واحدة إلى جانب بعضهم ومع بعضهم. وخلال الحرب المفروضة التي استمرّت ثماني سنوات لم يسأل أحد أيّاً من اُولئك الذين كانوا يريدون التوجّه للدفاع عن وحدة التراب الإسلامي وحدود هذا البلد، عن انتمائهم العشائري أو المذهبي، وبأيّة لغة أو لهجة يتحدّثون، بل إنّ الجميع توجّهوا، ومن جميع الأرجاء.

في إيران امتزجت الدماء مع بعضها، وخلقت الثورة ـ بالمعنى الحقيقي للكلمة ـ حالة من الاتحاد والتآلف بين الفرق والطوائف والانتماءات المختلفة. الاستكبار لا يطيق أن يرى هذا؛ فاختلق لكلّ فرقة ذريعة، وألقى ما يشاء في أفواه البسطاء والسذّج من أبناء كلّ طائفة ليذهبوا ويردّدوا ما ألقاه إليهم. فعلى الجميع الحذر من هذا.

هذا اسبوع الوحدة فاعرفوا قدر هذا الأسبوع

كلّ من يساعد الاستكبار اليوم على تحقيق هدفه هذا، أي عزل الشعب الإيراني عن الشعوب والبلدان الاُخرى، فحكمه عند الله حكم أعداء الإسلام والمسلمين الذين حاربوا الإسلام، سواء في هذا العصر أو في عصر الرسول: «كان حقّاً على الله أن يدخله مدخله». وكلّ من يعاضد الاستكبار اليوم في أهدافه ضدّ إيران الإسلامية فهو كمن حارب آيات الله في عصر ظهور الإسلام.

هذه الحركة تسير اليوم صوب إحياء الإسلام وبعث أحكامه المطموسة، وهذه الحركة التي حصلت هنا حركة كبرى، والمسلمون بأجمعهم يتطلّعون إلى القيام بمثل هذه الحركة. ولو نظرتم إلى البلدان الإسلامية في شرق العالم الإسلامي وغربه لشاهدتم هذه الحقيقة، إلاّ أنّ الاستكبار العالمي، وأمريكا، والشركات المختلفة، وأصحاب المال والقوّة يحولون دون ذلك. والموضع الذي لم ولن يستلم لضغوط أصحاب المال والقوّة، والموضع الذي كرّس كلّ طاقاته الوطنية بوجه الاستكبار هو إيران الإسلامية.

هذا الاُسبوع هو اُسبوع الوحدة، فاعرفوا قدر هذا الاُسبوع الذي يشترك المسلمون باحترامه. وعلى الجميع اغتنام الفرصة ومعرفة قدر الوحدة. وعليهم بتوحيد الطاقات وحشد قوى المسلمين في خندق واحد؛ فهي سرّ سعادة المسلمين وأساس رفعتهم، وهي أكبر سلاح بيد الشعوب ضدّ الاستكبار العالمي.

أسأل الله أن تشمل الأدعية الزاكية لبقية الله (أرواحنا فداه) جميع السائرين على هذا الطريق، وأن يوفّق الباري تعالى جميع المسلمين في أقطار العالم للعمل بآيات القرآن الشريفة وحكم الاعتصام بحبل الله، وأن يحقّق بمشيئته الوحدة التي كانت تطمح إليها الشخصيات الإسلامية الكبرى من البداية وإلى الآن.

التضحية سبيل لوحدة الأرض

في الحقيقة أنّ مسؤولي البلد، بل وجميعنا مدينون لكل واحد من أبناء هذا الشعب، ولا سيّما المضحّين منهم، الذين أتاحوا لنا هذا الظرف بأرواحهم وجهودهم.

فلولا هؤلاء المضحون لم يكن من المعلوم هل كان البلد قد حافظ على وحدة أراضيه أم لا؟ وهل توفر له الأمن أم لا؟ وهل كان من الممكن أن يتسنّى لأحد تقديم عمل وخدمة للبلد، وإنجاز هذا القدر من البناء؟ وهذا ما يملي علينا الانتباه في جميع المراحل، ولا نسمح بتضييع حق الشرائح المضحية في البلد ـ كعوائل الشهداء، والمعوقين، والمقاتلين، والذين جاهدوا في سبيل اللّه حقّاً وتحملوا المشاق ـ لقاء بعض الأقاويل التي تلفظ هنا وهناك من أفواه اُولئك الذين لم يبدو أي حرص في الحرب، ولم يبذلوا أي جهد لهذه الثورة ولا في ميادين الحرب.

إنهم وجدوا الشعب متحداً ومتكاتفاً

وهكذا الحال أيضاً في مجال الوحدة . فمع أنّ التوقعات ـ ومن قَبل الثورة ـ كانت تقول: إنّ مجالات الاختلاف واسعة بسبب طبيعة تركيبة الشعب الإيراني الذي يتألف من أقوام مختلفة ومن لغات شتّى ، إلاّ أنّهم وجدوا الشعب متحداً ومتكاتفاً .

أنتم تلاحظون في الميادين المختلفة ومنها الميادين التي تتجلى فيها الآراء بشأن قضية سياسية نظير يوم القدس ـ الذي شاهدتموه أمس الأول ـ كيف دوت الاصوات في جميع أرجاء إيران ، في شرقها وغربها ووسطها ، وكيف يسير أبناء الشعب في سياق واحد ويهتفون بشعار واحد ويتحدثون برأي واحد على اختلاف انتماءاتهم من فرس وترك وكرد وعرب وبلوش وتركمان . هذه وحدة كبرى وفريدة من نوعها . وهكذا يشارك الشعب أيضاً حينما يأتي دور الانتخابات وعندما يأتي دور الدفاع المقدس .

وعلى هذا المنوال ساهم الشعب أيضاً في الحرب مدّة ثماني سنوات وقدّم الشهداء ونزل إلى الساحة في سبيل اللّه ، والجميع يحدوهم شعور واحد بالواجب المشترك . وكان من بين المتطوعين ـ ناهيك عن الجنود ومن كانوا يؤدون الخدمة الإلزامية ـ مواطنين غير مسلمين؛ فقد تطوّع إلى الجبهة مسيحيون ـ وقد رأيناهم وعرفناهم ونعرفهم ـ وضحوا بأنفسهم على هذا الطريق . وهذا ينم عن وجود وحدة وثيقة بين أبناء شعبنا . هذا كله على الرغم من الجهود التي بذلها العدو .

يستنتج من هذا ان كلا المحورين ـ أي محور الذكر الإلهي ومحور الوحدة العامة ـ متوفران في إيران الإسلامية ببركة حاكمية الإسلام وبفضل وجود المحاور الوحدوية الأساسية . ونأمل أن يكون الوضع في المستقبل كما كان عليه في الماضي.

الإمام يوصي بالوحدة

نحن اليوم بحاجة إلى هذا ، فاعرفوا قدر ما منحكم اللّه ، واعرفوا قدر هذا الاتحاد والتلاحم بين أبناء شعبنا؛ فهو على درجة كبرى من الأهمية ، وهو عزيز علينا . الاتحاد بين أبناء هذا الشعب يحل أعقد المعضلات التي تعترض سبيله ، وقد حلّ إلى الآن الكثير منها بقدرة خارقة ، وهكذا سيكون الحال في المستقبل أيضاً . وهذا ما كان يوصينا وينصحنا به الإمام الراحل على الدوام ، ويدعو الشعب إلى وحدة الكلمة والاتحاد في الشعار وفي المنهج وفي جميع الخطوات ، ويدعوهم إلى رص الصفوف.

الحفاظ على وحدة الشعب الإيراني

إذا حافظ الشعب الإيراني كما كان حتى الآن والحمد للّه، وسيبقى هكذا ايضاً بفضل اللّه، على وحدته ووعيه وفطنته وتلاحمه الوثيق مع المسؤولين، وكان هناك في المستويات العليا مسؤولون كفوءون يخدمون الشعب لا يتح للنظام المقدس في الجمهورية الإسلامية ترسيخ ركائز الحضارة الإسلامية في هذا البلد بل وفي جميع البلدان والمجتمعات الإسلامية.

