الوفاق تلتقي الضيوف المشاركين في مراسم الذكرى السنوية السابعة عشرة لرحيل قائد الثورة الاسلامية الإمام الخميني(رض)

2007-08-23

صحيفة الوفاق الإيرانية – العدد 2520 - السبت 6 / 5 / 1427هـ

* الإمام الخميني(رضوان الله عليه) قاد ثورة قلبت الموازين وأعادت للإسلام صورته الناصعة.

* قيام الجمهورية الاسلامية في إيران، قفزة نوعية على مستوى تأسيس الدولة.

* سماحة الإمام الخامنئي(دام ظله العالي) خير خلف لأفضل سلف في متابعة المسيرة.

* الذرة اليوم من مقومات العصر، لهذا قامت الهجمة على إيران وعلى الإسلام والمسلمين.

* قام الإمام الخميني(رضوان الله عليه) بتعريف الناس بالصورة الصحيحة للإسلام المحمدي الأصيل.

* يعجز الغرب والصهيونية عن فعل شيء لان إيران بأجمعها تقف بوجههم وما حصل في العراق وأفغانستان لن يتكرر في إيران.

اغتنمت صحيفة الوفاق حضور عدد كبير من الضيوف في إيران بمناسبة الذكرى السنوية السابعة عشرة لرحيل الإمام الخميني(رضوان الله عليه). فالتقت عدداً منهم حيث تحدثوا عن خصال الإمام الراحل وشخصيته والصحوة التي أوجدها في العالم الإسلامي وعظمة الثورة الاسلامية التي قادها وأطاحت بالنظام البائد وأعادت لإيران وجهها الإسلامي.

* ففي لقاء قال الدكتور خوليو مارتينز الصحفي الاوروغوائي والمناضل المعروف:

عندما ذهبت إلى باريس بصفتي صحفي، كانت لدي معلومات ضئيلة جداً عن سماحته وكنت اعلم انه بدأ طريق النضال وانه عازم على العودة لإيران. عندها لم أكن أتوقع انه بعد أيام قليلة سيصبح اللاعب الأول على الساحة الإيرانية. وعندما رأيته آنذاك كنت غوغائياً ولم أكن أؤمن حتى بالله. فقد تربينا على ذلك. كنا نعتقد أن الثورة لا تحدث إلاّ عبر نماذج مثل تشي غيفارا وكاسترو والاتحاد السوفيتي وان أمريكا كانت دوماً شريكة لجرائم العديد من الدكتاتوريين في أمريكا اللاتينية. وكنت آنذاك على ذلك الاعتقاد الذي كان سائداً وهو أن الدين أفيون الشعوب، وفي ذلك الوقت وقعت أسيراً للسجن والتعذيب والنفي من قبل الدكتاتوريين الذين كانوا مدعومين من قبل الكاثوليك فكنا نعتقد آنذاك أن الكاثوليك هم ممثلين عن الله في الأرض. لقد وصلت إلى قناعة بان الثورة بإمكانها أن تتحقق من خلال الإيمان بالله وقد أوضح الإمام الخميني(رضوان الله عليه) ذلك لنا، ورأينا أن الشعب الإيراني ومن خلال الإيمان اسقط نظام الشاه. وبذلك شهدت ثورتين، أحداهما الثورة الاسلامية في إيران والثانية ثورة في داخلي بحيث تبدلت من إنسان ملحد بالله إلى إنسان مؤمن بوجود الله وقدرته على الثورة.

* إلى ذلك قال محمد رزق المدير الإعلامي للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان ورئيس تحرير جريدة القرار اللبنانية قال:

إن قيام الجمهورية الاسلامية في إيران على يد مؤسسها القائد العظيم الإمام الخميني(رضوان الله عليه) يعتبر قفزة نوعية على مستوى تأسيس الدولة، لأنها انطلقت من قيم الإسلام وكانت متميزة في أطروحاتها الفكرية والثقافية والسياسية باعتبارها رفعت شعار (لا شرقية ولا غربية) فأعادت التواصل بين السماء والأرض بالتزامها بتعاليم الإسلام وإحيائها لهذه التعاليم وبهذا يمكن القول بان الإمام الخميني قام بتجديد الإسلام في القرن الماضي.

