يوم القدس العالمي والصحوة الإسلامية المعاصرة

2011-08-24

يتصدر دور الشعوب الإسلامية والعربية في استعادة الحقوق المغتصبة وتحرير الأراضي المحتلة من قبل الكيان الصهيوني منذ عام 1948 إلى يومنا هذا، يتصدر أحداث العالم مرة أخرى وذلك بعد اثنين وثلاثين عاما من إعلان الإمام الخميني (قدس سره) يوم القدس العالمي بعد اعتداءات الطائرات الصهيونية على مواقع المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان عام 1979، أي بعد أشهر من انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية.

منذ ذلك التاريخ لحد الآن طرحت تساؤلات كثيرة في العالم الإسلامي حول أهداف احتلال فلسطين والقدس الشريف ومنطقة سيناء المصرية وأقسام مهمة وإستراتيجية في الأردن وسوريا ولبنان من قبل العدو الصهيوني .

إن الشعوب الإسلامية ومن أجل الثورة على هذا الواقع المر، حشدوا أبنائهم الغيارى على التطوع في منظمات التحرير من أجل تطهير الأراضي الفلسطينية المحتلة من براثن الاحتلال الصهيوني وأن هذه الشعوب مستعدة للحؤول دون تكرار مثل هذا الوضع مستقبلا، وليأخذ الأمريكيون والأوروبيون والمجاميع الإرهابية المجرمة العبر والدروس من هذه القضية وليعلموا تداعيات الاعتداء على کل شبر من الأراضي العربية والإسلامية .

ومن الممکن أن يتصور البعض بأن هناك مبالغة في وصف بعض هذه الاستنتاجات وأنها بعيدة عن الواقع .

إن الثورات الشعبية التي اندلعت في المنطقة العربية قبل عدة أشهر، قد أطاحت بالأنظمة الإقليمية التي كانت تتعاون وتنفذ المشاريع الأمريكية والصهيونية في الشرق الأوسط، في وقت كان يتصور الكثير بأن هذه الأنظمة ستتربع على كرسي الحكم إلى الأبد .

لقد عززت الثورات الشعبية في المنطقة انطباعا بين عموم الأمة الإسلامية أنه بالإمكان اجتثاث العدو الصهيوني وإزالة هذا الكيان المزيف شريطة أن تفرض الشعوب الحرة وأبناء الصحوة الإسلامية الواعية المعاصرون إرادتهم ومطالبهم على موقف عربي رسمي متهم بالتقاعس والاستسلام طيلة العقود المنصرمة .

إن الأحداث الأخيرة في القاهرة والإسكندرية وسائر المدن المصرية وكذلك في فلسطين والدول العربية والإسلامية، تلوح بتقارب موعد النهضة والثورة الشعبية من أجل الكفاح التحرري والمقاومة أمام الكيان الصهيوني.

لقد فرض الكيان الصهيوني على الأمة الإسلامية بإستراتيجية أميركية أوروبية وأن الغرب لم يأل جهدا لإبداء دعمه الأعمى لإسرائيل وجرائمه العلنية في انتهاك صريح لكافة الأعراف والقرارات الدولية.

هذا وتستغل أميركا وحلفاءها الغربيون هذه القرارات وفقا لسياساتهم من أجل الضغط على إيران وسوريا والمقاومة الفلسطينية ولبنان.

وفي ظل هذه الظروف فإن العالم سيشهد في غضون الأيام القادمة خاصة في يوم الجمعة المقبل أي الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك (يوم القدس العالمي) حركات واسعة من قبل الشعوب العربية والإسلامية.

ومن جهة أخرى يجب الأخذ بنظر الاعتبار أن الكيان الصهيوني وباعتداءاته الجوية الأخيرة على مصر وغزة قد أثار غضب الفلسطينيين والمصريين وقد ارتكب حماقة عسكرية وهذا ما يكشف النقاب عن مدى تخبط هذا الكيان وربما يشعر بأنه قد اقترب موعد انهياره استنادا إلى كلام الإمام الخميني الراحل (قدس سره).