الثورة استطاعت الحفاظ على وحدة الشعب

إعلموا يا أعزائي ان وجود الجمهورية الإسلامية في هذا العالم الفسيح، وحضور هذه الدولة القوية وهذا النظام المستقل، وهذا الشعب الباسل، وهذا البلد الواسع، وهذه الثورة التي اثبتت حتّى اليوم جدارتها في أغلب الميادين؛ سواء في جبهة الثورة وانتصارها، أم في الانتصار على الغزو الأجنبي المادي في الحرب المفروضة، أم في مجال الاعمار والبناء، واستطاعت الحفاظ على وحدة هذا الشعب بتمامه، وجود هذا الشعب الشجاع الباسل المثابر المؤمن المعطاء ووجود هذا النظام المقتدر، قد جعل أعداء الإسلام في دوامة من التفكير.

الشعب الإيراني قد انتصر بفضل وحدة الكلمة

أمّا العنصر الثاني في هذا المجال فهو الاتحاد بين جماهير هذا الشعب. وأعرض على حضراتكم يا أعزائي بأنَّ الشعب الإيراني قد انتصر بفضل وحدة الكلمة؛ سواء في ميدان الحرب، أم في ميدان تعبئة الطاقات ورفد جبهات الدفاع المقدّس بمستلزمات الصمود، وفي مختلف ميادين الحياة التي تتطلبها ظروف هذا الشعب، وكذلك في انتصار هذه الثورة، فلولا وحدة الكلمة ـ ولو كان الشعب الإيراني تمزقه الاختلافات والانقسامات، وهو ما كان العدو يسعى إلى تحقيقه ولكنه والفضل للّه لم ينجح فيه ـ لما تكللت ثورته بالنصر. وهذا ما يفرض علينا صيانة وحدة الكلمة. ومدينة كرج مثال طيب لتعايش مختلف الشرائح الاجتماعية من شتّى أرجاء البلد. في هذه المدينة يعيش أهالي المنطقة الأصليون مع القادمين إليها من المدن والمناطق الأُخرى في منتهى المحبة والوئام. وهذه الحالة من التلاحم والانسجام الحاكمة في كل أنحاء البلاد هي التي أتاحت للشعب النجاح في كل مواقفه. عليك الاهتمام بحفظ وحدة الكلمة هذه.

الوحدة والترابط استعداد معنوي

على الشبّان ان يكونوا أكثر استعداداً؛ لا الاستعداد العسكري لأن القضية الآن ليست هي المواجهة العسكرية، الاستعداد العسكري لابدّ منه طبعاً ليوم الحاجة؛ إلا ان ما هو ضروري للجميع هو الاستعداد المعنوي؛ أعني الاستعداد الفكري والروحي والسياسي، والمحافظة على الوحدة والترابط والتواصل بين القوى، وتمتين أواصر العلاقة الحميمة بين الشعب والحكومة، والتعرّف على العدو في أي ثوب كان؛ لأن العدو يبرز إلى مجابهة هذه الثورة بأشكال شتّى، ولا يأتي على الدوام بالزي العسكري لهذه الدولة الأجنبية أو تلك.

إيران تتطلع إلى وحدة المسلمين

إيران الإسلام ببركة حياتها في ظلال أحكام القرآن الكريم تتطلع اليوم أكثر مما مضى لاتحاد العالم الإسلامي وعزته واقتداره. نحن الإيرانيون، ببركة ايماننا بالإسلام ورغم مؤامرات العدو الاعلامية، حافظنا على وحدتنا الوطنية بشكل فريد، وخلاف ما يدعيه العدو ويرغب فيه وسعنا دائرة الحضور الجماهيري، والانتخابات الباهرة التي جرت هذا العام لاختيار رئيس الجمهورية نموذج لهذا الحضور المتزايد. الحكومة منسجمة، والمسؤولون تربطهم علاقات حميمة، وبين الحكومة والشعب روابط عاطفية مفعمة بشعور الثقة.

إحدى شروط النجاح هو وحدة صفوف الشعب

أشرت مراراً إلى ان أعداء هذا البلد، والأجهزة والأبواق الاعلامية المرتبطة بالاستكبار إذا رأت أنّها عاجـزة عن التأثير على الواقع الموجود تحاول التأثير على الأذهان، وزرع اليأس ، والحال أن الحقيقة شيء آخر غير ما يدّعيه منفّذوا الدعاية الاستكبارية. الحقيقة هي ان البلد يسير بحركة صحيحة صوب الأهداف المنشودة. ولاشك في أن بلوغ هذه الغاية ليس أمراً يسيراً في هذا العالم المليء بالظلم والاستكبار، وانما هو أمر صعب وعسير وكل من يتصدى للمسؤولية يجب عليه تحمل هذه الصعاب، ونحمد اللّه ان المسؤولين في هذا البلد تحملوها، وهم يسيرون حالياً قدماً ويتحدّون جميع المصاعب. واحدى شروط نجاح هذه المهمة تكمن في تلاحم الشعب والحكومة، ووحدة صفوف الشعب. وهذا ما يجب عليكم الحفاظ عليه وعدم فسح المجال أمام الأعداء ليثيروا بينكم الفرقة: {واعتصموا بحبل اللّه جميعاً ولا تفرّقوا}.

عليكم أن تدعوا إلى الاتحاد

النقطة الأخرى هي قضية الاتحاد، عليكم ان تدعوا إلى الاتحاد. ولا نستطيع القول طبعاً ان الاتحاد سيتحقق في الحال؛ إذ ان هناك بطبيعة الحال بَون شاسع يفصل الكلام والمعتقد عن العمل. ولكن توجد اليوم دعوات للفرقة والتشرذم، وقد لاحظتم الأمثلة على ذلك وهذا هو ما يجب مجابهته والتصدّي له. ينبغي اشاعة الوعي بوجوب الوحدة بين المسلمين لمائة سبب وسبب، وان مثل هذه الوحدة ممكنة لمائة سبب وسبب. يجب التأكيد على هذه القضية على لسان المبلّغين والخطباء وحتى الحجاج العاديين الذين قد يجدوا لهم صديقاً من بلد آخر ويتحدثوا معه.

أهمية الوحدة

ومن جملة ما ينبغي حث الناس عليه في البرامج التبليغية هي قضية وحدة الشعب وانسجامه واتّحاده.

إعلموا يا أعزائي إنّني حينما انظر اليوم إلى رياح الاعلام المعادي، وما يحدث تبعاً لها من قيام بعض المغفلين أو المغرضين والحاقدين، أرى فيها معالم اثارة الاختلاف وايجاد التوتر والتناحر بين أبناء الشعب، وتضخيم القضايا الصغيرة. فعليكم بالحذر من اثارة القضايا التي تعظّم الاختلاف وتضخّم صغائر الأمور، من فوق المنابر العامة التي يفترض ان تكون مواضع لتبليغ الدين والأخلاق.

الوحدة حصانة الإيمان

واعلموا يا أعزائي ان ما يمكن بواسطته اليوم تحصين هذه الجبهة ـ جبهة الإيمان وجبهة الحق ـ هو التمسك بوحدة الكلمة تحت راية الإسلام وتحت ظل الحسين بن علي(ع)، وفي ظل المعارف الإسلامية السامية التي بيّنها وشرحها لأبناء الشعب علماء من أمثال الشهيد المطهري الذي يعيش شعبنا هذه الأيام ذكراه. ولاشكّ في ان التمسك بالوحدة في ظل هذه الشموس الساطعة سيمكّن البلد باذن اللّه من اجتياز هذه المرحلة كما اجتاز المراحل السابقة ويخيب مطامع العدو.

وحدة الكلمة سلاح ضد الأعداء

ينبغي على الشعب ألا يتخلى عن الإسلام، ولن يتخلى عنه، فجميع المسؤولين في خدمة الإسلام ورهن أوامره، وسيظل دعاء بقية اللّه لهذا الشعب وهذه الأمة مستمراً على الدوام، وسيحمي الإسلام هذه البلاد، وسيُكتب خير الدنيا والآخرة للشعب الإيراني ببركة الإسلام، إن هذه الجماهير المليونية العظيمة، ولاسيّما الشباب الأعزاء جند الإسلام، هم جميعاً على طريق الإسلام، وما دمتم متمسكين بحكم الإسلام، وما دام الملاك بينكم هو وحدة الكلمة فلن يكون بوسع أمريكا والصهاينة والأعداء الانهزاميين ومسودّي الوجوه أن يلحقوا أي ضرر بهذا الشعب.