وأضاف رزق: لم تكن الجمهورية الاسلامية الإيرانية قلقة من قلاع الإسلام فحسب إنما كانت ملاذاً لكل المستضعفين والمحرومين والمقهورين في العالم، واحتضنت جميع القضايا العادلة وبذلت جهوداً واضحة وبارزة لإعادة قيمة الإنسان من خلال نصرة المظلوم وإغاثة المستضعفين والوقوف مع الحق في أكثر من موقع. ويتجلى ذلك بوضوح في وقوف الجمهورية الاسلامية مع القضية المركزية للمسلمين والمتمثلة بالقضية الفلسطينية ونصرة المقاومة الاسلامية في لبنان حيث نرى اليوم تجلي هذا الموقف في النصر الذي حققه لبنان منذ أعوام قليلة بدحر الاحتلال الإسرائيلي ونراه كذلك في انسحاب الاحتلال من غزة فان الجمهورية الاسلامية الإيرانية تعتبر شريكة إلى حد ما في صناعة هذين النصرين.

وأضاف أيضاً: إن ما نشهده اليوم من ضغوط دولية على الجمهورية الاسلامية الإيرانية يأتي من نظرة عدائية تبنتها الدول المستكبرة عند قيام الإمام الخميني(رضوان الله عليه) بثورته المجيدة، لان هذه الدول رأت في الجمهورية الاسلامية الإيرانية نموذجاً مخالفاً ونقيضاً للنموذج الغربي والشرقي في قيام الدول لان هذه الجمهورية كما أشرت كانت تعبيراً عن اتصال السماء بالأرض لأنها أقامت حكم الله في هذه الدولة بروح حضارية تواكب العصر على يد مجدد مجتهد كان صاحب رؤى مضاءة ومدرسة فكرية ترتكز على الوحدة والانفتاح والاعتراف بالآخر على أسس العدالة والمساواة. وأملنا طبعاً كبير لان قادة الجمهورية الاسلامية الإيرانية وعلى رأسهم سماحة الإمام الخامنئي (دام ظلّه العالي) يمثل خير خلف لأفضل سلف في متابعة المسيرة وحفظ الجمهورية والدفاع عنها واحتضان قضايا العرب والمسلمين.

* من ناحية أخرى عبر إبراهيم الصباح رئيس مركز الصحافة والإعلام الدولي في لبنان وباريس ورئيس تحرير مجلة العبور عن سروره لزيارة طهران، لاسيما وإنها تتزامن مع ذكرى رحيل الإمام الخميني(رضوان الله عليه). وقال:

إن شخصية الإمام الخميني(رضوان الله عليه) في رأيي كلبناني وغير مسلم استثنائية لأنها أتت في ظروف استثنائية فليست إيران والدول العربية بحاجة إلى هذه الشخصية فحسب بل إن العالم اجمع هو بحاجة إلى أربع أو خمس شخصيات تتطابق شخصياتهم مع شخصية الإمام الخميني(رضوان الله عليه) وبهذا فالمحروم سيكسب حقوقه والديمقراطية ستسود في المجتمعات ولن نعود بحاجة إلى عولمة تسيطر على الفقراء والضعفاء.

وأضاف: أنا فخور بالقول: إن الإمام في الحقيقة شخصية يحتاجها المجتمع العربي والإسلامي على حد سواء من اجل استعادة الحقوق بالأساليب الديمقراطية والصحيحة.

وتابع قائلاً: إن الامبريالية تخشى كل شخص مفكر، كما أن العالم الغربي يخشى الفكر والطموح والعلم الإيراني لأنه يدعي الديمقراطية من دون أن ينفذها.

* من جانبه قال نخلة الحاج مدير الأخبار والبرامج في قناة العربية:

انه ما من شك في أن الإمام الخميني(رضوان الله عليه) قد اثر في التاريخ كثيراً ولا يزال أثره مستمراً حتى اليوم وأتذكر أن إحدى الصحف الأمريكية كانت قد اعتبرته أهم رجل في القرن العشرين.

* من جانب آخر قال الشيخ الدكتور محمد بن احمد الزعنون رئيس المجلس الفلسطيني الأعلى في لبنان:

نحن المسلمين امة نصرها الله واعزها بالإسلام وان عادت هذه الأمة إلى الله والإسلام فان الله سينصرها وان ابتعدت عنهما فان الله سيخذلها. وأنا أحب الإمام الخميني(رضوان الله عليه) لأنه صدق مع الله فصدقه الله الوعد، إذاً هذا الإمام(رضوان الله عليه) صدق القول والعمل مع الله سبحانه وتعالى فنصره الله.

