جديد وهام

 

الإمام القائد حفظه الله تعالى يجيب بشكل واف على أسئلة حول فلسطين

 

14. ضرورة استراتيجية إعلامية موحدة

من الضروري وضع مخطط أساسي لاستراتيجية إعلامية في مواجهة الصهاينة الغاصبين، فلا يكفي أن نلجأ إلى أسلوب تكتيكي في توضيح جانب من المظالم حيث سنحت الفرصة لذلك، بل لابد من تحديد استراتيجية إعلامية عامة مشتركة على مستوى العالم الإسلامي والعمل بها.

إننا لا نملك وسائل الإعلام العملاقة في العالم، بيد أن ما لدينا ليس بالقليل، فعلينا استثمار ما لدينا من ثروة ورصيد يزخر بهما العالم الإسلامي بأقصى ما يمكن، والجميع مسؤولون ومكلفون على هذا الصعيد، مثقفين وسياسيين وشعراء وكتّاب وفنانين وجامعيين، فهؤلاء جميعاً من الطبقات ذات التأثير وبوسعهم رفد الإعلام بشكل صحيح. وإنكم حيث اجتمعتم هنا فإن اجتماعكم هذا يعد حدثاً عظيماً، وبإمكانكم أن تجعلوا من هذا الاجتماع منطلقاً لحركة إعلامية منسجمة تشمل العالم الإسلامي بأسره، وذلك عمل يسير، فلِمَ لا نستثمر قدراتنا الذاتية؟!

هنالك الكثير من الكتاب والمثقفين في العالم الإسلامي يبدون احتجاجهم على رؤساء بعض الدول الإسلامية والحكومات التي لا تتخذ الموقف اللائق تجاه الصهاينة ويسائلونهم: لماذا لا نستخدم النفط وسائر ثرواتنا السياسية لمواجهة الصهاينة؟! وهذا ـ بطبيعة الحال ـ اعتراض وارد ومؤاخذة صائبة، ولكن يصح في نفس الوقت إثارة التساؤل التالي في أوساط المثقفين والكتاب والجامعيين وهو: لماذا لا تتم الاستفادة من الثروة العلمية والثقافية الهائلة كما ينبغي؟ فلربما تترك قصيدة من الشعر أثراً تعجز عنه أموال وثروات طائلة، فذات يوم أنشد شاعر فلسطيني قصيدة عام 1967 أو 1968 لهبت قلوب العرب، فرُبّ أسلوب إعلامي حاذق أو تحرك إعلامي منسق يفوق في تأثيره إغلاق أنابيب النفط.