الدعاء من اجل الوحدة

اللّهم اجعل عرى الوحدة أكثر قوة في هذا الشعب يوماً بعد آخر، اللّهم قوّ أواصر الوحدة والتلاحم بين أفراد الشعب والمسؤولين والحكومة والمجلس والسلطة القضائية وسائر الأجهزة.

وحدة الكلمة شرطاً لتفجير الطاقات

كانت في عهد حكومات الطواغيت ثمة معوقات تقف على طريق تفجّر وازدهار هذه الطاقات، غير ان ثورتكم العظيمة أزالت تلك المعوّقات، وأضاء الإسلام العزيز الطريق بواسطة الأنوار الباهرة للآيات القرآنية، فانطلقتم على هذا الطريق وقطعتم فيه خطوات كبيرة. ومع ان أعداءكم يتربّصون لكم، إلاّ أنكم إذا شئتم يمكنكم قطع هذا الشوط، مثلما شئتم حتى الآن وقدرتم.

هناك شرطان اساسيان لابدّ منهما في سبيل قطع هذا الشوط، أولاً: الحفاظ على وحدة الكلمة، وثانياً: عدم الانقطاع لحظة واحدة عن تعاليم الإسلام والقرآن. 

تجسيد الوحدة في القرآن

ولكن على الرغم من المساعي المحمومة التي ترمي إلى بث الفرقة بيننا، نلاحظ ـپبفضل اللّهپـ ان شعبنا وحكومتنا ومسؤولينا وكل العاملين في هذا البلد يقفون في جبهة واحدة وفي خندق واحد، وذلك هو خندق الإسلام والثورة والنهج الصريح للإمام الخميني(ره). والمسؤولون يقفون كلهم بحزم وصلابة للذود عن هذه الدولة. وجميع الأجهزة والشخصيات العاملة في هذا البلد من رئيس الجمهورية ومجلس الشورى الذي يعد وبحق مجلساً شعبياً ووطنياً، وكذلك جهاز القضاء وكل جماهير الشعب يصطفون جميعاً في جبهة واحدة. وما هذه المحاولات الخائبة التي تروّج لها الإذاعات الأجنبية بقصد زرع الفرقة بين أبناء الشعب، ويتخذها البعض كمنطلق لتحليلاته وتفسيراته، ويصدّق البعض الآخر بها، إلا كزبد وفقاعات تطفو على سطح الماء سرعان ما تزول. في حين ان التيار الأصيل، {وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} فيتمثل في وقوف الجميع في صف واحد، وعدم وجود أي اختلاف بين الشعب والمسؤولين. فالوحدة تعني الالتفاف حول المحاور المبدئية. وهذه الحقيقة مشهودة اليوم في إيران بالمعنى الحقيقي للكلمة.

أبناء شعبنا متحدون

أبناء شعبنا متّحدون؛ فالحكومة مع الشعب، والشعب مع الحكومة، والمسؤولون مع بعضهم الآخر. وهم متفقون؛ جميعاً على وحدة الكلمة على طريق الإسلام والثورة. وهذا هو الذي يغيض العدو. وإنني أوصي جميع المسؤولين والعاملين وكل أبناء الشعب بمعرفة قدر هذه النعمة؛ فعزتكم رهينة اتحادكم، وعظمتكم في عين عدوّكم ناتجة عن وجود هذه الوحدة. والعجز الذي تلاحظونه في العدو يعود سببه الأساس إلى ما يَحكُم بينكم من أواصر الوحدة. وهذا ما يوجب عليكم طبعاً صيانتها والحفاظ عليها.

الاستقلال رهين بالتمسك بوحدة الكلمة

ان استقلال هذا البلد اليوم رهين بالتمسك بالإسلام والعمل به وبوحدة الكلمة وبمعرفة العدو؛ وعدو إيران اليوم هو الاستكبار وعلى رأسه أمريكا؛ وهذا هو سبيل سعادة هذا الشعب، وسيمضي الشعب على سبيل سعادته هذا.

الوحدة اليوم تحت ظل لواء الإسلام

ان الوحدة اليوم تحت ظل لواء الاسلام، والحركة في اتجاه البناء وتوطيد ركائز استقلال البلد، والسير في اتجاه التهذيب الروحي والمعنوي أمور ضرورية. 

مصلحة الشعب تستوجب وحدة الكلمة

الملاحظة الأخرى التي أرى ضرورة الإشارة إليها هنا هي أن الأجنحة السياسية يجب أن لا تحشر هذه القضايا في الميدان السياسي لاتخاذها ذريعة للتأليب والإثارة. فإن مصلحة البلد ومصلحة الشعب ومصلحة الثورة تستوجب اليوم وحدة الكلمة وتآلف القلوب. بعد الوصايا التي طرحتها في خطبة صلاة الجمعة قبل حوالي شهرين حول الاتحاد والوحدة، بعثت إليَّ بعض الشخصيات السياسية رسائل وبرقيات تعلن فيها عن استعدادها للتجاوب مع تلك الدعوة. وطلبت إليهم الحضور، وجلسنا وتحدثنا مع بعض هؤلاء المسؤولين والشخصيات البارزة في بعض الأجنحة والتيارات السياسية ـ الذين توجد بينهم شخصيات محترمة وعلماء كبار وساسة عريقون ـ وأعلن الجميع عن موافقتهم وبادروا إلى العمل وإلى إتخاذ بعض الاجراءات العملية، وخفت حدّة التوتر الذي يبعث السرور في نفوس الأعداء، واقتربت القلوب من بعضها. وأنا أشكر الأخوة على هذه المواقف. 

ثمنوا الوحدة الوطنية

عليكم بتنمية الوعي السياسي في أنفسكم لتكون حصانة لكم من أضاليل ودعايات الأعداء، وهذا ركن رئيس لا يمكن تجاهله خصوصاً أنتم أيّها الشباب وطلاّب العلم، وثمّنوا الوحدة الوطنية، واحذروا الانجرار وراء الدوافع الحزبية والفئوية ونحوها، فإن هذا لمن عمل الشيطان، ويدخل الفرحة على قلب الشيطان الأكبر أيضاً.

فاليوم إن صدرت نفحة معارضة من أحد ولو عن غير قصد ـ فضلاً انها تكون عن عمد وقصد ـ ترى الابواق الاستكبارية قد ذاعتها في اليوم التالي ولا تهمّها من القائل، بل الاصل عندها هي نغمة معارضة في هذا البلد. فحافظوا على وحدة الصف واحيوا ذكرى الإمام والسابقين الأوائل من رجال الثورة وكذا ذكرى الشهداء العظام والذكريات الحماسية للثورة والحرب المفروضة في محيط الحوزات والجامعات وفي ساحات العمل والحياة العامة، فإن اصبح هكذا، فسيتّم بفضل الله في العقود المقبلة بناء صرح حضارة رفيعة في إيران وفي أماكن كثيرة اخرى، وستكون للإسلام والمسلمين عظمة ومكانة وقوة لا تبقى أمامها حقيقة وواقع للاستكبار بل لا يبقى للاستعمار وجود. 

ثمنوا الاتحاد والوحدة بين القلوب

ثمنوا أسس القدرة المعنوية هذه، ثمّنوا هذا الإيمان وهذا التلاحم والاتحاد والوحدة بين القلوب، ثمّنوا ما نجده بين عناصر حرس الثورة في جميع أنحاء الوطن. لا تدعوا الآخرين يتلاعبوا بهذه القلوب ويخدعوها ويكسبوها إليهم بزخرف القول. إنكم دافعتم في سبيل الحقيقة المهمة والعظيمة وجاهدتم في هذا السبيل وانتصرتم؛ وانتصاركم يتمثّل اليوم في الاستحكام الكامل للنظام ـ والحمد لله ـ ووقوفه معتمداً على نفسه، وفي شعور العدو بأنه غير قادر على اسقاط هذا النظام.. وهذا توفيق عظيم. 