وأضاف: إن الإيرانيين دخلوا في امة الإسلام فنصرهم الله لكن الطواغيت والمنافقين ومن يساندونهم في العالم من أمريكان والصهيونية العالمية ومن معها ذيول كأمريكا وبريطانيا والصليبية المتصهينة في أوروبا، لا يريدون للإسلام النهوض، لذلك يحاولون بشتى الطرق والوسائل إعاقة الإسلام وإذلال المسلمين، وعندما نهضت إيران لتأخذ حقها وتدافع عن نفسها تطبيقاً لقول الله عز وجل: "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة" أرادوا منعها من امتلاك هذه القوة الرادعة. ومن المؤكد ان المسلمين في إيران لن يستخدموا القنبلة الذرية كما استخدمتها أمريكا مع اليابانيين، ولكنه لتوازن الرعب ليس إلا ولأجل التطور والمدنية والحضارة، لان الذرة اليوم من مقومات العصر. لهذا قامت الهجمة على إيران وعلى الإسلام والمسلمين في العالم. لكن المسلمين لن يبقوا أذلاء ويعطون إعطاء العبيد، ونحن قوم لا نضع الدنية في ديننا ولا نقر إقرار العبيد ونموت ونحن واقفين.

من جانب آخر قال الشيخ غزال غزال مفتي منطقة اللاذقية بسوريا: إن الإمام الخميني(رضوان الله عليه) كان بحراً في العلم وسليم الاستنباط ودقيق الغوص في المعاني. وقد فجر الثورة الاسلامية المساندة للمستضعفين، الذين ذكرهم الله عز وجل بقوله: «ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض فنجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين.{ بالنسبة لإيران فإنني أرى في سهولها السماحة وفي بحورها العلم وفي جبالها الشجاعة والمنعة والقوة لكل مستضعف ولكل حق في العالم.

وأضاف: ان الهدف من هذه الضغوط على ايران هو الأنانية الذين أرادوا من خلالها أن يرفعوا أنفسهم ويضعوا غيرهم.

من ناحية أخرى قال الشيخ شوقي الحباب من علماء محافظة اللاذقية السورية: بالنسبة للإمام الخميني(رضوان الله عليه) لا يستطيع شخص أن يقيّم هذه الشخصية العلمية العالمية الفريدة من نوعها في هذا الزمن الصعب الذي تكاتفت فيه جحافل الاستكبار العالمي لتشويه معالم الإسلام وقد قام الإمام بتعريف الناس بالصورة الصحيحة للإسلام المحمدي الأصيل.

وأضاف: لا يستطيع مسلم في العالم ان يقيّم ايران سوى بانها تسير في الاتجاه الافضل دائماً لانها ترى بنور الله وهي امل المستضعفين في مشارق الارض ومغاربها وخاصة نحن في سوريا، البلد الذي يقف في مواجهة الصهيونية والاستكبار العالمي، فانها ترى في ايران الاسلام نموذجاً رائعاً للاسلام والتصدي للاستكبار والوقوف امام مغامرات امريكا واذنابها في المنطقة.

وقال: ان هذه الضغوط تعتبر امراً طبيعياً لان ابليس ابا واستكبر منذ ان شاهد آدم(عليه السلام)، وفي كل دور وفي كل كور نرى دائماً اتباع الباطل في مواجهة اتباع الحق وجنود الباطل وجنود الحق في مواجهة بعضهما البعض ولايزال الامر كذلك حتى يرث الله الارض ومن عليها، ولذلك نرى ان الضغوط الحالية التي تواجهها ايران هي امر طبيعي.

