إقامة المؤتمر الدولي (الإمام الخميني وآفاق الدين) في طهران

2008-06-01

26 جمادى الأولى 1429هـ

* الامام الراحل دعا الى سيادة النظام الجمهوري لأنه يعتمد على آراء الشعب في جميع أركانه

الوفاق / خاص ـ عقد يوم أمس السبت في طهران الاجتماع التمهيدي للمؤتمر الدولي (الامام الخميني وآفاق الدين (الدين والتنمية) ) بحضور عدد كبير من الشخصيات والمفكرين من ايران ودول العالم والضيوف المشاركين في مراسم الذكرى التاسعة عشرة لرحيل الامام الخميني وعائلة الامام الخميني(رض) المتمثلة بحفيده السيد حسن الخميني.

هذا وقد قدم في بداية البرنامج الدكتور بيكدلي سكرتير اللجنة العلمية تقريراً حول اقامة المؤتمر وتحضيرات هذه اللجنة لعقد المؤتمر والمقالات التي وصلت هذه اللجنة.

وقد ألقى سكرتير المؤتمر الرئيس السابق محمد خاتمي كلمة بمناسبة عقد المؤتمر أكد فيها أن عالم اليوم ينقسم الى قسمين: العالم النامي والعالم في طريق التنمية.

وأضاف: يعتقد البعض أن التنمية الغربية قد وصلت الى التكامل وأن الانسان الغربي هو أنموذج للتنمية والتطور، وتصبح القضية كارثية عندما يؤمن المسؤولون الغربيون بذلك، حيث تعود طبيعتهم الاستعمارية للظهور ويتابعون سياستهم في إذلال وتحقير الشعوب والحضارات الأخرى، الأمر الذي سيخلق المزيد من الكراهية والحقد ضد الغرب وظهور حركات متطرفة معادية لكل ما هو غربي.

وتابع السيد محمد خاتمي قائلاً: إن التنمية هي حركة انسانية خاضعة للزمان والمكان وتتأثر بالنماذج المتوفرة لدى الحضارات والثقافات الأخرى، منوهاً الى أن أنموذج التنمية يجب أن لا يكون تقليداً أعمى للنماذج الأخرى، لأن كل أنموذج يتبع الظروف التأريخية التي يمر بها.

وحول العلاقة بين التنمية وأفكار الامام الراحل وبين الاسلام والتنمية، قال السيد خاتمي: إن الامام الراحل لم يكن منظراً في مجال التنمية وإنما كان قائداً وزعيماً لنهضة كبرى وأسس لنظام جديد محل النظام القديم.

وأضاف: إن الامام الراحل كان عارفاً وحكيماً وفقيهاً وسياسياً عالماً بظروف زمانه، وإن أفكاره بينت للعالم أن جذور هذه الأفكار تمتد الى العرفان والسلوك. وعبر هذه الأفكار فإن الانسان يسعى الى السعادة لأنه يستحقها.

وأضاف خاتمي: بالرغم من أن الامام الراحل كان عارفاً، إلا أنه لم يكن عارفاً سلبياً، حيث لم يكن الامام الراحل متجاهلاً لحياة المعيشية للانسان العادي وكان يولي أهمية كبيرة ويشعر بالقلق لأسلوب حياة هؤلاء، لهذا نرى الامام الراحل يقف في مواجهة الأنظمة الفاسدة مثل نظام بهلوي. ولذلك فقد دعا الامام الراحل الى سيادة النظام الجمهوري لأن هذا النظام يعتمد على آراء الشعب في جميع أركانه.

واستطرد: إن النظام الذي كان يتطلع اليه الامام الراحل لاستقراره، هو نظام يسود فيه المواطن ويعتمد على رأي الشعب، وأن أصحاب السلطة مسؤولون أمام الشعب. وهو نظام يدعو الى حرية الفكر، والتنمية والتوزيع العادل للثروة والاكتفاء الذاتي والازدهار.

وأضاف خاتمي: إن المجتمع النموذجي الذي كان يتطلع اليه الامام الراحل هو مجتمع مستقل يستند على المعنويات والأخلاق. كما كان الامام الراحل يتطلع الى حرية الرأي والرأي الآخر والمساواة بين الجميع أمام القانون ومكافحة التخلف وتحقيق الاستقلال.

وبعد كلمة السيد خاتمي، حضر أعضاء هيئة الرئاسة على المنصة وهم الدكتورة زهراء مصطفوي بنت الامام الخميني ومحمد الحمد مساعد وزير التعليم والتربية السوري وسيد سراج الدين الموسوي والدكتورة مقدم والدكتور امريكا مافكوم من البرازيل.

هذا وقد قدم كل من الدكتور فرشاد مؤمني والدكتور شهرام نيا والدكتور محمد رضا تاجيك والدكتور مدحت حماد من مصر والدكتور قاضي زادة والدكتور حبيبي والدكتور شجاعي زند والدكتور توفيق شومان من لبنان والشيخ خسرو بناه والدكتور جيامبا من زامبيا مقالات حول التنمية في رؤية الامام الخميني والبنى التحتية للتنمية في الثورة الاسلامية والتنمية السياسية في ايران في ظل العولمة ودور الدين في التنمية وأساس التنمية في رؤية الامام.

وفي آخر الاجتماع ألقى حفيد الامام الخميني حجة الاسلام السيد حسن الخميني كلمة حول الامام الخميني ودوره في التنمية والدين.