التأكيد على ما يدعو إلى الوحدة

ومما يستحق الحمد والثناء على الله هو أن رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشورى، ورئيس السلطة القضائية لازالوا يكرّرون يومياً تأكيدهم على التمسك بنهج الثورة ونهج الإمام ونهج الإسلام ومما يدعو إلى الوحدة، على اعتبار إنها واحدة من الأمور التي تقّرب بين القلوب على صعيد البلاد. وهذا ما أكرّرهُ على الدوام بأن القلوب يجب أن تتلاحم وتأنس إلى بعضها، والأجنحة يجب أن تتقارب إلى بعضها.

وحدة الشعب لا تنفك عن الوحدة الوطنية

إن وحدة الشعب وتضامنه القلبي والروحي ومحبته ووفاقه حول النظام الإسلامي وأحكام الإسلام المقدسة والدستور ـ الذي يتطابق بدوره مع الأحكام الإسلامية ـ وحول قوانين البلاد ـ التي يتطابق أغلبها إن لم نقل كلها مع القوانين الإسلامية ـ كلها أمور لا تنفك عن "الوحدة الوطنية".

بتحقيق الوحدة لن يسيء العدو

إننا لو حققنا الوحدة والانسجام في الداخل، أيها الأعزاء، ولو أخلص الشعب لحكومته ومسؤوليه وكان على صلة بهم، فإن العدو في الخارج لن يستطيع التأثير أبداً بما يسيء ولن يكون بوسعه اقتراف أي شيء، سوى أن أيادي الأعداء تعبث هنا في الداخل وبكل أسف. 

الحقيقة القرآنية تنص على وحدة الكلمة

فالحقيقة القرآنية تنص على أن الإنسان لو ارتكز على قواه الباطنية ـ أي الإيمان والإرادة ووحدة الكلمة والإيثار ـ لما وقفت في طريقه أية قوة أخرى.

الوحدة والتعاطف أكثر الأمور أهمية

وفي مثل هذه الظروف، فإن الوحدة والتعاطف لمن أكثر الأمور أهمية باعتقادي في عالم علاقاتنا الإنسانية. فلنبتعد عن تلويث الأجواء، ولو وفق الله سبحانه وتعالى المسؤولين إلى العمل معاً في تآلف وتعاطف لاستطعنا التغلب على الكثير من المعضلات. وإن العمل معاً في تآلف لا يعني بالضرورة تشابه الأفكار، فلربما اختلفت الأذواق، ولكن ليس من منطلق النزاع والخصام والعداء. إن ثورتنا ونظامنا الإسلامي لمن العوامل المساعدة على تنقية الأجواء الداخلية ومجالات العمل في البلد، فلنغتنم هذه الفرصة السانحة قدر الإمكان. 

لابد من الوحدة والتضامن

إذاً.. فالشجاعة والرشد والوعي ومعرفة هذا الشعب بما يتمتع به من طاقة وقوة ذاتية منحها له الإيمان، تعتبر كلّها من عناصر صنع المستقبل الزاهر.

وحدة الكلمة من عوامل الصمود

أيها الأعزاء، إن الذي منح شعبنا وبلدنا قوة الصمود في مواجهة مؤامرات الأعداء المتواصلة وأمام تواطؤ المتآمرين يعود إلى عدة عوامل مهمة، أبرزها وحدة الكلمة بين جميع فئات الشعب؛ فما من شعب اعتصم بقوة الاتحاد، وتناءى عن النزاع والفرقة والصراع المدمر، وتآلف مع مسؤوليه في أداء الواجبات المتبادلة، إلا واستعصى على كافة الممارسات العدائية. فهذا من الأمور المحتومة، وهو ما أظهره شعبنا وأبرزناه في وقت الشدائد والأزمات وعلى مدى اثنين وعشرين عاماً من عمر تجربتنا هذه.

الانتخابات تجسيد للوحدة الوطنية

هنالك قضية في غاية الأهمية ستطل علينا في بدايات العام 1380[هـ ش] وهي انتخابات رئاسة الجمهورية التي تمثل ميداناً يسجل فيها الشعب حضوره في الساحة السياسية للبلاد وتعد مظهراً للاقتدار الوطني، وإن مشاركة الشعب في انتخابات رئاسة الجمهورية وكثافة الأصوات التي سيدلي بها في صناديق الاقتراع ستكون بعونه تعالى مظهراً للاقتدار والشموخ الوطني وتجسيداً للوحدة الوطنية أيضاً، والأمل يحدونا بأن يتمكن أبناء شعبنا في ظل هذا الاقتدار وعن طريق هذا التحرك والنشاط وهذه الجهود من أن يلمس هذه الوحدة الوطنية التي هي بمثابة طموح يعيشه عامة أبناء الشعب، وكذلك الأمن الذي يعد ضرورة ملحة لشعبنا، بالإضافة إلى الكثير من تطلعاته، وقد تحققت بشكل عملي.. وإذا ما شاهدنا قائمة طويلة من الإنجازات التي تحققت وقائمة أخرى أطول منها من الأعمال التي لم يتم تحقيقها ومن الطموحات التي لم تنجز خلال العام 1379[هـ ش]، فإننا نعيش الأمل في أن نشهد خلال العام 1380[هـ ش] قائمة الأعمال المنجزة وقد أصبحت أكثر طولاً وتلألؤاً فيما تتضاءل قائمة الأعمال المتوقفة والمعطلة.

الإمام يصرح بوحدة الشعب

لقد علّم الإمام (ره) شعبنا بأن تكليف المسؤولين في الاهتمام بالمستضعفين والحفاة والعناية بمتطلبات الجماهير، فيما جعل أولئك في إعلامهم وفي غزوهم الثقافي من الاهتمام بمآرب القوى الاستكبارية ملاكاً لهم، فهم يتجنبون ما يرون فيه ازعاجاً لأمريكا، ويتحركون بالاتجاه الذي يستسيغه السلطويون والمتغطرسون في العالم، وتلك هي النقطة المعاكسة للتعاليم الي تحملها الجمهورية الإسلامية وكانت تتجلى فيما ينطق به إمامنا العظيم. لقد علّمنا الإمام أن نطلق ما لدينا من صرخات بوجه أمريكا، بيد أن البعض ينزلون صرخاتهم على رؤوس مواطنيهم ويعلمون الآخرين على إنزال صرخاتهم على بعضهم البعض! وطالما تكرر من الإمام في وصيته أو في تعليماته، التي كانت تصدر عنه أيام حياته الميمونة، التحذير من الغرباء والأجانب والنفوذيين، ويردد: احذروا الذين لم تجمعهم أية آصرة مع الثورة والنظام والإسلام ومع مصالح الشعب من أن يتسللوا إلى مراكز اتخاذ القرار في البلد! والإمام (ره) هو أول من أثار قضية الغرباء والأجانب والأباعد الذين يسيرون في الاتجاه المعاكس لخط الإمام اللاحب ويدعون إلى الحذر من الأصدقاء وتجنبهم، ويحاولون إثارة ذلك عبر عناوين شتى من قبيل اليمين واليسار. وإذا أصغيتم للإذاعات الأجنبية ستسمعون أنها تردد مصطلحات الجناح المحافظ والجناح الاصلاحي مرات ومرات، هذه التعابير التي تشطر الشعب الإيراني وأنصار الثورة والمؤمنين الأوفياء لمصالح هذا الشعب وهذا البلد إلى جبهات متعددة، فيما كان الإمام (ره) يصرح دوماً بوحدة الشعب الإيراني وتلاحمه، لكن مساعي البعض تركزت على إشاعة مفاهيم الفرقة من قبيل النعرات القومية والطائفية والفئوية، وتزويق الألفاظ من قبيل التحزبات وما شابه ذلك والعمل على تشتيت الشعب وتفتيت وحدته التي من شأنها إنقاذ إيران الإسلام من مهلكات العواصف.