من جانبه قال محمد الحطاب المسؤول الثقافي لمحافظة اللاذقية السورية: ان شخصية الامام هي نموذج للقدوة الاسلامية التي تعمل من اجل ترسيخ مبادئ الاسلام ونشر قيم الحق والعدالة وتوحيد كلمة المسلمين وجمع الشمل، وطبعاً هي شخصية ركزت هذه الاسس وابرزتها الى حيز التنفيذ العملي من خلال الثورة الاسلامية المباركة في ايران. لذلك نحن ننظر الى ايران كدولة اسلامية تربطنا بها علاقات وثيقة، وعندنا هموم مشتركة، حيث اننا نعاني من الظلم والاستغلال والاستكبار الامريكي ولذلك فنحن نعتبر في خندق واحد من اجل مواجهة الهجمات الصهيونية والامريكية المعادية والدفاع عن الحقوق العربية والاسلامية خاصة في فلسطين والقدس. لذلك نحن ننظر اليها على انها ركيزة اساسية من ركائز الاسلام وتعمل من اجل رفع الظلم والدفاع عن المظلومين في هذه المنطقة.

وقال: ان الضغوط على ايران كثيرة لانها متمسكة بحقوقها الثابتة وتدافع عن وجودها وثورتها وتقدمها وحقها في العيش بسلام كما في دول العالم لكنهم لا يريدون ان تظهر في هذه المنطقة دولة تمتلك القوة التي تمكّنها من التقدم الى الامام ليتمكنوا من تمرير مخططاتهم الرامية الى فرض الهيمنة على المنطقة بشكل عام، ولذلك يحاولون الضغط عليها بشتى الوسائل والسبل، لكنها باذن الله مؤمنة ومتمسكة بمبادئها ومصرة على الدفاع بالتعاون مع كل الاحرار في العالم وكل من يشاركهم الهدف في ازاحة كابوس الظلم والاستغلال عن هذه الدول التي كان لها في الماضي دور حضاري متميز؛ فهم يريدون ان يطمسوا معالم هذه الحضارة المتميزة من خلال التركيز على التقسيم والاثنيات والعرقيات وما شابه ذلك ولكن الوعي هو الذي يخلق الارادة القوية التي تمكننا من الصمود والمواجهة.

من جانب آخر قال الكاتب الصحفي اللبناني اسعد حيدر: كان لي شرف وسعادة اللقاء مع الامام الخميني(رضوان الله عليه) لدى وصوله الى باريس اضافة الى مرافقتي للثورة، واستطيع القول: ان الامام(رضوان الله عليه) كان شخصية استثنائية له حضور وهيبة، وكان دائماً قليل الكلام انما واسع المعاني والموقف، يقول ما كان يجب ان يقال. اذكر انني سألته مرة في جلسة خاصة (كيف يمكن للعرب ان يخرجوا من مشاكلهم؟) فقال لي: «لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم{ واعتقد ان هذا الكلام قائم حتى الآن وكان ايضاً وهذا مهم جداً عالماً كبيراً في الاسلام منفتحاً لا يجعل من الفكر الاسلامي لديه فكراً ضيقاً متزمتاً وكان واسع الرأي.

من جانب آخر قال الشيخ عبد سليمان جرادات مسؤول مكتب الوعظ والارشاد الديني في حزب الرفاه الاردني الاسلامي: ان الامام الخميني(رضوان الله عليه) هو عالم من علماء الاسلام وهو معروف ولا حاجة للتعريف، وله بصمات تثلج الصدور وتطمئن البال لان صوت الحق كان يعلوا دائماً منه. وكان محبوباً من قبل الجميع لانه كان على حق والملايين كانت تحبه في الاردن وسوريا والخليج الفارسي وجميع الدول الاسلامية فهو كان صوت الحق النابض من القلب وكان صوته جهوراً بالحق وكان يرعب من لا يعرف الحق.

من ناحية اخرى قال الشيخ سليمان عبد جرادات عضو امانة المؤتمر العربي والاسلامي الشعبي العالمي من الاردن: ان شخصية الامام ليس من السهل ان يتحدث الانسان عنها، فقد ولد في مهد العلم ليصل الى درجاته العليا وولد من كبد العناء، ثم نفي خارج بلاده وكان يحمل هم بلاده وهم المسلمين وعلى رأسهم اهل فلسطين حتى وهو منفي خارج بلاده، سواء في فرنسا والعراق او غيرهما. وعندما عاد بعد نفيه كان اول عمل قام به هو اغلاق سفارة العدو الصهيوني وفتح سفارة لدولة فلسطين مكانها، فالامام الخميني(رضوان الله عليه) مدرسة وعبر من العلوم ما يعجز الانسان عن وصفه في هذه العجالة.

