نقل مراسل وكالة أنباء أسيا في بغداد أحمد الساعدي معلومات مثيرة عن الجنرال قاسم سليماني، وذلك في حوار مع أحد ابرز معاوني القائد الإيراني.

ومما جاء في كلام القائد الإيراني مع الساعدي: كثيرة هي الشخصيات التي تعمل سراً في المواجهات ضد قوى التكفير والإرهاب، فمحور المقاومة الممتد من إيران واليمن والعراق مروراً بسوريا ولبنان وصولا إلى فلسطين المحتلة، وهو المحور الذي تمكن من إحباط مشاريع قوى الاستكبار على مدة ثلاثة عقود من الزمن، يمتلك الكثير من القادة الذين عملواً في فترة طويلة سراً، وهو أمر تفرضه متطلبات العمل العسكري.

ويتابع المتحدث الإيراني فيقول للساعدي: مرتضى حسين بور شلماني أو "حسين قمي"، أحد القادة العسكريين في صفوف الحرس الثوري الإيراني الذي كان يعمل بصمت وبعيداً عن أضواء الإعلام كما تقتضيه الظروف خصوصاً بالنسبة للعسكريين.

حسين قمي هو الإسم الحركي الجهادي، ويبلغ من العمر 32 عاماً، متزوج وله ولد، وهو قائد كبير ومحنك، حتى أن قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني لما بلغه نبأ استشهاد "قمي"، وصف الحادث بأنه "خسارة كبيرة"، مضيفاً "أتمنى لو كنت قد أستشهدت وبقي حسين على قيد الحياة"، ما يعكس أهمية هذه الشخصية في محور المقاومة في الصراع مع الجماعات التكفيرية.

ويقول المتحدث الإيراني أن " حسين قمي إستشهد  في 7 من آب/أغسطس عندما هاجم تنظيم "داعش" الإرهابي مواقع لفصائل المقاومة العراقية (كتائب سيد الشهداء) في بلدة "جمانة" قرب منطقة التنف، قرب الحدود السورية مع العراق، حيث تم أسر المقاتل الإيراني "محسن حججي" ليقوم التنظيم الإرهابي بعد ذلك بإعدامه .

ويقول "سيد رضا حسيني" أحد المقربين من الشهيد حسين قمي، إن "الأخير تولى قيادة قوات حيدريون (التي تضم فصائل عراقية مختلفة تقاتل في سوريا)"، مضيفاً أنه "تواجد في ساحات القتال ضد الجماعات التكفيرية لمدة أربع سنوات بين العراق وسوريا".

انضم حسين قمي إلى صفوف الحرس الثوري عام 2004، ودخل دورات تدريبية عسكرية في قاعدة الإمام علي بمدينة قم وسط البلاد، وبعد ثلاث سنوات اجتاز دورة خاصة بالضباط العسكريين.

ويضيف رضا حسيني إن "القائد حسين قمي ونتيجة لخبرته العسكرية وشجاعته المنقطعة النظير كان محط احترام ولها تأثير كبير على المجموعات العراقية التي تجاهد في سوريا والعراق"، منوهاً إلى أن "القادة العراقيين يتشاورون مع القائد حسين قمي قبل أن يشرعوا بأي عملية عسكرية بسبب الخبرة الفائقة".

وقد حث بعض القادة في محور المقاومة القائد "حسين قمي" على ضرورة أن يختار له مساعداً له بسبب ارتباطه العائلي، لكنه رفض وقال لهم إن "الموقف والواجب الشرعي يحتم عليه البقاء، وكل يعرف واجبه وعليه أن يعمل وفق ذلك".

 

حسين قمي مستقبل الحرس الثوري

ويرى خبراء عسكريون إيرانيون، أن "القائد الشهيد حسين قمي كان يوصفه بأنه مستقبل الحرس الثوري الإيراني"، واصفينه بأنه "حسن باقري في زمانه".

وحسن باقري الذي استشهد عام 1983 في خوزستان جنوب إيران، في مواجهات خلال الحرب العراقية الإيرانية، ويعدّ من أصغر القيادات العسكرية وأكثرها نبوغاً، على مدار الحرب، ذلك أنه وصل إلى رتبة عميد وهو في الـ26 من عمره، كذلك شارك في قيادة عمليات عسكرية ضخمة، ومنها «الفتح المبين»، و«بيت المقدس»، و«رمضان»، وهي من أكبر العمليات العسكرية التي شهدتها الجبهات الإيرانية، أوائل الحرب المفروضة جنوب البلاد.

ويعتبر الشهيد حسن باقري مؤسس وحدة الاستطلاع والعمليات التابعة للحرس الثوري، التي لعبت دوراً مهماً في إنهاء الحرب مع العراق.

ودفن الشهيد القائد حسين قمي في مدينة "لنغرود" التابعة لمحافظة جيلان شمال إيران، ومن المقرر أن تقام مراسم تأبين له بمناسبة مرور أربعين يوماً على شهادة في لنغرودها، ومن المقرر أن يلقي قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني كلمة في هذه المناسبة التي ستقام يوم الخميس المقبل في مدينة "شلمان".

 

استشهاده

بعدما شن تنظيم "داعش" الإرهابي في فجر يوم السابع من أغسطس الماضي، هجوماً بالسيارات المفخخة والانتحاريين على مواقع لقوات حيدريون العراقية قرب منطقة التنف، أصيب القائد حسين قمي بجروح في كتفه بقنبلة أطلقها مسلحو التنظيم الإرهابي.

وتقول مصادر مطلعة على صلة بفصائل المقاومة العراقية، أن "القائد حسين قمي رغم إصابته أدار المعركة بكل شجاعة حتى نهاية هجوم داعش"، مضيفة أن "خبرته العسكرية تمكنت من منع إيقاع خسائر كبيرة في صفوف القوات التي كانت ترابط في التنف".

وبينت المصادر أن "30 عنصراً من تنظيم "داعش" الإرهابي قتلوا خلال المواجهات العسكرية"، مشيراً إلى أن "القائد حسين قمي استشهد أثناء نقله إلى مستشفى ميداني".

وأصيب القائد حسين قمي بستة جروح خلال تواجده في العمليات العسكرية في سوريا والعراق، بحسب المصادر، منوهة إلى أنه "أصيب بجراح بالغة قبل أربعة أشهر من استشهاده وأثناء عملية في سوريا ..".

 

 المصدر / شام تايمز