السطوع الجديد لوحدة المسلمين

في بداية التسعينات ساد العرب والمسلمين جو من الاحباط على أثر سلسلة من الهزائم المتتالية (خلال أحداث حرب الخليج الفارسي)، وتعرضت وحدتهم الداخلية أيضاً لخطر انهيار جدي واستشرت فيهم الفرقة والتشتت. غير أن أمالاً جديدة حيوية سطعت في قلوب المسلمين في الظروف الراهنة خاصة بعد الانتصارات العظيمة للمقاومة في جنوب لبنان.

الانتفاضة إعادة الوحدة الوطنية

لقد أدت مسيرة الاستسلام وبشكل خاص في أوسلو إلى تشتيت الفلسطينيين، لكن هذه الانتفاضة المقدسة استطاعت أن تعيد الوحدة الوطنية إلى الساحة الفلسطينية، وتلاحظون أن كل فئات الشعب حاضرة في هذا النضال، والفصائل الإسلامية والوطنية متكاتفة، بل حتى أولئك الذين لاتزال قلوبهم في مكان آخر مضطرون إلى مماشاة هذا التحرك العظيم!

وحدة الصف الداخلي الفلسطيني

إن وحدة الصف الداخلي الفلسطيني بفصائله المختلفة مسألة أساسية.

كل ما من شأنه أن يؤدي على انحراف المسير وإلى عدم التوجه إلى العدو الأصلي لا يصب حتماً في خدمة القضية الفلسطينية.

عالم السيرة العلوية هو عام الوحدة

إن تسمية هذا العام باسم "عام السيرة العلَوية" يعد فرصة مناسبة لأن تغذّوا ـ أيها الإخوة الأعزاء ـ عملية الرقابة على سلامة النظام، المتواصلة منذ سنوات والحمد لله، بروح جديدة يؤطرها التنظيم، وأن تفتحوا من خلال تعاونكم ووحدتكم آفاقاً وضاءة وشفافة أمام شعبنا المؤمن الشريف.

وطننا اليوم توّاق للنشاط الاقتصادي السليم، وتوفير فرص العمل للشباب، والاستثمار المطمئن، وهذا بأجمعه بحاجة إلى أجواء يستشعر من خلالها المستثمر والصناعي والمزارع الفعّال والمبدع العملي ومن يبحث عن العمل، صحة وسلامة العلاقة التي تربط الأجهزة الحكومية، وأمانة وصدق المتصدين للشؤون المالية والاقتصادية، ويشعر بالأمان والطمأنينة.

عليكم بالوحدة

عليكم بالوحدة كما أنكم متحدين من حيث الهدف والمنطلق الفكري، فلا معنى لأن يُتعرض للحكومة بأسرها نتيجة نقص أو ضعف في أداء قطّاع من قطاعات الحكومة، أو يعمد مَن لا ثقة له بحكم قضائي إلى تشويه السلطة القضائية برمتها.

إن أسوأ ما تتعرض له السلطة القضائية في أيّ بلد من تصرف هو أن يتصدى من لا يستسيغ صدور وتطبيق حكم قضائي من بين مئات بل آلاف الأحكام، للنيل من السلطة القضائية برمتها ومن عدلية البلد وإهانتها! وهكذا يستمر الحال حيث يرفض آخر حكماً آخر وثالث ينفر من حكم مشابه. إن هذا لا يعد مسوغاً لتوجيه الإهانة!

الاتحاد ووحدة الكلمة

ينبغي التزام الحيطة، والجميع مسؤولون على هذا الصعيد، وإنني أنا الخادم الصغير وأحمل على عاتقي عبئاً ثقيلاً أنوء بتكليف يفوق الجميع؛ ومسؤولو البلاد كذلك كلما تضاعفت مسؤولياتهم ومناصبهم ثقلاً وازدادت دائرة أعمالهم سعةً ازداد تكليفهم حجماً وثقلاً، كما أن لأبناء الشعب مسؤولياتهم أيضاً، وما أرى ضرورة تأكيده بالنسبة للمسؤولين هو الانسجام والوحدة بالدرجة الأولى، فعليهم بالاتحاد ووحدة الكلمة، إذ ان إحدى المؤامرات التي دأب عليها العدو خلال السنوات الأخيرة هو سعيه لدس العناصر التي لا تؤمن بالمبادئ الإسلامية بين صفوف كبار المسؤولين في البلاد لغرض زعزعة حالة الانسجام بينهم، وهذا خطر فادح.

وبطبيعة الحال، فإن مسؤولي البلاد شأنهم كباقي أبناء الشعب لهم آراؤهم وتصوراتهم حول كل قضية وهي محترمة بالنسبة لهم؛ ولكن هناك ملاحظتين: أولاهما: من كان يشغل منصباً في نظام الجمهورية الإسلامية ولم يضمر إيماناً قلبياً بمبادئ النظام الإسلامي بالنحو الذي اختطه الإمام الراحل ورسمه الدستور فإن احتلاله لذلك المنصب حرام شرعاً بالنسبة له؛ فحيثما يدور الحديث عن القضايا الرئيسية للنظام الإسلامي، وتثار قضية وحدة الدين والسياسة، ويجري النظر في أسس الدستور، وتثار قضية وجوب الالتزام بالدين والشرع، فمن كان من بين المسؤولين يعتقد بخلاف ذلك فبمقدوره أن يعيش مواطناً في الجمهورية الإسلامية فلا مانع من ذلك؛ لكن لا يجوز له أن يتقلد مسؤولية ولاسيما تلك المسؤوليات الجسام؛ فكبار المسؤولين وأعضاء مجلس الشورى وكبار المسؤولين في السلطة القضائية ماداموا يتبؤءون مسؤوليات مهمة في نظام الجمهورية الإسلامية، فليس بوسعهم عدم الإيمان بمبادئ نظام الجمهورية الإسلامية وأصول الدستور وذلك للأثر الذي يتركه معتقد الإنسان في عمله وقوله.

والثانية هي: حيثما وقع اختلاف في الرأي بين المسؤولين حول قضية لا تعد من القضايا الجوهرية للنظام ـ من قبيل المسائل الوظيفية والإدارية أو في فهمهم لواحد من القوانين ـ فينبغي أن لا يُفشى هذا الاختلاف أمام أنظار الشعب ولا يُجَر إلى حيث الطرقات والأسواق؛ والاختلاف في وجهات النظر حري بأن لا يمثل إمارة للاختلاف بين المسؤولين، لم ذاك؟ لأنه يبعث اليأس والقلق بين الجماهير ومدعاة لسرور الأعداء؛ فمن المتوقع بروز الاختلاف بين المسؤولين في فهم واحد من الواجبات، فمن الممكن ـ على سبيل المثال ـ أن يكون لرئيس الجمهورية ورئيس السلطة القضائية رؤيتان ووجهتا نظر حول واحدة من القضايا وكل منهما يورد استدلالاً يؤيد به رؤيته، لكن ذلك له علاجه الذي حدده الدستور؛ فالقائد هو الذي يتولى التنسيق بين السلطات الثلاث وهو الذي بمقدوره معالجة هذه المشاكل؛ والدستور هو ملاك الانسجام، فهو الذي حدد المسؤوليات وحدد الحكم في موارد الاختلاف والنزاعات، كما حدد الحكم والمرجع أيضاً.

روح الوحدة والانسجام

أيها الشعب العزيز، يا أبناء أصفهان المؤمنين الطاهرين! هذا هو نظامكم وبلدكم، وهذا هو اللواء الذي ترفعه سواعدكم، وهذه هي ثمار تضحيات شهدائكم الأعزاء، وهذه هي حصيلة ما أبداه الشعب الإيراني من صفاء وإخلاص عبر هذه المرحلة، وثمة مشكلات قابلة للحل فليس هنالك ما هو معقد ومستعصٍ في قضايا البلاد.