وفي سياق متصل قال الشيخ بن جميل قاضي عشائر في الاردن: ان الامام الخميني(رضوان الله عليه) هو ولي من اولياء الله حتى لو كان في زمن الرسول الاعظم(صلى الله عليه وآله وسلم)، وان السنتنا تعجز عن التحدث عنه لانه شخصية كبيرة ليس لها نظير واضاف: ان ايران بلد قوي وكبير بأهله وشعبه وكلمتهم واحدة ولا تهزهم اسرائيل ولا امريكا، وهي الدولة الكبرى والعظمى التي يحبها كل مسلم لانها وقفت بوجه العدو الصهيوني والامريكي.

وفي حديث للصحيفة قال الشيخ حسن اياد من علماء جبل عامل: ان الامام الخميني(رضوان الله عليه) هو الاب والقائد والمعلم والمربي، وهو مصداق من مصاديق القرآن، وهو كان(رضوان الله عليه) انساناً بقدر ما كان متخلقاً باخلاق الله والقرآن ومحمد وآل محمد(عليهم السلام).

واضاف: ان الامام الخميني(رضوان الله عليه) كان هو الاب؛ وان صورته والله كانت مرآة لروحه الطيبة الطاهرة وكان يعكس بعينه الادب والتواضع وبيده الطهارة والامانة وبلسانه الصدق والحديث والآية وبأنفه شم الجنة وباقدامه الصراط المستقيم وطريق الحق وبقلبه محبة الله واهل بيته والبغض لاعدائهم؛ اي انه طينة طاهرة مزجت بتعاليم القرآن وهو ابونا وسيدنا.

وقال: ان العالم يتنافس مع غيره ليكون الاكثر سجوداً لله سبحانه وتعالى وان يكون ساجداً الا ان السجود ليس في ان نضع جبيننا على التراب، لكن السجود هو ان نسجد لله في ما تعمله ايادينا. وان اعداء الاسلام يريدون لهذا العالم ان يكون حانة تحت سيطرتهم وكفرهم وتسلطهم وظلمهم، ولذلك فان من الطبيعي ان يعادوا الثورة ويكيدوا لها ويحاربوها لان الامام الخميني(رضوان الله عليه) بنظرهم هو امام المسجد وهو هذا العالِم، ولذلك فمن الطبيعي ان تكون هناك حرب بين الحانة والمسجد. وقال: ان الامام بشارة الاسلام والمنتصر الحقيقي.

من جانبه قال دانش رياضي الصحفي من صحيفة اردو تايمز الهندية: ان الامام كان شخصية كبيرة ومهمة لنا ولكل العالم وجاء من اجل الاسلام وان العالم الاسلامي بأجمعه ينظر الى الامام ومقاومته ويتخذه قدوة وكلنا نهتم بكلامه العظيم.

من ناحية اخرى قال الشيخ نظر محمد امير الجماعة الاسلامية في الهند: ان الامام شخصية ثورية وهو الذي جاء بالثورة الاسلامية لايران والتي نرى آثارها العظيمة في ايران ومن الضروري على المسلمين ان يتابعوا هذه الثورة العظيمة.

واضاف: ان الغرب يريد تغيير النظام ولهذا السبب على ايران ان تواصل طريق الثورة من أجل الوقوف امام الاعداء. وتابع: لا يمكن للغرب ان يقوم بشيء وان ايران من حقها ان تمتلك التكنولوجيا النووية السلمية ولكن امريكا والغرب لهم مواقف عدائية وان اهدافهم واضحة للجميع.

من جانب آخر قال محمد اسلم غازي ركن الجماعة الاسلامية في الهند وسكرتير الرابطة العامة: انا متاثر بالامام الخميني(رضوان الله عليه) وانا اجتهد واتبع طريقه لاننا نجتهد من اجل الحكومة الاسلامية. عندما ارى الامام الخميني(رضوان الله عليه) اشعر بتفاعل مع افكاره وآرائه. وانا منذ شبابي متأثر به. واضاف: ان الغرب والصهيونية لا يمكنهم ان يقوموا بشيء لان ايران بأجمعها تقف بوجههم وان ما حصل في العراق وافغانستان لن يتكرر في ايران.

