جديد وهام

 

الإمام القائد حفظه الله تعالى يجيب بشكل واف على أسئلة حول فلسطين

 

3. من الواضح ان الصهاينة استطاعوا تحقيق نجاحات متعددة من اجل تكريس وجودهم في فلسطين فقد اسسو دولة واخترقوا الكثير من حكومات المنطقة وصار العالم يهابهم فما هي تلك الاساليب الشيطانية التي اتبعوها من اجل الوصول الى مآربهم الشيطانية ؟

 

لقد قام التسلط الصهيوني الغاصب على فلسطين، على ثلاثة أسس، هي:

أولاً: استخدام اسلوب الشدّة والقسوة مع العرب، حيث اتسّم اسلوب تعاملهم مع أصحاب الأرض الأصليين بالعنف والهمجية، وبعيداً عن كل أساليب اللين والمرونة.

ثانياً: الكذب على الرأي العام العالمي، وقد اتخذ اسلوب الكذب هذا طابعاً مثيراً للدهشة. ومارسوا أساليب الكذب والتضليل قبل اغتصابهم لأرض فلسطين وبعده، حتى أن الكثير من الرأسماليين اليهود صدقوا تلك الأكاذيب، بل إنهم خدعوا بها أشخاصاً كالكاتب والفيلسوف الاجتماعي الفرنسي “جان بول سارتر” الذي كُنا في أيام شبابنا ولهين به وبأمثاله؛ فهذا الفيلسوف ألّف كتاباً قرأته قبل ثلاثين سنة كتب فيه “شعب بلا أرض، وأرض بلا شعب”. أي أن اليهود كانوا شعباً بلا أرض وجاءوا إلى فلسطين التي كانت أرضاً بلا شعب. كيف يدعي أنها كانت أرض بلا شعب؟ بل كان فيها شعب يسكن ويعمل، وهناك شواهد كثيرة تثبت هذا الرأي. فقد ذكر أحد الكتاب الأجانب أن أراضي فلسطين كانت تغطّيها مروج خضراء على امتداد البصر من مزارع الحنطة. فكيف يزعم أنها أرض بلا شعب؟! لقد صوّروا للعالم وكأن فلسطين كانت أرضاً بائرة وبائسة ومهجورة، وهم جاءوا وعمرّوها. هذا هو الكذب على الرأي العام.

حاولت تلك الجماعة أن تصور نفسها على الدوام وكأنّها مظلومة، ولازالت تتبع هذا الاسلوب في الوقت الحاضر. فالمجلات الأمريكية مثل مجلتي “التايم” أو “نيوزويك” اللتين أراجعهما في بعض الأحيان، إذا وقعت أدنى حادثة لعائلة يهودية، تسارع إلى نشر صور وتفاصيل وعمر القتيل وتضخّم مظلومية أطفاله، ولكنها لا تشير حتى بأدنى أشارة إلى مئات وآلاف المآسي والمصائب التي تحل بالشباب الفلسطينيين، والعوائل الفلسطينية، والأطفال الفلسطينيين، والنساء الفلسطينيّات في داخل الأرض المحتلّة وفي لبنان!

ثالثاً: اسلوب الاتصالات وتكوين العلاقات والتواطؤ وممارسة الضغوط، وهو ما يسمونه باللوبي. ويقوم هذا الاسلوب على مبدأ الاتصال والتفاوض مع الساسة والمثقفين والكتاب والشعراء واستمالتهم إلى جانبهم والتواطؤ معهم. وهذه هي الأساليب الثلاثة التي استطاعوا بواسطتها الاستيلاء على هذا البلد.

وفضلاً عن كل ذلك فقد وقفت القوى الأجنبية إلى جانبهم؛ وأهم تلك القوى هي بريطانيا والأمم المتحدة. وقبل الأمم المتحدة عصبة الأمم التي أنشئت بعد الحرب لإقرار ما يُسمى بقضايا السلام. وحصل الصهاينة دوماً على دعم تلك القوى، إلاّ في حالات معدودة. ففي عام 1948 أصدرت عصبة الأمم قراراً قسّمت بموجبه فلسطين بدون أي سبب، وأعطت لليهود سبعة وخمسين بالمائة من أرض فلسطين، في حين لم يكن لهم قبل ذلك التاريخ سوى خمسة بالمائة منها. ثم إنهم أقاموا دولة هناك وأخذوا يشنون الهجمات على القرى والمدن والبيوت وعلى المواطنين العزّل الأبرياء. إضافة إلى أن الدول العربية قصّرت بعض الشيء. ثم وقعت بعد ذلك عدة حروب؛ ففي حرب 1967 استطاع الإسرائيليون أن يحتلوا بمساعدة أمريكا والدول الأخرى مساحات من أراضي مصر وسوريا والأردن. وبعد حرب عام 1973 استطاعوا بمساعدة تلك القوى أن يكسبوا نتيجة الحرب لصالحهم ويستحوذوا على أراضٍ أخرى.