على أمل أن يمضي المسؤولون بعملهم قدماً بروح الوحدة والانسجام والالتزام بالموازين الإسلامية إن شاء الله، فالإسلام هو المنقذ، واعلموا يا أعزائي أن صلاح الدنيا والآخرة وخيرهما، وعزة البلاد واستقلالها ورفاهها المادي، وطرد الظلم والإجحاف والتفرقة وكل شيء فيها إنما يتحقق في ظلال الإسلام ونظام الجمهورية الإسلامية وحسب. فاعتصموا بالإسلام، وحافظوا على وحدتكم ومعنوياتكم، واعلموا أن المستقبل لكم يا أبناء إيران، بعونه تعالى، وسوف تشهدون ـ أيها الشباب ـ أيام الازدهار والعزة مما لم يكن تحلم به الأجيال السابقة. 

وحدة الكلمة هي الحاجة الأولى

وما أريد التحدث به لجماهير الشعب، وبالذات منهم المسؤولين، هو أنكم تشاهدون أن الاهتمام بالزراعة يمثل واحداً من ضروريات البلاد، وأن المسؤولية ملقاة على عواتقنا جميعاً، كما هو الحال في سائر القطاعات من قبيل الصناعة والسكن والطرق ومنتجاب البنية التحتية ومختلف الخدمات، والعلم والتربية والتعليم وما شابه ذلك. والمسؤولية لا تنحصر بالحكومة بل إن السلطات الثلاث والمسؤولين على اختلافهم وأبناء الشعب جميعاً يتحملونها أيضاً؛ فكلنا مسؤولون بأن ننجز هذه الأعمال الجبارة كي نرتقي بالبلاد إلى المرتبة المنشودة من التطور والمحافظة على سمعة الإسلام والوطن وهذا الشعب أمام أعين شعوب العالم، وهذه مسؤولية يتحلمها الجميع في الوقت الحاضر؛ فعلى مدى سنوات متمادية من سلطة الفساد والاستبداد التي مارسها الملوك الظلمة الجائرون الذيليون تعرضت مرتكزات هذا التطور وأركانه للتطاول، وعلينا الآن التعويض عن ذلك، ونحن أمامنا طريق طويل لكنه محفوف بالمفاخر.

إلى مَ تحتاج هذه المهمة؟ إنها تحتاج بالدرجة الأولى إلى أن ينزل المسؤولون وأبناء الشعب إلى ساحة العمل مسلحين بوحدة الكلمة؛ فعلينا جميعاً التوحد وتوحيد مسارنا كي يتسنى لنا النهوض بالعمل، فليس ثمة عمل ينجز مع الاختلاف؛ حتى تلك الجماعة التي تسلك طريقاً معبداً نحو مقصدها إن اعتراها الاختلاف وسط الطريق وتناحرت حول قضية ما، فحتى وإن كان الطريق سالكاً لا وجود للمخاطر فيه فإنها ستكبو في طريقها؛ فما بالك والطريق محفوف بعراقيل جمة، والأعداء قد نصبوا كمائنهم على امتداده وهو طريق طويل؟! في مثل هذه الحالة يتعين على السالكين شحذ الهمم وشد الأزر ومؤازرة بعضهم بعضاً ولا يشغلهم شيء سوى التقدم نحو الأمام ليفلحوا في طي هذا الطريق المهم المكلل بالمفاخر والشاق ـ بطبيعة الحال ـ وهذا هو الشرط الأول لكل ظفر ونجاح؛ فانظروا ما حل بالبلدان التي احتوشتها الاختلافات! 

علاج آلام البلد في وحدة الكلمة

إن علاج الآلام التي يقاسيها البلد يتمثل اليوم في متابعة السلطات الثلاث ـ متزودين بوحدة الكلمة والتآزر ـ للخطط المرسومة بشكل منظم ومدروس لبلوغ الأهداف التي يتوخاها هذا النظام وتحقيق الرفاهية للشعب.

على السلطات الثلاث أن لا يضعف بعضها بعضاً، وعلى الصحافة تجنب إضعاف السلطات الثلاث لما تمثله من أركان للبلاد ودعائم للنظام، وعلى الصحافة ووسائل الإعلام الحذر إذا ما كان ثمة اعتراض على مرفق في إحدى السلطات، فلا تجعل منه مسوغاً لإضعاف تلك السلطة بأكملها؛ فلو كان هنالك اعتراض على نائب أو نائبين ـ مثلاً ـ فلا ينبغي لها إضعاف مجلس الشورى، ولا أن تضعف السلطة القضائية إن كان لديها اعتراض على حكم قضائي معين؛ وليس لها إضعاف الحكومة لوجود اعتراض على قطاع من قطاعاتها؛ فإضعاف هذه الأركان إضعاف للثورة والنظام وتعطيل للأهداف العليا لهذا النظام، وعلى الجميع التنبه لذلك.

ليعرف الخطباء والكتاب ومن يتوجه نحو الرأي العام ما هم صانعون وماذا يقولون؛ فالمسؤولية فادحة، ومن ارتكب خطيئة في هذا المجال ـ لا سمح الله ـ فإن الله لن يغفر له خطيئته، وليس من السهولة التوبة عن مثل هذه الخطايا لأنها ليست قضايا شخصية. وإننا وعلى مر هذه السنوات العشرين ونيف إنما استطعنا إزاحة هذه العراقيل عن طريقنا بفضل وحدة الكلمة؛ وكذلك في الوقت الحاضر فإنّا نستطيع إزاحة أعظم العراقيل التي تعترض مسيرة هذا الشعب بفضل وحدة الكلمة بين الجماهير وبين المسؤولين.

الوحدة تحبط مخططات الأعداء

إننا لا نتوقع أن لا نعادى أو نتأمل أن يكف الأعداء عن عدائهم لنا، بل آمالنا معقودة على أنفسنا؛ فعلينا أن نتمكن من خلال التحلي بالأمل والشجاعة والعزيمة والإرادة والوحدة والتوكل على الله وفضله من إزاحة الأعداء وتخرصاتهم عن طريق هذا الشعب ونجعل العدو يندم على عدائه لنا، وإننا لقادرون وسنقدر على ذلك بفضل الله ومنّه، وسيثبت المستقبل ذلك بعونه تعالى؛ أملنا في ذلك بإيمان الشعب الإيراني وإرادته وغيرته وبما أثبته من عظمة قلّ نظيرها في مختلف الظروف، واستطاع بتفانيه وتواجده وصموده ووعيه إحباط مؤامرات الأعداء، وهكذا سيكون المستقبل أيضاً، حيث سيفلح المسؤولون ـ باعتمادهم على الثروة الهائلة التي لا تنضب والبحر الزاخر بالعطاء لعظماء الرجال في بلادنا ـ من أداء واجباتهم على أحسن وجه بإذنه تعالى.

ضرورة الوحدة والتكاتف

وثمة ملاحظة هي أن حضور القوة الجوية في جيش الجمهورية الإسلامية في إيران ـ وهي في الواقع كانت تمثل رمز القوات المسلحة ـ يومها أتم الوحدة الوطنية، وهذه الوحدة بدورها قد آتت مفعولها، وهكذا الحال في الوقت الحاضر، إذ سيكون للوحدة والتكاتف والتلاحم بين قوى الشعب من عسكرية ومدنية وبين تشكيلات القوات المسلحة مفعولها؛ والخطر الحالي ليس كالخطر يومذاك، وإن التهديدات والمسؤوليات تتغير على مر الزمان؛ بيد أن روح القضية تبقى واحدة. إن الوحدة اليوم حاسمة أيضاً وإن شعبنا بمقدوره بلوغ أهدافه الكبرى بالوحدة، وإذا ما عبّرت القوة الجوية يومذاك عن استعدادها لأداء مسؤولياتها، فيجب على كلٍّ منا اليوم ـ وفي مختلف الطبقات ومن بينها القوات المسلحة وبالذات القوة الجوية في جيش الجمهورية الإسلامية ـ التحلي بمثل هذا الشعور، وحريّ بالقوة الجوية الاعتزاز بواجبها والمحافظة على استعدادها الدائم لأداء هذا الواجب. 