من جانبها قالت السيدة سينكا باشوفيج الكاتبة والمؤلفة من البوسنة والهرسك: نحن في البوسنة ندعو الجد باسم ديدو وكذلك ندعو الامام الخميني(رضوان الله عليه)، ففي كل بيت في البوسنة تجد صورة للامام وكتاب ولاية الفقيه. وعندما بدأت الحرب، كان اكثر من نصف السكان يطالبون بجمهورية اسلامية مثل ما هو في ايران. كانت نظرتنا دائماً نحو ايران خاصة وان الله بعث لنا الايرانيين اثناء الحرب. واضافت: انني اقوم بترجمة الكثير من الروايات حول الاسلام والامام والثورة واكتبها للاطفال. وهذه الترجمات اصبحت اليوم منتشرة في كافة مدارس الاطفال.

وتابعت: ان ايران تتعرض للحصار منذ ۲۷ عاماً ولكنها حافظت على قوتها وعززت من قدراتها وهذا يمثل هزيمة ساحقة للغرب. فليس بامكان الغرب ان يصدق ما يحدث في ايران، واليوم يحاول الغرب ممارسة ضغوط جديدة ضد ايران ولكنني أرى ان ايادي الغرب خالية ولا يمكنهم عمل اي شيء.

من جانب آخر، قال الأب فيتاروس فرج كاهن كنيسة الشهيدين في الخرطوم بالسودان: ان الامام الخميني(رضوان الله عليه) رجل دين بارع في القيادة وهو قد تمكن من تغيير أفكار الناس وتوجيه المجتمع الايراني نحو أهمية الدين في البناء الاجتماعي. الحقيقة ان رسالة كهذه لا ينجح فيها إلا الخبير، وهو كان خبيراً في كيفية جمع الناس حوله وحول المبادئ الدينية.

وحول الضغوط على ايران، قال: ان أميركا تقول بأنها ترفض تخصيب اليورانيوم للأغراض العسكرية.

ومن جهتها، فان ايران تقول: نحن لا نقوم بالتخصيب لأغراض عسكرية. وهنا نرى أن الاثنين متفقان. إذاً أين تكمن المشكلة؟ أنا اطلعت على رسالة الرئيس أحمدي نجاد الى الرئيس الأمريكي وقد لاحظت بأنه كان خطاباً مهذباً جداً.

أنا أقترح أن يلتقي الرئيسان الايراني والأمريكي معاً وبشكل ودي ليوم كامل وفي هذا اللقاء يتناول بوش طعاماً ايرانياً، ومن جانبه يتناول أحمدي نجاد طعاماً أمريكياً. ويسعى الاثنان الى ايجاد المودة والمحبة والصداقة بينهما ويحاولا ازالة العقبات والفواصل. فان ما يمكن الوصول اليه بالمحبة لا يمكن للحرب أن تصله. ونلاحظ انه في كل مراحل التاريخ لم تحل حرب أية مشاكل.

من ناحية أخرى، قال الاعلامي اللبناني صالح الأشمر: لا استطيع أن ألخص ما اشاهده في شخصية الامام الخميني(رضوان الله عليه) من قوة وابعاد، لأن ذلك يعرفه الجميع. الامام الخميني(رضوان الله عليه) في وعيه وادراكه للمرحلة الراهنة من تاريخ المنطقة والأمة الاسلامية منارة مضيئة تطل على الزمان بأسره، وسيظل هذا الشعاع يمد ضيائه أمداً طويلاً وسيبقى هادياً لحركة تغيير لابد منها، خاصة في ظل هذا العالم الذي لا يوجد فيه شيء من التوازن. وكما تعلمون فانه قبل ثورة الامام الخميني(رضوان الله عليه) كان لا يزال هناك قطبان في العالم، ومع انتصار الثورة واندحار القطبين والهيمنة الأحادية الأمريكية، فان هذه الثورة قد غيّرت المعادلات في العالم، وأنا أعتقد ان هذا العالم سيستمر بهذا الاتجاه وان الثقل سيأتي من المجتمعات والبلدان الاسلامية والغير اسلامية مستقبلاً، لكي تعيد التوازن الدولي ويصبح العالم قابلاً للعيش فيه. ولذلك فأنا أرى ان الثورة التي أوقدها الامام الخميني(رضوان الله عليه) هي علامة من علامات العصور الكبرى في التاريخ الانساني.

