أسبوع الوحدة الإسلامية، أحد ابتكارات الزعيم العالمي المبارك، روح الله الخميني - رحمه الله - منطلقا من تاريخي الولادة المشهورين عند أهل السنة والشيعة، وهما ۱۲ و۱۷ ربيع الأول، فأعلن بينهما أسبوع الوحدة الإسلامية، وفي إيران هذه الأيام تستعد مساجد أبناء المذهبين، والمؤسسات العلمية، والمدارس، لإقامة الاحتفالات المشتركة، والمؤتمرات العلمية حول المناسبة.

الإمام الراحل بهذا الابتكار استثمر الخلاف ليكون عامل قوة، ونقطة التقاء فكري وحضاري، وهو رد من الروحاني العاشق لنبي الرحمة على هواة الفتنة، الراغبين في شق صف المسلمين، فقد تحول التاريخ محل الخلاف، إلى فرصة تجمع عشاق النبي الخاتم (ص)، مع محاولة شذاذ من المتأسلمين؛ قطع العلاقة الروحية والمعنوية بجد الحسنين عليهم جميعا الصلاة والسلام.

أتابع أحيانا بعض الفضائيات وينتابني الأسى عندما أسمع البعض من أنصاف المثقفين، يكفرون أو يفسقون من يسعى في إحياء مولد المصطفى (ص)، مستندين لفتاوى شيوخ الوهابية، والتابعين لهيئة علماء آل سعود، وهم أنفسهم من يطلقون في الرياض الأسابيع الاحتفالية، والمؤتمرات الإحيائية لشخصية ابن تيمية الحراني (661 هـ - 728هـ/1263م - 1328م) التي أسست لتكفير كل فرق المسلمين، وكل أتباع الأديان الأخرى، باستثناء مجسمة الحنابلة، كما يحيون سنويا ذكرى مؤسس الوهابية السلفية الحديثة محمد بن عبد الوهاب.

أسبوع الوحدة الإسلامية، وبعد انتصار محور المقاومة الذي أسس له الإمام الخميني على داعش الوهابية بنسختها في العراق وسوريا هذا العام، يخاطب فكر الأمة وشعورها لتنتقل بجرأة، وتحول الواقع في اتجاه صالح الوحدة الإسلامية الكبرى، نداء الإمام لإحياء ميلاد النبي الأكرم في هذا الأسبوع المحمدي؛ نموذج لما ينبغي أن تتحلى به قيادات المسلمين العلمائية على وجه الخصوص لكي تكون منارات وحدة وإخاء، لا إقصاء وتنفير، همّها الترشيد والهداية، وإقامة العدل، ونشر روح الإحسان، وهي القيم الأساسية التي بعث من أجل إحيائها صاحب المناسبة الأعظم عليه وآله الصلاة والسلام.

هو دعوة صادقة من سليل الرسالة، تؤكد أبويته لكل الأمة الإسلامية، وحرصه (قدس سره) على المصلحة الإسلامية والإنسانية، وعلى وفائه لهذه الأمة، وليس من مخلص واع في العالم الإسلامي إلا ويمد يد المبايعة لهذا النداء الميمون.

 

 

عبد الرحمن أبوسنينة، كاتب فلسطيني

 

المصدر: وكالة رسا للأنباء