الوحدة من عناصر القوة

يجب أن نحافظ على عناصر القوة، وإن أهم عناصر القوة لدينا هو الشعب، وأعظم عامل يحافظ على الشعب متواجداً في الساحة وفاعلاً هو الإيمان والوحدة. وإنني أناشد الإخوة الأعزاء أن لا يتفوّهوا خلال حواراتهم وأحاديثهم بما يثير في قلوب الجماهير شبهة توحي بانعدام الوحدة والاتحاد.

الوحدة قبال غطرسة العدو

هذا هو أحد العناصر المهمة لوحدتنا؛ وأي نوع من الاختلاف يحفز العدو على مهاجمتنا. وإنني أوافق القائلين: لا تشجعوا العدو على الهجوم. فينبغي عدم تشجيع العدو على الهجوم، ولكن أتعلمون ما الذي يحفز العدو على أن يشنّ هجومه؟ إن أهم ما يدفع العدو على شنّ هجومه هو شعوره بوجود اختلاف بين مسؤولي البلاد، بين السياسيين والصفوة في مجال السياسة. وإن هذه الوحدة التي أشدد عليها ويؤكد عليها المسؤولون أيضاً، ليس بمعنى التوحّد والتوافق في وجهات النظر على صعيد مختلف القضايا السياسية، فلربما يبرز اختلاف بين المسؤولين في المجالات الاقتصادية أو السياسية، ولكن اتفاق الآراء هو السائد فيما يتعلق بوجوب مقاومة الشعب الإيراني وثباته بوجه غطرسة العدو وجبروته.

على الجميع أن تتحد وجهة نظرهم على هذا الموقف، وهي كذلك، وعليهم التعبير عنها والتصريح بهذا التوحّد والاتفاق بالآراء، وإن كل ما يزعزعه هو علامة على الاختلاف، وسوف يشجّع العدو. والذين يستخدمون القنوات غير المشروعة واللئيمة من أجهزة تابعة للوكالات المخابراتية المعادية لإيصال أصواتهم ويشبّهون الجمهورية الإسلامية برضا خان ونادر شاه المتجبرين هم الذين يشجعون العدو! 

بلورة الوفاق ووحدة الكلمة

إن أول احتياج حتمي لنا ـ من أجل ترصين بناءاتنا السياسية والاقتصادية والثقافية ـ هو بلورة الوفاق ووحدة الكلمة، ولابد أن يبذل الجميع جهودهم من أجل الوفاق؛ ولا يعني الوفاق أن تعلن مختلف الفئات والتنظيمات والتيارات عن حلِّها، كلا فلا داعي لذلك، بل معنى الوفاق أن يحسنوا الظن بعضهم ببعض، وأن يكونوا {رحماء بينهم}، وأن يتحمل بعضهم بعضاً، وأن يتآزروا فيما بينهم لرسم الأهداف العليا وبلوغها، ويحترزوا عن إثارة التوتر وسوء الخلق والتصادم والإهانة والاتّهام؛ وحسب وجهة نظري فإن هذا هو واجبنا اليوم. 

الوحدة تقف بوجه الهجمة الأمريكية

وإني أقولها لشعبنا العزيز ومسؤولي البلاد والتيارات السياسية إن ما يقوى على الوقوف بوجه الهجمة الأمريكية الوقحة هو الوحدة الوطنية ووحدة الكلمة فقط.

إن هؤلاء حيثما أرادوا وضع أقدامهم يتعين عليهم بثّ الفرقة أولاً. إذن وسيلة نجاحهم هي وجود الاختلاف في أوساط الشعوب؛ وإذا ما تأملتهم جيداً تجدون أنهم حيثما استطاعوا ممارسة غطرستهم وعنجهيتهم إنما ذلك بسبب وجود هوّة في أوساط الشعب؛ وحيثما سادت وحدة الكلمة لم يجرؤوا على الاقتراب؛ فالعلاج الناجع لمواجهة التهديدات الأمريكية هو وحدة الشعب، ووحدة المسؤولين، والتزام مختلف التيارات السياسية والتفافها حول المحاور التي حدّدها إمامنا العظيم أصولاً لهذه الثورة وهذا النظام وحظيت بقبول الجماهير، وهي ذات الأمور التي ضحى من أجلها الشعب.

محور الوحدة الوطنية

والشعب الإيراني لم يكتف بالحضور عند صناديق الاقتراع من أجل مبادئ إمامنا العظيم والخطوط الأساسية لهذه الثورة ـ التي ذكرتُ معظمها ـ بل وضعوا الأرواح على الأكف ونزلوا إلى الساحة. ولقد أمضى هذا الشعب بدمائه على هذه الثورة وهذه الخطوة والمبادئ التي تتجسد وتتجلى الآن في الدستور، وليس ذلك في بداية الثورة فحسب، بل خلال فترة الحرب المفروضة، حيث صمدت الجماهير بوجه العدو لمدة ثماني سنوات ودافعوا عن هذا النظام بمهجهم وبشبابهم وكل كيانهم، وهذا ليس كحضور الناس عند صناديق الاقتراع تأييداً لشخص معين، بل يفوقه سموّاً عشرات المرات.. هذه هي المبادئ التي ضحى الشعب الإيراني من أجلها بالأرواح والأبناء والدماء، ومايزال صامداً أيضاً؛ فلو أن حرباً وقعت الآن وشعر الشعب الإيراني بوجوب النزول إلى الميدان بالأرواح والأبدان فسترى أنظار العالمين استقبال الشعب وحماسهم واندفاعهم يفوق حتى ما كان عليه خلال الحرب المفروضة؛ فهذه المبادئ موضع إيمان واعتقاد وعشق لدى الجماهير ومحور وحدتها.. ليتفرق البعض عن محور الوحدة! فإن هذه المبادئ هي محور الوحدة. فليبرهن الجميع ـ مسؤولين وعناصر سياسية ـ وفاءهم لهذه المبادئ مرات ومرات بألسنتهم وأقلامهم، بأقوالهم وأعمالهم، فهذا هو محور الوحدة الوطنية. 

الالتزام بالوحدة والحفاظ عليها

إننا لا نقول بإلغاء الاختلاف في الأذواق بين أبناء الشعب والتيارات السياسية عن الساحة السياسية في البلاد، فذلك ليس ممكناً، ولا مفيداً أيضاً، غير أن هذا الاختلاف في الرؤى ينبغي أن لا يجر إلى سجالٍ وشقاقٍ؛ فعلى الجميع الالتزام بهذه الوحدة والحفاظ عليها، وهي وسيلة الدفاع عن الوطن وتحصينه بوجه الهجوم الوقح الذي يشنّه العدو، الذي طالما يطلق تهديده ويكرره، ولو أن العدو ارتكب حماقة فإن هذا الشعب سيهبّ للدفاع عن حقوقه ويمرغ أنف العدو في التراب. 

الوحدة سبباً لعزة الشعب

إن ما حفظ لهذا الشعب عزته وكيانه، وكان سبباً في شموخ النظام الإسلامي وخلود اسم الإمام، إنّما هو إيمان هذا الشعب وعزيمته الراسخة وصموده ووحدته.

الوحدة كفيلة بالعزة

لقد أثبتم ـ أيها الشعب الإيراني ـ لضعاف النفوس في الداخل بأنكم لم ولن تستهدفوا الفتنة والحرب، إلاّ أنه متى ما تقدم مثيرو الفتنة خطوة واحدة نحوكم دفعتموهم بإرادتكم الحديدية خطوتين للوراء.

إنني أؤكد مرة أخرى بأن الوحدة والمقاومة واليقظة كفيلة بأن تجعل شعبنا وحكومتنا يعبران بعزة وسلام من هذا المنعطف في هذه الظروف الحساسة. 

الشكر على نعمة الوحدة

إنني أشكر الباري تعالى كثيراً على نعمته العظمى هذه، نعمة الإيمان والجهاد والوحدة، وأحيّي المواطنين الغيارى والذين خلقوا الملاحم فرداً فرداً، وأثني على عظمتهم، وأسأل الله الرحمن لكم النصر والعزة والسعادة والخير في الدنيا والآخرة، ولأعدائكم الخذلان والذلة، وأطلب من جميع خدام هذا الشعب العزيز أن يشكروا هذا الشعب عبر مضاعفة جهودهم واجتناب الفرقة، وأن يذلّلوا بقوة وتآلف وسرعة وشجاعة السبل أمام رقيّ هذا الشعب وتطوره خصوصاً عبر مكافحة المفاسد المالية والاقتصادية.