من جانب آخر، قال طوني الحاج عضو المكتب السياسي لحزب الكتائب اللبناني وأستاذ الجامعة اللبنانية في اللغة الفارسية: زرت ايران لعدة مرات، ومن خلال هذه الزيارات اضافة الى مطالعاتي الكثيرة، تعرفت على شخصية الامام، ان شخصية الامام الخميني غيرت مفاهيم كثيرة في العالم، ولفترة من الفترات ظن المسيطرون على أمور العالم انهم هم الوحيدون الذين يمكنهم التحكم في شؤون الكرة الأرضية، وما حسبوا انه ستظهر شخصية عالمية كبيرة تحيي في نفوس شعبها هذه الروح الثورية القادرة على الوقوف أمام الظلم والاستكبار العالمي، ظناً منهم انهم يستطيعون التحكم في شؤون العالم، أنا أفهم شخصية الامام من وجهة النظر هذه. صار الامام أملاً لكل الشعوب الصغيرة في العالم وليس فقط الشعب الايراني؛ فبصمود هذا الشعب تولّد الأمل لدى تلك الشعوب في قدرتها على مواجهة طغيان وسلطة القوى العالمية. ولهذا فان دراستي لشخصية الامام الخميني تنطلق من فهمي له؛ وفي اعتقادي فان الامام الخميني استطاع منحنا الأمل نحن اللبنانيين وغير اللبنانيين من شعوب صغيرة في أفريقيا وآسيا. هناك شعوب كانت وكأنها غير موجودة حسب المعادلات الدولية وكانت بعض القوى في العالم تتصرف في الكرة الأرضية وكأنها ملك لها. لقد استطاع الامام الخميني أن يقول (كلا) لهذا الطغيان العالمي وان يدخل في قلوب المؤمنين بحركته وثورته واستطاع أن يعبئهم لمواجهة هذا الشر العالمي وأن يدخل الثقة في نفوسهم القدرة على القضاء عليه.

ان ما يجري في العالم اليوم هو ان هناك ضغوطاً من قبل أميركا وغيرها على ايران وان هذه الجهات تظن أنها بممارستها لهذه الضغوط يمكنها حرمان ايران من تخصيب اليورانيوم والحصول على التكنولوجيا النووية السلمية. لكن الشعب الايراني مليء بالفكر المناهض للتسلط العالمي. أنا أعتقد بأن ايران قادرة على تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية وقادرة على الوقوف بوجه الطغيان العالمي.

من جانبه، قال عبد الصمد صديقي النائب العام في محافظة قندهار الأفغانية: باعتقادنا ان الامام هو قائد ديني على مستوى الاسلام وفي افغانستان له مكانة واحترام خاص. وبعد انتصار الثورة في أفغانستان ازدادت أهمية قيادة الامام في افغانستان. لقد شاهدنا في ايران تقدماً كبيراً وكلما سألنا أحداً قال لنا ان هذا التطور حدث بعد انتصار الثورة، وهذا يبين ان الامام لم يكن شخصية عادية. وأضاف: ان الامام حارب الظلم والتخلف، وهذا الأمر ذا مغزى كبير ولهذا السبب فان الامام شخصية كبيرة على سطح الأرض.

على صعيد آخر، قال القاضي عبدالأحد إمعان رئيس العدلية والمحاكم في محافظة قندهار في أفغانستان: ان الامام الخميني(رضوان الله عليه) كان شخصاً محارباً ضد الظلم والفساد والتحجر والتخلف. وجميع ذلك يمثل درساً لكل الدول الاسلامية واليوم فان الخدمة التي قدّمها لايران والاسلام فريدة ولا يمكن تجاهلها. وأضاف: ان كافة الضغوط التي تمارس ضد ايران، فانها لن يكون لها تأثير لأن الحق مع ايران، والحق هو الله. فالذي يكون الله معه فانه لا يقهر.

