تيتزيانا جاوار ديني: لقد أوضح قائد إيران في رسالته، بلغة بسيطة وصادقة، ما أثار الخوف والرعب في نفوسنا، ولهذا فأنا أسمّي هذه الرسالة بـ " رسالة الحقيقة "

عندما قرأت رسالة آية الله الخامنئي شعرت بأن أباً يتحدث إلى أبنائه تيتزيانا جاوارديني، كاتبة وصحافية ايطالية بارزة كرست الكثير من وقتها ونشاطها، لتسليط الضوء على قضايا العالم الإسلامي والوقوف على أبعاد العلاقة بين الإسلام والغرب . وفي هذا الصدد كانت لها تغطية إعلامية ملفتة حول رسالتي سماحة القائد الإمام الخامنئي إلى الشباب في أوروبا وأميركا الشمالية، حفلت بها الصحافة الايطالية سيما صحيفة " La Republica " الواسعة الانتشار .

وتقول السيدة جاوار ديني: أننا في اوروبا نواجه ظروفاً مؤلمة وحزينة . وان قائد إيران أوضح في رسالته بلغة بسيطة وصادقة، ما أثار الخوف والرعب في نفوسنا، ولهذا أطلق على هذه الرسالة اسم "رسالة الحقيقة " .. الذين لا يريدون مواجهة الحقيقة، هم وحدهم الذين يتجاهلون هذه الرسالة .

وترى جاوار ديني أن الفارق بين هذه الرسالة والرسالة الأولى لسماحة القائد، هو أن الرسالة الثانية تتسم بصراحة أكبر، موضحة: لقد رأيت هذه الرسالة تتسم بصراحة أكبر، ويمكن مشاهدة ذلك بكل وضوح . وان باستطاعتنا من خلال هذه الرسالة أن نتعرف جيداً على معاناة الأوروبيين اليوم والأسباب التي تقف وراء ذلك .

وحول مشاعرها وانطباعاتها باعتبارها احد المخاطبين بهذه الرسالة، تقول الباحثة جاوار ديني: عندما أقرأ هذه الرسالة أشعر بأن أباً يتحدث إلى أبنائه .. أنها رسالة في غاية الصدق والإخلاص .. لقد سبق لي أن تناولت الرسالة الأولى لقائد إيران بالبحث والتحليل ونشرت ذلك في الصحافة الايطالية .

 

وتشير الكاتبة الايطالية إلى أن رسالة سماحة القائد الأولى سوف تبقى خالدة في التاريخ، مضيفة: سوف تبقى هذه الرسالة خالدة في التاريخ . ففي الوقت الذي يحاول معظم الساسة الأوروبيين تبرير سياساتهم ، من خلال إثارة المخاوف من الإسلام وخلق عدو مشترك، فأن هذه الرسالة تعد بمثابة موقفاً بارعاً وخلّاقاً .. لقد أزاح آية الله الخامنئي الستار عن الغموض والإبهام الذي تحاول وسائل الإعلام الغربية استخدامه للتمويه على حقيقة الإسلام، ولفت الأنظار إلى الإسلام الحقيقي. ولهذا أعتبر هذه الرسالة رسالة تاريخية، لأنها سوف تبقى خالدة في التاريخ .

وحول الرسالة الثانية لسماحة القائد، تقول جاوار ديني: لقد حملت رسالة آية الله الخامنئي الثانية العديد من الإرشادات والتطمينات للشباب الأوروبي، التي كانت مدعاة لتهدئتهم في ظل الأوضاع الحساسة والمثيرة للخوف والرعب السائدة في العالم . خاصة بالنسبة لنا نحن الأوروبيين الذي يستهدفنا الإرهابيون في عقر دارنا . وقد أشار سماحته إلى الأحاسيس والمشاعر التي عمّت أوروبا عقب أحداث باريس، وتعتبر اليوم في غاية الأهمية نظراً لمشاعر الخوف من فقدان الحرية التي كنا نتمتع بها في السابق، والتي لا تختلف عن مشاعر الخوف والرعب التي يعيشها الأطفال والناس كل يوم في عدد من بلدان الشرق الأوسط .

وتتابع: صحيح أن الصحافة الايطالية مطالبة اليوم بوضع حد لمشاعر الخوف والرعب في المجتمع . ولكن ينبغي للشباب أيضا أن يتعرف على حقيقة الإسلام، ذلك انه لا يوجد فصل واضح وسليم بين داعش والإسلام في أوروبا . ولهذا ليس من السهل على غير المسلم الاقتناع بأن الإسلام دين السلام. وكوني أعمل في الصحافة فإنني أتحمل مسؤولية تقديم معلومات صحيحة عن الإسلام إلى القرّاء .

وتذكر الكاتبة الايطالية بأنها بصفتها صحافية مستقلة، بادرت إلى إعادة نشر الرسالة على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى التعبير عن آراءها وانطباعاتها في العديد من المقالات والمقابلات الصحفية . وترى أن ثمة محاولات مشبوهة لتغييب الرسالة من المواقع الإعلامية والحد من انتشارها والاهتمام بها، ولا يخفى أن الكثيرين لا يروق لهم توعية الشباب الأوروبي والوقوف على حقيقة الإسلام، خاصة وأن الرسالة أشارت بوضوح إلى تورط الولايات المتحدة وإسرائيل في تأجيج مشاعر الكراهية والعداء للإسلام والمسلمين .

وتؤمن جاوار ديني بأن أفضل الطرق للتعريف بالرسالة يكمن في نشرها على المواقع الاجتماعية، كي يتسنى تداولها على نطاق واسع بين المستخدمين لهذه المواقع، والتعرف على محاورها وموضوعاتها . وتوضح بأنها أرسلت نص الرسالة مع تحليل لمضامينها، إلى عدد من الصحف الايطالية لنشرها، غير أن هذه الصحف امتنعت عن نشر الأخبار الخاصة برسالة الزعيم الإيراني .

وتخلص الكاتبة والصحافية الايطالية للقول: أن كل من يحاول أن يجد ثمة علاقة بين الإسلام والجماعات الإرهابية، لاشك أنه يجهل الإسلام . وفي رسالة الزعيم الإيراني كانت واضحة تماماً براءة الإسلام من أعمال العنف والإرهاب . فليس من المعقول أن يقوم من يؤمن بأي دين بمثل هذه الأفعال . وهل يعقل أن يأمر الدين الذي يؤمن بالسلام أتباعه بقتل الآخرين ؟ . أن الإسلام بريء مما يقوم به هؤلاء القتلة . أن الذي لا يعرفه الناس هو أن الإسلام أولى ضحايا ما يقوم به هؤلاء المجرمون . ليس لهؤلاء دين، وأن كل ما يقومون ذو دوافع سياسية فحسب . ويجب أن لا يغيب عن الأذهان أن الإسلام ينتشر اليوم على نطاق واسع في أوروبا، وقد شهدت ذلك عن كثب في ايطاليا . ومثل هذا يحتم على الحكومات الغربية أن تعمل على تمهيد الأرضية للتعرف أكثر فأكثر على الإسلام والإحاطة بثقافته . ومما يذكر في هذا الصدد أن ثمة مدارس في ايطاليا تقوم بتدريس الأديان، يعمل فيها أساتذة وباحثون من جنسيات مختلفة .

المصدر: وكالة أنباء التقريب (تنا)