الوحدة من عناصر القوة

إننا نمتلك عناصر الاقتدار والقوة والديمومة والصلابة، فاحفظوها إذ بوجودها لا تأثير للقوات العسكرية أو الغزو أو النشاط السياسي والإعلامي المضاد. والمهم أن لا نضيّع ما نتحصن ونتدرع به ومن ذلك الوحدة والدين والدقة فيما نصرح به وعدم التعويل على الخلافات الجانبية والثانوية. 

المهم هو عنصر الوحدة

كذا هناك خلافات وتعدد في الأذواق اليوم، غير أن المهم هو أن يبقى عنصر الوحدة سائداً على أجواء هذه الاختلافات، أي أن يتحد الجميع متى ما جرى الحديث حول النظام والأركان الأساسية فيه، ويعلنوا دون محاباة أو كتمان: أننا متمسكون بالنظام ومحور الوحدة هذا، أي لا يحابون أحداً قط. وإذا ما حافظنا دعائم وعناصر الديمومة والصلابة والاستقامة والتماسك هذه الكامنة فينا والحمد لله وعملنا على صيانتها فلن يستطيع العدو ارتكاب حماقة هذه المرة كما في المرات الأخرى. 

الحفاظ على الوحدة... الوصية الدائمة

إنني لا أدعو أحداً للتحلي بالزهد العلوي، فهو أرفع من ألسنتنا ـ ولا أنسى ما رمتُ التنويه إليه في البداية من أن هذه التشبيهات التي ساقتها الأخوات العزيزات تؤذيني في واقع الأمر، فدعوها ولا تشبّهوا أمثالي بهؤلاء العظام الخالدين في الملك والملكوت، ونحن، والحمد لله، مع عدم رضانا بهذه التشبيهات، نرى أن ذكرها ليس صالحاً من الأساس، حيث يتم التشبيه بأمير المؤمنين أو نبي الإسلام الأكرم (ص) ـ وإنني لا أدعو أحداً للزهد العلوي لأنه أعظم بكثير من عقولنا وأفهامنا، لكنني أدعو للقناعة، وأن لا تسمحوا للمطامع والمطامح أن تباغتكم وأن تحذروها؛ فحب الدعة والراحة والرفاه أمور تترك أثراً سيئاً على الإنسان الذي لا يدركها للوهلة الأولى، إذ إنها تترك أثرها تدريجاً، فإذا بالإنسان يحاول الحركة والعروج لكنه لم يعد قادراً. احذروا وحافظوا على جمعكم، وهذه هي وصيتي الدائمة؛ فاحرسوا بدقة العقول والقلوب والأذهان والإيمان، واعلموا حينذاك أنه ليس ثمة عنصر أو قوة تحت هذه السماء تقوى على قهركم. وهذه التصريحات والحشود والتهديدات التي تمارس ليست بالتي تقوى على أن تقهر شعباً مؤمناً يضم في أوساطه مجاميع صلبة مثلكم، وإنها لعاجزة عن إلحاق الهزيمة بأي شعب.

واضحٌ تأثير السلاح المدمّر، غير أن أية هزيمة لا تنزل بأيّ شعب عن طريق ذلك، فالهزائم إنما تطال القلوب أولاً، وعن طريقها يُهزم البشر؛ ففي بداية الحرب كان البعض ـ ونتيجة للنواقص التي كنا نعانيها ـ يقولون: يجب مقابلة كل مائة دبابة بمائة مثلها، وبدون ذلك يستحيل خوض الصراع. لكن هؤلاء الشباب ـ وهم أنتم ـ أثبتوا عكس ذلك؛ فلمقابلة كل مائة دبابة يستلزم وجود مائة قلب، مائة إنسانٍ مضحٍّ يضع روحه على كفه، ولطالما تكرر أن تقهقرت مئات الدبابات أمام مئات الشباب البواسل ممّن كانوا يحملون سلاح "آر. بي. جي ـ7" وما شابهه، وبالتالي أفلحوا في دحر العدو الذي قَدِمَ مدججاً بما لديه من تجهيزات ودعمٍ دولي، أخذوا يعترفون به الآن شيئاً فشيئاً! فقد أُرغم عن التقهقر والانسحاب خائباً ذليلاً إلى خلف الحدود بفعل الاستبسال والإيمان. فلابد من الحفاظ عليهما.

إن حرس الثورة الإسلامية ـ والحمد لله ـ كيان حيّ وفعال ومؤمن ملتزم بمعنوياته وقيمه، فعليكم بعرفان قدره. وكثيرة هي الوساوس التي تفتعل؛ فالبعض يوجهون الإهانات، وآخرون يُلبسون الإهانة بلغة التكريم، فيما يُنكر البعض المناقب! كل هذه لا تقوى على تحريف الحقائق أو محو القيمة الحقيقية لجمع تآلف وتبلور بمكوناته عبر جهاد مرير؛ فهو لم يأتلف في غضون يوم واحد كي يستطيعوا محوه عبر كتابتهم لعدة أسطر، وإن الحقيقة التي ائتلفت مع بعضها لَمِن المتعذر القضاء عليها. غاية الأمر يتعين عليكم أنتم المحافظة عليها ومراقبتها، وأن تحافظوا على وحدتكم؛ فمن المآرب التي يطمع بها الأعداء وأشباههم هي زعزعة الوحدة داخل الحرس. فحافظوا على وحدتكم وتآلفكم؛ وإذا ما كانت هنالك خلافات ثانوية في مفصلٍ ما فعليكم تنحيتها، ونظّموا جهة مساركم، وامضوا إلى الأمام بكل شجاعة واقتدار متوكلين على الله. فهذا واجبكم الأساس، وإن المحافظة على الثورة إنما تتحقق عن هذا الطريق. 

الثورة الإسلامية وحدت الشعب

لقد جاءت الثورة الإسلامية فأزالتْ هذه الحواجزَ ووحدّتْ الشعب لكنّ هؤلاء يستهدفون عكسَ ذلك تماماً، فهم يعملون في المقابل للقضاء على الوحدة السائدة بين مسؤولي البلاد بإثارتهم للأمور التضليلية وزرعِ الاختلاف بينهم على الدوام، فيُضعفّون واحداً فيما يعملون على تقوية الآخر. وهم الآن يسعون وراء هذه الأهداف وإنني أقولها: إنَّ ما يقوم به هؤلاء ما هي إلاّ ممارسات قد يئسوا هم أنفسهم من أن تبلغَ مرامها وهم على علم بأنها لن تجدي نفعاً، فإذا ما تخلّينا باليقظة وعرفنا تكليفنا وعملنا به إذ ذاك ستبوء كافة محاولات العدو بالفشل. 

على شعبنا أن يحافظ على وحدته

على شعبنا أن يحافظ على وحدته، وهنالك نوعان من التعبئة يحتاجهما هذا البلد، أحدهما التعبئة الشعبية لاسيما الشباب الذين يتعين عليهم تعبئة أنفسهم وإعدادها لإحياء مجدِ بلدهم وشعبهم والمحافظة على راية الإسلام خفاقة لأن كافة مشاكل البلاد إنما تجد طريقها إلى الحل في ظل الإسلام والعمل بقوانينه. 

أن شعبنا بحاجة لوحدة الكلمة

إن شعبنا بحاجة اليوم لوحدة الكلمة والعمل الدؤوب المتواصل وعدم التلكؤ في الأعمال البنّاءة ـ لاسيما العلمية منها ـ ومكافحة الفساد والتمييز والإجحاف، وهذه تعد من الواجبات التي ينهض بها المسؤولون كافة سواء في الحكومة أو السلطة القضائية، فاليوم يوم عمل وجدٍّ بالنسبة لشعبنا، وليس يوم قعود ليشاهدوا أصداء ما يرميه العدو من سهام عدائه ويتبادلونها فيما بينهم، فعليهم التحلي بمزيد من الوعي.