من جانبه، قال د. شاكر صرفي أستاذ الفكر الاسلامي في جامعة الزيتونة بتونس: ان الامام الخميني(رضوان الله عليه) شخصية لم يتم التعرف عليها بصورة كاملة ولم يستفد العالم الاسلامي منها حتى الآن. شخصية الامام (رضوان الله عليه) جاءت في وقت كانت الحركات الاسلامية في العالم الاسلامي تبحث فيه عن تجسيد للمشروع الاسلامي السياسي أي بمعنى آخر الدولة الاسلامية. هذا المشروع الذي طال عليه الزمن منذ زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فجاء الامام الخميني (رضوان الله عليه) في زمن احتاج فيه العالم الاسلامي الى دولة اسلامية وكان في حاجة الى قائد. وأضاف: يحق أن نصف الامام الخميني بالقائد السياسي وهو سياسي شجاع وأيضاً نصفه بالفقيه والمجتهد وكان يملك معنوية عالية في مجال العرفان. ان الامام الخميني هو الشخصية الوحيدة التي استطاعت أن تجسد الآية الكريمة التي يقول فيها المولى عزوجل: {ان ابراهيم كان أمة} لأنه استطاع أن يفجر ثورة انه كان يبني، وهذه في تقديري ميزة في الامام الخميني(رضوان الله عليه) لم يتميز أحد مثله بها، حتى علماء الاصلاح رغم انه قد توفر لهم فرص كبيرة لكي يصلوا الى ما وصل اليه الامام الخميني.

وفي نفس الصدد، قالت الاعلامية اللبنانية وفاء حطيط: ان الحديث عن هذه الشخصية ليس بهذه البساطة لأنه استطاع في ما يملكه من رؤى وفكر متقدم مما يجعله قادراً على الالمام بكل الأمور وأن يغير وجه العالم. وما نشهده اليوم من تطورات ومن تغيرات في موازين القوى هي بالفعل ثمار لجهود الامام عبر ثورته التي انتصرت في ايران واستطاع من خلالها ايجاد نمط آخر من نظم الحكم خاصة وان بعض الأقلام المثقفة والنخب الثقافية كانت قد تناولت بشيء من التشويه والتعقيد، فجاء الامام الخميني(رضوان الله عليه) وكرس حقيقة ان الاسلام شأن له نظام يحيط بكل جوانب الحياة وقادر على وجود حقيقي غير خانع وغير خاضع لأي من القوى إن صح التعبير. وان الامام كان رجل عرفان ودين وسياسة، واستطاع أن يجسد كل هذه المقومات في شخصية واحدة، وهذا أمر قلما يمكن مشاهدته في البشر العاديين إلا شخصية الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة من بعده وفي غير هؤلاء لا يمكن التحدث عن اكتمال هذه الجوانب إلا في شخصية الامام الخميني(رضوان الله عليه).

من ناحيته، قال ياسر الحريري الصحفي من صحيفة (الديار) اللبنانية: اريد أن أتوقف عند محطة أساسية ومهمة وهي ان الامام الخميني(رضوان الله عليه) استطاع أن يقوم بعملية تحول واسعة في أداء المرجعية في الاتجاه السياسي. وأقصد هنا المرجعية الاسلامية، لأنه يحصل فهم خاطئ في بعض الأحيان بالنسبة لشخصية الامام الخميني(رضوان الله عليه) وهو التصور بأنه فقط مجتهد في المذهب الجعفري، فهذا خطأ، وأنا أعتقد ان الامام(رضوان الله عليه) كان مجتهداً على مستوى الاسلام والاجتهاد على مستوى الاسلام، اجتهاد لا يصل اليه كل فقيه ولذلك فان ظهور مجتهد على مستوى الاسلام يكون كل مائة عام أو أكثر أو أقل. لذلك اذا ألقينا نظرة على مسيرة الامام والثورة الاسلامية وقيام الجمهورية الاسلامية التي تحققت كنتيجة لهذه المسيرة، نرى ان انعكاسات هذه الثورة بدأت تتبلور في هذه المحطات التاريخية من مصير الأمة الاسلامية، بمعنى أن الضغوط الدولية الحالية وتحديداً الأمريكية والصهيونية على الأمة الاسلامية وايران، وعلى مسألة التطور العلمي الذي تهدف اليه ايران نرى كم ان هذا التوجه الذي خطه الامام الخميني محارب من قبل المشروع الصهيوني في العالم. لذلك يمكن أن نفهم من هذه النقطة ما يجري اليوم على الصعيد العالمي. وعليه لابد من انشاء معهد يعنى بدراسات فكر الامام الخميني(رضوان الله عليه) ليس على المستوى الثقافي والفقهي فقط، بل على المستوى السياسي والأداء السياسي. وفي اعتقادي انه في العمل في هذا المعهد فانه سيتم بعد عشر سنوات تخريج كوادر وقيادات سياسية تليق بأن تمارس الحكم في ايران والأمة الاسلامية بشكل عام.