نائب الأمين العام لحزب الله أكد نائب الأمين العام لحزب الله أنه "لا يمكن أن يكون الخلاف السياسي يومًا خلافًا مذهبيًا، وفي كل المنطقة لا يوجد خلاف مذهبي أبدًا". وأوضح أن "الخلاف هو خلاف سياسي بين مشروعين: مشروع أمريكا و"إسرائيل"، هذا هو الخلاف ولا يوجد خلاف سني شيعي"، وأشار إلى أن جريمة إعدام الشيخ النمر وصمة عار لا يمكن أن تمحى عن هذا النظام السعودي.

وبحسب موقع "العهد"، فقد أضاف نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: "لقد نجحنا في لبنان في وأد الفتنة السنية الشيعية، بينما كان الكثيرون يتحدثون عن خطر يمكن أن ينشأ من لبنان تحت عنوان الفتنة، فتبيَّن أن لبنان صمد ولم تحصل فتنة على الرغم من كل التعقيدات والصعوبات والظروف الداخلية والإقليمية المحيطة، وإذ بنا نرى أصوات المفتنين تتلاشى وتذهب أدراج الرياح ولا تحقق أهدافها وأبعادها".

وقال الشيخ قاسم "السعودية اليوم تلعب دور تخريب المنطقة وزعزعة استقرارها، وهي التي رعت الإرهاب التكفيري فكرًا وسلوكًا ودعمًا ماليًا وسياسيًا وعسكريًا ونشرت هؤلاء في منطقتنا، ووفرت لهم منظومة الحماية الدولية والإقليمية وكل أشكال الدعم التي يحتاجها هذا الاتجاه الإرهابي التكفيري"، وأضاف "إذا كنتم تعتبرون أنكم تتصرفون بحكمة فجاهروا ولا تخافوا، ولكنهم يخافون من الكلمة، يخافون من الشيخ المجاهد العلامة نمر النمر لأنه وصفهم بأعمالهم الشنيعة وقال كلمة الحق، لكنهم لم يتحملوا كلمة فأعدموه، وهذا الإعدام وصمة عار لا يمكن أن تمحى عن هذا النظام السعودي".

وسأل الشيخ قاسم "إذا كان هذا النظام (السعودي) يعتبر نفسه حاميًا للمسلمين فليظهر لنا كيف يواجه الاحتلال "الإسرائيلي" وكيف ينقذ الفلسطينيين"، وقال "هذا النظام يحمي قُطاع الطرق والرؤوس، يحمي أولئك الظلمة الذين يتحكمون بالناس، هذا النظام هو الذي يدمّر اليمن من دون أي مبرر مقنع لا أخلاقي ولا فكري ولا ديني ولا سياسي، تحت عنوان أن اليمن لا يريد أن يسير تحت قرار السياسة السعودية"، وأضاف: "أليس اليمن دولة مستقلة ولها الحق أن تختار؟ ثم بعد ذلك يلبسون اللباس العصبي المذهبي يحرضون تحت عنوان أنهم حماة السنة في العالم في مقابل الشيعة".

وفيما أكد أنه "لا يوجد معركة سنية شيعية بالأصل، معركة فلسطين لا علاقة لها لا بالسنة ولا بالشيعة، معركة سوريا لا علاقة لها بالمذاهب، في ليبيا واليمن والمناطق المختلفة الصراع سياسي وليس مذهبيًا"، قال "في الوقت نفسه نرى لقاءات بين مسؤولين "إسرائيليين" وسعوديين تجري في الخفاء وفي العلن بعناوين مختلفة لتثبيت التطبيع مع الكيان الصهيوني"، وسأل الشيخ قاسم "أليس الأجدى أن تتعاون السعودية مع إيران؟ ما الذي فعلته إيران مع السعودية؟"، مضيفاً "منذ أن نشأت الجمهورية الإسلامية الإيرانية حتى الآن وهي تتلقى الضربات من السعودية وغيرها في المنطقة، تارةً عن طريق صدَّام لمدة ثماني سنوات لإزالة النظام في الجمهورية الإسلامية وأخرى عبر دعم الحركات المختلفة التي تقوم بأعمال إجرامية في المناطق المتنقلة وثالثًا عبر ضرب سوريا واليمن وإيذاء هذا الواقع الإقليمي الموجود".

 

مدّ اليد لإيران مصلحة لكل المنطقة

ودعا الشيخ قاسم "إلى مدّ اليد لإيران فهذه مصلحة لكل المنطقة وليس لإيران فقط"، وأضاف "إذا كان يظن البعض أنه يمكن أن يتجاوز الحضور الإيراني النبيل والمؤثر والقوي في المنطقة فهو واهم، لا خيار لكم إلاَّ أن تتعاونوا مع إيران لتكونوا أقوى، وإذا لم تتعاونوا معها فأنتم الأضعف والعالم يذهب وراء إيران ليستجدي علاقة معها وقوة منها وستكون هي الرابحة وأنتم الخاسرون".

 

اتفاق الزبداني ومضايا والفوعا وكفريا

وفي سياق آخر، قال مساعد الأمين العام لحزب الله "سمعنا في الأيام الماضية شكاوى مزيفة عما يجري في بلدة مضايا السورية، ونحن معنيون كمقاومة كما سوريا لأنه جرى منذ حوالي السنة تقريبًا اتفاق برعاية سوريا وتعاون من المقاومة على أن تحل مشكلة الزبداني ومضايا في مقابل بلدتي الفوعا وكفريا"، وأضاف "تمَّ نص اتفاق كامل برعاية الأمم المتحدة، وهذا الاتفاق ينص على مراحل متعددة أولها وقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر وبعدها يجري إخلاء الجرحى والمصابين من الطرفين، ثم تصل المسألة إلى الإفراج عن كل الموجودين في داخل الزبداني مقابل الإفراج عن 10 آلاف مواطن موجودين في الفوعا وكفريا مع إدخال التموين والمواد الغذائية للمناطق الأربعة، ثم بعد إنجاز هذا الاتفاق يجلس الأطراف مع بعضهم بعضاً ليروا هل هناك مرحلة ثانية يمكن إنجازها لمصلحة هذه الأطراف"، وشدد على أن "الذي أخَّر تنفيذ هذا الاتفاق هو الطرف الآخر، والذي جعل الإفراج عن الجرحى مؤخرًا ثلاثة أشهر عن موعد تنفيذ الاتفاق هو الطرف الآخر مع رعاته الإقليميين". وخلص إلى القول "نحن ملتزمون وننفذ بشكل كامل ولكن العبرة في الطرف الآخر هم الذين لا ينفِّذون".

وتابع الشيخ قاسم قائلاً "نحن مطمئنون أن أدائنا أداء يأخذ بعين الاعتبار الاستقامة والمصلحة وسنستمر في حماية مصالح شعبنا وأمتنا وسنعمل دائمًا على توفير الدماء إلى أقصى حد ممكن، ونحن طالبنا دائمًا بالحل السياسي في سوريا كبديل، ولكن إلى الآن الطرف الآخر هو الذي يؤخر ويجرجر بهذا الحل السياسي"، مردفاً "إن شاء الله تعالى تحل مشاكل المنطقة بالسياسة وهذا أوفر وأفضل للجميع، وإن لم يكن ذلك فنحن حاضرون للدفاع بعز وكرامة حيث يجب ذلك".