تحرير فلسطين القضية الأساس للعالم الإسلامي

2011-08-23

إذا أردنا الرؤى ووجهات النظر العظيمة لقائد مسلمي العالم، سماحة الإمام الخميني(قدس سره الشريف) حول قضية فلسطين، بكونها حقيقة مسلّماً بها والتي يجب أن يسلم فيتطلب الأمر منا أن نعترف بلا ترديد، وأن تصرخ في العالم أجمع أن قضية فلسطين، وتحرير أولي قبلتي مسلمي العالم والقدس العزيزة التي هي معراج نبي الإسلام العظيم محمد(ص)، من أولى قضايا العالم الإسلامي وأهمها، ولهذا فإن هناك ارتباطاً وثيقاً بين القضية المذكورة والثورة وإيران وشعبنا المسلم، ودون أدنى تردد تعتبر القضية جزءاً مهماً من الأهداف السامية والمقدسة للثورة الإسلامية.

لذا فإن موقف الإمام الخميني (رضوان الله عليه)، يستوجب الدراسة والتأمل، ففي تلك السنين الشاقّة من النفي والكفاح ضد النظام الاستبدادي الملكي، كان يعلن أنّ قضية فلسطين على رأس مصائب المسلمين: (أنظروا إلى قضية إيران وما يجري فيها من مآس ومصائب وتدمير، وها هي فلسطين التي تقع مصيبتها على رأس المصائب)[1].

المسألة الطريفة والمهمة جداً، والتي تجب الإشارة إليها، هي أنّ هناك الكثير من المحافل الدولية والإقليمية، ودول ومراكز مختلفة، تقول: (وبعد مرور أكثر من أربعين عاماً على تأسيس الكيان الغاصب، واحتلال فلسطين، توصّلوا إلى هذه المعادلة، بما أنّ إسرائيل عضوا في منظمة الأمم المتحدة، وقد اعترفت المنظمة وبعض الدول بعضويتها، فإن لها حق الحكم، والاعتراف بها شيء لا يقبل الإنكار).

وعلى ضوء هذا النمط من التفكير، فإن الأراضي التي احتلّت لحد العام (1967م) متعلقة بالصهاينة، وإذا قُدّر وأن أقيمت دولة باسم فلسطين، فيجب أن تكون خارج حدود الأراضي المذكورة.

وعلى الرغم من أنّ الصهاينة الغزاة لا يتقبّلون هذه الفكرة التساومية أيضاً فإن الإمام الخميني (رضوان الله عليه) خالف هذه النظرية وبما تملك من قدرة(أو في الواقع لنقل: هذه الخدعة)، وكل اعتقاده وتأكيده هو أن لا يبقى حتى ولا شبر واحد من أرض فلسطين في أيدي المحتلين، بل يجب إنقاذ الأرض الفلسطينية بكاملها من مخالب الغاصبين وتطهيرها من دنس العناصر الصهيونية، وبناءً على هذا فليس للصهاينة أية حقوق في الأرض الإسلامية فلسطين. وقد أشار سماحته إلى ذلك بشكل صريح، خلال المقابلة الصحفية التي أجرتها مجلة (دير اشبيغل) الألمانية معه قائلاً: (نحن لا نعترف بأي حق لإسرائيل في الوجود).

وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقي سماحته على عقيدته تلك بعزم راسخ، مؤكداً وجوب إزالة إسرائيل من الوجود وتحرير فلسطين، وقد صرّح متفائلاً:

(عندما بدأنا الخوض في هذه الأمور وسلكنا درب الكفاح، كانت إحدى أهم قضايانا، محو إسرائيل من الوجود).

فإغلاق السفارة الإسرائيلية في إيران من الأيام الأولى لانتصار الثورة الإسلامية وسقوط الشاهنشاهية، وإهداء أبنية السفارة الإسرائيلية للفلسطينيين، كان من جملة الخطوات العملية لوضع أفكار الإمام الفقيد موضع التنفيذ في إيران الإسلامية؛ لأن محاربة النظام الغاصب والسعي لاقتلاع جذوره كانا من الأهداف الثابتة والمسلّم بها والتي كان القائد الراحل منذ عشرات السنين يؤكدها، وبعد انتصار الثورة الإسلامية أيضاً.

(إنّ مسؤولي إيران المحترمين وشعبنا والشعوب الإسلامية لا يمكنهم الكف عن محاربة هذه الشجرة الخبيثة واقتلاع جذورها، وبعون الله تعالى والأفراد المسلمين والقوة المعنوية لأمة حزب الله في أرجاء المعمورة، سنجعل إسرائيل تندم على ما ارتكبته من جرائم، وسنحرر الأرض الإسلامية المغتصبة من مخالبها)[2].

وفي رسالة البراءة التي وجّهها سماحته إلى مسلمي العالم في الحج، أكّد هذا المصداق أيضاً، حين تفضّل بالقول:

(صرخات البراءة التي نطلقها، هي صرخات براءة الشعب اللبناني والفلسطيني وكل الشعوب والبلدان الأخرى، التي تنظر إليها قوى الشرق والغرب بعين الطمع وبالخصوص أمريكا وإسرائيل، مغتصبة خيراتهم ومنابعهم, فارضة عليهم عملاءها ومرتزقتها, وعلى بعد آلاف الكيلومترات غرسوا مخالبها في أراضيهم, واحتلّت حدودهم البرية والبحرية).

ـــــــــــــــ

[1] بيان بمناسبة الدعوة للدفاع عن فلسطين ـ صحيفة (نور) ج1 (19/8/1351هـ.ش).

[2] (منشور انقلاب) ـ مرداد/1366 الموافق الأول من ذي الحجة الحرام 1407هـ.ق.